تدبر لتأخذ العبر

[ريح النصر]

بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته



تدبر لتأخذ العبر..



أخي المؤمن... أثناء عبورك درب الدعوة إلى الله، لابد أن تواجهك عقبات.. هي حتما ابتلاءات لقياس مقدار الصبر والثبات. فترى أعداء الدين يتربصون بك، آملين في أن تهويَ بعد تقدمك ليصفقوا لذلك بحرارة، فيدب في نفسك خوف وربما يأس... وليس لليأس أن ينجلي إلا بالتشبث بحبل الله، وإعادة نبض الإيمان والعزيمة في قلبك... ولتعيد سريان العزيمة في الشرايين حاول أن تجد من حولك سبلا ومنافذ: كأن تجعل بصرك يسبح في الطبيعة الخلابة، ما يمكنعقلك من التأمل والتدبر في ملكوت الله، ستحس حينها وكأن الطبيعة تنصحك لتعتبر قائلة:


كن كالشمس في أملها، فهي دائما تودعنا عند المغيب آملة في إشراق صبح جديد. وكلما مرت عليها السحب كافحت لتبرز ولو من بعيد..


كن كالليل في سكونه، فلطالما كان سكونه مصدر الطمأنينة..


كن كالنجوم في سموها، فلا لأحد أن يبلغها..


كن كالغيث في عطائه الذي لا يزال، فما هطل غيث قط إلا وأنبتت الأرض بعد جدبها..


كن كالسنديان في اخضراره، فمهما مر عليه من صقيع يظل مخضرا يانعا..


كن كالطير إذا حلق وهاجر، يصل مقصده مهما قاسى وكافح..


كن كالبحر إذا ثار، ولا يكن ثورانك إلا لأجل دينك..


كن كالنخيل في صموده، مهما هبت العواصف العاتية يبقى شامخا..


وتذكر، قد يبدو القمر وحيدا في السماء، لكنه لن يذوق الوحدة البتة، فالأقمار في الكون كثيرة..



(نورهان شادلي)