المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أمة واحدة.. وقبلة واحدة.. وهدف واحد


امين
05-12-2008, 02:32 PM
أمة واحدة.. وقبلة واحدة.. وهدف واحد

أمة واحدة، ورب واحد، ورسول واحد، وقبلة واحدة، وهدف واحد في الحياة، هل رأيت أقوى من تلك الأمة، وأعز نفساً، وأوثق رباطاً، وأمتن آصرة، إنها الأمة التي يجري في عروقها دماء القوة، وفي كيانها روح الهداية، وفي أعصابها بريق الإيمان، إنها الأمة التي اعتصمت بالله فعصمها الله، وتلاقت حول كتابه فهداها الله، والتفت حول شرعته فنصرها الله، فنفضت الهوان، وطرحت الذلة والضعة، وائتمرت بنداء ربها وسلكت طريق نبيها وسمعت نداء الوحي في أعماقها يردد النداء القدسي الذي يعصم من الزلل ويمنع من الفرقة: واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على" شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون (103) ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون (104) ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم (105) (آل عمران).
حبل متين، وهدف نبيل، وشرع قويم، التف حوله المؤمنون فأنقذهم من جاهلية عمياء، وعداوة سوداء، وانقلب أعداء الأمس إخواناً وأحباباً، وأضحوا أساتذة للبشرية وهداة للإنسانية يعلمونها الخير، ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، وأصبحت الأخلاق لهم سجية نفس، والطهارة طبيعة روح، والعزة شارة أمة، والقوة دماء عزيمة، والاتحاد لحمة مجتمع، والأخوة حياة رباط أمة، أمة الجسد الواحد والفكر الواحد، والدين الواحد، والمنهج الواحد.
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالحمى والسهر" ولاشك أن هذا التلاحم والترابط والتراص لايمكن أن يكون من صنع بشر، أو إيحاء إنسان، أو أثراً لمذهب أو فكرة أو عقل بشر، وصدق الله: لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم 63 (الأنفال) ولهذا يظهر عمل القدرة الإلهية في القلوب، وأثرها في النفوس، وأضواؤها في الضمائر، فكم يخسر المبطلون الذين بعدوا عن هذا الهدى وضلوا طريق الرسالة، إنهم أصبحوا اليوم مزقاً وأحزاباً وأوزاعاً كما كانوا أيام جاهليتهم وضياعهم، وما أصدق القرآن في تصوير هذا الموقف المذكر الموحي حين قال: واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض تخافون أن يتخطفكم الناس فآواكم وأيدكم بنصره ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون 26 (الأنفال).
ولهذا أمرنا الله أن نستمسك بهذا الوحي وهذا الدين وهذه الرسالة، وأن نحفظ هذا السر الذي من أضاعه ضل ومزق وتخطفته الرياح وصدق الله: إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون 159 (الأنعام)، فرقوا ففرق الله شملهم، وضلوا فجعلهم الله شيعاً وأحزاباً، وهذا ليس طريق المؤمنين ولاسبيل محمد ص، وإنما هو طريق الجاهلين الذين انصرفوا عن الهداية وعاندوا أنفسهم وطبيعتهم قبل أن يعاندوا الهداية، ولن يفلتهم الله سبحانه أو يهديهم طريقاً إلا طريق الضياع في الدنيا والعذاب في الآخرة، ولهذا دائماً ما يحذر القرآن من هذا الطريق الوعر، والدرب الشارد ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم 105 (آل عمران).
ولا نجد درساً بليغاً قد أكد القرآن عليه أفضل من هذا الدرس، لأنه يحمل في طياته رباط الدين وسياجه، وعزة المؤمنين ورفعتهم، وفوزهم ونصرهم على أعدائهم، وبقاء أمتهم في الحياة أو زوالهما، وهذا الدرس قد فقهه المسلمون نظرياً وعملياً، نظرياً في الآيات والتعاليم، وعملياً في غزوة أحد، حيث تفرقت كلمة المسلمين ساعة من نهار فكانت الهزيمة التي أذهلت حتى المسلمين الزاحفين بعد أن كانوا منتصرين، وسجل الله هذا الدرس ليكون عبرة على مدار الأيام فقال تعالى: ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه حتى" إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ثم صرفكم عنهم ليبتليكم (آل عمران: 152)، هكذا كان الدرس القاسي، جماعة أرادوا الدنيا وجماعة أرادوا الآخرة، فكانت الهزيمة على الجميع ولو كان فيهم رسول الله صلى الله عليه و سلم.
وأما نحن اليوم فالتفرق كله على الدنيا وليس فينا من يريد الآخرة، ومن يفترق لأجل الآخرة، وهذه المرحلة العصيبة التي مرت على الصحب الأول لم يلبثوا أن خرجوا منها منتصرين وصاحبهم نصر الله المبين، لما أحسوا بوقع الهزيمة وذهاب الريح، وما أظن أن ما لحق الأمة من عار اليوم وما أصابها من وهن إلا نتيجة هذا الشتات وهذه الفرقة التي أصابت المسلمين أفراداً وأمماً ودولاً، وما أظن أن الهجوم الصهيوني الذي جاء ممسكاً بأذياله لم يبلغا ما بلغا من الأمة إلا بعد أن تقسمت شيعاً وتفرقت مزقاً، ولخطورة هذا الأمر في الحس النبوي للرسول صلى الله عليه و سلم حذر منه أشد التحذير وشدد فيه النكير عمن أراده أو سعى إليه، فقال: "ستكون هنات وهنات، فمن أراد أن يفرق أمر هذه الأمة وهي جميع، فاضربوه بالسيف كائناً من كان" رواه مسلم.
وصدق الله: ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى" ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى" ونصله جهنم وساءت مصيرا 115 (النساء)، ولا أظن أن هذا أمر يتسامح فيه، لأنه سنة من سنن الحياة، ومعلم من معالم الإسلام، وحكم من أحكامه، يتوقف عليه نجاح أمة أو فشلها، وسيادتها أو خذلانها، والأمة التي تصاب بفيروسه، وتمرض بمكروبه، لاشك في أنها أمة مقضيٌّ عليها، وأمتنا اليوم قد وقعت فريسة لفتن الأعداء، وشرود المذاهب، وضلال الأهواء، وانقلبت بعد تماسك وتجمع وتعاضد إلى فرقة وعداوة، وتقاتل وتناحر، فأنى لها أن تبلغ عزاً، أو رفعة، أو نصراً، أو سؤدداً.. كيف وقد فرطت في أخوَّتها وروحانيتها ورسالتها، وفارقت كتابها وتعاليمها؟
لقد كتب بن جوريون ـ رئيس دولة إسرائيل الأسبق ـ يوماً إلى الرئيس الفرنسي ديجول رسالة يقول فيها: "إن سر بقائنا بعد التدمير البابلي والروماني، والحقد المسيحي الذي أحاط بنا ألف عام: يكمن في صلاتنا الروحية بالكتاب المقدس".
اللهمَّ لا هاديَ لمن أضللت، ولا معطيَ لما منعت، ولا مانع لما أعطيت، ولا باسط لما قبضت، ولا مقدم لما أخرت، ولا مؤخر لماقدمت.اللهمَّ أنت الحليم فلا تعجل، وأنت الجواد فلا تبخل، وأنت العزيز فلا تذل،وأنت المنيع فلا تُرام، وأنت المجير فلا تُضام ، وأنت على كل شيء قدير.
اللهم وفق ولاة أمورنا لما تحب و ترضى .
اللهم إحفظ بلادنا من كل سوء .
اللهم آمين .

ألب أرسلان
13-12-2008, 05:05 AM
بارك الله فيك
جزاك الله خيرا ........

أم عمار
25-12-2008, 01:38 PM
جزاك الله خيراً ونفع بك

مصطفى مهنى
24-03-2009, 06:41 PM
اللهم وفق ولاه امورنا لما تحب وترضى وارزقهم اللهم البطانه الصالحه واهدهم اوخذهم يالله امين

امين
16-04-2009, 02:53 PM
امين يا الله

Dr.asmaa gamal
10-05-2009, 03:06 PM
جزاكم الله خيرا

اللهم أعــّز الإسلام و المسلمين

كيميائى محمد على
23-05-2009, 04:17 PM
فعلا كلامك سليم أخى الفاضل.....فإن امتنا اجتمعت لها كل اسباب التمكين و لكننا نأبى الا الافتراق ....و هذه الفرقة صنعناها بأيدينا و لن تعود الوحدة أيضا الا بأيدينا ....فإن الله أخذ ميثاقا علينا و قرر سنة من سننه الكونية فقال "ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم "....
و علشان نكون عمليين و ما نستناش الحكام و صناع القرار حتى يصنعوا تلك الوحدة فنحن الشعوب و جموع الأمة أيضا علينا دور على المستوى الفردى و الأسرى و على مستوى المؤسسات أن نعمق لدينا مفهوم الوحدة و العمل الجماعى....وهكذا..........بارك الله فيك على الموضوع القيم و الذى يعتبر أول موضوع أشارك فيه على منتداكم و لى الشرف أخى......بارك الله فيك

المرتقب
23-05-2009, 07:43 PM
نسأل الله الوحدة تحت راية العقاب