المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : >>>الحكايات جند من جنود الله::::::::


نبيل القيسي
04-07-2012, 02:29 PM
قال بعض العلماء :ان الحكايات هي من جنود الله تعالى ،يثبت بها قلوب أوليائه ،قال تعالى : (وكلاً نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك .)
وقال الامام أبو حنيفة رحمه الله تعالى : الحكايات عن العلماء ومحاسنهم أحب إليَّ من كثير من الفقه ، لأنها آداب القوم .
أمّا سفيان بن عيينة رحمه الله تعالى فقد قال: عند ذكر الصالحين تنزل الرحمة .
وقد كان كبارالأئمة من السلف ، إذا ذُكر الصالحون في مجلسهم تأدبوا في هيئة جلوسهم ، رعاية لمقامهم ولو كانوا غائبين ، فلا أقل من أن نترحم عليهم نحن الخلف إن فاتنا التأدب عند ذكرهم .
وقد جبلت القلوب على حب تقليد الصالحين والاقتداء بهم والسير على منوالهم .


قيل : وتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم = إنَّ التشبه في الكرام فلاحُ

وقيل أيضاً :أُحبُّ الصالحين ولست منهم=لعلي أن أنال بهم شفــاعة


ومجالسة الصالحين ، أو سماع أخبارهم ، أو قراءة وقائعهم وسيرهم: لتكميل صفاته, وتكثير حسناته, وتزوُّده منها لآخرته, وفي هذا يقول سيدنا عمر بن الخطاب –http://www.way2ganna.com/vb/images/smileway/txt012.gif (http://www.way2ganna.com/vb/showthread.php?t=2046)- : لولا ثلاثٌ في الدنيا لما أحببتُ البقاء فيها :



1- لولا أن أحملَ أو أُجهِّز جيشاً في سبيل الله .

2- ولولا مُكابدة الليل .يعني قيام الليل والعبادة فيه لتحصيل ما فيه من جزيل الثواب.

3- ولولا مجالسة أقوام ينتقون أطايب الكلام كما يُنتقى أطايب التمر .



فما أحوج شبابنا وبناتنا أن تغذى فيهم العقيدة المؤمنة ، ما أحوجهم إلى الزاد الروحي السليم الذي يحفظهم بإذن الله تعالى ويحفظ شخصيتهم المؤمنة من أن تذيبها بهرجة الحضارة الفاتنة الخلابة !
ونختم حديثنا بقصة نقلها الحافظ ابن كثير في تفسيره لقوله تعالى : ( أمّن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء . ) نقلها عن الحافظ ابن عساكر الدمشقي قال :
كان رجلاً مُكارياَ على بغل له _أي يركب الناس على بغل له للسفر بالأجرة _ فركب معه ذات يوم رجل ، قال : فمررنا على طريق غير مسلوكة .
فقال لي الرجل :خذ هذه الطريق فإنها أقرب ، فقلت له لا خبرة لي بها، فقال: بل هي أقرب. فسلكناها، فانتهينا إلى مكان وعر وواد عميق فيه قتلى كثيرون، فقال لي الرجل:امسك رأس البغل حتى أنزل، فنزل وتشمر وجمع عليه ثيابه،وسل سكينا معه ،وقصدني من بين يديه_فهربتُ_وتبعني ! فناشدته الله وقلت له : خذ البغل بما عليه ، فقال : هو لي وإنما أريد قتلك ، فخوفته بالله تعالى والعقوبة منه ، فلم يقبل !
فاستسلمت بين يديه ، وقلت له : إن رأيت أن تتركني حتى أصلي ركعتين ، فقال : لك ذلك وعجّل ، فقمت أصلي ، فأُرتج عليّ _ أي ذهب عني كلّ ما أحفظه من القرآن _,فلم يحضرني منه حرفٌ واحد,فبقيت واقفاً متحيراً وهو يقول لي :هيا افرغ ,فأجرى الله على لساني قوله تعالى : "أمَّن يُجيبُ المضطرَّ إذا دعاه ويكشفُ السوء؟".فإذا أنا بفارسٍ قد أقبل من فم الوادي , وبيده حربةٌ فرمى بها الرجل فما أخطأت فؤاده, فخرَّ صريعاً.

فتعلَّفتُ بالفارس , وقلتُ له : بالله من أنت ؟ فقال أنا عبدُ " من يجيبُ المضطرَّ إذا دعاه ويكشفُ السوء" . قال : فأخذتُ البغلَ والحِملَ ورجعتُ سالماً . {فسبحان من يجيرُ ولا يجار عليه} .

:1014: