المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف حبي له.. وكيف حبه لي ؟


(بنت الأزهر)
25-07-2012, 06:26 PM
كيف حبي له.. وكيف حبه لي ؟

جلست في هدوء الليل و مع نسمات الهواء الرقيقة والناس نيام في كل مكان أنظر إلى السماء المضيئة بالقمر ، والنجوم فيها تزيّنها بألوانها البّراقة فتذّكرت حبيبي فإذا بدقات قلبي تتسارع وتزداد , وإذا بنبضات القلب تهتف في اشتياق .. متي اللقاء ؟

فوجدت دموعي على وجنتيّ تنساب ، وبدأتُ بعباراتٍ متقطعة أُحدثه في رجاء أن لا يبعدني عنه وأن يرحم قلبيَ المشتاق .. فهذا حبي له , فبعدما علمت بحبه لي صار حالي هكذا ..


بدأ حبه لي منذ أن كنت جنيناً في رحم أمي .. فحماني من الدنيا وكان لي حصناً من كل شر فوضعني منذ أن أوجدني في مكان أمين وحافظ عليّ وأطعمني وسقاني وكنت لا أستطيع ، ثم خرجتُ إلى الدنيا أبكي وأصرخ في خوف شديد فإذا به يُذهب روعي بوضعي بين أحضانِ أمي لترضعني في حب ورفق فسكِنت إليها وقذف حبي في قلبها رحمة ً بي وحبا ً لي .

ومرت الأيام و بدأت أكبر وهو يراقبني ويرعاني برحمته فكم من المخاطر تعرضت لها وجدته لي حاميا ً وكم من الأحزان أحاطت بي فإذا به عني مسريا ً ولكروبي مُفرجا ً .. أعطاني الكثير وما حرمني إلا لخوفه علي ّ وحبه لي .. فأعطاني الأمان وغيري لا يستطيع النوم خوفا ً وهلعا ً من عدوه , أطعمني وسقاني وغيري يتضور جوعاً ويموت عطشاً..جعلني أبصر وأسمع ثم جعل لي لساناً يتكلم وجوارح تستشعر وتستلذ ما حولها .. يعيد إليّ روحي كل يوم وقد أخذها من كثيرٍ غيري ولم يُعدها لهم , يوقظني من نومي وأنا أتحرك وغيري قعيد فراشه يُمرّض , ألهو وأمرح في صحة وغيري يبكي ويصرخ في ألم , أقرأ وأكتب وأتعلم وغيري جاهل لا يتعلم , أكرمني بالسجود له وحده وحماني من السجود والتذلل لغيره , بعث لي برسالته لينير طريقي لأصِلَ إليه بسلام فأرسل رسوله صلى الله عليه وسلم رحمة لي ليعلمني ويرشدني كي لا أتيه وأضل الطريق إليه.

فحبيبي إن احتجته وجدته فهو معي دائماً وإن حدثته وجدته لي مستمعاً وإن سألته شيئاً علي الفور أعطاني بل ويحب إلحاحي عليه في حاجتي ، إن لم أطلب منه شيئاً غضب مني , وإن أخطأت في حقه يمهلني ,فإن تبت إليه قبلني وشملني بعفوه ورحمته


فها هو ربي وربكم يتنزل كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقي ثلث الليل الأخر فيقول " من يدعوني فأستجب له ؟ من يسألني فأعطيه ؟ من يستغفرني فأغفر له ؟ " أخرجه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه .
فهذا حبه لي وحبه لكم ؛فإلهنا كريم ورحمته وسعت كل شيء وحبه لعباده لا يُحد .. فما ذكرته من حبه قليل وهناك غيره كثير فاسمعوا معي قوله لي ولكم وهو ينادي علينا ويقول ( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم ) " الزمر : 53 "