المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عوامل ضعف المسلمين


ابوعبدالله الهكاري
16-09-2011, 02:51 PM
الخلافة الاسلامية كان سقوطها نتيجة تراكمات وأخطاء على مدار التاريخ الاسلامي بدءا بالفتنة التي اشعل اوارها المنافقون واليهود والتي راح ضحيتها عثمان بن عفان وعلي بن ابي طالب وطلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام رضي الله عنهم , ومرورا بظهور علم الكلام نتيجة اصطدام العقيدة الاسلامية بالفلسفات الفارسية واليونانية فصار المتكلمون المسلمون يدافعون عن الاسلام بالطريقة الفلسفية وليس الطريقة الاسلامية فابتدعوا علم الكلام الذي ابتدء بالمعتزلة وانتهى بالأشاعرة والماتريدية , هذا فضلا عن الغزوات الصليبيية والمغولية , وانتهاء بالغزو الفكري والسياسي الذي أعد له الاستعمار الاوروبي له عدتة ومهد له عن طريق الاستشراق , فعلى الجماعات الاسلامية العاملة لإستئناف الحياة الاسلامية وإقامة الخلافة الاسلامية أن تتنبه لجميع هذه العوامل , وأن تعلم علم اليقين أنها لن تتقدم خطوة واحدة الى الأمام إلا إذا علمت اس البلاء وأصل الداء الذي جعل الامة الإسلامية على مدار تاريخها أن تتعثر تارة وتتقدم تارة اخرى وهو ما ذكره صلى الله عليه وسلم ( حب الدنيا وكراهية الموت ) , فقد جاء في صحيح مسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما :أن النبي صلي الله عليه وسلم قال : إذا فتحت عليكم خزائن فارس والروم ، أي قوم أنتم ؟ .فقال عبد الرحمن بن عوف : نقول كما أمرنا الله عز وجل . فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم :أو غير ذلك تتنافسون ، ثم تتحاسدون ، ثم تتدابرون ، ثم تتباغضون , فالذي حصل في هذه الفترة ليس كما توقع عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه من ان المسلمين سيكونون كما أمرهم الله تعالى , بل الذي حصل كما توقع رسول الله صلى الله عليه وسلم من تنافس المسلمين ثم تباغضهم ثم تدابرهم بسبب الدنيا , ففي هذه المرحلة استغل المنافقون تنافس المسلمون في الدنيا أمثال عبدالله بن سبأ فأشعلوا فتنة عظيمة بين المسلمين راح ضحيتها عثمان بن عفان وعلي بن ابي طالب والزبير بن العوام وطلحة بن عبيدالله رضي الله عنهم , وعندما تعلم بعض المسلمين في مرحلة المتكلمين العلم لغير وجه الله ظهرت بدع المتكلمين وأظهر الزنادقة الذين كانوا يتسترون بالتشيع والتصوف ضلالاتهم وأمعنوا بعقائد المسلمين تشويها وتشكيكا , فانبرى لهم الكثير من العماء الربانيين كالإمام الأعظم ابوحنيفة النعمان وأبو جعفر الطحاوي وأحمد بن حنبل الشيباني وغيرهم الكثير من العلماء الربانيين فقمعوا بدعهم وفضحوا عقائدهم , ومع ذلك بقيت شرور أفكار هؤلاء الزنادقة وشبهاتهم باقية ومرجعا لكل من أراد أن يطعن في الاسلام , فقد فتحوا باب شر كان من الصعب ايصاده , حتى صارت لهم دول تحكم العالم الاسلامي كدولة القرامطة في نجد وجنوب العراق ودولة العبيديين في مصر وشمال افريقيا ودولة الصليحيين في اليمن , وفي مرحلة التمهيد للغرو الفكري عن طريق الإستشراق من قبل الإستعمار الاوروبي كان الناس في مصر والشام والعراق منغمسون باللهو والترف والأمراء بالفسق والمجون , فعلى جميع الجماعات الإسلامية العاملة لإستئناف الحياة الاسلامية أن تعي أن اصل الداء واس البلاء الذي اصاب الأمة الاسلامية على مدار تاريخها , والذي تسبب لها بفتن وإخفاقات ودماء كثيرة هو ما ذكره نبينا صلى الله عليه وسلم ( حب الدنيا وكراهية الموت ) , فإن كان قادة وامراء الجماعات الإسلامية منغمسون باللهو والترف مهما بلغ مستوى كلامهم وتنظيرهم , لن يستطيعوا أن يتقدموا خطوة واحدة للأمام لأن فاقد الشيء لا يعطية , ولأن الله سبحانه لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم