المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حكم شرب الدخان


المسكين
01-06-2009, 08:58 AM
سم الله الرحمن الرحيم
الحمد للّه والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين أما بعد :
فقد دلت الأدلة الشرعية على أن شرب الدخان من الأمور المحرمة شرعا لما اشتمل عليه من الأضرار ، قال تعالى : { وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ } فهي من الخبائث المحرمة ، ويؤدي شربها إلى أمراض متعددة تؤدي إلى الموت ، وقال صلى الله عليه وسلم : « لا ضرر ولا ضرار » ، فالضرر بالجسم أو الإضرار بالغير منهي عنه ، فشربه وبيعه حرام ، كما هو موضح في فتوى سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد اللّه بن باز - رحمه اللّه - :
الحمد للّه وحده والصلاة والسلام على رسول اللّه وعلى آله وصحبه أما بعد . .
فقد سألني بعض الإخوان عن حكم شرب الدخان وإمامة من يتجاهر بشربه ، وذكر أن البلوى قد عمت بهذا الصنف من الناس .
والجواب : قد دلت الأدلة الشرعية على أن شرب الدخان من الأمور المحرمة شرعا ، وذلك لما اشتمل عليه من الخبث والأضرار الكثيرة ، واللّه سبحانه لم يُبِح لعباده من المطاعم والمشارب إلا ما كان طيبا نافعا ، أما ما كان ضارا لهم في دينهم أو دنياهم أو مغيرا لعقولهم فإن اللّه سبحانه قد حرمه عليهم . وهو عزَّ وجلَّ أرحم بهم من أنفسهم ، وهو الحكيم العليم في أقواله وأفعاله وشرعه وقدره ، فلا يحرم شيئا عبثا ولا يخلق شيئا باطلا ولا يأمر بشيء ليس للعباد فيه فائدة ؛ لأنه سبحانه أحكم الحاكمين وأرحم الراحمين وهو العالم بما يصلح العباد وينفعهم في العاجل والآجل .
كما قال سبحانه : { إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ } .
وقال عز وجل : { إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا } ، والآيات في هذا المعنى كثيرة .
ومن الدلائل القرآنية على تحريم شرب الدخان قوله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم في سورة المائدة : { يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ } ، وقال في سورة الأعراف في وصف نبينا محمد عليه الصلاة والسلام : { يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ } . . . ) . الآية .
فأوضح سبحانه في هاتين الآيتين الكريمتين أنه سبحانه لم يحل لعباده إلا الطيبات ، وهي : الأطعمة والأشربة النافعة ، أما الأطعمة والأشربة الضارة كالمسكرات والمخدرات وسائر الأطعمة والأشربة الضارة في الدين أو البدن أو العقل فهي من الخبائث المحرمة ، وقد أجمع الأطباء وغيرهم من العارفين بالدخان وأضراره أن الدخان من المشارب الضارة ضررا كبيرا ، وذكروا أنه سبب لكثير من الأمراض كالسرطان وموت السكتة وغير ذلك ، فما كان بهذه المثابة فلا شك في تحريمه ووجوب الحذر منه ، فلا ينبغي للعاقل أن يغتر بكثرة من يشربه فقد قال اللّه تعالى في كتابه المبين : { وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ } ، وقال عز وجل : { أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا } .
أما إمامة شارب الدخان وغيره من العصاة في الصلاة فلا ينبغي أن يُتَّخذ مثله إماما ، بل المشروع أن يُختار للإمامة الأخيار من المسلمين المعروفين بالدين والاستقامة ؛ لأن الإمامة شأنها عظيم ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : « يؤم القوم أقرؤهم لكتاب اللّه ، فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة ، فإن كانوا في السنة سواء فأقدمهم هجرة ، فإن كانوا في الهجرة سواء فأقدمهم سلما » . الحديث رواه مسلم في صحيحه .
وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لمالك بن الحويرث وأصحابه : « إذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم وليؤمكم أكبركم » .
لكن اختلف العلماء - رحمهم اللّه - هل تصح إمامة العاصي والصلاة خلفه ، فقال بعضهم : لا تصح الصلاة خلفه لضعف دينه ونقص إيمانه ، وقال آخرون من أهل العلم : تصح إمامته والصلاة خلفه ؛ لأنه مسلم قد صحت صلاته في نفسه فتصح صلاة من خلفه ، ولأن كثيرا من الصحابة صلوا خلف بعض الأمراء المعروفين بالظلم والفسق ، ومنهم ابن عمر رضي اللّه عنهما قد صلى خلف الحجاج وهو من أظلم الناس ، وهذا هو القول الراجح ، وهو : صِحَّةُ إِمامته والصلاة خلفه لكن لا ينبغي أن يُتخذ إماما مع القدرة على إمامة غيره من أهل الخير والصلاح .
وهذا جواب مختصر أردنا منه التنبيه على أصل الحكم في هاتين المسألتين وبيان بعض الأدلة على ذلك ، وقد أوضح العلماء حكم هاتين المسألتين ، فمن أراد بسط ذلك وجده ، واللّه المسؤول أن يصلح أحوال المسلمين ويوفقهم جميعا للاستقامة على دينه والحذر مما يخالف شرعه إنه جواد كريم ، وصلى اللّه وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه .
سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز " رحمه الله " وقد صدر في مجلة : ( باحث الكونجرس ) الفصلية (1) .
تقرير هام عن التدخين ، يتضمن ما يلي :
* هناك سعي حثيث من منظمات الأغذية والدواء في أمريكا لجعل الدخان ضمن قائمة المخدرات المحرمة .
فقد أثبتت التقارير الطبية بأدلة قاطعة أن مادة النيكوتين هي مادة مخدِّرة ، وتسبب الإدمان .
* مادة النيكوتين الموجودة في السجائر ، مادة مخدِّرة ، وزيادة نسبتها تجعل المدخن يتعود عليها ويدمنها .
والتقارير أثبتت أن الشركات تحرص على زيادتها ليكثر المدخنون وتزيد المبيعات والأرباح .
* ضمن المحاربة الجادة للدخان في الغرب تم منعه في البنايات ، والأماكن العامة ، والمطارات والطائرات ، بل منعته بعض الولايات في المطاعم وكل مكان يقدم فيه الطعام ، كما منعت الدعاية له داخل أمريكا في كل وسائل الإعلام وحرمت شركات التدخين من رعاية أي نشاط اجتماعي أو ثقافي أو رياضي ، وتم إلزامها بوضع ملصق تحذيري يذكّر بأنه سبب رئيس للأمراض المميتة .
صناعة التبغ تقدر بـ ( 50 ) بليون دولار سنويا ، معظمها يستهلك في دول العالم الثالث .
* ضمن محاربة الدخان تحصلت حركات مكافحة التدخين في أمريكا على الاعتراف الطبي بضرر التدخين ومواده ، وعلاقته المباشرة بالإدمان والأمراض الخطيرة ، مثل : القلب ، السرطان ، الجهاز التنفسي ، وكذلك فرضت عليه ضرائب عالية جدا ، كما تم دعم عدد من القضايا المرفوعة ضد شركاته من قبل بعض المدخنين وذويهم ، وتم كسب القضايا وتعويضهم بمبالغ عالية .
* أثبتت تقارير الجمعية الأمريكية الطبية أن التدخين سبب وفاة (419 . 000) شخص سنويا في أمريكا . أي : واحد من كل خمسة موتى هناك .
* أثبتت التقارير أن التدخين يكلف الدولة مبالغ طائلة ، فقد صرف في أمريكا عام 1993م مبلغ (50) بليون دولار ، لعلاج المتضررين من التدخين ، وأن كل علبة سجائر تُدخن يدفع مقابلها (3 . 90) دولار خدمات صحية .
* في أمريكا دعوات متزايدة لفرض مزيد من الضرائب على السجائر ، وطالب الكونجرس الأمريكي برفع الضرائب من 24% إلى 99% ، كما قامت الولايات برفع قضايا تطلب من شركات التدخين دفع تعويضات هائلة لأشخاص وعوائلهم ، لما سببه لهم التدخين من أمراض ووفيات . وقد غرَّمت الحكومة الأمريكية شركات صنع التبغ العام الماضي ما يفوق (286) بليون دولار كتعويضات صحية .
* نتيجة لنجاح الحملات المضادة للتدخين ، فقد أثمرت لدى الأمريكيين تقبلا للأنظمة الصارمة ضد التدخين ، ومطالبة بها ، وأثمر ذلك انخفاضا في نسبة المدخنين بشكل ملحوظ ، مثلا بين عامي 92 - 93م انخفض المعدل 3% ، وهي نسبة كبيرة جدا مقارنة بالزمن ، وعدد المدخنين .
* أثَّر ذلك في مكاسب شركات التدخين . ويتوقع الاقتصاديون في سوق المال الأمريكي أن احتمالات نمو صناعة التدخين في أمريكا ضئيلة ، وغير مجدية للشركات ، وقد تُفلس ، ولذلك بدأت شركات التبغ الأمريكية في العمل الجاد للدخول في مجالات تجارية جديدة غير التدخين ، كما فعلت شركة ( فليب موريس ) ، وهي أكبر شركة سجائر في العالم ، وتصنع سجائر ( مارلبورو ) الشهيرة . فقد دخلت في مجالات تجارية جديدة لدرجة أن استحوذت على أسهم شركات أغذية مشهورة مثل ( شركة جبن كرافت ) ، ( وحوليات جيللو ) وغيرها ، حتى إن مبيعاتها من قسم الأغذية بلغت في سنة واحدة (21) بليون دولار ، مقارنة بمبيعاتها التي بلغت (10) بليون دولار من السجائر .
* بقي لشركات الدخان عزاءٌ واحد ، وأمل باقٍ ، وهو أسواق العالم الثالث ، ففي الوقت الذي تقل فيه نسبة المدخنين في الدول الصناعية المتقدمة كأمريكا نجدها تتزايد بشكل مذهل في دول العالم الثالث ، ومعظمها تفضل التبغ الأمريكي ، وقد ارتفع معدل تصدير السجائر الأمريكية من ( 6 . 9) بليون سيجارة عام 1945م إلى (205 . 6) بليون سيجارة عام 1992م .
* على الرغم من وجود الحملة الضارية ضد التدخين في أمريكا ، إلا أن الإدارة الأمريكية ترى أن تصدير هذا الوباء شيء طبيعي ، بل تسعى جاهدة لتسهيل ذلك ودعمه ، ومعاقبة من يتسبب في تعطيله أو تعويقه ! . .
* الحرب على هذه الشركات من طرف واحد ، هو : الشعب الأمريكي ممثلا في منظمات مكافحة التدخين ، ومن يناصرها من أعضاء الكونجرس وهم الأغلبية ، أما دول العالم الثالث فتظل في موقف المتفرج ، واستهلاكها في ازدياد تصاعدي .