المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حياة اب تقف حائلا امام رزق بنيه!!


مؤمنة معالي
20-05-2009, 04:30 PM
حَياةُ أَبٍ تَقِفُ حَائِلاً أَمامَ رِزْقِ بَنيهْ!!
مؤمنة معالي
دقت الساعة معلنة دخول الواحد بعد منتصف الليل،وما زال عمار مستيقظا بعد ان اعلنت جفونه فشلها في استقطاب النعاس،يخاطب نفس تحت ضوء النجوم الخافت ، بعد ان غاب ضوء القمر خلف السحابات التي تأهبت لرشق مخيم يبنا بزخات المطر،الجو بارد،كان يجب علي التمدد في فراشي كي أستطيع النوم،آه ..ظهري يؤلمني بسبب طول جلوسي على الكرسي،يا الله،ودفع بكرسيه المتحرك خارج الشرفة متجها نحو غرفة النوم،فتح الباب بهدوءٍ آملا عدم تعكير غفوة زوجته التي لم تستطع السهر معه،وبعد عناء انتهى بارتطامه بالأرض فوق فراش رث وبمجرد ان وضع رأسه على وسادته، سمع صوت زوجه يقول بخفوت، ذهبت اليوم لمقر وكالة الغوث..
عمار: آسف.. بتسببي بإيقاظك،كم أتمنى ان اتمكن من اصلاح الحفر التي سكنت بلاط منزلنا،لأنها تسبب الإزعاج فضلا عن امكانية سقوطي، فالكرسي بدأ يتآكل، اليوم هو غرة العام العاشر لذكرى جلوسي عليها.. أليس كذلك "زهراء"؟
زهراء: لم تكترث بما قلته!
عمار: من عنوانه عرف المكتوب،فلماذا أكترث؟
زهراء: لكن اليوم كان الجواب مختلفا..
عمار: وما هو؟
زهراء:اعتدت ان يجيبني الموظف بقوله:عندما تنهال عليكم أجزاء من المنزل، راجعونا لندرج اسمكم ضمن أسماء البيوت الآيلة للسقوط للعمل على ترميمه،وتقديم مساعدة مادية لكم.
عمار: وماذا كان جوابه اليوم؟
زهراء: عندما طلبت منه اليوم الإسراع في منحي المساعدة المالية،وذكرت له ظروفنا السيئة،ومدى حاجتنا للمال من أجل تقديم العلاج لك،قال لي: ليس بإمكانك الحصول على مساعدة مالية إلا في حالة وفاة زوجك " لا سمح الله" في هذه الحالة فقط ستتمكنين من الحصول على مبلغ مالي يصرف لك مطلع كل شهر،هذا الذي باستطاعتي تقديمه لك يا أختي!
صمت عمار، وجهت له زهراء تساؤلا عن سبب صمته،إلا انه لم ينبس ببنت شفة،أغمضت عينيها وتركته يسبح لوحده مستذكرا ليلة اصابته التي توافق هذه الليلة،فقد اعتاد على هذا مطلع كل ذكرى،اخترقت نظراته كسرا في الباب مكنه من رؤية طيف أبناءه السبعة النائمين،شعر بقرصة الجوع التي تمسك بطونهم كل يوم لعدم وفرة الطعام،تذكر خرقا في في بنطال بكره باسم،والذي ما عاد يصلح للرقع،ترائ أمامه طيف نجلاء ذات الشعر الطويل الذي لم يجد ما يربط به سوى جورب ضاع أخوه،صعَّد بنظره نحو سقف البيت،تراءت له الشقوق التي أخذت على عاتقها انشاء ممراتٍ وطرقاً هناك،تذكر ما قاله موظف الوزارة لزوجه..عاد إلى تأمل الشقوق مرة أخرى، نظر إلى أقدمها وأكثرها خطرا،ثم أخذ يزحف إلى ان وصل تحتها وهو يمسك بطرف أسنانه قطعة قماش أطلق عليها مجازا مسمى حاف، غطى نفسه،وأغمض عينيه،ونطق بالشهادتين.
نام عمارآملا أن تسقط عليه قطع من الباطون المتهالك، ليس يأسا من الحياة،بل من أجل ان تساعد الوكالة أطفاله بشيئ من المال حيل بينهم وبينه بسبب بقاءه على قيد الحياة!!

عاسف المهرة
24-02-2010, 07:22 AM
جزاك الله خيرا