المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مميزات الزوجة الصالحة


المراقب العام
15-08-2012, 11:30 AM
http://islamstory.com/sites/default/files/styles/300px_node_fullcontent_img/public/12/08/33/stan5.jpeg

سيف سكر


تعد الزوجة من أهم الركائز والأساسات التي يُبنى عليها كل بيت، فإن صلح حالها صلح حال البيت وغمرته السعادة، وإن فسد حالها فسد حال البيت بأكمله وتهدمت كل أركانه وبقيت جدرانه تتساقط الواحدة تلو الأخرى.
فالاهتمام بصلاح حال الزوجة شيء مهم جدًّا، وقبله الاختيار السليم، وهو كما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن نتخيَّر ذات الدين والخلق القويم، ومن هنا فإنه يتضح أن للزوجة الصالحة مميزات تتميز بها عن غيرها، وبها تستقيم حياتها وحياة أسرتها، وهذه بعض مميزات الزوجة الصالحة:


1- تحفظ نفسها وزوجها في عرضه:
من الواضح والمعلوم أن المرأة المؤمنة التقية التي زيَّن الله قلبها بنور الإيمان، تسعى وتبذل كل الجهد لتعمل على حفظ نفسها من كل الفتن ما ظهر منها وما بطن؛ وذلك لأن قلبها عامرٌ بذكر الله.
ومما لا شك فيه أنها عندما تعفُّ نفسها وعرضها من الفتن والانسياق في طريق الشهوات والمحرمات، تكون قد حفظت زوجها في نفسه وعرضه، ومن هنا تأتي السعادة والهدوء والاستقرار، ليكون قاسمًا مشتركًا في الحياة معهم، فتبتسم الحياة لهذين الزوجين.. يقول سيِّد المرسلين عليه الصلاة والسلام: «عمل المرأة في بيتها وحسن تبعلها لزوجها يعادل الجهاد في سبيل الله». لو قرأت هذا الحديث جيدًا، لوجدت به سرًّا لو اكتشفته الزوجات لعشن في سعادة وأيّ سعادة؛ إذ ما هو هذا العمل الذي لو قامت به المرأة في بيتها لعادل الجهاد في سبيل الله؟ نحن نعرف منزلة الجهاد وأجره، فاسألي نفسك: هل هذا العمل هو إعداد الطعام وترتيب المنزل وغسل الملابس و...؟
لا، بل هو مجاهدة النفس وتقويمها على الصبر على الحياة الزوجية ومتطلباتها، ومعرفة أن ما تواجهين من إهمال لك من زوجك أو احتقار لشأنك أو سوء معاملة، إذا قابلتهِ بالصبر والاحتساب عند الله فلكِ أجر عظيم. إنكِ على علم ويقين بأن الله يراكِ، فاصبري واحتسبي ولك الجنة.


2- حفظها لمال زوجها:
الباحث في هذا يجد أن المال من الأشياء التي تؤدي بالإنسان إلى طرق عديدة من الهلاك وليس طريق واحد فقط؛ لأن المال يُنسي الإنسان نفسه ويُوقِع الإنسان الضعيف في المعاصي والمنكرات، فهو همّ ثقيل وحملٌ على كتف كل مسلم لا بد أن يستعد له.
وبالتالي فإنْ رزقك الله بزوجة صالحة، فإن ما يميزها هو حفاظها على مال زوجها، فلا مكانة للتبذير ولا للتقصير في حفظه؛ لأن الله عز وجل أعطاها قلبًا عامرًا بالإيمان، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خير النساء التي تسره إذا نظر، وتطيعه إذا أمر، ولا تخالفه في نفسها ولا مالها بما يكره» [صحيح الجامع ج1 (3298)].
ومن الواضح أن ما يرهق الزوج ويُدخِل التعاسة على قلبه هو اختلاق فن التبذير، وتحويل كل شيء إلى مطالب تستقبل بها زوجها عند عودته من عمله، ولا تهتم بأمره هل هو مرهق أو غضبان وكأن كل شيء تحول إلى لمسات فنية وتسريحات ومظاهر لا تسمن ولا تغني من جوع، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته…، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها» [متفق عليه].
فالمرأة الصالحة تتقي الله في مال زوجها؛ لأنها مسئولة ومحاسبة عنه أمام الله سبحانه، والقيد عدم الإسراف، قال تعالى: {يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} [الأعراف: 31].
فيا أخي الحبيب، تخيَّر ذات الدين حتى تبني بيتًا سليمًا في عقيدته، وفي حديث عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- عن ابن ماجه: «لا تزوجوا النساء لحسنهن فعسى حسنهن أن يرديهن -أي يهلكهن- ولا تزوجوهن لأموالهن فعسى أموالهن أن تطغيهن، ولكن تزوجوهن على الدين، ولأمة ذات دين أفضل».


3- الاهتمام بتربية أبنائها:
إن تربية الأطفال والحفاظ عليهم والاهتمام بهم من أهم الفوائد التي يجب أن تتحلى بها الزوجة؛ لما له من خطورة في المجتمع، وليست التربية المقصودة هي بناء جسم الطفل ونموه، بل المقصود منها التنشئة السليمة والصالحة. ومن هنا أوجِّه حديثي للأم المسلمة التي تدرك رسالتها التربوية في الحياة، وتدرك مسئوليتها في تربية الأولاد وتكوين شخصياتهم، وهي لا شك مسئولية أكبر من مسئولية الأب؛ لقرب الأولاد من الأم، ولطول الوقت الذي يقضونه معها.
ويسأل كلٌّ منا نفسه: ما هي التنشئة السليمة والصالحة حتى يتم تربيتهم عليها؟
فأقول لكم: إن الأم تربي أبناءها على الإسلام وشريعته الصافية؛ ولهذا تكون التربية لها أصول واضحة وأهداف سامية، فنربِّيهم على حسن الخلق واستقامة السلوك وتعظيم شعائر الله وهي إقامة الصلاة في أوقاتها، فتأمر الأم أبناءها بالصلاة؛ لقوله تعالى: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لاَ نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى} [طه: 132].
فإن الابن الصالح سندٌ ووقاء لوالديه يوم القيامة، قال صلى الله عليه وسلم: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له». صدق الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم فيما قال.
وهذه قصة قصيرة تبين فضل الأم في التربية السليمة.. في أحد الأيام كان هناك ملك عادل عمل مسابقة في أحد الأيام، فاشترك فيها ثلاثة متسابقين؛ واحد في العلوم، وواحد في الرسم، وواحد في الفقه، فأبدى كل واحد أفضل ما لديه، فلم يعلم أيهم يستحق الجائزة، فدخلت امرأة فقال الملك: ماذا لديك؟ فقالت: لا شيء. فقال الملك: إذن لماذا قَدِمت؟ فقالت: قدمتُ لأرى أولادي من يستحق الجائزة. فقال الملك: إنك من يستحق الجائزة؛ لحسن تربيتك.
فيا أختي الصالحة، اهتمي بأمر أبنائك وقَوِّمي سلوكهم وقفي بجانبهم؛ حتى يقفوا بجانبك يوم القيامة، ويكونوا سببًا في دخولك الجنة بإذن الله.





http://islamstory.com/sites/default/files/styles/300px_node_fullcontent_img/public/12/08/33/stan40.jpg






4- حسن معاملة الزوجة لزوجها:
من الأمور التي بها تزهو الدنيا وتبتسم، وتشتد بها علاقة الزوجين، وتبنى بها حياة كريمة قائمة على الودّ والترابط، وهو حسن معاملة الزوجة لزوجها، فهي من واجبات الزوجة والتزاماتها.
قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء: 1]. فمعاملة الزوج من الفنون التي يمكن أن تتحلى بها أي زوجة تريد أن تسعد وتنعم بحياة سعيدة ومستقرة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا ينظر الله إلى امرأة لا تشكر لزوجها وهي لا تستغني عنه».
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أول ما تُسأل المرأة يوم القيامة عن صلاتها، ثم عن بعلها كيف عملت إليه».
وقد كثرت أقوال النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الأمر وأفعاله أيضًا، فكان النبي صلى الله عليه وسلم وزوجاته يُضرب بهم المثل في فن التعامل والحب والمودة والاستقرار رغم الفقر الطاحن، ولكن ما أن تُبنى الحياة الزوجية على شرع الله فما أحلاها من حياة! وما أسعدها! فنتعلم منه صلى الله عليه وسلم، ويتعلم الأخوات من أمهات المؤمنين.
وقد قال ابن عباس رضي الله عنه: «إني لأتزيَّن لامرأتي كما أُحِبُّ أن تتزين لي».
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا صلت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحصنت فرجها، وأطاعت زوجها، قيل لها: ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت».


5- المرأة كالقلب للإنسان:
حين ننظر لأهمية المرأة في حياة الإنسان أو في حياة الأسرة بأكملها، نجد أن المرأة تشبه في مهمتها ووظائفها مهمة القلب بالنسبة للإنسان، فإذا كان القلب هو المتحكم الرئيسي في حياة الإنسان وهو مصدر الحياة، فإنْ توقف القلب عن بث نبضاته إلى الجسم وتغذيته بالدم، فإنّ الجسم يموت وتقف حياته إلى هذا الحد.
ومن هنا فإن المرأة بالنسبة للأسرة كالقلب النابض وشريان الحياة الذي يبث المشاعر الصادقة والسعادة الغامرة، وبالتالي تعم السعادة البيت بأكمله إنْ صح قلب المرأة، وحسن عملها وتصرفاتها.
أما لو فسد حال الزوجة وقصَّرت في اتّباع شرع الله عز وجل في بيتها، فيترتب على ذلك كراهية ومشاحنات، وتعمُّ البيت التعاسة والمشكلات.


خَيْرُ ما لِلمَرْءِ يُعْطىَ زوْجَةً فيها الصَّلاحْ
تحفظ الودَّ ويلقى منها بشرٌ وانشِراحْ
تملأُ القلب سرورًا تمنحُ النفسَ ارْتِياحْ
ثغرُها يَبْسِمُ دَوْمًا بلسَمٌ يَشفي الجراحْ
تحْفظُ العِشرَةَ عَهْدًا ذاكَ سِرٌّ لا يُباحْ
ثوبُ طهْرٍ وعَفافٍ جَعَلتْ مِنهُ وِشاحْ
إنها بالحُبِّ تُهْدِي بَيتها كلَّ النجاحْ
ينهَلُ الأبْناءُ مِنها كلَّ أسْبابِ الفلاحْ
هيَ لِلتقوى مَعينٌ هَيَ لِلفوْضى سِلاحْ
هِبَةٌ، رَبٌّ هَداها تاجُ دُنيانا المِلاحْ

اللهم أدخل السرور على كل بيت من بيوت المسلمين، وأصلح حال زوجاتنا وذرياتنا.


مميزات الزوجة الصالحة (http://islamstory.com/ar/%D9%85%D9%85%D9%8A%D8%B2%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%88%D8%AC%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%A9)

لينا
17-08-2012, 03:20 AM
جزاكم الله خيرا على هذه الوصايا الثمينة التي اذا وعتها كل امراة تناثرت السعادة على حياتها الزوجية كاللؤلؤ
نسال الله ان يرزق شباب المسلمين زوجات صالحات
تقر عينهم بيهن وتقرعينهن بهم
ولنا في رسول الله الاسوة الحسنة