المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أبو بكر الصديق رضي الله عنه


marwa99
21-07-2012, 05:26 AM
ابو بكر الصديق
(http://mawdoo3.com/%D9%82%D8%B5%D8%A9_%D8%A7%D8%A8%D9%88_%D8%A8%D9%83 %D8%B1_%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AF%D9%8A%D9%82)
اسمه و نسبه
هو عبدالله بن عثمان المكنى بأبي قحافة بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن كعب بن لؤي القرشي التيمي لقبه رسول الله عليه الصلاة و السلام عتيقاً و غلب عليه ذلك ، إذ قال له : أنت عتيق الله من النار ، كما لقبه نبينا الكريم أيضاً بالصديق لتصديقه خبر الإسراء و المعراج رغم تكذيب المشركين له و تشكيك بعض المسلمين

اسلام أبي بكر


صحب أبو بكر رسول الله عليه الصلاة و السلام قبل البعثة و كان أول السابقين إلى الإيمان به و بنبوته و استمر معه طوال إقامته بمكة و رافقه في الغار و في الهجرة و في المشاهد كلها إلى أن مات

كان أبو بكر الصديق (http://mawdoo3.com/%D9%82%D8%B5%D8%A9_%D8%A7%D8%A8%D9%88_%D8%A8%D9%83 %D8%B1_%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AF%D9%8A%D9%82)يتمتع بعقيدة راسخة و إيمان ثابت ، فلا تؤثر فيه الخطوب و المحن ، و إنما تزيده رسوخاً و ثباتاً ، و قد شهد له الرسول بذلك ، فقد جاء عن ‏ ‏ابن عمر أنه‏ ‏قال ‏ ‏خرج علينا رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏ذات غداة بعد طلوع الشمس فقال ‏ ‏رأيت قبيل الفجر كأني أعطيت المقاليد والموازين فأما المقاليد فهذه المفاتيح وأما الموازين فهي التي تزنون بها فوضعت في كفة ووضعت أمتي في كفة فوزنت بهم فرجحت ثم جيء ‏ ‏بأبي بكر ‏ ‏فوزن بهم فوزن ثم جيء ‏ ‏بعمر ‏ ‏فوزن فوزن ثم جيء ‏ ‏بعثمان ‏ ‏فوزن بهم ثم رفعت ‏

و قد جاء عن الرسول صلى الله عليه و سلم في صدق إيمان أبي بكر و تسليمه المطلق لحقائق الإيمان أن
أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بينما رجل يسوق بقرة له قد حمل عليها التفتت إليه البقرة فقالت إني لم أخلق لهذا ولكني إنما خلقت للحرث فقال الناس سبحان الله تعجبا وفزعا أبقرة تكلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فإني أومن به وأبو بكر وعمر
قال أبو هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بينا راع في غنمه عدا عليه الذئب فأخذ منها شاة فطلبه الراعي حتى استنقذها منه فالتفت إليه الذئب فقال له من لها يوم السبع يوم ليس لها راع غيري فقال الناس سبحان الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فإني أومن بذلك أنا وأبو بكر وعمر

منزلة أبي بكر الصديق (http://mawdoo3.com/%D9%82%D8%B5%D8%A9_%D8%A7%D8%A8%D9%88_%D8%A8%D9%83 %D8%B1_%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AF%D9%8A%D9%82)


كان أبو بكر الصديق أعلم العرب بأنسابها ، و كان رجلاً مؤلفاً لقومه ، محبباً سهلاً ، و كان أنسب قريش لقريش و أعلمهم بما كان منها ، من خير او شر ، و كان تاجراً ذا خلق و كان قاضياً للدماء في الجاهلية

و لما أسلم أبو بكر الصديق (http://mawdoo3.com/%D9%82%D8%B5%D8%A9_%D8%A7%D8%A8%D9%88_%D8%A8%D9%83 %D8%B1_%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AF%D9%8A%D9%82) ازداد رفعة و مكانة عند الله و عند رسوله و الذين آمنوا معه

أبو بكر لصديق رضي الله عنه في ميزان الصحابة أفضل رجل بعد رسول الله ، يقدمونه في كل أمر ، كما قدمه رسول الله عليه الصلاة و السلام في الإمامة و غير الإمامة ، فقد روي ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :( لا ينبغي لقوم فيهم رسول الله أن يؤمهم غيره )

و لمنزلة أبي بكر عند الرسول صلى الله عليه و سلم ، فقد اختاره حين مرضه ليؤم بالمسلمين ، و أصر على ذلك رغم أن عائشة كانت قد اقترحت أن يؤم عمر بن الخطاب دون أبي بكر

و كما كان لأبي بكرة منزلة رفيعة عند رسول الله ، احتل أيضاً منزلة عظيمة بين الصحاابة و المسلمين ، و لذلك فقد اختاروه خليفة لرسول الله عليه الصلاة و السلام بعد موته ليحكم بشرع الله و يقيم العدل بين الناس ، فقد جاء عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال يوم السقية ( بل نبايعك أنت ، فانت سيدنا و خيرنا و احبنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأخذ عمر بيده فبايعه و بايعه الناس)

أما عن حب رسولنا الكريم لأبي بكر ، فقد فاق كل حب ، إذ كان أبو بكر أحب الصحابة لرسول الله ، و قد أقر محمد عليه الصلاة و السلام بذلك حين سئل عن أحب الرجال إليه فأجاب قائلاً بأنه أبو بكر

تواضع أبو بكر الصديق


كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه إذا تواضع جم ، لا يتكبر على أحد و لا يستعلي عليه ، بل يتواضع للناس جميعهم فعن أبي صالح الغفاري أن عمر بن الخطاب كان يتعاهد عجوزاً كبيرة عمياء في بعض حواشي المدينة من الليل فيستقي لها ويقوم بأمرها. فكان إذا جاء وجد غيره قد سبقه إليها فأصلح ما أرادت. فجاءها غير مرة كيلا يسبق إليها فرصده عمر فإذا الذي يأتيها هو أبو بكر الصديق، وهو خليفة. فقال عمر: أنت هو لعمري.

و قال صاحب كتاب صفة الصفوة :قال علماء السير: كان أبو بكر رضي الله عنه يحلب للحي أغنامهم، فلما بويع بالخلافة، قالت جارية من الحي: الآن لا يحلب لنا منائحنا، فسمعها أبو بكر فقال: بلى، لعمري لأحلبنّها لكم، وإني لأرجو أن لا يغيِّرني ما دخلت فيه عن خلق كنت عليه، فكان يحلب لهم

و عندما تولى أبو بكر الخلافة خطب في الناس قائلاً إنما أنا بشر و لست بخير من أحد منكم فراعوني فإذا رأيتموني استقمت فاتبعوني و إذا رأيتموني زغت فقوموني واعلموا أن لي شيطاناً يعتريني فإذا رأيتموني غضبت فاجتنبوني

و يذكر لنا ابن كثير رحمه الله في كتابه البداية و النهاية هذه القصة الدالة على تواضع أبي بكر فيقول : ثم نهض أبو بكر رضي الله عنه إلى الجرف فاستعرض جيش أسامة و أمرهم بالسير و سار معهم ماشياً و أسامة راكباً ، و عبدالرحمن بن عوف يقود براحلة الصديق ، فقال أسامة : يا خليفة رسول الله ، إما أن تركب واما أن تنزل ، فقال أبو بكر : والله لست بنازل ، و لست أنا براكب ، ثم استطلق الصديق من اسامة عمر بن الخطاب فأطلق له ، فكان عمر لا يلقاه بعد ذلك إلا قال : السلام عليك أيها الامير

مرض أبي بكر و وفاته


مرض أبو بكر الصديق رضي الله عنه في شهر جمادى الآخرة من السنة الثالثة عشرة للهجرة ، و ذلك بسبب سم وضعه له يهودي في حريرة و هو الحسو ، فأكل هو و الحارث بن كلدة ، فكف الحارث و قال لأبي بكر : أكلنا طعاماً مسموماً سم سنة ، فماتا بعد سنة ، و قيل إنه استغل و كان يوماً بارداً فحم خمسة عشر يوماً لا يخرج إلى صلاة ، فأمر عمر بن الخطاب أن يصلي بالناس

توفي لثماني ليال بقين من جمادى الآخرة ليلة الثلاثاء و هو ابن ثلاث و ستين سنة ،و دفن ليلاً و صلى عليه عمر بن الخطاب في مسجد رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و حمل على السرير الذي حمل عليه الرسول ، و دخل قبره ابنه عبدالرحمن و عمر و عثمان و طلحة ، و جعل رأسه عند كتفي النبي صلى الله عليه و سلم و ألصق لحده بلحد الرسول ، و كان آخر ما تكلم به أبو بكر الصديق : اللهم توفني مسلماً و ألحقني بالصالحين

و يذكر أن أبا بكر رضي الله عنه كان عند ابنته عائشة لما حضرته الوفاة فرأته و هو يقاسي سكرات الموت فتمثلت قول الشاعر لعمرك ما يغني الثراء عن الفتى إذا حشرجت يوماً و ضاق بها الصدر إليها أبو بكر كالغضبان ثم قال : ليس كذلك ، و لكن : ( و جاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد) إني كنت قد نحلتك حائطًا وإن في نفسي منه شيئًا فرُدِّيه على الميراث قالت: نعم. فَرَدَّتْهُ، أما إنَّا منذ وُلِّينا أمر المسلمين لم نأكل دينارًا ولا درهمًا ولكن قد أكلنا من جريش طعامهم في بطوننا، ولبِسنا من خشن ثيابهم على ظهورنا، وليس عندنا من فيء المسلمين قليل ولا كثير إلا هذا العبد الحبشي وهذا البعير الناضح وجرد هذه القطيفة فإذا متّ فابعثي بها إلى عمر وأبرئيني منهن. ففعلت فلما جاء الرسولُ عمرَ بكى حتى جعلت دموعه تسيل على الأرض وجعل يقول: رحم الله أبا بكر لقد أتعب مَن بعده , يا غلام، ارفعْهن. فقال عبد الرحمن بن عوف: سبحان الله تسلب عيال أبي بكر عبدًا حبشيًّا وبعيرًا ناضحًا وجرد قطيفة ثمنه خمسة دراهم؟ ! قال: فماذا تأمر؟ قال: تردهن على عياله. قال: لا والذي بعث محمدًا بالحق لا يكون هذا في ولايتي أبدًا ولا يخرج أبو بكر منهن عند الموت وأردهن أنا على عياله. الموت أقرب من ذلك

ألب أرسلان
21-07-2012, 06:39 AM
رضي الله عنه وارضاه ورزقنا واياكم مرافقته في الجنة ولقياه ..

بدر الدين الامام
02-07-2013, 01:48 AM
اللّهُ أكْرَمَكُمْ فِي الذِّكْرِ مَنْقَبَةٌ ** يَا صَاحِبَ الْغَارِ حَرِّزْ قمَّةَ الرُّتُبِ
ذِكْرٌ عَظِيْمٌ عَلَى وَصْفٍ لِذِي شَرَفٍ ** السَّبْقُ فِي سِلْمِهِ والصِّدْقُ فِي اللَقَبِ
ولا تَفُوتُهُ فِي الأصْحَابِ مَكْرُمَةٌ ** كُلُّ الْفَضَائِلِ فِي الأعْمَالِ والْقُرُبِ
لَمْ تَفْتَرِقْ حَسَنَاتُ الصَّحْبِ فِي شُعَبٍ ** إلا قَضَى وَطَراً مِنْ تِلْكُمُ الشُّعَبِ
لَو قَامَ فِي النَّاسِ يَومَ الْحَشْرِ دَاعِيَةٌ ** هَلُمَّ لِلْخُلْدِ مِنْ أطْرَافِهَا الرُّحُبِ
تَلَفَّتَتْ بُرُوقُ السَّعْدِ نَحْوَكُمُ ** وَوَافَتِ الرِّيحُ يُمْنَاكُمْ إلَى الْعَتَبِ
تُغَالِبُ الدَّمْعَ كَمْ غَالَبْتَ مِنْ أسَفٍ ** كَالْقِدرِ فِي جَنَبَاتِ الصَّدْرِ مُضْطَرِبِ
وكُنْتَ أوصَلَهُمْ قَلْبَا لِمَا عَجِبُوا ** في الشَّيْخِ يَبْكِي لِفَوزِ البَرِّ بِالقُرُبِ
فِي يَومِ حَشْدٍ ومِنْ أعْوَادِ مِنْبَرِهِ ** أتَى الرَّسُولُ بِقَولٍ خُصَّ لِلحَدِبِ
سُدّوا المَسَالِكَ بَيْتَ اللهِ مَا قَصَدُوا ** إلا مَسَالِكَ صِدِّقِيَّةِ السَّرَبِ
جَمَعْتَ بَيْنَ اثْنَيْنِ فِي قَبْرٍ وَفِي قُرُبٍ ** ثَمَّ الإمَامَةِ بِاسِمِ اللّهِ خَلْفَ نَبِي
وَاخْتَارَكَ اللّهُ دُوْنَ الصَّحْبِ فَاجْتَمَعَتْ ** فِي يَوْمِ شُؤمٍ وَفِي تَقْدِيْمِ مُنْتَخَبِ
لَمْ تُغْنِ عَنْ سَادَةِ الاَنْصَارِ مَا حَشَدُوا ** مِنَ الْكَلامِ وَمَا سَاقُوهُ مِنْ خُطَبِ
مَشِيْئَةُ اللّهِ لَنْ تَرْضَى عَلَى أَحَدٍ ** فِي السَّاجِدِيْنَ كَقَوْلِ الْهَادِ فِي الْكُتُبِ
كَرْبٌ تَغَشَّاهُمْ مِنْ فَقْدِ اُسْوَتِهِمْ ** وَقَامَتِ الْحَيُّ مِنْ أَنْصَارِ فِي عَصَبِ
قَدْ أَسْكَنَ اللّهُ بَلْوَاهَا بِكُمْ وَغَدَتْ ** شَرُّ نَازِلَةٍ بِالذِّكْرِ فِي غَلَبِ
تَحِيَّةٌ أيُّهَا التَّالِي لَكُمْ وَجَبَتْ** بآلِ عِمْرَانَ تَمْحُو سَكْرَةَ النَّصَبِ
بَادَرْتَ حَرْبَ فِرَاقِ الدَّيْنِ فِي جَلَدٍ ** بَدَتْ فَأشْعَلَتْ لِلدِّيْنِ مِنْ لَهَبِ
لمَّا أَوْقَدَتْ نَارَهَا تَبْغِيْكُمُ حَطَبَاً ** كَانَتْ رَوَاحِلُكُمْ حَمَّالَةَ الْقِرَبِ
أَقْسَمْتَ إنْ لَمْ تَجِدْ لِلذَّرِ مِنْ بَدَلٍ** خَيْلاً سِوَاهَا بَدَأتَ الْكُفْرَ بِالسَّلَبِ
وَكَيْفَ تَبْقَى ٍسَلامَاً أُمَّةٌ فَرَقَتْ ** بَيْنَ الصَّلاةِ وَحَقِّ الْمَالِ وَالذَّهَبِ
تَلَمَّسَ الصَّحْبُ أعْذَاراً فَمَا وَجَدُوا ** كَالسَّيْفِ مِنْ رَايَةٍ لِلرَّدِّ أَو لُجُبِ
خُطَاكَ فِي الدّيْنِ كَانَتْ كُلُّهَا تَبَعاً ** وكُنْتَ أبْعَدَ عَنْ حُكْمِ الدّيْنِ بِالطَّلَبِ
خَيْلُ الرَّسُولِ إلى الرُّومَانِ غَايَتُهَا ** ورَايَةُ الحِبِّ فِي حِلِّ عَنِ الغَلَبِ
وَالقَائِلُونَ أَسْنُّ القَومِ أَجْدَرُهُمْ ** والنَّاظِرونَ لِمَولاً جَدُّوا فِي الطَّلَبِ
تَجَاذَبُوكُمْ بِمَا شَاءُوا بِمُخْتَلَفٍ ** مِنَ الأحَاجِيَّ والأعْرَاضِ مُغْتَصَبِ
وزَيَّنُوا كَلِمَةً فِي السَّمْعِ قِائِلَةً ** فَمَنْ تَحَرَّزَ فِي العُمْرَانِ لَمْ يُصَبِ
ظَنُّوا البَقَاءَ نَجَاةً أنْ تَخَطَّفَهُمْ ** مِنْهَا البُغَاةُ فَكَانَتْ حَزْمَةُ الأَرِبِ
وهَزَّتِ الجُنْدَ أقْدَامُ الأَمِيْرِ عَلَى ** خُطَى الرَّكُوبِ يَحُثُّ الحِبَّ بِالأَدَبِ
اُنْفُرْ "اُسَامَةَ" بِاسْمِ اللهِ أَبْعَثُكُمْ ** ولا أضِنُّ بِعَشْرٍ هُنَّ مِنْ سَبَبِ
نَصْرَ الإلهِ وخَيرِ الرُّسْلِ إنَّهُمَا ** عَلَى العَدُوَّيْنِ لا إعْدَادَ مُحْتَرِبِ
وَاَوغِلُو الخَيْلَ فِي ال"بَلْقَاءِ" مَبْدَؤُكُمْ ** وَ "آبِلاً" بَعْدَ ذِكْرِ اللهِ كَالرُّطَبِ
جَوَاهِرٌ مَسَّتِ الأسْمَاعَ كَلِمَتُها ** نَدِيَّةً فَوَعَاهَا القَلْبُ كَالخَصِبِ
فًسًارَتْ العُصْبَةُ البَدْرِيُّ طِيْنَتُهَا ** إنَّ الحَوَادِثَ أحْيَتْ غُرْبَةَ الشِّعَبِ
وأَوفَتِ الجُنْدُ أَغْلَى نَصْرِهَا وَأتِتْ ** دَارَ الرَّسُولِ فَبَاتَتْ آمَنَ التُّرُبِ
لمَّا أَثَارُوا عَلَى الرُّومَانِ قَلْعَتَهُمْ ** طَارَتْ بِأجْنِحَةٍ خَلْفٌ مِنَ الرُّعُبِ
فَشَانِئُوا الفُرْسِ والْكُفَّارُ فِي وَصَبٍ ** وشَائِنُوا الدِّينِ والأحْبَارُ لَمْ تَطُبِ
بَلَوتَهُمْ فَكَمْ عَرَّيتَ صَدْرَهُمُ ** مِنْ مُسْتَكِنٍّ ولَحْنَ القَولِ مِنْ أَرَبٍ
لِلدِّيْنِ سَاعَاتُ نَصْرٍ عِنْدَ غُرْبَتِهِ ** كُتِبْنَ فِي صُحُفِ الصِّدِّيْقِ لِلْحِقَبِ
نَصَرْتَهُ وَهُوَ فِي تَكْذِيْبِ عَصَبَتِهِ ** فَكَمْ صَدَقْتَ وَكُنْتُمْ صَخْرَةَ العَطَبِ
أتَتْهُمْ مِنْكَ فِي الْإسْرَاءِ صَادِحَةٌ ** إنَّي زَعِيْمٌ بِصِدْقِ الْحِبِّ لا الْكَذِبِ
لا أبْتَغِي سَمْعَاً لِلصِدْقِ مِنْ رَجُلٍ ** اللّهُ يُطْلِعَهُ كَشْفَاً مِنْ الْحُجُبِ
وقُلُّ لِبَاغٍ بِنَشْرِ الْقُولِ مَطْعَنَةٌ ** أفِي الأمِينِ يَكُونُ الطَّعْنُ بالرِّيَبِ
ومَا الْمَسِيرُ لِقُدْسٍ غَيْرَ أمْكِنَةٍ ** حَتَّى تَكُونُوا مِنْ الْإسْرَاءِ فِي عَجَبِ
وفِي يَقِيْنِي تَلِينُ المُعْجِزَاتُ لَهُ ** ويَصْعَدِ السَّبْعَ فِي بَعْثٍ مِنْ الكُتُبِ
رَغِبْتَ حِمْلِ مَطَايَا بُلْغَةً بَلَدَا * إلى المُهَاجَرِ أو زَحْفَا عَلَى الرُّكَبِ
والشَّوقُ فِيكُمْ وَفِي وُجْدَانِكُمْ أَمَلٌ ** تُصَاحِبُوهُ غَدَا فِي خِيْرِ مُنْسَرَبِ
لَمْ تُخْفِ نَفْسُكَ بُشْرَاهَا ولا سَلِمَتْ ** لِحَاكَ مِنْ فَرْحَةِ التَّبْشِيرِ بِالطَّلَبِ
مَدَامِعٌ وبُكَاءٌ مَا عُهِدْنَ وَلا ** بُلِّلَتْ بِالدَّمْعِ عَيْنُ الضَّاحِكِ الطـِّرِبِ
يَا نِعْمَ أمْنِيَّةٍ بِاللّهِ قَدْ صَدَقَتْ ** وَصِدْقَ أمْنِيَّةٍ فِي الْقَلْبِ لمْ تَغِبِ
خَبَأتَ حِمْلاً عَلَى سَبْقٍ تَجُودُ بِهِ ** وَلَو سُئِلْتَ بِجُودِ النَّفْسِ لَمْ تَخِبِ
فِيْكُمْ مِثَالٌ لِخِلَ لَمْ يَدَعْ أهْلاً ** وَمَضْرِبٌ لِمَلِيءٍ جَاءَ بِالْعَجَبِ
أَوفَيْتَ لِلدِّيْنِ مِنْ مَالٍ ومِنْ وَلَدٍ ** نَصْرَا بِغَيرِ الله غَيرَ مُنْقَلَبِ
والشَّاةُ لِلأثَرِ المَتْبُوعِ تَرْفَعُهُ ** وَيُسْرُ عَبْدِكُمُ رَوَّاحُ بِالحَلَبِ
لَمَّا أتَيْتَ لِثَورٍ مِنْ مَدَاخِلِهِ ** تَقَحَّمَ الصَّدْرُ فِي أكْنَافِهِ الْخُرُبِ
تَقُولُ إذَا الرَّدَى المَخْفِيُ حَلَّ بِنَا ** نَفْسِي لِخَيْرِ رَسُولٍ هِيَّ لِلْعَطَبِ
فِي كُلِّ زَاوِيَةٍ تَرْمِي بِمُحْتَرَزٍ ** مِنْ الثِّيَابِ ومَا أبْقَيْتَ مِنْ سَبَبِ
حَتَّى أثَرْتَ عَلَى الْحَيَّاتِ مَسْكَنَهَا ** قَدْ نَابَكَ السُّمُ مَا صَدَّكَ عَلَى الْعَقِبِ
مَنَعْتَهَا شُرْفَةً لِلحِبِّ إلْتَمَسَتْ ** وَمَا لهَا فِي فَصِيْحِ القَوْلِ مِنْ عَتَبِ
كَمَا أبَيْتُم عَلَى أَبْصَارِهَا مَنَعَتْ ** عَنْ نَاظِرَيْكُم سَفِيرَ النَّومِ لِلعَصَبِ
دَبَّ السِّقَامُ فَأبْدَى دَمْعُ مُقْلَتِكُمْ ** أذاهُ وَتَخَفَّى صَوْتُ مُحْتَقَبِ
رُمْتَ الصِّيَامَ حَيَاءً أنْ تُكَدِّرَهُ ** غَيْرَ الدُّمُوعَ فَزَارَتْ خَدَّهُ الرَّطِبِ
سِالَتْ عَلَيهِ فَلَمْ تَبْرَحْ مَكَانَتَهَا ** والنَّومُ مِنْ مُقَلِ المُخْتَارِ مُخْتَلَبِ
مِن مَسِّ كَفّ مِنَ المُخْتَارِ يُتْبِعَهُ ** ومِنْ تِلاوَةِ ذِكْرٍ طِبْتَ لِلتَّعَبِ
يَومٌ بِألْفٍ فَعَيْنُ اللهِ ثَالِثَةٌ ** فَمَا الظُّنُونُ وَعَيْنُ اللهِ لَمْ تَجِبِ
لَمْ يَبْرَحِ الْيَأسُ جَيْشَ الرَّاصِدِيْنَ بِكُمْ ** حَتَّى انْجَلَى صُبْحُكُمْ عِنْ خِطَةِ الهَرَبِ
مَسِيْرَةٌ رَقَبَتْهَا الْعَيْنُ حَارِسَةً ** وَأرْصَدَ السَّمْعُ أُذُنَيْهِ عَلَى الْخُطُبِ
تُؤَخِّرُ السَّيْرَ إنْ رُوِّعْتَ مِنْ طَلَبٍ ** كَالسَّبْقِ مِنْ غَدَرَاتِ الرَّاصِدِ الْأُهُبِ
وَكَمْ أقَمْتَ لهُ مِنْ حُجَّةٍ فَهَدَتْ** عَلَى الطَّرِيْقِ دَلِيلًا رَأيَكَ الضَّرِبِ
هُمْ حَسَّنُوا لِلشَّبَابِ الغِرِّ شَهْوَتَهُ ** فِي بَيْضَةِ الإبْلِ أوفَاهَا لِمُنْتَدَبِ
مَا كَانَ مَرْكَبُ سَارِيَّةَ سِوَى فَرَطٍ ** دَنَا فَهَيَّجَ فِيْكُمْ بِذْرَةَ الرُّعُبِ
كَانَ الرَّجَاءُ وَكَانَ الْخَوفُ ثُمَّ بَدَى ** سُوْرُ المَدِيْنَةِ فَصَدَّ الهَمَّ لِلذَّنَبِ
عِنَايَةُ اللّهِ لَمْ تَغْفَلْ عَلَى رُسُلٍ ** فِي السَّابِقِيْنَ فَهَلْ تَخْفَى عَنِ الْعَقِبِ
يَا حُسْنَ مَا خَرَجُوا فِي مَنْظَرٍ عَجَبٍ ** تَحْذُو الشَّبِيْبَةُ فِيْهِ حِفْيَةَ الشِّيَبِ
لَمْ يَدْرِ سَائلُهُمْ لمَّا أحَاطُوا بِكُمْ ** خَتَمْتَ مِنْ رُسُلٍ أمْ جِئْتَ مُصْطَحَبِ
كَفَيْتَهُمْ بِالثّيَابِ الظِّلِّ مُشْرَعَةً ** يَحْمِيْنَ خَيْرَ الوَرَى مِنْ قُرْصِهَا اللِّهِبِ
نِعْمَ الرَّفِيقَ
مَا الفَخْرُ فِي اُمَّةٍ حَتَّى يَكُونَ لهَا ** رَسْمٌ مِنَ الحَرْفِ كالصِّدِّيْقِ فِي الكُتُبِ
...
وَفِيٌّ تَحْفَظُ سِرَّ الصَّادِقِينَ لَكُم ** وَلا تَبُوحُ بِسِرِّ الْخَائِنِ الْغَصِبِ
وسَيِّدٌ مِنْ تَمِيمٍ لا عِدَاءَ لَهُ ** إلا التَّرَفُّعَ عَنْ عُبْدَانَ بِالحَسَبِ
لا الدَّهْرُ عِندَكُمُ يُبْدِي نَوَاجِذَهُ ** ولا المُصَابُ بِمَتْرُوكٍ إلَى النُّوَبِ
ولا الحَوَائِجُ إذْ يَشْقَى الفَقِيْرُ بِهَا ** بِبَاقِيَاتٍ ويَفْنَى المَالُ لِلنَّسَبِ
وتَرْكُكُم كِسْوَةَ العَانِي مُسَبَّلةً ** وجَفْنَةَ الضَّيفِ تَشْكُو جَذْوَةَ اللَهَبِ
سَلِ اليَتِيْمَ لَهُ أيُّ المَدَامِعِ لَمْ ** تُكْفَفَ وأيَنْ مُصَابُ الفَقْدِ بَعْدَ أبِ
وصَّالُ مَرْحَمَةٍ كفَّالُ أرْمَلَةٍ ** حَمَّالُ نَائِبَةٍ نَسَّابَةُ الْعَرَبِ
سَعَتْ بِهِم نَحْوَكَ الأَخْبَارُ تَسْحَرُهُمْ ** يا رُبَّ ساعٍ لِرَايِ العِيْنِ مُنْجَذِبِ
وجه يُزَيِّنُكُمْ غَرَّاءُ صَفْحَتُهُ *** غَارَتْ لُهُ العَيْنُ فِي صُفْرٍ وفِي أَدَبِ
وازَّيَّنَتْ مِنْ قَوَامِ العُودِ طَلْعَتُكُمْ ** تُجَافِيَ الْلَحْمَ فِي ثَوبٍ مِنَ القُشُبِ
في حُلّةٍ جَهَدَ الخِصْرَيْنِ مِحْمَلُهَا ** فَلَمْ تُمَسَّكْ وَلَمْ تَكْشِفْ عَنِ العَصَبِ
شَيْبٌ مِنْ الحُمْرِ القَانِي يُخَضَّبُهُ ** مِنْ نَبْتَةِ الوَسْمِ يُخْفِي رِقَّةَ الشَّنَبِ
تِلْكَ المَحَاسِنُ مِنْ خَلْقٍ وَمِنْ خُلُقٍ ** اُشْرِبَتْ فِي القَلْبِ أظْمَتْهُ وَلمْ يَصُبِ

طالبة الجنة أم عمر
03-12-2013, 04:00 AM
رضي الله عن الصديق أبي بكر وحشرنا معه ومع نبينا وحبيبنا المصطفي صلي الله عليه وسلم