المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : موضة " أرتداء الحجاب وخلعة " ..فتاة حائرة


أم عمار
24-05-2011, 05:46 AM
السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

أنا فتاه ابلغ من العمر 23 سة لقد ارتديت الحجاب عندما كان عمرى 15 ولكن ليس عن اقتناع بل كان موضة جديدة مع شلة الأصدقاء. أنا لست مرتاحة لفكرة الحجاب والاستمرار به خصوصا أننى لا أصلى ولي ذنوب كثيرة لا أرغب فى سردها لشعورى بالخزى منها، أفعل أشياء كثيرة لا تتناسب مع فكرة حجابى..

أشعر بأنى منافقه لأننى محجبة أمام الناس ولكن أمام الله أنا أقوم بالفرض الأساسى وهو الصلاة. تحدثت مع والدي عن هذه الأفكار وقالا لى بأننى حرة.. حيث أننى أريد أن أعيد بناء نفسى دينيا وأريد أن أخلع الحجاب لعدم اقتناعي بجدواه مع عدم القيام بأساسيات الدين..

الآن أريد أن أعرف إذا كان هنال كفارة لخلعي الحجاب وهل الله سيقبل منى الصلاة بعدما خلعت الحجاب؟؟

كما أريد أن أعلم هل خلع الحجاب من الكبائر؟؟ أرجو سرعة الرد علي، لأننى فى حيرة بشعة.. كما أرجو منكم نصح البنات بإرتداء الحجاب إلا إذا كانت مستعدة ومقتنعة به تماما ولا تتحجب من أجل إرضاء المجتمع أو أصدقائها.. يجب أن يكون لله.

الإجابة
يقول محمد جمال عرفة المستشار الاجتماعي بموقع أون إسلام:

الأخت الكريمة
أحييك أولا على اتساقك مع نفسك واحترامك لنفسك ولتعاليم الدين وأبشرك بأن هذه كلها تدل على صدقك مع نفسك ونقاء معدنك وصفاء سريرتك وصدقيني لو كان كل مسلم يفكر ويشعر مثلك لكنا أفضل من غيرنا .


الأخت الفاضلة .. اسألي نفسك أولا هل الحجاب شرع أم مجرد موضة؟
الإجابة باختصار هي أن الحجاب فرض من الله سبحانه وتعالى وهناك آيات كثيرة تدل على هذا وبالتالي فالقضية ليست هي هل تؤمنين أو تقتنعين به أم لا وهل لبسه يجب أن يتصل بإلتزامك بتعاليم الدين أم لا فهو فرض شرعي والتخلى عنه يزيد الإثم حتى لو كانت صاحبته لا تلتزم بكل تعاليم الإسلام، وبالتالي لا داعي لأن تفكري لحظة في خلع الحجاب وإنما في الالتزام بتعاليم دينك وشروط هذا الحجاب من أدب وأخلاق وملابس محتشمة لأن بعض المحجبات يلبسن ملابس أشبه بالحجاب وهي أكثر إثارة مثل البنطلونات والملابس الضيقة عموما والماكياج وغيره .


صدقيني أن مجرد شعورك بالخزي كما تقولين، لمجرد أن لك ذنوبا ولا تعطين الحجاب حقه من التوقير المتصل بالسلوك الإسلامي والالتزام بالفروض هو شعور جميل ليتني وغيري نشعر به، وهو من علامات الإيمان لو كنت لا تدرين فمن يحبه الله يعطيه فرص كثيره يختبره فيها ويشعره بما هو فيه ومن لا يحبه يطمس على قلبه فلا يدري بما يفعله حتى لو نبهه لخطأه أحد وأنت ما شاء الله قدوة لغيرك.
الأمر فقط متصل ببعض الأمور التي لا تلتزمين بها مثل الصلاة بشكل دائم وفي وقتها وباقي شروط الإسلام المعروفة ومنها الآداب العامة والعلم ومعرفة الحلال والحرام حتى لا تقعين فيه .
ثقي أنه مهما كانت ذنوبك فإن الله غفور رحيم، اقرئي معي الآية التي تقول (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) [الزمر/53] اقرائيه بقلبك مرة ومرة وستجدين أن الله أرحم بنا من أي مخلوق وهو يمد يده لكل إنسان لأنه سبحانه لا يهمه أن نكفر أو نؤمن ولكنه يحب لنا الخير وأن نتوب ويفرح بتوبتنا كما قال رسولنا صلى الله عليه وسلم، أنظري مثلا ماذا يقول سبحانه وتعالى "مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآَمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا [النساء/147] معناها أن الله لا يرغب في عذابنا ويفرح لو شكرنا وآمنا.
صدقيني أنت في نعمة كبيرة والله يحبك لمجرد أن أعطاك نعمة التدبر ومراجعة نفسك فهذه نعمة لا ينالها كل انسان فاحرصي عليها ولا تفكري في خلع الحجاب وزيادة غضب الله وإنما رضاؤه بربط الحجاب والمظهر بالسلوك والعمل الصالح..
ودعائك لنا.



يقول د.محمد سعدي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وعضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر:



بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

فإن استشارتك أيتها السائلة الكريمة قد تضمنت أكثر من استفسار: الحجاب والاقتناع، الالتزام بالحجاب مع التقصير في باقي العبادات واقتراف الذنوب مثل ترك الحجاب وقبول الصلاة، هل الحجاب من الكبائر، ثم نصيحتك الأخيرة.



الاقتناع بالحجاب:

هل يدخل الحجاب دائرة الاقتناع، فإذا اقتنعت المسلمة به قامت بارتدائه، أم هو من الأمور التي يجب أن تقوم بها المسلمة سواء اقتنعت أم لم تقتنع؟

بداية نطرح سؤالا آخر ما معنى كلمة مسلمة؟ كلمة مسلمة يعني أن هذه المرأة قد اقتنعت بالإسلام وآمنت بالله الواحد الأحد الفرد الصمد وأسلمت وجهها لله تعالى، ومن هنا سمي من يسلم وجهه لله تعالى بالمسلم قال تعالى:" وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ [لقمان/22] وسمي الدين بالإسلام قال تعالى:" "إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ" [آل عمران/19]

والإسلام أيتها السائلة الكريمة ليس عقيدة فقط، بل هو عقيدة وشريعة وأخلاق؛ واختيار العقيدة أيتها السائلة الكريمة هو الذي يدخله الاقتناع حيث لا إكراه في الدين قال تعالى:" " لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ" [البقرة/256]

فإن اختار الإنسان دين الإسلام فعليه أن يسلم وجهه لله تعالى، وأن يخلص عقيدته لله تعالى وأن يوحِّد الله أي يفرد الله سبحانه وتعالى بالعبودية فحق الله على العباد أن يفردوه بالعبادة وأن ينفوها عما سواه، قال تعالى:" فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى {البقرة: 256}.

وأن يلتزم كل ما أمر الله به وأن ينتهي عما نهاه الله عنه، قال تعالى:" أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ" [الأعراف/54] وقال أيضا:" إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ [الأنعام/57]

وقال عز من قائل:" إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ" [يوسف/40]

فمعنى الإسلام التسليم والانقياد لله تعالى، فإن جاء الأمر من الله تعالى فعلى المسلم أن يقوم به دون أن يقول اقتنع أو لا اقتنع، وتتجلى مظاهر الانقياد لله والتسليم بكل ما جاء به الدين في الحج، فالحج ـ على سبيل المثال ـ يرمي المسلم فيه حجرا بحجر وهذا في رمي الجمرات كما أنه يطوف بالكعبة وهي حجر، ويقبل الحجر الأسود، ورضي الله عن الفاروق عمر كَانَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ وَيُقَبِّلُ الْحَجَرَ ، وَيَقُولُ : " قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكَ حَجَرٌ لا تَضُرُّ وَلا تَنْفَعُ ، وَلَكِنْ رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَبِّلُكَ فَقَبَّلْتُكَ " فمدار عمل سيدنا عمر رضي الله عنه هو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام بتقبيل الحجر، ورسول الله صلى الله عليه وسلم لا يشرع لنا من عندياته بل كل ما جاء به هو وحي من عند الله تعالى قال تعالى:" وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى [النجم/3، 4]

ولذلك أمرنا أن نأخذ كل ما أمرنا به الرسول صلى الله عليه وسلم قال تعالى:" وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ" [الحشر/7]

والمسلمة مأمورة بالحجاب من الله عز وجل قال تعالى:" وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آَبَائِهِنَّ أَوْ آَبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" [النور/31]



فالمسلمة مأمورة بالحجاب وعليها أن تطيع الله سبحانه فيما أمر ما دامت وصلت لسن التكليف الشرعي، فالمسألة مسألة طاعة وتسليم وجه لله وليست المسألة تدور في فلك الاقتناع، وإليك ما قام به نساء الأنصار عندما نزلت آية الحجاب، أخرج أبو داود وابن أبي حاتم وابن مردويه عن صفية بنت شيبة قالت : بينما نحن عند عائشة فذكرن نساء قريش وفضلهن فقالت عائشة : إن نساء قريش لفضلى ، وإني والله ما رأيت أفضل من نساء الأنصار ، أشد تصديقاً لكتاب الله ، ولا إيماناً بالتنزيل ، لقد أنزلت سورة النور: { وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ } انقلب رجالهن إليهن يتلون عليهن ما أنزل إليهن فيها ، ويتلو الرجل على امرأته وبنته وأخته ، وعلى ذي قرابته ، فما منهن امرأة إلا قامت إلى مرطها فاعتجرت([1]) به تصديقاً وإيماناً بما أنزل الله في كتابه ، فأصبحن وراء رسول الله صلى الله عليه وسلم للصبح معتجرات كأن على رؤوسهن الغربان .

ومعنى أصبحن معتجرات أي أصبحن مرتديات للحجاب دون أن تقف الواحدة منهن وتقول أريد سببا مقنعا لكي أرتدي الحجاب، بل امتثلوا قول الحق سبحانه وتعالى:" إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ" ( [النور/51، 52]



وأيضا أيتها السائلة الكريمة إن الإسلام عندما أمر المرأة بالحجاب لم يكن هذا إلا لمصلحة المرأة ولمصلحة المجتمع كله، والإسلام دين قائم على جلب المصالح ودرء المفاسد، فالحجاب علامة الاحتشام والوقار والحياء وكل هذه أخلاق حميدة تتحلى بها المرأة المسلمة الملتزمة بحجابها، أما السفور والتبرج وأخذ الزينة وإظهار الزينة المستورة للأجانب من شأنه أن يجعل المرأة مسرحا ترعى فيه عيون الرجال، فالحجاب سياج للمرأة يحميها من النظرة المسعورة ويساعد في قطع الأطماع الخبيثة، فالحجاب يساعد في تحصين المرأة وحمايتها، ويجعلها درة مصونة لا يراها إلا أهلها.

كما أن الحجاب علامة ظاهرة على أن هذه المرأة قد التزمت أوامر ربها، وأنها اختارت الحياء والالتزام طريقا لها في حياتها.



الالتزام بالحجاب مع التقصير في باقي العبادات واقتراف الذنوب:

دائما وأبدا يصعِّب الشيطان على الإنسان الطاعة، ويقعد له في طريق التوبة، ويجتهد في أن يجعله بعيدا عن مرضاة ربه، فإن اقترف المسلم سيئة سوّف إليه التوبة، وزيّن له ترك باقي الطاعات موسوسا له قائلا كيف تقوم بالطاعة الفلانية وأنت قد شربت من كأس المعاصي حتى الثمالى، والشيطان لا يأمر أحدا بالمعصية دفعة واحدة، ولكن له خطوات يجر الإنسان للوقع في المعصية خطوة خطوة، وقد أرشدنا تعالى إلى حيلة الشيطان في الغواية فقال تعالى:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ" [النور/21] فأحيانا يكون أحدهم لا يصلي فإذا دخل عليه شهر رمضان يقول له الشيطان لماذا تصوم وأنت لا تصلي، هل تظن أن الله سيقبل صيامك وأنت تارك لصلاته لن تجني من الصيام إلا الجوع والعطش فعليك أن تفطر، فإن اقتنع الإنسان بوسوسة الشيطان يكون قد جمع إلى ترك الصلاة الإفطار في شهر رمضان وقد قال صلى الله عليه وسلم: فيما روه أبو داود، وابن ماجه، والترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من أفطر يوماً في رمضان في غير رخصة رخصها الله له لم يقض عنه صيام الدهر كله، وإن صامه" وقال البخاري: ويذكر عن أبي هريرة رفعه: "من أفطر يوماً من رمضان من غير عذر، ولا مرض لم يقضه صوم الدهر، وإن صامه".

وأحيانا يكون الإنسان في كربة من كرب الحياة فيوهمه الشيطان أن هذه الكربة لا حل لها، ولا يجعله يلتجأ إلى الله تعالى، فإن هو التجأ إلى الله تعالى وأزال الله كربته، جاء إليه الشيطان مرة أخرى ويقلل في عينه الكربة التي وقعها فيها وذلك ليصرفه عن شكر الله تعالى، والبصير بهذه الأمور يعصي الشيطان ويطيع الرحمن، فعلى المسلمة بداية أن تكون ملتزمة بحجابها، فإن هي قامت بمعصية ما من المعاصي فلا تجعل هذه المعصية سدا يمنعها من القيام بباقي الطاعات حتى لا يجمع الآثام والمعاصي إلى نفسه والله تعالى حكم عدل، فالمتبرجة عليها إثم تبرجها وله أجر طاعتها إن شاء الله تعالى، والتبرج لا يحرم المتبرجة من أجر الطاعات التي تقوم بها، ولكن الشيطان لا يريد لها الخير وكما قال تعالى:" وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا" [النساء/60]

والصلاة أمرها عظيم وأجرها كبير، ويكفي أن أقول لك أيتها السائلة الكريمة أن الصلوات مكفرات للذنوب فهل تحرم المسلمة نفسها من تكفير ذنوبها وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، كفارة لما بينهما إذا اجتنبت الكبائر"



هل ترك الحجاب من الكبائر؟

نعم. ترك الحجاب من كبائر الذنوب، فقد جاءت أميمة بنت رقيقة إلى رسول صلى الله عليه وسلم تبايعه على الإسلام فقال: أبايعك على ألا تشركي بالله شيئاً ولا تسرقي ولا تزني ولا تقتلي ولدك ولا تأتي ببهتان تفتريه بين يديك ورجليك ولا تنوحي ولا تتبرجي تبرج الجاهلية الأولى." رواه أحمد، وهذا الحديث قد قرن النبي صلى الله عليه التبرج مع العديد من الكبائر الشنيعة مثل الزنا والقتل والسرقة والشرك بالله ـ والعياذ بالله، وقد قال العلماء إن الإصرار على الصغيرة يجعلها كبيرة، كما أن التبرج علامة على كون المرأة من نساء النار فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " صنفان من أهل النار لم أرهما، قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات، مميلات مائلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا." رواه مسلم.



نصيحتك الأخيرة:

أما نصيحتك لبنات جنسك ألا يلبسن الحجاب إلا عن اقتناع فقد تبين أنها نصيحة غير سديدة، وإنما ننصح كل امرأة متبرجة أن تتوب إلى الله تعالى، وأن تلتزم حجابها، ومن بديع القرآن أن الله سبحانه ختم آية الحجاب بقوله تعالى:" وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" [النور/31] وتوبة المتبرجة تتمثل في التزامها بحجابها وعدم إظهار مفاتنها أمام الرجال الأجانب، وأن تندم على ما كان منها، والندم توبة، وألا تعود للتبرج مرة أخرى.

وأختم كلامي بهذه الآية الكريمة: "وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا [الأحزاب/36] وهذه الآية تدل دلالة واضحة أن الله تعالى إذا أمر أمرا فإن على المسلمين أن يختاروا إلا ما اختاره الله لهم، و ليس لمؤمن ولا مؤمنة أن يكون له اختيار عند حكم الله، فما أمر الله به هو المتبع، والله قد اختار للمرأة المسلمة أن تكون محجبة.

ونصيحتي لك أن تقوي إرادتك وأن تنصري على شيطانك الذي يريد بك السوء، وأن تجتهدي في طاعة الله تعالى، وأن تعملي على تذوق حلاوة الإيمان، فإن للإيمان حلاوة في القلوب، لا يصل إليها إلا من صفا قلبه وتجرد لله تعالى، وامتلأ قلبه بحب الله تعالى، فعندها يتذوق القلب حلاوة الإيمان ويسهل عليه فعل الطاعات وترك المعاصي فعَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ بِهِنَّ حَلاَوَةَ الإِيمَانِ مَنْ كَانَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لاَ يُحِبُّهُ إِلاَّ لِلَّهِ وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِى الْكُفْرِ بَعْدَ أَنْ أَنْقَذَهُ اللَّهُ مِنْهُ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِى النَّارِ ». نسأل الله تعالى أن يرزقنا حلاوة الإيمان وأن يحبب لنا الطاعات وأن يزينها في قلوبنا، وأن يباعد بيننا وبين الفواحش ما ظهر منها وما بطن.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

فوزية محمد
25-05-2011, 06:30 AM
http://img153.imageshack.us/img153/2746/rdd131gx3.gif
بوركت أختي الغالية

أم عمار
28-05-2011, 04:40 AM
http://img153.imageshack.us/img153/2746/rdd131gx3.gif
بوركت أختي الغالية
جزاكم الله خيراً أختنا الغالية

وجزيتم الجنة يا رب

المحبه لرسول الله
30-05-2011, 06:07 PM
جزاكم الله خيراً أختي الفاضلة

وثبتنا وإياكم علي الطريق المستقيم

أم عمار
08-06-2011, 09:18 AM
جزاكم الله خيراً أختي الفاضلة

وثبتنا وإياكم علي الطريق المستقيم
اللهم أمين يا رب

شكراً لمروركم الكريم أختنا الفاضلة