المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ..قائد أحزن موته الاعداء !!!!!!!!!!!!


نبيل القيسي
27-06-2012, 08:39 AM
هو محمد بن القاسم بن محمد بن الحكم بن أبى عقيل بن سعود بن عامر بن معتب الثقفي يجتمع هو والحجاج بن يوسف الثقفي في الحكم [1] (http://www.montada.arahman.net/newthread.php?do=newthread&f=38&#_ftn1))، كان أبوه القاسم بن محمد بن الحكم الثقفي واليًا على البصرة للحجاج بن يوسف فنشأ محمد نشأة كريمة وسط القصور، وبين الأمراء والقادة، وهو ما ساعده على أن يكون قائدًا، ومن المعلوم أنه ليس كل من ولد في بيت الأمراء فهو أمير، ولا كل من ولد في بيت القادة فهو قائد إنما كان نجاح محمد بن القاسم في الأخير راجعًا إلى فطرته السوية، واستعداده الشخصي وحرص أبيه على أن يكون قائدًا.
وكان من المشهور عن أسرة ابن القاسم أنهم أكثر القوم قادة وأمراء، وعرف محمد بن القاسم بشجاعته وقوة بأسه منذ صغره، وفى ذلك يقول الشاعر ([2] (http://www.montada.arahman.net/newthread.php?do=newthread&f=38&#_ftn2)
إن المنـايا أصـبحت مـختالة ***بمحمد بن القاسم بن مـحمد
ساس الجيوش لسبع عشرة حجة ***يا قرب ذلك سؤددًا من مولد
أو كما قال آخر:
قاد الجيوش لخمس عشرة حجة ***ولذاته عـن ذاك في أشغال
فغدت به أهـواؤهم وسمت لـه ***همم الملوك وسورة الأبطال
وقد تولى محمد بن القاسم السند وعمره سبعة عشر عامًا، وذلك يدل على أنه ولد عام 72 من الهجرة (691م)، حيث كان فتح السند في 89هـ([3] (http://www.montada.arahman.net/newthread.php?do=newthread&f=38&#_ftn3)

وقفة مع القائدالشاب
ونتوقف هنا لحظة مع محمد بن القاسم كقائد عظيم أشاد بأعماله القادة العسكريون، ونجد ذلك في وصف اللواء محمود شيت خطاب له، وهو رجل عسكري من الدرجة الأولى فهو يورد من مميزاته العسكرية التالي ([4] (http://www.montada.arahman.net/newthread.php?do=newthread&f=38&#_ftn4)

1- يرى أن أهم ما تميز به وكما سبق وأن أوردنا اهتمامه بإنجاز استحضاراته العسكرية والإدارية في جيشه، بالعد الذي بلغ معه حد الروعة في تكامله وإتقانه، حتى يمكن أن يعد محمد - نموذجًا حيًا للقائد الفذ في تدابيره الإدارية.

2- لم ينس إحضار وسائل النقل البرية لقواته التي اتجهت برًا إلى السند، كما لم ينسى إحضار وسائل النقل البحرية لقوته التي اتجهت بحرًا إلى الديبل من أرض السند، على الرغم من صعوبة النقل البحري حينها بالنسبة للعرب.

3- كما أدرك أهمية الاستحضارات الإدارية لجيشه أدرك أهميتها بالنسبة لجيش العدو فعمل على إفسادها، فقد قطع المياه عن الملتان حتى يضطرهم إلى الاستسلام.

4- استفاد محمد بن القاسم من المعلومات التي حصل عليها المسلمون في غزواتهم السابقة للسند عن طبيعة الأرض وطبيعة العدو وتسليمه وأساليب قتاله، وصناعة أسواره التي تتخبط بالمدن، ولذلك فقد أعد العدة المناسبة وجهز رجاله بما يحتاجون إليه من مواد وتجهيزات، ولذا نجده يصطحب معه المنجنيق.

5- يقول اللواء شيت خطاب: كان لمحمد قابلية متميزة لانتخاب الأهداف الملائمة في المجالات السوقية والتعبوية، ولذا كان اتجاهه في الفتح مسلمًا للغاية هدفًا سوقيًا استراتيجي، وجعل أهدافه الإستراتيجية متتالية مرتبة حسب أهميتها، كما كان ناجحًا في اختيار الأهداف التعبوية، فقد استهدف الصنم الأكبر في الديبل حتى يؤثر على معنويات المدافعين القابعين وراء الأسوار، ولتزول ثقتهم به وفعلاً نجح محمد في تحطيم معنويات عدوه واضطره إلى تبديل خطر دفاعه وأحدث الارتباك والفوضى بين صفوفه.

6- كان محمد يثير في رجاله بواعث الإيمان الراسخ والعقيدة الصلبة، لتقوية معنويات جيشه وجعلهم يؤمنون بأن النصر سيكون حليفهم وأن العدو لن يستطيع الثبات أمامهم، عن طريق اختيار المناطق الأقل تحصنًا وتحقيق انتصارات فيها.

7- يرى اللواء خطاب أن محمد بن القاسم كان يتميز بالجرأة والمجازفة، فقد أقدم على التغلغل في مجاهل السند غير جبان ولا وجل مع أنه قد سبق وأن هزم هناك جيشان.

8- كانت قيادته متميزة بالمرونة سواء في تعامله مع رجاله أو مع خططه فكان يضع الخطط السهلة القابلة للتحوير مع تبدل المواقف، فكان قد وضع خطة لمعركة الديبل تشتمل على ثلاثة احتمالات:

أولها: أن يفتح البلدة عن طريق محاصرتها حتى يمل أهلها ويستسلموا.

ثانيها: أن يحارب أهل البلدة خارج الأسوار.

ثالثها: أن يحاربهم داخل الأسوار، وهو ما حدث بالفعل([5] (http://www.montada.arahman.net/newthread.php?do=newthread&f=38&#_ftn5)

موته وأثره
بعد أن مات الحجاج بن يوسف الثقفي في عام 95هـ - 713م، أخذ محمد بن القاسم يتابع فتوحاته، فأخذ يفتح البلدة بعد الأخرى ونقل من نصر إلى نصر، ففتح (البيلمان)، و(سرشت)، والكيرج، وكان يحكمها رجل يسمى دوهر وهو لا يقل شهرة ولا بأسًا عن داهر ملك السند، كما سبق ذكره، وبينما هو في نشوة النصر إذ أتى إليه الخبر الذي لا يسر، فبعد أن قُتل الحجاج غاب عنه سند، فإذا مات الوليد بن عبد الملك بن مروان يكون بذلك قد فقد كل سنده، وبل ويتحول ذلك السند والمعين إلى طامة كبرى، حيث عليه حينها أن يتحمل ما اقترف كل من الحجاج والوليد مع الخليفة الجديد وعماله.

وهو ما كان، فمع عظم الدولة الإسلامية حينها وقوتها على أعدائها، إلا أن هناك من أساؤا إليها حيث اتخذوا من حكمهم مطية لتحقيق مطامع شخصية وتخليص ثارات لهم.

فبعد أن مات الوليد تولى أخوه سليمان بن عبد الملك بن مروان، وكان الوليد قد أراد أن يقصيه من الخلافة ويجعل مكانه ابنه عبد العزيز بن الوليد، ولما كان الحجاج مناصرًا للوليد منذ بايعه على خلع سليمان، فمات الوليد ومات الحجاج وأصبح على أتباعهما أن يتحملوا ما جنت يداهما.

فما أن تولى سليمان الخلافة حتى أرسل يزيد بن أبى كبشة السكسكى [6] (http://www.montada.arahman.net/newthread.php?do=newthread&f=38&#_ftn6) ، وما أن وصل الأخير إلى الحكم هناك حتى قيد محمد بن القاسم وأرسله إلى العراق والتي كان عليها صالح بن عبد الرحمن والذي خلف الحجاج، وكان قد ولاه سليمان، وصالح هذا كان الحجاج قد قتل أخاه الذي كان - أخو صالح - يؤمن برأي الخوارج، والذي قتل محمدًا تحت التعذيب.

فعندما وصل محمد بن القاسم إلى السجن في العراق أمر صالح بتعذيبه مع رجال من آل بني عقيل أهل الحجاج حتى مات محمد بن القاسم (رحمه الله) تحت التعذيب.

المراقب العام
28-06-2012, 01:15 AM
رحمه الله

جزاكم الله كل خير