المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : في وصف الحبيب


محمد فراج عبد النعيم
28-09-2011, 10:03 PM
قصيدة في وصف الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
نظمها ابن جابر الأندلسي
ملتزم فيها سور القرآن الكريم




في كـل فاتحـة للقـول معـتبـرة
------- حق الثناء على المبعـوث بالبقـرة
في آل عمران قدماً شاع مبعـثه
------- رجالُهم والنساءُ استوضحوا خبره
من مـد للناس من نعـماه مائـدة
------- عمت فليست على الأنعام مقتصرة
أعرافُ نعماه ما حل الرجاء بها
------- إلا وأنـفالُ ذاك الجــود مـبتـدرة
به توســل إذ نـــادى بتــوبتـه
------- في البحر يونسُ والظلماء معتكرة
هودٌ ويوسفُ كم خوفٍ به أمنا
------- ولن يُروّعَ صـوتُ الرعد من ذكره
مضمون دعوة إبراهيم كان وفي
------- بيت الإله وفي الحجر التمس أثره
ذو أمـة كـدَويِ النـحل ذكـرُهُـم
------- في كل قـطر فـسبحان الذي فطـره
بكهفِ رُحماه قد لاذ الورى وبه
------- بُشرى ابن مريمَ في الإنجيل مشتهرة
سمّاه طـه وحـضّ الناس على
------- حـجّ المـكان الذي من أجـله عمـره
قد أفلح الناسُ بالنور الذي عمروا
------- مـن نور فـرقـانه لمّا جـلا غـرره
أكابر الشُعراء اللسن قد عجزوا
------- كالنـمل إذ سمعـت آذانهُـم ســوره
وحسـبه قـصصٌ للعنكبـوت أتـى
------- إذ حاك نسجاً بباب الغار قـد ستره
في الروم قد شاع قدماً أمـرُهُ وبه
------- لـقـمانُ وُفــق للــدر الـذي نثـره
كم سجدةٍ في ظل الأحزاب قد سجدت
------- سيـوفهـم فـأراهـم ربُــه عـبـره
سباهمُ فـاطـر السبـع العُـلا كـرمـاً
------- لمن بياسين بين الرسل قد شهره
في الحرب قد صُفت الأملاك تنصره
------- فصاد جمع الأعادي هازما زُمـره
لغـافـر الذنب فـي تفضيـله سُـورٌ
------- قد فُصّلت لمعـان غـير منحصره
شوراه أن تهجر الدنيا فزخرُفـُها
------- مثل الدخان فيُعشي عين من نظره
عزت شريعتُه البيضـاءُ حين أتـى
------- أحقـاف بـدرٍ وجـندُ الله قـد نصـره
فجاء بعد القتـال الفتـحُ متصـلا
------- وأصبحت حُجُراتُ الديـن منتصـره
بقـافٍ والذاريـات الله أقسـم فـي
------- أن الــذي قـالـه حـقٌ كـمـا ذكــره
في الطور أبصر موسى نجم سؤدده
------- والأفـقُ قـد شـق مـن إجلاله قمـره
أسرى فنـال مـن الرحمـن واقعـة
------- فـي القـرب ثبت فيـه ربـه بصـره
أراه أشياء لا يقوى الحديدُ لها
------- وفـي مجـادلــة الكـفـار قـد أزره
في الحشر يوم امتحان الخلق يقبل به
- ------ صـف مـن الرُسـل كـلٌ تابع أثـره
كـف يسبّـح لله الحصـاةُ بهـا
------- فاقبل إذا جاءك الحـق الذي قـدره
قـد أبصـرت عنده الدنيـا تغـابُنها
------ نالت طلاقا ولم يصرف لها بصره
تحريمـُه الحـب للدنيـا ورغـبتهُ
------- عن زهرة المـلك حقـاً عندنا نظره
في نون قد حُقت الأمداح فيه بما
------- أثنـى بـه إذ أبـدى لنـا سيـره
بجـاهـه سـأل نوحٌ فـي سـفينته
------- سُبُل النجاة وموجُ البحر قـد غمره
وقالـت الجـنُ جاء الحـقُ فـاتبعـوا
------- مُـزّمّــلا تابعـا للحـقّ لـم يـذره
مدثـّرا شافعـا يـوم القيـامـة هــل
------- أتـى نبـيٌ لــه هـذا العــلا ذخـره
في المرسلات من الكتب انجلا نبا
------- عـن بعـثه سائـرُ الأخبـار قد سطره
ألطافـه النازعاتُ الضيـم فـي زمـن
------- يـوم بـه عبس العاصـي لمـا ذعـره
إذ كورت شمس ذاك اليوم وانفطرت
------- سماؤه ودعـت ويــلٌ بـه الفجـره
وللسماء انشقـاقٌ والبروجُ خـلت
------- من طارق الشهب والأمـلاك مستتره
فسبح اسم الذي في الخلـق شفـّعه
------- وهـل أتـاك حديث الحوض إذ نـهره
كالفجر في البلد المحروس غرته
------- والشمس مـن نوره الوضاح مستتره
والليلُ مثلُ الضحى إذ لاح فيه ألم
------- نشرح لك القـول في أخبـاره العطـره
ولو دعا التين والزيتون لابتدرا
------- إليـه في الحيـن وأقـرا تستبن خبـره
في ليلة القدر كم قد حاز من شرف
------- في الفجـر لـم يكـن الإنسان قـد قـدره
كـم زلـزلـت بالجيـاد العـاديـاتُ لـه
------- أرضـا بقـارعـة التخويـف مـنتشرة
لــه تـكـاثـر آيـات قـد اشتـهـرت
------- في كـل عصـر فـويـل للـذي كفـره
ألم ترى الشمس تصديقا له حُبست
------- على قـريش وجـاء الروح إذ أمـره
أرأيـت أن إلــــه الـعــرش كــرمــه
------- بكـوثـر مُرسلٍ فـي حوضـه نـهـره
والكافـرون إذ جـاء الـورى طـردوا
------- عـن حوضـه وبــه تبت يـد الكفـره
إخـلاص أمداحـه شغـلي فـكـم فلــق
------- للصبح أسمعـت فيــه الناس مفتخـره