المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تاريخ جامعة ((دار العلوم ديوبند)) الإسلامية العالمية


أشهب المالكي
24-05-2012, 10:53 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

جوهرة: تاريخ أزهر آسيا جامعة ((دار العلوم ديوبند)) الإسلامية العالمية الشهيرة، تأسست في 15 محرم سنة 1283هــــــــ بقرية (ديوبند) في محافظة (سهارنفور) شمال الهند على منهج شيخ الإسلام ومُحدّث القارة الهندية شاه ولي الله الدهلوي الحنفي النقشبندي المُجدّدي (1114 - 1176هـ) رضي الله عنه وأرضاه، وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء .

يقول سماحة شيخ الإسلام مولانا السيّد أبو الحسن علي بن عبد الحيّ الحسني اللكنوي النّدوي الهاشمي الحنفي النَّقشبندي المُجدِّدي (1333 – 1420هـــــ) - قدّس الله سرّه - في كتابه القيّم النفيس ((المسلمون في الهند)) ص 114 - 116: ((إن أكبر معهد دينيّ في الهند يستحق أن يسمى بـــــ: أزهر الهند، هو معهد (دار العلوم ديوبند) الكبير، بدأ هذا المعهد كمدرسة صغيرة لا تسترعي الاهتمام، ثم لم تزل تتوسّع وتتضخم بفضل جهود أساتذتها والقائمين عليها وإخلاصهم وزهدهم في حطام الدنيا، حتى أصبحت جامعة دينيّة كبيرة، بل كبرى الجامعات الدِّينية في قارة آسـيا على الإطلاق.

وكان افتتاحها في قرية (ديوبند) من القرى التابعة لمدينة سهارنفور في مسجد صغير سنة ثلاث وثمانين ومائتين وألف للهجرة (1283هـــــ)، أسّسها الإمام العالم المُخلص الجليل مولانا الشيخ محمد قاسم النّانوتوي قدّس الله سرّه، المتوفى سنة سبع وتسعين ومائتين وألف للهجرة (1297هـــ)، وكان الاعتماد فيها على الله ثم على تبرعات عامة المسلمين، ورُزقت من أول يومها رجالاً عاملين مخلصين وعلماءَ ربّانيّين متّقين، فسَرت فيها روح التقوى والاحتساب والتواضع وخدمة أهل العلم وطلابه، ولم يزل نطاق المدرسة يتّسع، وصيتها يذيع، وشهرة أساتذتها في الصلاح والتقوى والتّبحر في علوم الحديث والفقه والتفسير تنتشر في العالم، حتى أَمَّها الطلبة من أنحاء الهند، ومن الأقطار العربية والإسلامية الأخرى، حتى بلغ عددهم في الزمن الأخير حوالي أربعمائة وألف (1400) طالب.

ويقدر عدد الذين اشتغلوا في هذه المدرسة بالعلم بأكثر من عشرة آلاف (10000) عالم، والذين نالوا الشهادة العليا منها بنحو خمسة آلاف (5000) عالم، والذين ارتووا بمناهلها من خارج الهند كــــــــ: باكستان، وأفغانستان، وبورما، وبخارى، وقازان، وروسيا، وآذربيجان، والمغرب الأقصى، وآسيا الصغرى، وتبت، والصّين، وجزائر بحر الهند، والحجاز، والأقطار العربية، بنحو: خمسمائة (500) عالم.

وكان للعلماء المُتخرّجين من جامعة (دار العلوم ديوبند) الإسلامية تأثيرٌ كبيرٌ في الحياة الدِّينية للمسلمين في القارة الهندية، وفضلٌ كبيرٌ في مَحو البدع وإزالة المُحدَثات، وإصلاح العقيدة، والدّعوة إلى الله عزوجل، وتطبيق الشريعة الإسلامية، والوقوف صفاً واحداً أمام أعداء الإسلام من الداخل والخارج، ومقاومة أساليب الغزو الفكري وافتراءات المستشرقين وهجماتهم على الكتاب والسّنة، ومناظرة أهل الزيغ والضلال والفرق المنحرفة والطوائف الباطلة (كالنصارى والقاديانيّة والرّافضة واللّامذهبية والعلمانية وغيرهم) والردّ عليهم، وكان لبعضهم مواقف محمودة ومشهورة في السياسة والدفاع عن الوطن، والصّدع بكلمة الحق عند سلطان جائر.
وشعارُ (دار العلوم ديوبند): التمسّكُ بالدِّين، والتصلُّب في المذهب الحنفي، والمحافظة على التراث، والدّفاعُ عن السُنّة)) ا.هـــــــــ بزيادةٍ وتصرفٍ يسير.

تمت بالخير.