المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الإسلام والأسرة


أم عمار
07-02-2009, 02:58 PM
الإسلام والأسرة

عني الإسلام بالأسرة عناية بالغة لما لها من أهمية بالغة في بناء المجتمع
فالإسرة هي بنية المجتمع المسلم
ونعني بالبنية : البناء أو البنيان الذي يقوم عليه المجتمع وهذا البناء أو الأساس هو الأسرة بحيث يصح لنا أن نقول :
أن لم تكن أسرة فلا مجتمع وإن لم تكن أسرة فلا أمة وإن لم تكن أسرة فلا حياة إنسانية لائقة بالتكريم الذي كرم الله سبحانه بني أدم
إن المجتمع المسلم له أساس –أي قاعدة بناء يقوم عليها بناؤه – وله لبنات يتكون منها هذا البناء
أما الأسس التي يقوم عليها المجتمع المسلم فهي في إيجاز شديد :
1-العقيدة الصحيحة في الله وفي الكون وفي الحياة وفي الإنسان والشيطان وفي ملائكة الله وكتبه ورسله واليوم الأخر والقضاء والقدر
2-والعبادة السليمة لله سبحانه وتعالى وفق ما شرع والتي تستوجب طهارة البدن والقلب والنطق بالشهادتين والعمل بمقتضاهما وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلاً
3- والتعامل وفق القيم والمبادئ التي أقرتها الشريعة الإسلامية في كل ما يتصل بالناس من عقود وما يسودهم من اًداب وثقافات
4- وممارسة العدل والإحسان والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد في سبيل الله لتكون كلمة الله هي العليا
5- والأخذ بمبدأ ممارسة الحقوق وأداء الواجبات بين أفراد الأسرة الواحدة والأسر كلها والمجتمع في مختلف قطاعاته بل المجتمع المسلم مع غيره من المجتمعات
6- والإلتزام بالدعوة إلى الله إلى هذه المبادئ كلها بحيث تبلغ للناس جميعاً وفق منهج الدعوة إلى الله الذي يقوم على :الحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن
7- والإلتزام بتربية الناس وفق هذا المنهج ومبادئه عن طريق الكلمة والقدوة والمؤسسة والمدرسة والمسجد

أما اللبنات التي يتكون منها هذا البناء فهي على الترتيب التالي :

1- الأسرة : وهي الوحدة الاجتماعية الأولى في المجتمع وهي التي يتم عن طريقها حفظ النوع الإنساني كله وهي في أبسط صورها : رجل وإمرأة تربط بينهما علاقة زواج شرعي وما ينتج عن هذا الزواج من أبناء
2- والجماعات التي تتكون من مجموعة من الأسر
3- والأفراد الذين انفرطوا من عقد الأسرة لأن الظروف لم تمكنهم من الأسهام فيها لأمور خرجت عن إرادتهم فهؤلاء يعتبرون من لبنات المجتمع كالأسر والجماعات
وكل لبنة من هذه اللبنات ينبغي أن تمارس حياتها في ظل المنهج الإسلامي بين طرفين رئيسيين هما :
أداء الواجبات
وممارسة الحقوق

وإن المجتمع القائم على تلك الأسس وهذه اللبنات لا يعترف بحال بالتناقضات الشائعة في كثير من المجتمعات ذات الأنظمة الرأسمالية أو الأشتراكية أو غيرهما وإنما يسوده الوئام والتوازن والأنسجام

فالأسرة التي أحاطها دين الإسلام والمجتمع الإسلامي بكل أنواع الضمانات والإحتياطات التي تؤمن لها حاضرها ومستقبلها وتمكنها من ممارسة حياتها في ظل المودة والقيم الخلقية الإسلامية
لابد أن يكون لها أهداف تسعى إلى تحقيقها وتعتبر إذا قصرت في تحقيقها قد خالفت منهج الإسلام ونظامه الإجتماعي فأضرت بذلك التقصير بالمجتمع الإسلامي كله

أهداف الأسرة المسلمة :
1- تربية الجيل المسلم المتخلق بخلق الأسلام
لا يكفي وإذا كفى فلن يفيد الأنتماء والأعتزاز بالإسلام وإنما التربية لها متطلبات كثيرة منها :
ا وأن التربية لا تتم بمجرد أن يوصي الأباء أبنائهم أو أن يعظوهم بأن يكونوا متمسكين بأخلاق الإسلام فهذا وحده لقدوة _الدعوة إلى أخلاق الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة (العظة )

القصة والخبر -الثواب والعقاب
2- المحافظة على الأداب الإسلامية في الأسرة
إن مما تستهدفه الأسرة المسلمة العمل على أن يكون البيت الذي يشب فيه الأبناء بيتاً له طابع إسلامي تتضح فيه أداب الإسلام في كل مظهر من مظاهر حياة الأسرة إن هذا الطابع يعين الإبناء على أن يشبوا متحلين بالإسلام ممارسين لأخلاقه في كل إمورهم
3- ربط أبناء الأسرة بالمسجد
لابد أن يكون هذا هدفاً قوياً للأسرة المسلمة وهو ربط أبنائها بالمسجد فهو قي حياة المسلم جوهري وأساسي فهو بيت الله الذي تؤدى فيه الفرائض الخمسة للصلاة في اليوم والليلة وأن تعويد الأسرة لأبنائها على التردد على المجد عمل تربوي جليل القدر عظيم الشأن عظيم الأثر وقادر بإذن الله أن يطبع الطفل على كل ما يبشر به المسجد في نفوس رواده من فضائل وقيم وأداب وهو المدرسة الأولى في حياة المسلمين أن المسجد يطبع المسلم على حب النظافة والنظام والطاعة وهي أمور لا تستقيم الحياة بدونها
4-دفع الأبناء إلى المجتمع مسلحين بخلق الإسلام
وهذه الأخلاق تجمل في كامتين : أداء الواجبات _ممارسة الحقوق
وأن الإنسان المسلم الذي ربي في بيت مسلم يدرك بحكم هذه التربية أن عليه واجبات عديدة لابد من أدائها ليعيش سعيداً في دنياه وأخرته :
واجبات نحو ربه سبحانه
واجبات نحو دينه
واجبات نحو والديه وأسرته
واجبات نحو المجتمع كله مسلمين وغير مسلمين
واجبات نحو أمته الإسلامية في كل أقطار الأرض
واجبات نحو الأنسانية كلها والعالم بأسره
وأن قيامه بأداء هذه الواجبات واجب شرعاً وعقلاً
وأن الأسرة المسلمة وهي تدفع أبنائها للعمل في المجتمع وفق تطبيق مبدأ الواجبات في مقابل الحقوق إنما تخدم بذلك نفسها وأبنائها والمجتمع الذي تعيش فيه وأمتها الإسلامية كلها بل العالم الإنساني في مختلف بقاع الأرض وذلك واجب كل أسرة مسلمة
5-تو جية الأبناء نحو الإجادة والتفوق
وهذا التوجيه نحو الالتفوق والإجادة له أصل ثابت بالكتاب والسنة
أما الكتاب فقد قال قال الله تعالى : "إن الله يأمركم بالعدل والإحسان "
والإحسان المطلوب على نوعين :
- إحسان بمعنى التجويد والإتقان والتكميل والتحسين
- وإحسان إلى الأخرين
أما في السنة الحديث النبوي الشريف " أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك "
فالأسرة مطالبة بأن تربي أبنائها على مراقبة الله في كل قول يقولونه وفي كل عمل يعملونه وأن تعودهم على الإجادة والإتقان لأن ذلك هو لب الإسلام وصميم ما فيه من فضائل
فالتفوق الحضاري الذي حققه المسلمون في الماضي ما أستطاعوا أن يحققوه إلا بالإحسان والتجويد في كل مجال من مجالات الحياة وأن التراجع الحضاري الذي يعيشه المسلمون ما أدى إليه إلا التخلى عن الإحسان والإجادة الذي يمارسه المسلمون اليوم من أقوال وأفعال
فالأسرة مسئولة بين يدي الله عن أبنائها الذين لا يحسنون ما يقومون به من قول أو عمل وإنها لمسئولة أمام المجتمع وأمام أبنائها الذين إذا لم يحسنوا ضاعوا وأضاعوا وهذا من أهم أهداف الأسرة المسلمة
6-توجيه الأبناء نحو ممارسة الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
والدعوة إلى الله واجب على كل مسلم ومسلمة والدعوة إلى الله تعني الدعوة إلى الحق وإلى العدل والإحسان
وعلى الأسرة المسلمة أن تبصر أبنائها بأن الدعوة إلى الله هي على وجه الإجمال :
-الدعوة إلى أي خير أو معروف
-والدعوة إلى كل حق وإنصاف وعدل وإحسان
- والدعوة إلى كل ما يعود على الناس بالنفع في دينهم ودنياهم
- والدعوة إلى الإمتناع عن كل شر أو منكر
- والدعوة إلى الإمتناع عن كل باطل أو ظلم أو إهمال
- والدعوة إلى الإمتناع عن كل ما يعود علىالناس بالضرر في دينهم ودنياهم
وعلى الأسرة المسلمة أن تعلم أبنائها ممارسة الدعوة إلى الله في البيت والمسجد والمدرسة والشارع وكل مكان يذهبون إليه
7-العمل على إيجاد روابط بين الأسر المسلمة
فإذا كان المجتمع المسلم هو عدداً من الأسر فإن هذه الأسر يجب أن تصنع أحسن العلاقات وأوثق الروابط وأقدرها على بث روح التعاون والتواد والتكافل بين جميع الأسر المسلمة ويستطيع المجتمع أن يصل بذلك الترابط إلى أحسن مستوى معيشي يحقق للناس سعادة الدنيا والأخرة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه"

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من كان يؤمن بالله واليوم الأخر فلا يؤذ جاره ومن كان يؤمن بالله واليوم الأخر فليكرم ضيفه ومن كان يؤمن بالله واليوم الأخر فليقل خيراً أو ليصمت "

من كتاب التربية الإسلامية في البيت
د. علي عبد الحليم محمود

الفقير الى الله
13-03-2009, 03:33 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيكم وفي طرحكم المميز، نصائح قيمة جعلها الله في ميزان حسناتكم

وأسأل الله أن لا يحرمكم أجرها ، و أن ينفع بها و أن يوفقنا و إياكم دائما للخيرات آمين

أم عمار
18-03-2009, 03:25 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

بارك الله فيكم وفي طرحكم المميز، نصائح قيمة جعلها الله في ميزان حسناتكم


وأسأل الله أن لا يحرمكم أجرها ، و أن ينفع بها و أن يوفقنا و إياكم دائما للخيرات آمين


اللهم أمين

وجزاك الله خيراً أخي الكريم

ونشكركم على تعليقكم الطيب

ونسأل الله أن يرزقنا الإخلاص

ألب أرسلان
19-03-2009, 11:43 AM
نقل موفق أختنا الفاضلة
فالأسرة نواة المجتمع
بارك الله فيكَِ ......

أم عمار
28-03-2009, 04:32 PM
نقل موفق أختنا الفاضلة
فالأسرة نواة المجتمع
بارك الله فيكَِ ......

جزاك الله خيراً أخي الكريم

ونسأل الله الصلاح لجميع أسر المسلمين

وبارك الله فيك