المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : انسانية الرسول


محمد فراج عبد النعيم
02-10-2011, 06:24 PM
هو الإنسان بما تحويه الكلمة من معاني. قال الله سبحانه وتعالي:
"لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم" "التوبة: 128".
هكذا كان الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم لا يؤذي أحدا بلسانه أو بيده. فعن ابن علي رضي الله عنهما قال سألت أبي عن مخرج رسول الله صلي الله عليه وسلم كيف يصنع؟ فقال: كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يخزن لسانه إلا مما يعنيهم ويؤلفهم ولا يفرقهم يطوي عن أحد منهم بسره وخلقه ويتفقد أصحابه ويسأل الناس عما في مختلف لا يغفل مخافة أن يغفلوا أو يملوا لكل حال عنده عتاد وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة ومؤازرة وإنسانية الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم في كل شئ حتي مع الأطفال والحيوان والنبات. فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: ما رأيت أحدا أرحم بالعيال من رسول الله صلي الله عليه وسلم.
وفي هذا الموضوع الكثير والكثير. بل هو رحمة للعالمين فعن الحسن بن علي رضي الله عنهما أنه ذكر النبي صلي الله عليه وسلم فقال: "لا والله ما كان يغلق دونه الأبواب ولا يقوم دونه الحجاب ولا يعزي عليه الجفاف ولا يراح عليه بها ولكنه كان بارزا من أراد أن يلقي نبي الله لقيه.
هكذا كانت صفات الرسول الكريم لا يستكبر أن يمشي مع الأرملة والمسكين فيقضي له حاجته. وكان يعامل الخدم معاملة حسنة. فعن أنس رضي الله عنه قال "خدمت النبي صلي الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لي أف قط وما قال لشئ صنعته لم صنعته ولا لشئ تركته لم تركته.
وعن أنس رضي الله عنه قال: خدمت النبي صلي الله عليه وسلم عشر سنين فما بني سبة قط ولا ضربني ضربة ولا انتهرني ولا عبس في وجهي ولا أمرني بأمر فتوانيت فيه فعاتبني عليه فإن عاتبني أحد من أهله قال: "دعوه فلو قدر شئ كان".
والرسول الكريم عامل الرقيق معاملة حسنة وأمر بعتق الرقاب وتحرير الإنسان وحقوق المرأة» فعن أنس رضي الله عنه قال: كان رجل يسوق بأمهات المؤمنين يقال له أنجشة فاشتد في السياقة فقال له رسول الله صلي الله عليه وسلم "يا أنجشة رفقا بالقوارير".
هكذا الرحمة بالضعيف فهو رحمة. وينهي عن الإسراع بالسير لئلا يفضي ذلك إلي السقوط. فالرسول الكريم في منهجه فكر نير ومستنير في معاملته للبشر جميعا قضي حياته مجاهدا لحرية الرأي والكلمة والأخلاق الحميدة.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قبل النبي صلي الله عليه وسلم الحسين بن علي رضي الله عنها وعنده الأقرع بن حابس فقال إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحدا فنظر إليه رسول الله صلي الله عليه وسلم وقال: من لا يرحم لا يرحم.
هكذا رحمة الرسول صلي الله عليه وسلم فحبنا للحبيب محمد صلي الله عليه وسلم نابع من قلوبنا ونفديه بكل شئ. بل هو الرحمة المهداة والنور الساطع شمس سماء الأنوار وقطب فلك الأخلاق فهو علي الخلق العظيم حيث قال الله سبحانه وتعالي: "وإنك لعلي خلق عظيم". "القلم: 4".
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: ما رأيت رسول الله صلي الله عليه وسلم منتصرا من مظلمة قط ما لم تكن حرمة من محارم الله وما ضرب بيده خادما ولا امرأة قط.
فالرسول الكريم لم يكن فاحشا ولا متفحشا ولا صاخبا في الأسواق ولا يجزي بالسيئة السيئة.
وصفات هذا النبي الكريم كما قال الحسن بن علي رضي الله عنهما: سألت عليا رضي الله عنه كيف كان سكوت رسول الله صلي الله عليه وسلم. قال: كان سكوته علي أربع: علي الحلم والحذر والتقدير والتفكير. فأما تقديره في تسوية النظر والاستماع بين الناس. وأما تفكيره فيما يبقي ويفني. وجمع له الحلم في الصبر. فكان لا يغضبه شئ. وجمع له الحذر في أربع: أخذه بالحسني ليقتدي به. وتركه القبيح لينتهي عنه. واجتهاد الرأي بما يصلح أمته. والقيام لهم بما جمع لهم أمر الدنيا والآخرة.
وكان رسولنا الحبيب صلي الله عليه وسلم بشراً رسولا، لكن مع ذلك فإنه كان أنموذجاً للإنسانية الكاملة في العالم، لذلك استطاع أن يدافع عن البشرية ويضمن لكل الجنسيات والطوائف حقوقها المادية والمعنوية.

- عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: كان الرسول صلى الله عليه وسلم يؤلف أصحابه ولا ينفرهم، ويكرم كل كريم قوم، ويوليه عليهم، ويعطي لكل جلسائه بنصيبه، لا يحسب جليسه أن أحداً أكرم عليه منه، من فاوضه صابره حتى يكون هو المنصرف عنه، ومن سأله حاجة لم يرده إلا بها، أو بميسور من القول، قد وسع الناس بسطه وخلقه فصار لهم أباً وصاروا عنده في الحق سواء.

- أقول: لذلك فإن أصحابه يفتقدونه إذا غاب عنهم، ولا يشبعون من رؤيته إذا جلس بينهم، يقول ثوبان رضي الله عنه إنه كان شديد الحب لرسول الله، قليل الصبر عنه، فأتاه ذات يوم وقد تغير لونه، يعرف الحزن في وجهه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما غير لونك؟ قال ثوبان: يا رسول الله ما بي مرض ولا وجع غير أني إذا لم أرك استوحشك وحشة شديدة حتى ألقاك، ثم ذكرت الآخرة، فأخاف ألا أراك لأنك ترفع مع النبيين، وإني إن دخلت الجنة كنت في منزلة أدنى من منزلتك، وإن لم أدخل الجنة فلا أراك أبداً، فنزل قوله تعالى “ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم”. الآية (رواه البغوي في تفسيره).

- أقول: إن هذا التعلق الشديد بالرسول صلى الله عليه وسلم لا لشيء سوى أنه كان يجلس مع الفقير والخدم والصغير والضعيف يؤاكلهم ويصاحبهم ويباسطهم، ولم يكن يرى لنفسه فضلاً عليهم، لذلك وصفه الله بقوله تعالى “وإنك لعلى خلق عظيم”.
- كان عليه الصلاة والسلام يحترم نفسه فاحترمه الآخرون، ولم ينتقص من شأن أي فرد من أفراد المجتمع حتى الذين كانوا يسيئون إليه.
- لقد عزم ابن عبدالله بن أبي سلول أكثر من مرة أن يقتل أباه رأس المنافقين لأنه كان يؤذي الرسول بنفاقه، لكن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يسمح له بذلك ويقول: أتريد أن يقول الناس إن محمداً يقتل أصحابه؟

- وكان يأتيه بعض عرب قريش ممن استدان منهم الرسول شيئاً من المال، فيطالبونه بحقوقهم ويغلظون عليه القول، وذات مرة شد أحدهم طرف عمامته حول رقبته حتى كاد أن يخنقه فلم يقل له رسول الله شيئاً، بل قال: دعوه فإن لصاحب الدين مقالاً.

- ومن ذلك أيضاً أنه كان في حرب فرأى العدو من المسلمين غرة فجاء رجل حتى قام على رأس رسول الله بالسيف فقال: من يمنعك مني؟ قال: الله، فسقط السيف من يده، فأخذه المصطفى وقال له: من يمنعك مني؟ فقال الرجل: كن خير آخذ، قال المصطفى صلى الله عليه وسلم: قل أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، قال الرجل: لا ولكني لا أقاتلك ولا أكون معك، ولا أكون مع قوم يقاتلونك، فخلى سبيله فجاء الرجل أصحابه فقال: جئتكم من عند خير الناس.
- وعندما دخل مكة عام الفتح منتصراً كان بإمكانه أن ينتقم لنفسه ولأصحابه، وكان قادراً عليهم، ومع ذلك وقف بباب الكعبة وهو يقول: ما تظنون أني فاعل بكم؟ قالوا: خيرا أخ كريم وابن أخ كريم، فقال عليه الصلاة والسلام: أقول كما قال أخي يوسف: لا تثريب عليكم اليوم اذهبوا فأنتم الطلقاء.

- انظر في هذا الحديث كيف يربط الناس بعضهم ببعض، مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.

- ثم انظر إلى هذا الحديث الذي يوصي فيه قواده في الغزوات: “انطلقوا باسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله، ولا تقتلوا شيخاً فانياً، ولا طفلاً صغيراً، ولا امرأة، ولا تغلوا وضموا غنائمكم وأصلحوا وأحسنوا إن الله يحب المحسنين”. (رواه أبوداود).
ومن أحاديثه أنه عليه الصلاة والسلام كان يقول: فكوا العاني، وأجيبوا الداعي، وأطعموا الجائع، وعودوا المريض.

- وورد أيضاً أن ثمامة بن أثال وقع أسيراً في أيدي المسلمين فجاؤوا به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: احسنوا إساره، وقال: اجمعوا ما عندكم من طعام فابعثوا به إليه، فكانوا يقدمون إليه لبن لقحة الرسول نفسه غدواً ورواحاً.

- ومن تكريمه للإنسانية أنه وقف يوماً لجنازة يهودي عندما مرت أمامه، وعندما قالوا له: إنها جنازة يهودي يا رسول الله، قال: أوليست نفساً خلقها الله؟
- ودخل الرسول صلى الله عليه وسلم حائط رجل من الأنصار، فإذا جمل، فلما رأى النبي حن فذرفت عيناه، فأتاه الرسول فمسح ذفراه فسكن، ثم قال: من رب هذا الجمل؟ قال أحد الأنصار: أنا يا رسول الله، فقال الرسول: ألا تتقي الله في هذه البهيمة؟ إنه شكا إليّ أنك تجيعه وتدئبه”. (رواه البغوي).

- أقول: ولقد كفت خطبته في عام حجة الوداع دليلاً على أنه رسول الإنسانية إلى العالمين كافة أليس كذلك؟

ibrahim hassn
02-11-2011, 11:37 AM
عن النبي قال: ((إنما أنا بشر، وإنكم تختصمون إليَّ، ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض فأقضي له على نحو ما أسمع، فمن قضيت له من حق أخيه فإنما أقطع له قطعة من النار)).
قال ابن كثير: "اعلم ـ يا ابن آدم ـ أن قضاء القاضي لا يُحِلُّ لك حرامًا

محمد فراج عبد النعيم
02-11-2011, 06:25 PM
شكرا لمرورك أخي الكريم ...
جزاك الله الجنه ....