محمد فراج عبد النعيم
03-10-2011, 09:53 PM
كان عروة بحراً لا ينزف و لا تكدره الدلاء (الزهري)
ميلاده ونشأته :ولد عروة بن الزبير على أرجح الأقوال سنة 23 هـ ، ونشأ وتربى في المدينة كما ربي سائر أترابه من أبناء الصحابة ، ولا يعلم شيء عن الفترة المبكرة من حياته سوى إشارات عابرة أتت في ثنايا مروياته ، لكن يبدو أن نسبه من جانب , وحبه للعلم منذ صغره من جانب آخر قد ميزاه على غيره من أقرانه ، فكان دائماً يتمنى أن يؤخذ عنه العلم (1) . فبذل لذلك جهده ووقته حتى قال : لقد كان يبلغني الحديث عن الصحابي فآتيه فأجده قد قال – من القيلولة – فأجلس على بابه أسأله عنه (2).
سعة معارفه:
وقد تعددت معارف عروة وكثرت حتى قال عنه الزهري : كان بحراً لا ينزف , ولا تكدره الدلاء (3). وشملت هذه المعارف الحديث والتفسير والشعر والفقه ,إضافة إلى السيرة والمغازي التي لا ينازعه فيها منازع من شيوخ عصره.
عبادته و أخلاقه :
كان عروة مثالاً للعالم العابد الذي لا يخالف قوله فعله ، وبلغ من درجة اجتهاده في العبادة أن ابنه هشاماً قال : كان يقرأ كل يوم ربع القرآن , ويقوم به الليل , وكان كثير الصوم ، قطعت رجله وهو صائم ، ومات أيضاً وهو صائم ، وكان يقول عن نفسه : إني لأسأل الله ما أريده في صلاتي حتى أسأله الملح (4) كما كان حليماً صبوراً محتسباً عفيفاً كريماً صالحاً زاهداً بعيداً عن الفتنة (5) وكان يقول : "رب كلمة ذل احتملتها أورثتني عزاً طويلاً.
كما كان ينأى بنفسه عن الفتن ويحذر منها ، ويرى أن فيها هلاك الأمة ويقول : " أتى أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " يا رسول الله هل للإسلام منتهى ؟ قال نعم ، فمن أراد الله به خيراً من عرب أو عجم أدخله عليه ، ثم تقع فتن كالظلل يضرب بعضكم رقاب بعض , فأفضل الناس يومئذ معتزل في شعب من الشعاب يعبد ربه ويدع الناس… " (6).
مكانته التاريخية :
يعد عروة بن الزبير – بحق – أول من صنف في المغازي كما ذكر الواقدي (7) ولكن مصنفاته لم تكن كتباً بالمفهوم المتعارف عليه الآن بين الدارسين ، وإنما كانت عبارة عن رسائل تجمع كل رسالة الروايات التي تتناول موضوعاً أو حديثاً معيناً يشبه ما يسمى الآن الفصل من الكتاب يصوغه بأسلوبه الخاص , يقول الأستاذ محمد شفيق غبريال: " وعندما دونت هذه الأخبار ، دونت منفصلة , فنجد كتاباً عن وقعة الجمل أو صفين , أو ما إلى ذلك " (8) .
وربما كان ذلك هو الشائع في عصره ، لا في التاريخ فحسب بل في سائر الفنون - فعن تدوين الحديث مثلاً يقول الأستاذ محمد محمد أبو زهو : " وكانت طريقتهم تتبع وحدة الموضوع فهم يجمعون في المؤلف الواحد الأحاديث التي تدور حول موضوع واحد كالصلاة مثلاً ، يجمعون الأحاديث الواردة فيها في مؤلف واحد " (9) .
مروياته التاريخية :
وصل إلينا كثير من مرويات عروة التاريخية متناثرة عند ابن هشام في " السيرة " ، والواقدي في " المغازي " ، وابن سعد في " الطبقات " ، وابن شبة النميري في " تاريخ المدينة " ، والطبري في " تاريخ الرسل والملوك " ، وفي بعض المصادر المتأخرة مثل ابن عبد البر في " الاستيعاب " ، وابن الأثير في " أسد الغابة " ، والذهبي في كتابيه " السيرة " " والمغازي " ، وابن كثير في " البداية والنهاية " ، والسيوطي في " الخصائص " .
وبالنظر في هذه المرويات نجد أنها تناولت :
الفترة المكية من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وذكر فيها الإرهاصات التي سبقت نزول الوحي مثل حادث شق صدر النبي صلى الله عليه وسلم وتعبده في غار حراء , ونزول الوحي عليه في سن الأربعين , وأول ما نزل من القرآن ,وإسلام خديجة بنت خويلد, وتعليم جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم الوضوء والصلاة , وإعلان الدعوة وموقف المشركين منها , وفتنة المسلمين تحت العذاب ..
وهجرة المسلمين إلى الحبشة , وسبب اختيارها للهجرة ,حيث ذكر أنها كانت متجراً لقريش – أي مألوفة لأهل مكة – وكان بها ملك عادل لا يظلم عنده أحد , وبعض أسماء من هاجر إليها , ومحاولة قريش إرجاع المسلمين المهاجرين إلى الحبشة .
وتحدث عن بعض مظاهر إيذاء المشركين لرسول الله صلى الله عليه وسلم مثل رمي القاذورات عليه , والسخرية منه , وعن خروج أبي بكر الصديق مهاجراً , ثم عودته إلى مكة بعد أن أدخله ابن الدغنة في جواره , ومقابلة الرسول صلى الله عليه وسلم لوفد يثرب إلى مكة وعرضه الإسلام عليهم , وبيعة العقبة الأولى , وبيعة العقبة الثانية , وفي كل ذلك يذكر الآيات القرآنية المرتبطة بكل حادث إن وجدت ويفسرها عند الحاجة .
ثم تكلم عن هجرة المسلمين إلى المدينة , وهجرة الرسول صلى الله عليه وسلم بعد ذلك مع تفاصيل قليلة عن أحداثها , وكيف تمت مثل خبر اختفاء الرسول صلى الله عليه وسلم في غار ثور ، واستئجاره رجلاً من بني الديل ؛ ليدله وأبا بكر على الطريق إلى المدينة ، ونزوله قباء ، وانتظار المسلمين وتشوقهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة وكيفية استقباله .
الفترة المدنية : وتحدث فيها عن إصابة بعض المسلمين بالحمى بعد وصولهم إلى المدينة , ودعاء الرسول صلى الله عليه وسلم أن يحببها إليهم, وزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم من عائشة رضي الله عنها , وسرية عبد الله بن جحش , ومسألة القتال في الأشهر الحرم ، وما نزل في ذلك من القرآن , ، وغزوة بدر , وقد تحدث فيها عن دعاء الرسول على المشركين ، واختلاف كلمة المشركين ، ورغبة بعضهم في العودة ، وترك القتال ، وبعض أسماء من قتل من المشركين واستشهد من المسلمين فيها ، وقصة إسلام عمير بن وهب .
وغزوة بني قينقاع وما نزل فيها من القرآن ، وغزوة أحد وتحدث فيها عن رؤيا رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الغزوة ، وإعطاء رسول الله صلى الله عليه وسلم سيفه لأبي دجانة يوم أحد وقصة قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بن خلف ، وغزوة حمراء الأسد ، وغزوة بئر معونة ، وغزوة الرجيع ، وغزوة بني النضير ، وكيفية تقسيم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أفاءه الله عليه في هذه الغزوة وما نزل في ذلك من القرآن .
وغزوة الخندق ، وغزوة بني قريظة , وحكم سعد بن معاذ فيهم ،وغزوة بني المصطلق ، وحادثة الإفك ، وزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم بجويرية بنت الحارث ، وسرية زيد إلى أم قرفة وصلح الحديبية وشروطه , وقصة فرار أبي بصير وأتباعه إلى ساحل البحر الأحمر وتعرضه لتجارة قريش , وغزوة خيبر , وغزوة مؤتة .
وفتح مكة, وغزوة حنين , وحصار الطائف , وإعطاء الرسول صلى الله عليه وسلم للمؤلفة قلوبهم ، وإرسال عروة بن مسعود بعد إسلامه إلى ثقيف ، وقصة مقتله على أيديهم , وغزوة تبوك ودور المنافقين فيها , وكتب الرسول إلى الملوك والأمراء ، وحجة الوداع , وتجهيز رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أسامة , ومرض رسول الله صلى الله عليه وسلم ووفاته في بيت عائشة ، وعمره حين توفى ، وإشارته إلى فضل أبي بكر ووصيته بالأنصار قبل موته ، وهذه الروايات إذا نظرنا إليها مجموعة وجدناها تكون شكلاً أو هيكلاً عاماً لسيرة النبي صلى الله عليه وسلم .
عصر الخلفاء الراشدين : وبدأه بالحديث عن فضل أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، وذكر الأحاديث التي تؤيد ذلك ، واجتماع الأنصار في سقيفة بني ساعدة للتشاور في أمر الخلافة .
وحروب الردة ، وموقعة أجنادين , وتفرغ أبي بكر لإدارة شئون المسلمين ، وتركه التجارة ، ومرض أبي بكر الصديق ، ومكان وتاريخ وفاته ، ومن خلال مروياته المتفرقة عن أبي بكر نستطيع أن نقول أنه قدم صورة عن أهم الأحداث في عصره .
ثم تحدث عن واقعة اليرموك ، والقادسية ، وعن ذهاب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى فلسطين , وعن قصة إصابة أبي عبيدة بن الجراح في طاعون عمواس ، واشتداد عمر في محاسبة أهله ، وبعض الأخبار المتناثرة عن الحياة الاجتماعية في عهد عمر بن الخطاب .
وتكلم في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه عن مدى الغنى الذي وصل إليه الناس في عصره ، وعن مجيء الثوار إلى المدينة وحصارهم له ، وعن مجادلة أهل مصر له , ثم تحدث عن واقعة الجمل, وعن النزاع الذي وقع بين أهل بيته وبين بني أمية ، وقد حكى قصته بنزاهة تامة دون تحيز لأهل بيته ، وللحديث بقيه .
ميلاده ونشأته :ولد عروة بن الزبير على أرجح الأقوال سنة 23 هـ ، ونشأ وتربى في المدينة كما ربي سائر أترابه من أبناء الصحابة ، ولا يعلم شيء عن الفترة المبكرة من حياته سوى إشارات عابرة أتت في ثنايا مروياته ، لكن يبدو أن نسبه من جانب , وحبه للعلم منذ صغره من جانب آخر قد ميزاه على غيره من أقرانه ، فكان دائماً يتمنى أن يؤخذ عنه العلم (1) . فبذل لذلك جهده ووقته حتى قال : لقد كان يبلغني الحديث عن الصحابي فآتيه فأجده قد قال – من القيلولة – فأجلس على بابه أسأله عنه (2).
سعة معارفه:
وقد تعددت معارف عروة وكثرت حتى قال عنه الزهري : كان بحراً لا ينزف , ولا تكدره الدلاء (3). وشملت هذه المعارف الحديث والتفسير والشعر والفقه ,إضافة إلى السيرة والمغازي التي لا ينازعه فيها منازع من شيوخ عصره.
عبادته و أخلاقه :
كان عروة مثالاً للعالم العابد الذي لا يخالف قوله فعله ، وبلغ من درجة اجتهاده في العبادة أن ابنه هشاماً قال : كان يقرأ كل يوم ربع القرآن , ويقوم به الليل , وكان كثير الصوم ، قطعت رجله وهو صائم ، ومات أيضاً وهو صائم ، وكان يقول عن نفسه : إني لأسأل الله ما أريده في صلاتي حتى أسأله الملح (4) كما كان حليماً صبوراً محتسباً عفيفاً كريماً صالحاً زاهداً بعيداً عن الفتنة (5) وكان يقول : "رب كلمة ذل احتملتها أورثتني عزاً طويلاً.
كما كان ينأى بنفسه عن الفتن ويحذر منها ، ويرى أن فيها هلاك الأمة ويقول : " أتى أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " يا رسول الله هل للإسلام منتهى ؟ قال نعم ، فمن أراد الله به خيراً من عرب أو عجم أدخله عليه ، ثم تقع فتن كالظلل يضرب بعضكم رقاب بعض , فأفضل الناس يومئذ معتزل في شعب من الشعاب يعبد ربه ويدع الناس… " (6).
مكانته التاريخية :
يعد عروة بن الزبير – بحق – أول من صنف في المغازي كما ذكر الواقدي (7) ولكن مصنفاته لم تكن كتباً بالمفهوم المتعارف عليه الآن بين الدارسين ، وإنما كانت عبارة عن رسائل تجمع كل رسالة الروايات التي تتناول موضوعاً أو حديثاً معيناً يشبه ما يسمى الآن الفصل من الكتاب يصوغه بأسلوبه الخاص , يقول الأستاذ محمد شفيق غبريال: " وعندما دونت هذه الأخبار ، دونت منفصلة , فنجد كتاباً عن وقعة الجمل أو صفين , أو ما إلى ذلك " (8) .
وربما كان ذلك هو الشائع في عصره ، لا في التاريخ فحسب بل في سائر الفنون - فعن تدوين الحديث مثلاً يقول الأستاذ محمد محمد أبو زهو : " وكانت طريقتهم تتبع وحدة الموضوع فهم يجمعون في المؤلف الواحد الأحاديث التي تدور حول موضوع واحد كالصلاة مثلاً ، يجمعون الأحاديث الواردة فيها في مؤلف واحد " (9) .
مروياته التاريخية :
وصل إلينا كثير من مرويات عروة التاريخية متناثرة عند ابن هشام في " السيرة " ، والواقدي في " المغازي " ، وابن سعد في " الطبقات " ، وابن شبة النميري في " تاريخ المدينة " ، والطبري في " تاريخ الرسل والملوك " ، وفي بعض المصادر المتأخرة مثل ابن عبد البر في " الاستيعاب " ، وابن الأثير في " أسد الغابة " ، والذهبي في كتابيه " السيرة " " والمغازي " ، وابن كثير في " البداية والنهاية " ، والسيوطي في " الخصائص " .
وبالنظر في هذه المرويات نجد أنها تناولت :
الفترة المكية من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وذكر فيها الإرهاصات التي سبقت نزول الوحي مثل حادث شق صدر النبي صلى الله عليه وسلم وتعبده في غار حراء , ونزول الوحي عليه في سن الأربعين , وأول ما نزل من القرآن ,وإسلام خديجة بنت خويلد, وتعليم جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم الوضوء والصلاة , وإعلان الدعوة وموقف المشركين منها , وفتنة المسلمين تحت العذاب ..
وهجرة المسلمين إلى الحبشة , وسبب اختيارها للهجرة ,حيث ذكر أنها كانت متجراً لقريش – أي مألوفة لأهل مكة – وكان بها ملك عادل لا يظلم عنده أحد , وبعض أسماء من هاجر إليها , ومحاولة قريش إرجاع المسلمين المهاجرين إلى الحبشة .
وتحدث عن بعض مظاهر إيذاء المشركين لرسول الله صلى الله عليه وسلم مثل رمي القاذورات عليه , والسخرية منه , وعن خروج أبي بكر الصديق مهاجراً , ثم عودته إلى مكة بعد أن أدخله ابن الدغنة في جواره , ومقابلة الرسول صلى الله عليه وسلم لوفد يثرب إلى مكة وعرضه الإسلام عليهم , وبيعة العقبة الأولى , وبيعة العقبة الثانية , وفي كل ذلك يذكر الآيات القرآنية المرتبطة بكل حادث إن وجدت ويفسرها عند الحاجة .
ثم تكلم عن هجرة المسلمين إلى المدينة , وهجرة الرسول صلى الله عليه وسلم بعد ذلك مع تفاصيل قليلة عن أحداثها , وكيف تمت مثل خبر اختفاء الرسول صلى الله عليه وسلم في غار ثور ، واستئجاره رجلاً من بني الديل ؛ ليدله وأبا بكر على الطريق إلى المدينة ، ونزوله قباء ، وانتظار المسلمين وتشوقهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة وكيفية استقباله .
الفترة المدنية : وتحدث فيها عن إصابة بعض المسلمين بالحمى بعد وصولهم إلى المدينة , ودعاء الرسول صلى الله عليه وسلم أن يحببها إليهم, وزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم من عائشة رضي الله عنها , وسرية عبد الله بن جحش , ومسألة القتال في الأشهر الحرم ، وما نزل في ذلك من القرآن , ، وغزوة بدر , وقد تحدث فيها عن دعاء الرسول على المشركين ، واختلاف كلمة المشركين ، ورغبة بعضهم في العودة ، وترك القتال ، وبعض أسماء من قتل من المشركين واستشهد من المسلمين فيها ، وقصة إسلام عمير بن وهب .
وغزوة بني قينقاع وما نزل فيها من القرآن ، وغزوة أحد وتحدث فيها عن رؤيا رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الغزوة ، وإعطاء رسول الله صلى الله عليه وسلم سيفه لأبي دجانة يوم أحد وقصة قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بن خلف ، وغزوة حمراء الأسد ، وغزوة بئر معونة ، وغزوة الرجيع ، وغزوة بني النضير ، وكيفية تقسيم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أفاءه الله عليه في هذه الغزوة وما نزل في ذلك من القرآن .
وغزوة الخندق ، وغزوة بني قريظة , وحكم سعد بن معاذ فيهم ،وغزوة بني المصطلق ، وحادثة الإفك ، وزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم بجويرية بنت الحارث ، وسرية زيد إلى أم قرفة وصلح الحديبية وشروطه , وقصة فرار أبي بصير وأتباعه إلى ساحل البحر الأحمر وتعرضه لتجارة قريش , وغزوة خيبر , وغزوة مؤتة .
وفتح مكة, وغزوة حنين , وحصار الطائف , وإعطاء الرسول صلى الله عليه وسلم للمؤلفة قلوبهم ، وإرسال عروة بن مسعود بعد إسلامه إلى ثقيف ، وقصة مقتله على أيديهم , وغزوة تبوك ودور المنافقين فيها , وكتب الرسول إلى الملوك والأمراء ، وحجة الوداع , وتجهيز رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أسامة , ومرض رسول الله صلى الله عليه وسلم ووفاته في بيت عائشة ، وعمره حين توفى ، وإشارته إلى فضل أبي بكر ووصيته بالأنصار قبل موته ، وهذه الروايات إذا نظرنا إليها مجموعة وجدناها تكون شكلاً أو هيكلاً عاماً لسيرة النبي صلى الله عليه وسلم .
عصر الخلفاء الراشدين : وبدأه بالحديث عن فضل أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، وذكر الأحاديث التي تؤيد ذلك ، واجتماع الأنصار في سقيفة بني ساعدة للتشاور في أمر الخلافة .
وحروب الردة ، وموقعة أجنادين , وتفرغ أبي بكر لإدارة شئون المسلمين ، وتركه التجارة ، ومرض أبي بكر الصديق ، ومكان وتاريخ وفاته ، ومن خلال مروياته المتفرقة عن أبي بكر نستطيع أن نقول أنه قدم صورة عن أهم الأحداث في عصره .
ثم تحدث عن واقعة اليرموك ، والقادسية ، وعن ذهاب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى فلسطين , وعن قصة إصابة أبي عبيدة بن الجراح في طاعون عمواس ، واشتداد عمر في محاسبة أهله ، وبعض الأخبار المتناثرة عن الحياة الاجتماعية في عهد عمر بن الخطاب .
وتكلم في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه عن مدى الغنى الذي وصل إليه الناس في عصره ، وعن مجيء الثوار إلى المدينة وحصارهم له ، وعن مجادلة أهل مصر له , ثم تحدث عن واقعة الجمل, وعن النزاع الذي وقع بين أهل بيته وبين بني أمية ، وقد حكى قصته بنزاهة تامة دون تحيز لأهل بيته ، وللحديث بقيه .