المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخطـاء في العقـائد والعبادات


محمد فراج عبد النعيم
14-11-2011, 10:17 PM
ان الحديث عن العقائد والعبادات لذو شجون خاصة في عصرنا الحاضر ، حيث إننا نشاهد حرباَ شعواء على المسلمين وعلى عقيدتهم بالذات، حرباَ موجهة إلينا قد صوبت سهامها ، منطلقةً من مشارق الأرض ومغاربها، فما هو السبب ، الجواب واضح ؛ لأننا نقول : لا إله إلا الله محمد رسول الله .
والحرب علي الأمه الإسلاميه إما أن تكون من الخارج أو من داخل ديار الاسلام :


في خارج بلاد الإسلام يشن أعداء الله من اليهود والنصارى والوثنيون أنواعاً من الحرب ضد عقيدة المسلمين : فأنواع التشكيك ، ووسائل التنصير ، والهجوم المباشر على العقيدة ورمي أصحابها بأنواع من تهم التطرف والإرهاب – كل ذلك أمر لا يكاد يجهله مسلم .
أم أما في داخل بلاد المسلمين فقد ابتلي المسلمون بتيارين من أخطر التيارات .
أحدهما : تيار أهل البدع في المقالات والعبادات من الرافضة ، والمعتزلة ، والصوفية ، والأشعرية ، والمرجئة والخوارج وغيرهم .

والثاني : تيار العلمانين والقوميين والحداثيين اللذين استخدموا كلَّ وسيلة تمكنوا منها لنفث سمومهم بأساليب متنوعة وقد ترتب علي هذه الحرب الضروس أن قد وجدنا كثيرا من الناس من يعبد الله علي خطأ ، وبطريقه لا تليق بكمال الله عز وجل وبصفاته العليه التي وصف بها نفسه ..
ومن هنا اخواني الأعزاء ، كان موضوعنا ، لأني وجدت كتبا قيمه في هذا الشأن ، أذكر من اهمها : كتاب ( أخطاء عقديه ) لفضيلة الشيخ عبد الرحمن بن صالح المحمود ، وكتاب ( أخطاء شائعه في العقيده للاخت جنات عبد العزيز ، بالإضافه الي كتاب (تحزير الساجد من أخطاء العبادات والعقائد ) لشيخنا الجليل محمود المصري .
وقد أحببت أن أعمل ملخصا جامعا ، ليستفيد منه أعضاءنا وزوارنا ، عسي أن يعصمنا الله واياكم من الوقوع في هذه الأخطاء ، اللهم اغفر لنا ذلاتنا وجهلنا ..
فاقول بعون الله ...

الخطأ الأول
مفهوم لا اله الا الله


خطأ في مفهوم مدلول لا إله إلا الله ، فإن كثيراً من الناس يفهمُ من لا إله إلا الله أنَّها كلمة يقولها بلسانه ، وينسى أن هذه الكلمة تقتضي منه أموراً غير النطق بها ومن أعظم هذه الأمور التي تقتضيها كلمة التوحيد ، ركناها: النفي والإثبات .

النفي : بأن ينفى الإنسان أي نوع من أنواع العبادة لغير الله تبارك وتعالى.

والإثبات : أن يصرف جميع أنواع العبادة لله وحده لا شريك له . ومدلول هذا إخلاص الدين لله ، والكفر بالطاغوت ، ولذا يقول الله – سبحانه وتعالى – في كتابه والعزيز : (( وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ))

ومن مقتضياتها : إفراد الله تعالى بالطاعة والخضوع لأوامره ونواهيه .

والخطأ الشائع عند بعض الناس اليوم ، هو ظنهم أن لا إله إلا الله مقتضاها عبادة الله فقط ، نقول : نعم . هذا هو مقتضاها وركنها الأول ، ولكن لها مقتضى آخر وركناً لا بد منه ، ألا وهو الكفر بالطاغوت ، فلا بد من البراءة من الشرك والكفر بالطواغيت جميعاً ، وهذه هي ملة إبراهيم الخليل – عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والتسليم : (( قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ)) .

ومن الخطأ الشائع – في مفهوم لا إله إلا الله – ظن بعضهم أن معناها : لا خالق إلا الله ، ويفسرون ذلك بتوحيد الربوبية ويجعلون هذا أساس التوحيد ولبه ، ويركزون في الدلائل والمسائل .
وتوحيد الربوبية مهم لكن المخالف فيه قليل ، أما توحيد الأُلوهية: فهو الذي دلت كلمة التوحيد ، والمخالف فيه كثير.

وللحديث بقيه ...

محمد فراج عبد النعيم
15-11-2011, 06:58 PM
الخطأ الثاني
مفهوم الولاء والبراء


من الخلط في الولاء والبراء وهو استبدال الولاء للقبيلة أو للبلد ، وهذا أيضاً خطأ شائع فإن بعض الناس يوالي الآخرين من أجل أنه من القبيلة الفلانية ، أو لأجل أنه من البلد الفلاني ، ثم بعد ذلك لا يزن علاقته بالناس بميزان الإسلام القائم على ميزان الولاء والبراء ، والحب في الله والبغض في الله .

فمثلاً نجد الواحد من هؤلاء يأتي وأمامه شخصان أحدهما فاسق ضالّ مضل، والآخر مطيع عابد لله سبحانه وتعالى ، فتجده يوالي الأول لأنه من قبيلته ويتعصب له أحياناً ؛ لأنه من بلده ، ويعادي الثاني ؛ لأنه ليس من قبيلته ، أو لأنه ليس من بلده ، وهذا مدخل خطير جداً على الإيمان ، لأن الإنسان إذا كان ميزانه ميزان الجاهلية ، والقبيلة ، والوطن ، والمصلحة الشخصية والمال ، فإنه يكون على خطر عظيم في عقيدته ، الواجب أن يكون ميزان قلبك ولسانك وأعمالك الحب في الله والبغض في الله .

إذاً فالرجل التقي هو أخي في الله وأحبه في الله ، ولو كان أبعد بعيد ، والفاجر أو الكافر، أو الفاسق أبغضه بغضاً تاماً إن كان كافراَ، وأبغضه على قدر معصيته إن كان فاسقاً ، ولون كان أقرب الناس إلىّ ، هذا هو ميزان التوحيد .

محمد فراج عبد النعيم
15-11-2011, 07:04 PM
الخطأ الثالث

مفهوم العباده



ظن بعض الناس أن مفهوم العبادة قاصرٌ على أصول العبادة المعروفة من الصلاة والصيام والزكاة والحج، ونسي أن العبادة تشمل كل شُعَب الإيمان ومسائل الإيمان ؛ لقوله- صلى الله عليه وسلم- : " الإيمان بضع وستون شعبة أعلاها قول لا إله إلا الله ، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ، والحياء شعبة من الإيمان "

إذاً، العبادة تشمل أمور الحياة كلها من أولها إلى آخرها ، علاقتك بالأسرة ، بالجيران ، وأمورك الاقتصادية والتعليمية ، وغير ذلك من الشؤون الخاصة بالفرد كذلك علاقة المجتمع بغيره سواء كانت هذه العلاقات علاقات اقتصادية ، أو عسكرية ، أو علمية ، كل ذلك داخلٌ في مفهوم الشر ع، فمقتضاه أن ينهج فيه ، وأن يسلك فيه، ما أمر الله به وأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم .

إننا نشاهد بعض الناس يأتي ويقول : شأنك والمسجد ، أي : إلزم الصلاة في المسجد ودع عنك الناس، هل هذا هو الإسلام؟ وهل هذا هو مفهوم العبادة التي تقوم أسسها على طاعة الله وطاعة رسول الله- صلى الله عليه وسلم ؟ لا ، بل هذا نوعٌ جديد من العلمنة في مفهوم العبادة، يريدُ أن يحصر العبادة في أنواعٍ خاصة منها ، وهذا خطأ يجبُ الانتباه له .

وبعضهم جعل العبادة في القلب فقط ، وأنها علاقةٌ بين العبد وربه، ولا شأن لها ببقية شؤون الحياة ، وهذا منتشر بين العلمانيين والملاحدة القائلين بأن الدين لا شأن له في الحياة .

محمد فراج عبد النعيم
15-11-2011, 07:22 PM
الخطأ الرابع
مفهوم ان الدين يسر


بداية لا بد أن يُعلم أن التيسير ورفع الحرج والمشقة لا يعني رفع المشقة بالكلية، ذلك أن التكاليف الشرعية بطبعها مصحوبة بنوع من المشقة المحتملة، قلَّت أو كثرت، وإنما سُمِّيت التكاليفُ تكاليفَ لأن في القيام بها شيء من الكلفة على النفس وبذل الجهد والمشقة، فالصلاة فيها شيء من الكلفة، والصيام كذلك، والمشقة في الحج كبيرة، يعلم ذلك من أكرمه الله بأداء هذه الفريضة، وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بقوله لعائشة لما سألته: "يا رسول الله هل على النساء من جهاد؟ قال: نعم، عليهن جهاد لا قتال فيه، الحج والعمرة"، ومشقة الجهاد من أعظم المشقة وفي القيام به عبء كبير على النفس، قال تعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ} . ويجمع ذلك كله ما صح عن النبي عليه السلام أنه قال لعائشة في عمرتها: "إن لك من الأجر على قدر نصبك و نفقتك"، فهذا يعم العمرة وغيرها.



ومما ينبغي أن يُعلم أيضاً أن التيسير لا يعني الإخلال بمقاصد الشريعة، بل هو من سمات التشريعات التي جاءت بها الشريعة، ذلك أن البشر يختلفون في ظروفهم وقدراتهم وطباعهم، فالمريض يختلف عن الصحيح، والمسافر يختلف عن المقيم، والمسافرون يختلفون فيما بينهم في قدرتهم على تحمل مشاق السفر، فجاءت الشريعة بما يلاءم هذا الاختلاف طالما كان في حدود الاعتدال.


من المهم كذلك أن يُعلم الفرق بين اليسر والرخصة الشرعية من جهة وبين التلفيق من جهة أخرى؛ أما الرخصة فهي توسعة من الله على عباده المؤمنين، فهي محض فضل منه ومنة، وهذه الرخصة منها ما يكون واجباً كأكل لحم الميتة بقدر الإبقاء على الحياة لمن خاف الهلاك، ومنها ما يكون مندوباً كجمع الصلوات في السفر، ومنها ما يكون مباحاً كبيع السلم.


وبعض الناس في زماننا هذا إذا رأى المتمسك بدينه، المحافظُ على السنة قال له : لا تشدد وكن وسطاً فإن الدين يسر، وهذا أيضاً من المفاهيم الخاطئة؛ لأن معنى ذلك أنك تقول لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- : يا رسول الله أنت بسنتك متشدد، لما ذا لم تكن وسطاً يا أبا بكر أويا عمر أو يا أصحاب رسول الله- صلى الله عليه وسلم- المتّبعين لسنته ؟ لا تشددوا وكونوا وسطاً، وهنا لا بد من أن تقال كلمةٌ في هذا الأمر .

أولاً : أن التمسكَ بسنة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كاملة هو الحق وهو الوسط ، لأن سنة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ليس فيها غلواً ولا تقصير.

ثانياً : إن الوسط ورد في القرآن في قوله تعالى : (( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ))


والمعنى : أن أتباع محمد- صلى الله عليه وسلم- هم وسط بين الأمم كاليهود والنصارى وغيرهم ، كما ورد الوسط أيضاً في منهاج أئمة السنة والجماعة، وذلك حينما يقولون أهل السنة وسطٌ بين الطوائف المنحرفة، والمبتدعة .

فمثلاً: في باب محبةِ أصحاب رسول الله- صلى الله عليه وسلم- هم وسط بين الروافض والنواصب ، وأيضاً في باب الإيمان ومسائل الأحكام هم وسط بين الوعيدية والمرجئة ، بين المتشددين منهم الغالين والمفرطين المقصرين ، وهم وسط في باب القدر بين القدرية والجبرية . وهكذا فهم وسط بين الطوائف جميعاً .

ثالثاً : أما ما يرد عند عامة الناس ونحوهم من قولهم : كن وسطاً في دينك ، فهذا فيه تفصيل ، فإن قُصد به ترك السنن وترك التزامها في العبادات والمعاملات واللباس غيرها ، فلا شك أن هذا باطل ؛ لأن الحق إنما هو الالتزام بالسنة .

أما إن وجّه إلى من غلا في ا لسنة وجاوز الحد فيها أو قّصر ، وقيل له : كن وسطاً ، فهذا صحيح ، لكن له أمثلة خاصة ، مثل ذلك الذي كان في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : " أنا لا أتزوج النساء " نقول له : تزوج ، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم تزوج فكن وسطاً ، ومثل ذلك الذي قال : ( أقوم الليل كله ولا أنام أبداً ) نقول له : كن وسطاً ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال لهؤلاء وأمثالهم : (( أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له ، لكني أصوم وأفطر ، وأصلي ، وأرقد ، وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني )) .

ويقابل هؤلاء أولئك الذين يتركون جميع النوافل ، نوافل الصلاة والصيام والزكاة والأذكار ، ويؤدي ذلك إلى تقصيرهم في الفرائض وغيرها ، هذا أيضاً مقصّر .

فالأول قد غالي في جانب ، والثاني قد فرّط وأهمل وقصّر ، والوسط هو الصحيح.


إذاً ، هناك مفهوم خاطئ في مسألة مصطلح الوسط وهذا المفهوم الخاطئ نطبقه أحياناً على بعض الناس بمنهج خاطئ ، وذلك حينما نأتي إلى من التزم بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في لحيته ، وفي لباسه ، وفي صلاته ، وفي بقية أموره ، فنأتي ونقول له : لا تشدد وكن وسطاً ، فهذا مفهوم خاطئ .


وعلي هذا يوجد في زماننا الإشكاليات الآتيه :


- الجهل بحقيقة الوسطية الشرعية، وتصور أولئك العامة أن الوسطية التي أمر الله بها تعني التساهل والتنازل واتباع شهوات النفس ورغباتها، ولهذا تجدهم يستخدمون هذا الفهم مقياسًا لرمي الدعاة بتلك الأوصاف والألقاب.
- عدم ممارسة الوسطية على وجهها الصحيح من قبل بعض الدعاة والملتزمين، حيث تجد خللا في تطبيقها أتاح للأعداء فرصة اقتناص بعض الأخطاء والهفوات، ومن ثم إقناع كثير من الناس بصحة تلك الدعاوى وتلبيس هذه التهم الباطلة.



أخي في الله, في ظل هذه الأمواج المتلاطمة أهديك سفينة النجاة, قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ((وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة )) صححه الألباني .


وصفوة القول, الالتزام بالنهج الرباني والوحي القرآني والسنة المحمدية والتمسك بهم هو الوسطية, وهي سمة لذلك النهج, لا داعي للتكلف في تطبيق الوسطية وفي قياس الأحكام الربانية على مفهوم الوسطية لدى العوام, بل طبق شرع ربك والتزم نهجه تكن في جادة الوسط, وكل ما حاد عنها – حتى ولو كان بدعوى الوسطية – هو تطرف وغلو وخروج عن أوامر الإسلام, والحمد لله على وسطية الإسلام.

محمد فراج عبد النعيم
15-11-2011, 07:31 PM
الخطأ الخامس
مفهوم مصطلح أهل السنه والجماعه

فمصطلح أهل السنة والجماعة في الأصل مصطلح شرعي وردت به النصوص ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين ))
ولأن النبي صلى الله عليه وسلم قال (( عليكم بالجماعة ))
وهذان مفهومان ومصطلحان شرعيان ، ولذا كان مصطلح أهل السنة والجماعة يطلق على كل من التزم بهما في تاريخ الإسلام ، وإنما وقع الخلط في هذا المصطلح في بدايات الافتراق وفي القرن الرابع بشكل أخص ، وذلك حينما نُسب إلى أهل السنة والجماعة من ليس منهم ، مثل انتساب كثير من طوائف الأشعرية أو المأتريدية إلى أهل السنة والجماعة انتساباً خاطئاً ، فيجب أن يُبين مخالفة هؤلاء لأهل السنة والجماعة ومنهج السلف الصالح ، لكن لا نعدل عن هذا المصطلح لأجل أن هناك آخرين تسموا به ، فإن تسمية الباطل باسم الحق لا يمنعنا من قول الحق – والتسمية به - .
فنقول : يجب التزام منهج أهل السنة والجماعة على ما كان عليه سلفنا الصالح.

محمد فراج عبد النعيم
17-11-2011, 02:24 AM
الخطأ السادس
مفهوم الحكم بما أنزل الله

قد وقع الخطأ في ذلك من خلال أمور منها :


* ظن بعض الناس أنها مقتصرة على فئة من الناس وهم الحكام ، ولا شك في وجوبها عليهم وجوباً أولياً ، ولكن نقول إن الحكم بما أنزل الله واجب على الجميع ، واجب على الحكام فيما يحكمون به بين الناس ، وواجب على كل فرد فيما يتعلق بما يخصه من أعماله وأفعاله ومعاملاته ، ولهذا كان مقتضى توحيد العبادة قائم على كمال الذل لله أولاً ، وكمال المحبة لله ثانياً ، وكمال الطاعة ثالثاً ، وهذا كله مقتضاه أن تقدم طاعة الله وطاعة رسوله على طاعة من سواه ، وأن تحكم بهما في كل شأن شؤونك : المرأة ألمسلمة ، الشاب المسلم ، الأسرة المسلمة ، والمجتمع المسلم ، البلد المسلم ، ولا بد للجميع أن يعلموا أن هذا جزء من العقيدة ، فلا يكفي أن يدعي الإنسان أنه يعبد الله حتى يعلم كيف يعبد الله ، هل يعبد الله على وفق هدي النبي http://aloqlaa.com/jscripts/tiny_mce/plugins/emotions/img/slm.gif ، أم لا ؟ ، وذلك في كل أموره وشؤونه ، ثم يطبق ذلك على الوجه الصحيح :

فالفرد المسلم يجب عليه التحاكم إلى الكتاب والسنة في جميع أموره ، عباداته ومعاملاته ، وأن يتحاكم في كل ذلك إلى ما أنزل الله ، لا إلى العادات القبلية ولا إلى القوانين الوضعية ولا إلى غيرها .

والمرأة المسلمة : يجب عليها التحاكم إلى الكتاب والسنة في أمورها كلها : حجابها ، لباسها ، زينتها ، عملها ، معاملاتها لزوجها .

وكذلك الشاب المسلم ، والتاجر المسلم ، والمعلم والحاكم والقاضي .

إنه أمر واجب – وليس اختيارياً – أن يلزم العبد منهج رسول الله http://aloqlaa.com/jscripts/tiny_mce/plugins/emotions/img/slm.gif في أحكام الصلاة وتفاصيلها ، والزكاة وتفاصيلها ، والصيام وأحكامه ، والحج وأحكامه ، وصلة الأرحام ، وقسمة المواريث ، وأبواب الوصايا ، وأبواب النكاح ، وفي جميع شؤون الحياة ، فنعبد ربنا على وفق هدي نبينا محمد http://aloqlaa.com/jscripts/tiny_mce/plugins/emotions/img/slm.gif

* التساهل في التحاكم إلى القوانين الوضعية ، والقول بأن ذلك ليس بكفر حتى يستحلها ، وقد يحتج هؤلاء بأن الكفر لا يكون إلا بالاستحلال ، بل وسع بعض هؤلاء الدائرة حتى زعموا أنه لا يوجد كفر عملي مخرج من الملة ، وهذا خطأ ،بل الكفر يكون بالاعتقاد وبالقول والعمل كما هو مفصل في كتب الأئمة .

* ظن البعض أن عند اختلاف العلماء فللإنسان أن يأخذ بأي قول من الأقوال الواردة ، دون اعتبار للدليل ، وهذا من أخطر المزالق ، فول تتبع الناس أقوال العلماء واختلافاتهم ورخصهم لضاع الدين.

والواجب عند التنازع والاختلاف – القديم والحديث - الرد إلى كتاب الله والسنة كما قال تعالى : ﴿فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ﴾


كما أنا الواجب اتباع ما ترجح دليله ، والحذر كل الحذر مما يزينه بعض العلمانيين وأذنابهم من تتبع رخص العلماء والأخذ بها ولو خالفت الدليل .

محمد فراج عبد النعيم
19-11-2011, 08:18 PM
الخطأ السابع

إتيان السحرة والكهنة والمشعوذين ونحوهم

ومن الأمور المتعلقه بذالك

الأمر الأول :

أن الإتيان إلى السحرة والمشعوذين خطر عظيم على العقيدة يخشى على صاحبها من الزيغ فيجب الحذر من هؤلاء .

الأمر الثاني :

يجب إقامة حكم الله سبحانه وتعالى في هؤلاء السحرة ، فيبين حالهم ويبين الحكم فيهم ، والحكم الراجح فيهم عند جمهور العلماء أنهم يقتلون سواء كان قتلهم ردّة أو حداً؛ وذلك حتى يتخلص المسلمون في شرورهم .

والأمر الثالث :

أن يفضح هؤلاء السحرة وأن يبين كذبهم ودجلهم ، فإن هؤلاء السحرة والكهان كثروا ولعبوا بعقول الناس ، وبعواطفهم ، فيجب أن نحرص كل الحرص على بيان دجلهم وكذبهم ، ولقد كان أئمة الإسلام في السابق يبينون حكم الله فيهم وينفذونه ، ففي عهد عمر بن الخطاب – رضي الله عنه وأرضاه – كان يأمر بقتل السحرة ، بل إن إحدى زوجات النبي صلى الله عليه وسلم قتلت بعض السحرة وفي عهد الخلفاء من بني العباس وغيرهم كانوا يقومون على هؤلاء الكهنة والمشعوذين بالقتل والتأديب ، كل على حسبه ، فقد سمع أحد الخلفاء بكاهن يدّعي علم المغيبات ، فاستدعاه الخليفة ، فما دخل عليه و الناس من حوله قال الخليفة : هل أنت تعرف مقدار أعمار الناس ؟ قال : نعم إنني أعرف ، فقال له الخليفة : كم بقي من عمري ؟ فقال له : سنتان أو ثلاث . وقال له : كم بقي من عمرك أنت ؟ قال : بقي من عمري ثلاثون سنة . وهنا كان السياف حاضراً فقال له اقطع رقبته . فلما قطع رقبته تبين كذبه في الحالين دعواه أن عمره بقي فيه ثلاثون سنة ، فهذا الموقف جمع بين فضحه وبيان كذبه ، وبين إقامة حكم الله سبحانه وتعالى في مثل هؤلاء المدّعين للمغيبات .

الأمر الرابع :

إتيان الكهان بدون تصديقهم أمر لا يجوز ، أما الذهاب إليهم مع تصديقهم فهو كفر ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( من أتى كاهناً فصدّقه بما يقول فقد كفر بما أنزل الله على محمد))

الأمر الخامس :

إن هؤلاء الكهنة ونحوهم مما يجب أن يُتنبه إلى خطرهم وأنهم يفسدون في الأرض فساداً عظيماً ، فإن هؤلاء ينشرون السحر والكهانة ، والشرك بالله ؛ لأنه من المعلوم أن السحر لا يقول إلا بعد الكفر بالله .

نسأل الله السلامة والعافية

محمد فراج عبد النعيم
19-11-2011, 08:31 PM
الخطأ الثامن

شد الرحال الي قبر الرسول صلي الله عليه وسلم ، والتبرك والتمسح به وما الي ذالك

وهو يشتمل علي أمرين :

الأمر ألأول : شد الرحال الي القبر

هذا محرم لا يجوز ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الحديث الصحيح : (( لا تشد الرحال إلى ثلاثة مساجد : المسجد الحرام ، والمسجد الأقصى ، ومسجدي هذا )) [/URL]

قد يقول قائل : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن شدّ الرحال إلى المساجد ، فلا تدخل فيها القبور ، ونقول : إن نهي الرسول صلى الله عليه وسلم شامل لجميع الأشياء المعظمة من المساجد أو المشاهد أو القبور أو غيرها .

ولهذا لما ذهب أحد الصحابة مسافراً في زيارة جبل الطور في سيناء ولقيه بعد رجوعه صحابي آخر قال : من أين جئت ؟ قال : جئت من جبل الطور . مع أن جبل الطور ليس في قبر ولا مسجد فقال له : لو رأيتك قبل أن تذهب لمنعتك ، إني سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول : (( لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد ..........الحديث )) [URL="http://forum.islamstory.com/#_ftn2"] (http://forum.islamstory.com/#_ftn1)

فينبغي أن ننبه لهذا الخطأ الكبير الذي بدأ ووقع في بعض الناس .



الامر الثاني : التبرك والتمسح بالقبر والسؤال عنده ..

وكل ذلك من البدع التي كثرت وشاعت, فينبغي أن نحذر منها ، وأن نحذّر منها غيرنا ، أما دعاء الرسول صلي الله عليه وسلم وسؤاله الحاجات من دون الله تبارك وتعالى ، فهذا شرك أكبر مخرج من الملة .

ومما يدخل في ذلك : التبرك بالكعبة وجدرانها وستورها وبابها ، والتمسح بها ، فهذا كله لا يجوز ، والوارد تقبيل الحجر الأسود ومسحه ، وكذا مسح الركن اليماني عند الاستطاعة ، وقد ورد التمسح بالحجر الأسود وتقبيله ومسحه والركن اليماني .

وكذلك - مما ينبغي الحذر منه - التبرك بالآثار المتعددة في مكة والمدينة ، مثل التبرك بغار ثور ، أو غار حراء ، أو بعض الأماكن في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم . وكل ذلك من الأمور المبتدعة التي يجب منها وأن نحذر المسلمين منها.

نسأل الله السلامة والعافية .

محمد فراج عبد النعيم
20-11-2011, 06:34 PM
الخطأ التاسع

الاستغاثه والاستجاره بغير الله


وأعظم صور ذلك : التعلق بالقبور والأولياء والاستغاثة بهم عند الشدائد من دون الله تعالى ، وكذلك الاستعاذة بالجن ودعائهم .

وهناك صور أخرى لذلك منها : قول بعضهم : أنا في وجه النبي صلى الله عليه وسلم : دخلت على الله وعليك ، وقول بعضهم : سبعة شلوك ( أي سبعة من الجن حملوك وطاروا بك ) يدعو عليه ، وقول بعضهم : لله لي في السماء وأنت لي في الأرض .

وغيرها من الألفاظ الشركية ، المقتضية للتعلق بغير الله تعالى والاستعاذة بالمخلوقين .

ومن الأخطاء الشائعة أيضا الذبح لغيرا لله تعالى ، وهو من الشرك الأكبر لأن الذبح لغير الله تعالى عبادة وصرفها لغير الله تعالى شرك :

وأشهر صور ذلك :

1- الذبح للقبور والأولياء والتقرب إليهم بها ، وسواء كان ذلك عن طريق وصايا الأموات بالذبح لهم ، أو بالنذور عند شفاء مريض أو كان ذلك تطوعاً من المتعلقين بهم ، فهذا كله شرك ولا يجوز .

2- الذبح للجن تقرباً إليهم من قبل السحرة أو من يطيعهم من الجهال الذين يأتون إليهم طلباً للشفاء من هؤلاء السحرة المشعوذين ، فهذا كله حرام وهو شرك لا يجوز .
الذبح عند بناء البيت وذر دم الذبيحة على قواعد البناء عند تأسيسه ، أو الذبح عند سكن البيت الجديد ونثر دمه عل جدرانه من أجل حمايته من الجن ، وهذا كله شرك ولا يجوز .

محمد فراج عبد النعيم
20-11-2011, 06:38 PM
الخطأ العاشر
الاستهزاء بالدين ، وبالملتزمين وبشعائر الإسلام


ومن المؤسف جداً أن هذا شاع وانتشر بين كثير من الناس ، وهذا باب خطير جداً قد يؤدي بصاحبه إلى الكفر إذا الاستهزاء بالله أو بالإسلام ، أو بشريعة من الشرائع كفر بالله تبارك وتعالى ، والله تعالى يقول عن أولئك الذين سخروا من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه : (( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ ، لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ))

فيا أيها الناس : احذروا من هذا حذراً شديداً ، فإن الاستهزاء بالدين كفر ، ولو كان على سبيل المزاح أو إضحاك القوم .

أما بالنسبة للاستهزاء الملتزمين بالدين ، فإنه من مزالق خطير ؛ لأنه يخشى أن يكون لكراهيته لما التزم به من شعائر الإسلام .

ومن ثم نقول : إن من استهزأ بأحد الملتزمين لأجل ما تمثل به من شريعة ، فإن هذا استهزاء بالشريعة ، والاستهزاء بالشريعة كفر .

أما إذا استهزأ بأشخاصهم ، فهذا مزلق خطر يخشى على صاحبه .

محمد فراج عبد النعيم
20-11-2011, 06:45 PM
الخطأ الحادي عشر
لو انني فعلت كذا لكان كذا ..


قول الإنسان بعدحدوث أمر يكرهه : لوأنني فعلت كذا لكان كذا وكذا . فهذا الاعتراض محرم ؛ لأنه اعتراض على القدر ، والنبي صلى الله عليه وسلم قال : " احرص على ما ينفعك ، واستعن بالله ، ولا تعجز، فإن أصابك شيء فلا تقل : لو أني فعلت كذا لكان كذا وكذا ، ولكن قل : قدّر الله وما شاء فعل , فإن لو تفتح عمل الشيطان "

فهذا التحسر عند فوات بعض الأمور خطأ شائع فيجب منعه لأنه اعتراض على قدر الله تبارك وتعالى .

وقد يسأل سائل ويقول : هل معنى ذلك أن استخدام ( لو ) في جميع الأمور ممنوع ؟

نقول : الجواب فيه تفصيل :

1- إذا قصد بـ ( لو ) مجرد الخبر مثل أن يقول : لو أتيتني لأكرمتك ، أو لو علمت بوجودك لزرتك ، فنقول : هذا جائز لأنه من باب الإخبار .

2- إذا قصد به التمني في أمر مشروع ، كأن يقول : لو كان عندي قدرة لحججت أو لو كان عندي مال لتصدقت به ، مثل الرجلين اللذين أخبر عنهما النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه المشهور : (( إنما الدنيا لأربعة نفر ، فإنه ذكر رجلين : رجلاً أتاه الله مالاً فهو ينفق في سبيل الله ن ورجلاً لم يؤته مالاً لكنه يقول : لو كان لي مثل مال فلان لفعلت مثل فعله : قال صلى الله عليه وسلم : " فهما في الأجر سواء )) فهذا في أمر مشروع فهو مشروع مندوب إليه ، وأيضاً مثل فعل النبي صلى الله عليه وسلم لما ساق الهدي في حجته وبقي قارناً – عليه الصلاة والسلام – ولما سأله أحد الناس عند ما أمر الناس بالتمتع وقالوا له : وأنت يا رسول الله ؟ !

قال : (( لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما سقت الهدي ولجعلتها عمرة )) [/URL] فهذا من التمني في أمر مشروع .
3- أن يتحسر على ما مضى ووقع وقُدر ، فهذا هو المنهي عنه ، الذي سبق بيانه . رابعاً : من الأخطاء الشائعة التي يجب الانتباه إليها : التشاؤم بشهر صفر ، وهذا منتشر ، حتى إن بعض الناس لا يتزوجون في هذا الشهر والنبي صلى الله عليه وسلم قال في الحديث الصحيح : (( لا عدوى ولا طيرة و لا هامة ولا صفر )) [URL="http://forum.islamstory.com/#_ftn4"] (http://forum.islamstory.com/#_ftn3) وصفر ، المقصود به عند كثير من الشراح ، شهر صفر . وهذا هو الراجح، فلا يجوز التشاؤم بهذا الشهر ، بل هذا الشهر مثل غيره من الشهور نتزوج فيه ونسافر فيه ، ولا نتشاءم منه.