المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة طريفة ... للشيخ علي الطنطاوي


الإبن البار
09-07-2009, 04:21 PM
قصة طريفة للشيخ الطنطاوي:

صحبنا في رحلتنا إلى الحجاز، دليل شيخ من أعراب نجد يقال له صلَبى ما رأيت أعرابياً مثله قوةَ جَنَان، وفصاحة لسان، وشدة بيان ولولا مكان النبرة البدوية لحسبته قد انصرف الساعة من سوق عكاظ، لبيان لهجته، وقوة عارضته، وكثرة ما يدور على لسانه من فصيح الكلام. وكان أبيّ النفس، أشمّ المعطس، كريم الطباع، لكن فيه لوثة وجفاء من جفاء الأعراب، رافقنا أيام طويلة، فما شئنا خلة من خلال الخير إلا وجدناها فيه، فكان يواسينا إذا أصبنا، ويؤثرنا إذا أَضَقنا، ويدفع عنا إذا هوجمنا، ويفديّنا إذا تألمنا، على شجاعة نادرة، ونكتة حاضرة، وخفة روح، وسرعة جواب، قلنا له مرة:

- إن (صْلَبة) في عرب اليوم، كباهلة في عرب الأمس، قبيلة لئيمة يأنف الكرام من الانتساب إليها، وأنت فيما علمنا سيّد كريم من سادة كرام، وليس لك في هذه القبيلة نسب؟ فما لك تدعى صلبى. فضحك وقال:

- صدقتم والله، ما أنا من صلبة، ولا صلبة مني، وإني لكريم العم والخال ولكنّ هذا الاسم نكتة أنا مخبركم بها. قلنا: هات. قال:

- كان أبواي لا يعيش لهما ولد، فلما ولدت خشيا عليّ فسمياني صْلَبى. قلنا: ائن سمياك صْلَبى عشت؟ قال: إن عزرائيل أكرم من أن يقبض روح صْلَبى.
وسألناه مرة: هل أنت متزوج يا صْلَبى؟ قال:

يتبع ...

حسين العسقلاني
10-07-2009, 03:31 AM
القصة للشيخ على الطنطاوي رحمه الله
من كتابه صور وخواطر
وبارك الله فيكم

الإبن البار
10-07-2009, 04:23 PM
وسألناه مرة: هل أنت متزوج يا صْلَبى؟ قال:
- لقد كنت متزوجاً بشرّ امرأة تزوجها رجل، فما زلت أحسن إليها وتسيء إليّ، حتى ضقت باحتمالها ذرعاً فطلقتها ثلاثاً وثلاثين.
قلنا: إنها تبين منك بثلاث، فعلام الثلاثون؟
فقال على الفور: صدقة مني على الأزواج المساكين!
وطال بنا الطريق إلى تبوك، وملّ القوم، فجعلوا يسألونه عن تبوك، ويكثرون عليه، يتذمرون من بعدها، حتى إذا كثروا قال لهم:
ما لكم تلومونني على بعدها؟ والله لم أكن أنا الذي وضعها هناك. ولم يكن صْلَبي يعرف المدن، ولم يفارق الصحراء قط إلا إلى حاضرته تبوك (وتبوك لا تزيد عن خمسين بيتاً…) فلما بلغنا مشارف الشام أغريناه بالإبلاد ودخول المدينة، وجعلنا نصف إليه الشام، ونشوّقه فيأبى، وكنت صفّيه من القوم وخليله ونجيّه فجعلت أحاوره وأداوره، وبذلت في ذلك الجهد فلم أصنع معه شيئاً لما استقر في نفسه من كراهية المدن وإساءة الظن بأهلها، وكان عربياً حراً، ومسلماً موحداً، لا يطيق أن يعيش يوماً تحت حكم (الروم) أو يرى مرة مظاهر الشرك… فودعناه وتركناه.
وعدت إلى دمشق، فانغمست في الحياة، وغصت في حمايتها أكدّ للعيش، وأسعى للكسب، فنسيت صلَبى وصُحبته، وكدت أنسى الصحراء وأيامها، ومرّت على ذلك شهور… وكان أمس فإذا بي ألمح في باب الجابية وسط الزحمة الهائلة، وجهاً أعرفه فلحقت به أتبيّنه فإذا هو وجه صْلَبى، فصحت به:
- صْلَبى! قال: - لا صْلَبى ولا مْلَبى.

يتبع ...

الحنين للذكريات الجميلة
15-07-2009, 03:57 PM
نكته دى والا براجراف ياعمنا

على ما نضحك تكون القيامة قامت

لأ بس أنا ضحكت على حتة 33 طلقة دى ههههه

الإبن البار
16-07-2009, 02:18 AM
شكرا على كرم المرور

أخي حنين إلى الذكريات الجميلة ، هذا كلام الشيخ علي الطنطاوي يمزج بين رفعة القلم و الطريفة و أنا العبد الضعيف مجرد ناقل و الناقل لبد أن يكون أمين ، و من جهة أخرى كتابات الشيخ علي الطنطاوي لا تمل و القارئ للشيخ لا يحس أبدا بالملل، أليس كذلك ؟

الحنين للذكريات الجميلة
16-07-2009, 06:33 PM
شكرا على كرم المرور

أخي حنين إلى الذكريات الجميلة ، هذا كلام الشيخ علي الطنطاوي يمزج بين رفعة القلم و الطريفة و أنا العبد الضعيف مجرد ناقل و الناقل لبد أن يكون أمين ، و من جهة أخرى كتابات الشيخ علي الطنطاوي لا تمل و القارئ للشيخ لا يحس أبدا بالملل، أليس كذلك ؟




لا تزعل يا شيخ بدردش معاك

الإبن البار
17-07-2009, 04:39 AM
لا تزعل يا شيخ بدردش معاك




لا يا عم أنا لم أزعل و كيف أزعل على أخي و قد جمعني به أولا الإسلام ثم الفكر الوسطي المعتدل و بعدهما هذا المنتدى.
إنما أردت التوضيح لا أكثر و لا أقل .