المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ابحر فى بحر دموعك..


امة الرحمن
01-01-1970, 12:00 AM
يا أسير دنياه، يا عبد هواه، يا موطن الخطايا، ويا مستودع الرزايا، اذكر ما قدّمت يداك، وكن خائفا من سيدك ومولاك أن يطّلع على باطن زللك وجفاك، فيصدك عن بابه، ويبعدك عن جنابه، ويمنعك عن مرافقة أحبابه، فتقع في حضرة الخذلان، وتتقيد بشرك الخسران، وكلما رمت التخلص من غيّك وعناك، صاح بك لسان الحال وناداك:

اليك عنا فما تحظى بنجوانا يا غادرا قد لها عنا وقد خانا

أعرضت عنا ولم تعمل بطاعتنا وجئت تبغي الرضا والوصل قد بانا
بأي وجه نراك اليوم تقصدنا وطال ما كنت في الأيام تنسانا

يا ناقض العهد ما في وصلنا طمع الا لمجتهد بالجدّ قد دانا



يا من باع الباقي بالفاني، اما ظهر لك الخسران، ما أطيب أيام الوصال، وما أمرّ أيام الهجران، ما طاب عيش القوم حتى هجروا الأوطان، وسهروا الليالي بتلاوة القرآن فيبيتون لربهم سجدا وقياما.


عن عبد العزيز بن سلمان العابد، قال: حدثني مطهر، وقد كان بكى شوقا الى الله تعالى ستين عاما، قال: رأيت كأني على ضفة نهر يجري بالمسك الاذفر، وحافاته شجر اللؤلؤ، وطينة العنبر، وفيه قضبان الذهب، واذا بجوار مترنمات يقلن بصوت واحد: سبحانه وتعالى سبحان، سبحان المسبّح بكل لسان سبحان الموجود في كل مكان نحن الخالدات فلا نموت أبدا. نحن الراضيات، فلا نغضب أبدا. نحن الناعمات، فلا نتغيّر أبدا. قال: فقلت لهن: من أنتن؟! فقلن: خلق من خلق الله تعالى. قلت: ما تصنعن هاهنا؟ فقلن بصوت واحد حسن مليح:

ذرانا اله الناس رب محمد لقوم على الأطراف بالليل قوم
يناجون رب العالمين الههم ونسرى هموم القوم والناس نوم

فقلت: بخ بخ! من هؤلاء الذين أقر الله أعينهم؟ قلن: أما تعرفهم؟! قلت: لا والله ما أعرفهم. فقلن: هم المجتهدون بالليل، أصحاب السهر بالقرآن.
سبحان الله اشتاقوا فعملوا......ونحن ان اشتقنا ماذا نعمل!!!!!!!

امة الرحمن
01-01-1970, 12:00 AM
يا عبد السوء، كم تعصي ونستر، كم تكسر باب نهي ونجبر، كم نستقطر من عينيك دموع الخشية ولا يقطر، كم نطلب وصلك بالطاعة، وأنت تفرّ وتهجر، كم لي عليك من النعم، وأنت بعد لا تشكر. خدعتك الدنيا وأعمال الهوى وأنت لا تسمع ولا تبصر. سخّرت لك الأكوان وانت تطغى وتكفر، وتطلب الاقامة في الدنيا وهي فنظرة لمن يعبر.

منعوك من شرب المودة والصفا لما رأوك على الخيانة والجفا

ان أنت أرسلت العنان اليهم جادوا عليك تكرّما وتعطّفا

حاشاهم أن يظلموك وانما جعلوا الوفا منهم لأرباب الوفا

وروي عن الحسن البصري رضي الله عنه أنه قال:" دخلت على بعض المجوس وهو يجود بنفسه عند الموت، وكان حسن الجوار، وكان حسن السيرة، حسن الأخلاق، فرجوت أن الله يوفقه عند الموت، ويميته على الاسلام، فقلت له: ما تجد، وكيف حالك؟ فقال: لي قلب عليل ولا صحة لي، وبدن سقيم، ولا قوة لي، وقبر موحش ولا انيس لي، وسفر بعيد ولا زاد لي، وصراط دقيق ولا جواز لي، ونار حامية ولا بدن لي, وجنّة عالية ولا نصيب لي، ورب عادل ولا حجة لي.

قل الحسن: فرجوت الله أن يوفقه، فأقبلت عليه، وقلت له: لم لا تسلم حتىتسلم؟ قال: ان المفتاح بيد الفتاح، والقفل هنا، وأشار الى صدره وغشي عليه.

قال الحسن: فقلت: الهي وسيدي ومولاي، ان كان سبق لهذا المجوسي عندك حسنة فعجل بها اليه قبل فراق روحه من الدنيا، وانقطاع الأمل.

فأفاق من غشيته، وفتح عينيه، ثم أقبل وقال: يا شيخ، ان الفتاح أرسل المفتاح. أمدد يمناك، فأنا أشهد أن لا اله الا الله وأشهد أن محمدا رسول الله، ثم خرجت روحه وصار الى رحمة الله.

وأنشدوا:

يا ثقتي يا املي أنت الرجا أنت الولي

اختم بخير عملي وحقق التوبة لي
قبل حلول أجلي وكن لي يا ربّ ولي



اخواني، ما هذه السّنة وأنتم منتبهون؟ وما هذه الحيرة وأنتم تنظرون؟ وما هذه الغفلة وأنتم حاضرون؟ وما هذه السكرة وأنتم صاحون؟ وما هذا السكون وأنتم مطالبون؟ وما هذه الاقامة وأنتم راحلون؟ أما آن لاهل الرّقدة أن يستيقظوا؟ أما حان لأبناء الغفلة أن يتعظوا؟.

واعلم أن الناس كلهم في هذه الدنيا على سفر، فاعمل لنفسك ما يخلصها يوم البعث من سقر.

آن الرحيل فكن على حذر ما قد ترى يغني عن الحذر
لا تغتر باليوم أو بغد فلربّ مغرور على خطر

امة الرحمن
01-01-1970, 12:00 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

من ارق الكتب وقيمها وقربها للقلوب .. والتى تعمل على رقه القلب وبُعده عن الد نيا وزخارفها..

هو ذلك الكتاب النافع الذى يريح الصدر والقلب .. بحر الدموع لابن الجوزى..


ولبنتدىء فى الكتاب ففى المقدمه.. يوقل ابن الجوزى رحمة الله عليه..

أما بعد، فهذا كتاب من أجلّ كتب الوعظ يرقق القلوب المعرضة عن ذكر الله سبحانه وتعالى. فالتوبة والندم سبب كشف الغم، ودفع البلاء.
فالسعيد من وعظ بحال أبيه آدم. فتاب واستغفر. والشقي من دعاه ابليس فأصر واستكبر.


ويقول ايضا ..فى المقدمه..

وقال جابر بن عبدالله رضي الله عنه: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في مسجد المدينة، فقال:" ان لله تعالى سرايا من الملائكة تجول، وتقف على مجالس الذكر في الأرض، فاذا رأيتم رياض الجنة، فارتعوا".

قالوا: وما رياض الجنة يا رسول الله؟ قال:" مجالس الذكر، اغدوا وروحوا في ذكر الله تعالى، ومن كان يحبّ أن يعلم منزلته عند الله تعالى، فلينظر كيف منزلة الله عنده، فان الله ينزل العبد حيث أنزله من نفسه. صححه الحاكم في المستدرك، وضعفه الذهبي في التلخيص

وفي الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:" ما من يوم الا وبقاع الأرض تنادي بعضها بعضا: يا جارة، هل جاز عليك اليوم ذاكرا لله تعالى" رواه ابن المبارك في الزهد

سبحان الملك.. الارض تسأل بعضها بعضا... اتُسأل الارض عنّا وعن ذنوبنا.. ونحن نعصى الرحمن عليها..اللهم عافنا..
والله انا لنحن مقصرون فى حق انفسنا .. فكيف سنقابل ملانا وخالقنا.. يارب سلم سلم..


ويقول ايضا..
وفي بعض الكتب المنزلة أيضا: يقول الله تبارك وتعالى: عبدي، الى كم تستمر على عصياني، وأنا غذيتك برزقي واحساني، أما خلقتك بيدي؟ أما نفخت فيك من روحي؟ أما علمت فعلي بمن أطاعني، وأخذي لمن عصاني؟ أما تستحي تذكرني في الشدائد وفي الرخاء تنساني؟ عين بصيرتك أعماها الهوى. قل لي بماذا تراني، هذا حال من لم تؤثر فيه الموعظة، فالى كم هذا التواني؟ ان تبت من ذنبك، آتيتك أماني. اترك دارا صفوها كدر، وآمالها أماني. بعت وصلي بالدون، وليس لي في الوجود ثاني. ما جوابك أشهدت عليك الجوارح بما تسمع وترى:{ يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا} آل عمران 30.

وأنشدوا:

تعصي الاله وأنت تدعي حبه هذا محال في القياس بديع

لو كان حبك صادقا لأطعته ان المحب لمن يحب مطيع


سبحان الله.. قالوها قديما.. ان المحب لمن يحب مطيع.. وصدقوا وربى فى ذلك...

ويقول كذلك..

قال بعض السادة الأخيار لولده لما حضرته الوفاة: يا بنيّ، اسمع وصيتي، واعمل ما أوصيك به. قال نعم يا أبت. قال يا بنيّ، اجعل في عنقي حبلا، وجرّني الى محرابي، ومرّغ خدي على التراب، وقل: هذا جزاء من عصى مولاه، وآثر شهوته وهواه، ونام عن خدمة مولاه. قال: فلما فعل ذلك به، رفع طرفه الى السماء وقال: الهي وسيدي ومولاي، قد آن الرحيل اليك، وأزف القدوم عليك، ولا عذر لي بين يديك، غير أنك الغفور وانا العاصي، وأنت الرحيم وأنا الجاني، وأنت السيد وأنا العبد، ارحم خضوعي وذلتي بين يديك، فانه لا حول ولا قوة الا بك.

قال: فخرجت روحه في الحال، فاذا بصوت ينادي من زاوية البيت سمعه كل من حضر وهو يقول: تذلل العبد لمولاه، واعتذر اليه مما جناه، فقرّبه وأدناه وجعل الجنة مأواه.


وعن أبي سليمان الداراني رضي الله عنه، قال: قرأت في بعض الكتب المنزلة: يقول الله تعالى: بعيني ما يتحمل المتحملون من أجلي، وكابد المكابدون في طلب مرضاتي، فكيف بهم وقد صاروا الى جواري، وبحبحوا في رياض خلدي هنالك فليبشر المصغون بأعمالهم بالنظر العجيب الى الحبيب القريب. أترون أني أضيع لهم ما عملوا؟ كيف وأنا أجود على المولين، وأقبل التوبة على الخاطئين وأنا بهم أرحم الراحمين؟!.


والله انا لنحن المقصرون.. فارحمنا يا ربنا ..




اخوانى واخاوتى الافاضل.. نتمنى اولا تجديد النيه ونحن نقرأ ولنتخيل اننا فى رياض الجنه..

ولنستخلص العبر والفوائد من هذه الدروس العظيمه النفع..

وليذكر كل اخ فاضل واخت كريمه ماهى افضل العِبر والعظات التى اثرت فيه وجذبته فى المقوله التى سنتابعه يوميا باذن الرحمن..اللهم حرر الاقصى الاسير..

ألب أرسلان
06-07-2008, 05:57 PM
هذا الكتاب يحتوى على العديد من الأخطاء الأعتقادية

اللهم بلغت اللهم فاشهد

ألب أرسلان
06-07-2008, 05:58 PM
ننتظر مشاركاتكم النافعة إن شاء الله ........