المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أشهر المعالم المعمارية في سوريا


mohannadarch
11-05-2009, 05:16 PM
التكيّة السليمانية عامرة بالحياة بعد 450 سنة
دمشق - علياء تركي الربيعو
http://www.awan.com.kw/services/thumbnail/news/200903/1238158452517094200.jpg/300 جامع التكيّة السليمانية
http://www.awan.com.kw/services/thumbnail/news/200903/1238158549317105000.jpg/300 (http://www.awan.com.kw/img/news/200903/1238158549317105000.jpg)http://www.awan.com.kw/services/thumbnail/news/200903/1238224806520873900.jpg/300 (http://www.awan.com.kw/img/news/200903/1238224806520873900.jpg)


في وسط دمشق، وفي قلب سوق شامي حافظ على طرازه القديم يطل على نهر بردى، تشخص التكيّة السليمانية التي تعد أحد أشهر المعالم والآثار الخالدة التي تركها العثمانيون في العاصمة السورية، كما أنها من أكبر التكيّات الباقية من ذلك العصر. صممها المعماري التركي معمار سنان، أشهر المعماريين العثمانيين، وأشرف على بنائها المهندس ملا آغا.. وهي بناء متكامل يضم مسجدا ومتحفا وسوقا للمهن اليدوية ومدرسة.
يقول أحمد البزم، مدير مكتب الاستعلام السياحي في سوق التكية، وهو مكتب يؤمن المعلومات والخدمات السياحية للسياح، تابع لوزراة السياحة السورية: «كانت التكيّات منتشرة في دمشق في العهد العثماني، وكانت تؤدي دوراً اجتماعيا أكثر منه دينيا، يشبه دور الرعاية الحكومية في وقتنا الحالي، فكانت مكانا للصلاة والاستراحة وحتى للأكل، للكثير من الفقراء وأبناء الريف الدمشقي على وجه الخصوص وابناء المناطق السورية على وجه العموم».
وبخصوص التكيّة السليمانية بالتحديد، يشير البزم الى ان المؤرخين يعزون السبب الرئيسي لإنشائها بحجمها الكبير هذا لكي تكون مكانا لتجمع الحجاج القادمين من الأناضول وسائر المناطق التركية.
يضيف البزم: «لم تكن التكيّة السليمانية مأوى للغرباء وطلبة العلم فقط، وإنما كان العديد من التجار وأهل الخير والبر يخصصون بعضاً من أموالهم للإنفاق على الطعام والملبس والعلم المقدم في هذه التكية كما في غيرها. وكان الطعام يقدم فيها يومياً للعابرين وأبناء السبيل والأيتام والمعوزين في جميع أيام السنة وخاصة
في شهر رمضان».

مأوى للطلاب والحجاج والغرباء

سميت هذه التكيّة باسمها نسبة إلى السلطان سليمان القانوني الذي أمر ببنائها في العام 1554 في الموضع الذي كان يقوم عليه قصر الظاهر بيبرس المعروف باسم «قصر الأبلق» في مدينة دمشق، بهدف إيواء الطلاب الغرباء والحجاج المارين ببلاد الشام. واستغرق بناؤها ست سنوات الى أن انتهى في العام 1559على عهد الوالي خضر باشا، أما المدرسة الملحقة بها فتم بناؤها العام 1566 في عهد الوالي لالا مصطفى باشا.
وتتميز التكية السليمانية بواجهاتها وأقواسها الفارسية وأعمدتها ذات التيجان المقرنصة والمنتظمة كالعقد حول مئذنة كبيرة تحيط بها مئذنتان اشتهرتا في الماضي، نظراً الى نحولهما الشديد وشكلهما المميز كقلمي الرصاص. وتتم انارة جامع التكية عبر 128 نافذة. وفي الليل تضاء بالعشرات من القناديل التي يستفاد من السخام المنبعث منها في تصنيع الحبر. بالإضافة إلى باحاتها المرصوفة بالحجارة البيضاء والسوداء ونوافير الماء والبحرات الجميلة. وتبلغ المساحة الاجمالية للتكيّة نحو أحد عشر ألف متر مربع.
يعرب بدري الأحمد، المتخرج من كلية الآثار بجامعة دمشق، عن أسفه لقلة زوار التكية من الشوام والسوريين عموما. يقول: «من المؤسف أن تتحول هذه التكية التي كانت تجمع الناس من كل الملل والطبقات الاجتماعية السورية إلى مكان لا يرتاده إلا السياح والمستشرقون، فالتكية السليمانية مغلقة أمام ابنائها ولم تعد سوى معلم سياحي، ونحن لسنا سياحا».

ترميم تركي

عند دخول الممر المؤدي إلى التكيّة تلفت نظرك لوحة إعلانية معدنية كتب عليها أن وزارة السياحة التركية تقوم بترميم الإرث العثماني تحت عبارة «عربون صداقة للشعب السوري». إذ وقعت اتفاقية بين سورية و تركيا في العام 2007 بخصوص الحفاظ على التكية السليمانية ومدرستها وسوق المهن اليدوية والساحات التي تتوسطها وترميمها.
يقول الأحمد: «إنها ليست المرة الأولى التي تقوم بها تركيا بترميم أحد المعالم العثمانية، فقد قامت بالعديد من أعمال الترميم على نفقتها الخاصة وفي أماكن مختلفة من سورية، ولكن لماذا لا نعترف بأن كل ما ورثناه من معالم أثرية من حضارات وأمم سابقة من الرومانية وحتى العثمانية هو جزء من الطابع الأثري السوري، وعلينا نحن المحافظة عليه وترميمه؟».
تنقسم التكية السليمانية الى قسمين: الأول،التكية الكبرى التي تتألف من مسجد ومدرسة. والثاني،التكية الصغرى التي تتألف من حرم للصلاة وباحة واسعة تحيط بها أروقة وغرف تغطيها قباب متعددة، وكانت التكية الصغرى سابقا تضم المتحف الحربي قبل أن ينقل الى مكان آخر. واليوم فانها تشتمل فقط على سوق الصناعات الشعبية الذي كان في السابق اسطبلا للخيل.
السوق المحيط بالتكية، كما يشرح البزم «يتكون من مجموعة من الحوانيت التي كانت تساعد الحجاج في شراء ما يحتاجونه وهم في طريقهم إلى بيت الله الحرام. والسوق يقسم إلى صفين شرقي وغربي بطول 85 مترا من كل جانب، ويضم كل جانب 22 محلاً، وهذه عبارة عن فراغات مغطاة بقباب طولية لاتزال موجودة باستثناء الجزء الشمالي الشرقي، وأزيل بعضها لبناء ما كان يسمى سابقاً معهد الحقوق الذي تشغله اليوم وزارة السياحة. ولهذا السوق بابان جنوبي يصله بالتكية والمدرسة، وشمالي يصله بباقي أجزاء المدينة».
ويتألف السوق من عدة اقسام، قسم يضم معامل الزجاج اليدوي الذي عرفت به دمشق منذ القدم، حيث الأواني والكؤوس الملونة والمزينة بماء الذهب والفضة ومحلات الصدف والعاج، وقسم ثان يضم معامل الحرف التقليدية، والقسم الثالث خاص بالمعروضات ويضم محلات الفضيات والذهب.. يؤكد أحمد علاف، وهو صاحب محل فضيات في السوق «معظم زوار السوق ينبهرون بهذه الصناعات المحلية التي مازالت قائمة ومتوارثة ابا عن جد».
أما الناحية الأخرى من التكية الصغرى، فتوضعت فيها معامل ومحلات الألبسة الشرقية المطرزة بخيوط القصب والذهب بالإضافة للبروكار الدمشقي والموزاييك والزخارف. ومعظم زوار هذا القسم هم من السياح الأجانب.
يلاحظ غسان صيداوي، وهو صاحب محل شرقيات في السوق، ان «حركة البيع تقلصت كثيراً وتناقصت أعداد السياح بشكل كبير بعد إغلاق الباب الذي كان في السابق يصل المتحف الحربي بالسوق، أي بين التكيتين الكبرى والصغرى، ما ألحق ضرراً كبيراً بأصحاب المحلات في السوق بانخفاض عدد الزوار».
ما يميز التكية هي «الكلية السليمانية» التي صممها ايضا المعماري سنان، حيث بدأ البناء في 13 يونيو (حزيران) 1550 وانتهى في 15 اكتوبر (تشرين الاول) 1557. وعمل في بناء الكلية 3523 عاملا منهم 1713 مسلما.
وحسب ما روى المؤرخ باجوي، فانه تم صرف مبلغ 896.360 فيلوري و82.900 اكجة (الفيلوري والاكجة عملتان نقديتان معدنيتان قديمتان) في انشاءات الكلية. وقد تم نقل نماذج من مختلف انواع الاحجار والاعمدة من جزيرة بوزجه وازميت وموط وازينة وغزة ولبنان، وغيرها من المناطق، وكذلك تم نقل مختلف مواد البناء من سائر ارجاء الامبراطورية العثمانية لغرض استخدامها في اعمال انشاء الكلية.
يوضح البزم ان الكلية «تضم ست مدارس بينها المدرسة الطبية. ويستخدم مبنيان اثنان من هذه المدارس اليوم كمبنى لمكتبة السليمانية. وبالقرب من هاتين المدرستين كانت توجد مدرسة الطب التي هدم قسم من مبناها في اعمال مد الطرق، اما باقي المبنى فقد تم تحويله الى مشفى».
مركز للمخطوطات والكتب النادرة

وتعد المكتبة السليمانية أهم مركز للمخطوطات والكتب القديمة المطبوعة بالعربية والتركية والفارسية، حتى يقدر ما تحتويه بـ 125 ألف مخطوطة و50 ألف كتاب مطبوع. ويرجع تاريخ مكتبة السليمانية ايضا الى عهد السلطان سليمان القانوني (1557)، وقد تحولت الى مكتبة عامة في العام 1957، وكانت من قَبل مدرسة للصبيان. وتمثّل الكتب العربية القسم الأعظم من محتويات هذه المكتبة. وتأتي الكتب العثمانية في المرتبة الثانية بعد العربية، والمكتوبة بالفارسية في المرتبة الثالثة بعدهما.‏
وتتنوع موضوعات الكتب الموجودة بالمكتبة، فهي تتعلق بعلوم إسلامية، كعلوم القرآن الكريم والتفسير والحديث والفقه وعلم الكلام، بالاضافة الى التاريخ والجغرافيا والأدب والكيمياء والفيزياء والطب والرياضيات، وكتب أخرى تتعلق بالفنون الإسلامية مثل الخط العربي وتذهيب المخطوطات، وفن الأوبرو (الرسم والتلوين على الماء). ويرجع أقدم كتاب فيها الى حوالي العام 1055م، وهو مكتوب على الجلد، وتوجد بعض الكتب التي كُتبتْ على ورق قديم بالخط الكوفي.
وأصيبت التكيّة في الزلزال الكبير الذي ضرب دمشق في القرن الثامن عشر، وتهدمت بعض أجزائها ورممت أيضاً إبان الحرب العالمية الأولى.
يقول كنان طافش الذي يعمل في السوق : «تتماهى هذه الحرف اليدوية مع طبيعة المحلات الصغيرة ذات القباب الجميلة، فتعطيك مزيجاً تراثيا للتاجر الدمشقي قبل مئات السنين، ولكن أغلب أصحاب هذه الحرف يخشون ان تأخذ وزارة السياحة محلاتهم تحت ذريعة الترميم ثم لا تردها وتستثمرها في
مجال سياحي آخر».

mohannadarch
11-05-2009, 05:21 PM
ملاحظة : أريد سؤال الأعضاء هل يمكنني تغييير عنوان الموضوع أم لا ؟
وكيف ذلك؟
لأنني قد أخطأت في كتابة عنوان الموضوع فهو -من أشهر المعالم المعمارية في سوريا بدل من تركيا-