المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حوافز الاستمرار بعد رمضان


ماضون على خطاك
10-10-2012, 06:59 AM
ليس المطلوب أن تكون بعد رمضان تمامًا كما كنت في رمضان، فهذا من المحال .. http://www.manhag.net/main/images/RevMini.gif
لكن المطلوب حقًا والمقصود بالاستمرار بعد رمضان:

1) الهجران .. أن تهجر كل حرام كنت مواظبًا عليه قبل رمضان من قول أو فعل.
2) الزيادة .. أن تكون بعد رمضان خيرًا مما كنت قبله، فإذا كنت في مستوى طاعتك زائدًا عما كنت عليه قبل رمضان فأنت ولاشك على الطريق الصحيح.
3) المواظبة .. أن تواظب على قراءة القرآن لا أن تكون علاقتك به شهرًا واحدًا في العام، وتواصل صيامك ليكون ثلاثة أيام من كل شهر أو كل اثنين وخميس من كل أسبوع، وتعتاد استنشاق نسيم السحر بانتظام خاصة حين يضيق صدرك بالهواء الملوث الذي غشى الناس.
الزم الصالحين .. وحذار من الغافلين .. وفرَّ من العصاة،،

http://www.manhag.net/main/images/RevSep.png

حوافز الاستمرار العشرة

1) اطرق الحديد وهو ساخن ..
أخي .. إنما هو صبر أيام معدودات .. إن ثباتك في شوال وصبرك على الطاعة بعد رمضان يعني اللحاق بقطار المتقين ..
لأن طول فترة التغيير يؤدي إلى دوام التغيير وثباته .. وفرصتك اليوم قد لا تتكرر .. وإلا فأخبرني:
من يضمن لك الحياة إلى اللحظة التالية؟!

فالآن الآن يا أخي .. وإلا فإنما تقامر بعمرك!!

وصيــة ذهبيـــة::

أعظم المنافسة وأنفعها أن ينافس الإنسان نفسه، نفسه التي عرفها في رمضان، فلا يكون في غده إلا أفضل من يومه، ولا يكون في يومه إلا أفضل من أمسه .. تتنافس أيامه مع بعضها، وتتبارى ساعاته كل ساعة مع أختها.
http://www.manhag.net/main/images/RevSep.png
2) فهم رسالة رمضان ..
يتعامل كثير من الناس مع رمضان خارج إطار الزمن؛ فلا يصلونه بإخوانه من شهور العام، ولا يرون أنه حلقة في سلسلة الزمان المبارك، فينظرون إليه على أنه مجرَّد فرصةٌ لاكتناز الثواب والعبِّ من الحسنات، ويا ليتهم مع هذا يجتهدون في الحفاظ على ما اكتسبوه منه، بل يسمحون للشياطين أن تسرق إيمانهم وتسطو على حسناتهم، فيرجعون بالإفلاس آخر العام بعد أن كانوا أغنى الأغنياء أوله، ذلك أنهم ظنوا أن مهمة الشهر قد انتهت بانتهائه، وهي بالكاد بدأت!!
خرج المسكين من هذه الأيام المباركة مثل ما دخل .. سافر ليتجر فرجع بخفي حنين .. دخل موسم الهداية بمعاصيه وخرج بمعاصيه .. زاره رمضان آكلاً للربا والرشوى، ورحل عنه كما هو .. نزل بها الشهر فارتدت حجابها مع كل تراويح، ثم غادرها لتنزعه وكأنها خرجت من حبس انفرادي مكثت فيه 30 يومًا!!
عاد السارق إلى جريمته .. والنائم عن الصلاة إلى غفلته .. وعاق والديه وظالم رعيته إلى سابق عهديهما.
يا من عدت بعد مضي الشهر إلى سالف العصيان والغدر:

كيف تعود إلى سيئات طهَّرك الله منها ؟!!

أيعتقك الله من النار فتعود إليها تقتحمها ؟!

أتستبدل بالقرب بعدًا وبالحب بغضًا ؟!!

ويحك!! ... أزُهدًا في الجنة أم رغبةً في النار؟!

وصيــة ذهبيـــة::

لا تعامل ربك معاملة التجار .. فتنشط في مواسم الأرباح فحسب!!

http://www.manhag.net/main/images/RevSep.png

3) موسم اكتشاف المرض ..
أخي القادم عبر رمضان ..

لقد كان رمضان شمعة أضاءت لك ظلمات نفسك فأرتك إياها على حقيقتها، وعرَّفتك عيوبك ونقاط ضعفك ..
فلا تبتئس مهما كثرت انتكاساتك وكثرت محاولاتك ..

فحقيقة التوبة هي: الندم على ما سلف منه في الماضي، والإقلاع عنه في الحال، والعزم على أن لا يعاوده في المستقبل.
وقد قطعت ثلثي المسافة في رمضان حين ندمت على الذنب وأقلعت عنه، والمنتظر منك أن تقطع الثلث الأخير في شوال فتعزم على عدم العود إلى سابق العهد المرير، وتفوِّت الفرصة على شيطانك الذي يكيدك لترجع من حيث بدأت، وتهدم ما شيَّدت وبنيت.
فإذا كنت من الأفذاذ وقطعت الثلث الباقي، استقامت بذلك توبتك .. وحُقَّ لنا أن نبشِّرك عندها بما يُبدي نواجذك فرحًا وطربًا، وهو قول أبي سليمان الداراني حين سئل: أيرجعون عنه بعد ما وصلوا، فقال: "ما رجع من وصل، ولو وصلوا ما رجعوا"
بل وأزيدك فأقول: حتى لو رجعت إلى عصيانك، وتحكَّم فيه شيطانك حتى شكوت صارخًا: تعبت وما استطعت، حاولت وفشلت .. فلا عليك؛ لأنك تكون قد عرفت الملجأ والملاذ، وجرَّبت الدواء وعرفت الشفاء، ولنقولن لك عندها ما قاله نبينا عن ربنا مبشِّرًا إيانا وإياك: "إن الله لا يملُّ حتى تملوا" [صحيح الجامع (1859)]
وصيــة ذهبيـــة::

قد لا يشعر مطرود بالطرد، لأنه لا يجد ألم السوط إلا من له حس.

http://www.manhag.net/main/images/RevSep.png

4) أجدى في الشفاء ..
كان عمل النبي http://www.manhag.net/main/images/oqezgm.jpg.gif ديمة، وأحب الأعمال إليه ما دوووِم عليه وإن قلَّ، ولهذا شرع صيام ست من شوال، وكوفئ العبد عليها بأن كانت في الثواب كصيام الدهر كله .. قال رسول الله http://www.manhag.net/main/images/oqezgm.jpg.gif "من صام رمضان ثم أتبعه ستًا من شوال، كان كصيام الدهر" [صحيح مسلم]
قال العلماء: وإنما كان ذلك كصيام الدهر؛ لأن الحسنة بعشر أمثالها، فرمضان بعشرة أشهر، والستة بشهرين، والسر من وراء هذا الثواب العظيم أفشاه الإمام المناوي حين قال: "خصَّ شوال لأنه زمن يستدعي الرغبة فيه إلى الطعام لوقوعه عقب الصوم، فالصوم حينئذ أشق، فثوابه أكثر"
ولا يلزم في صيام أيام الست أن يكون متتاليًا ولا أن يعقب يوم عيد الفطر مباشرة، بل يمكن صيامها بعده متتابعات أو متفرقات .. ولكن الأفضل أن تصام متتالية كما قال الإمام النووي.
ستُّ الكمال

وهذه نوايا أربع إذا استشعرها قلبك كانت أيامك التي صمت من شوال غير ستة غيرك في الفضل والثواب:
أ) جبر كسر الفريضة .. قال رسول الله http://www.manhag.net/main/images/oqezgm.jpg.gif "إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله الصلاة، فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر، وإن انتقص من فريضته شيء، قال الرب عزَّ وجلَّ: انظروا هل لعبدي من تطوع، فيكمل بها ما انتقص من الفريضة، ثم يكون سائر عمله على ذلك" [صحيح الجامع (2020)]
فالست من شوال تقوم مقام النافلة في جبر كسر الفريضة .. فكل ما خدش صيامك الرمضاني من حرام تجبره ست من شوال ..
ومن منا صيامه غير مخدوش؟!

فهي كصلاة السنن تُكمِل بها ما حصل في الفرض من خلل ونقص.

ب) شكر نعمة رمضان .. فشكر نعمة التوفيق لصيام رمضان يكون بالمزيد من الصيام، وهو ما يكون بهذه الأيام الست.
ج) خطِّط لخاتمتك .. ولك أن تنوي بمداومة صومك بعد رمضان أنك تخطِّط للموت صائمًا، فمن عاش على شيء مات عليه ..
عن ابن عباس قال: كنا مع النبي http://www.manhag.net/main/images/oqezgm.jpg.gif في سفر فرأى رجلاً قد سقط من بعيره، فوقص فمات وهو مُحْرِّم، فقال رسول الله http://www.manhag.net/main/images/oqezgm.jpg.gif "اغسلوه بماء وسدر، وكفِّنوه في ثوبيه ولا تُخمِّروا رأسه، فإنه يُبعَث يوم القيامة يُهِّل أو يُلبي" [رواه الترمذي وصححه الألباني]
د) نشِّط صيــــامك .. فإذا جعلت من نوايا صومك أن صيام ست من شوال هو بمثابة جرعة تنشيطية لازمة لإطالة أثر الصيام الرائع، كان عملك أعظم أجرًا وصومك أعمق أثرًا .. وكما يأخذ الطفل التطعيم ضد مرض من الأمراض، فكذلك هذه الجرعة الصيامية تجعل الصوم أقوى مفعولاً في تطهير القلب وإحداث التقوى.
http://www.manhag.net/main/images/RevSep.png
5) قبول رمضان متوقف على ما بعده ..
مَنْ عمل طاعة من الطاعات وفرغ منها فعلامة قبولها أن يصلها بغيرها، وعلامة ردِّها أن يُتبِعها بمعصية .. فإن فتح الله لك أبواب الطاعات بعد رمضان فهذه علامة القبول ونيل رضا رب العباد، وعلامة أن الله قبل كل مجهود بذلته في رمضان، وإلا كان عملك مردودًا وسعيك خائبًا.
فقيِّم نفسك اليوم، واعرف نتيجة سعيك الرمضاني بحسب حالك بعده ..

كن عاقلاً

قال تعالى {وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا ..} [النحل: 92]

فمثل من ينقض العهد مثل امرأة حمقاء ضعيفة العزم والرأي، تفتل غزلها ثم تنقضه، وهو تشبيه يفيض بالتحقير والترذيل والتعجب، ويشوِّه الأمر في النفوس ويقبِّحه إلى القلوب، وهو مراد الله في هذه الآية، ليردع عباده عن هدم ما بنوه وإلا ضاعت أعمارهم في مالا فائدة فيه!
أخي ..

إذا ذكرت ظمأ هواجرك .. وتعبك .. وكظم غيظك ..

وترتيل آياتك آناء الليل وأطراف النهار طوال شهر كامل، فلا بد أنه سيشقُّ عليك أن تبدِّده، فأنت أعقل من أن تسكب اللبن على التراب، أو تنثر الجواهر في أكوام الطين!!
وصيــة ذهبيـــة::

جرعة حياء: ما آثر عليك أي شيء، وأنت تؤثر عليه كل شيء!!

http://www.manhag.net/main/images/RevSep.png

6) بلوغ شط الاستقامة ...
وهي وصية الله تعالى لأول المستقيمين http://www.manhag.net/main/images/oqezgm.jpg.gif حين قال له: {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ ..} [هود: 112]
وعلَّم النبي http://www.manhag.net/main/images/oqezgm.jpg.gif علي بن أبي طالب http://www.manhag.net/main/images/Rady%20copy.png أن يقول: "قُل: اللهم اهدنى وَسَدِّدني، واذكر بالُهدى هدايتك الطريق والسَّداد سداد السَّهم" [صحيح مسلم]
لا تتثعلب!

وحين يصل العبد الرباني إلى شط الاستقامة يعلم أن الله قد استجاب دعاءه الذي ردده سبعة عشرة مرة في اليوم والليلة وفي أشرف المواضع: صلاته، حين قرأ في فاتحة الكتاب: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} [الفاتحة: 6]
أما تكرار هذا الدعاء باللسان بلا استقامة أحوال وأفعال فهو كوعد المنافق .. لسان حلو وعمل مُر!

قال عمر بن الخطاب وهو يعرِّف معنى الاستقامة ويحدِّد شروطها:

"أن تستقيم على أمر الله ولا تروغ روغان الثعالب"

وصيــة ذهبيـــة::

احذر شماتة الشيطان فيك!!

http://www.manhag.net/main/images/RevSep.png

7) كنز محبة الله ..
من حوافز استمرارك على الطاعة بعد رمضان ظفرك بكنز محبة الله، فإن المداومة على العمل الصالح من أعظم أسباب نيل محبة الله كما في الحديث: "وما يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه" [صحيح البخاري]
وإذا استمر العبد على الطاعة في شوال أحبه الله، وثمرات محبة الله لك لا تُحصى ..

فهل يحرم الله عبدًا أحبه من شيء؟!

http://www.manhag.net/main/images/RevSep.png

8) إغاظة الشيطان ..
ما رأيكم في ملاكم كسب جولة وخسر أحد عشر جولة؟! أيكون قد فاز بالبطولة؟!

ما تقولون في طالب علم درس مادة واحدة من بين اثني عشر مادة؟! أيجتاز الإمتحان؟!

هذا حال غير المستقيمين بعد رمضان، أترضاه لنفسك أو لأي ممن تحب؟!

وكأني بالشيطان يهتف آخر ليلة من ليالي رمضان:

لا بأس أن تخرجوا من سلطاني شهرًا في العام ما دمتم ترجعون إليَّ في النهاية !

لست قلقًا من ثورتكم ما دامت ستخمد .. لست خائفًا من نور عما قليل ينطفئ .. من همة فائرة لأنها يومًا تموت!!

أيها المتراجعون الهاربون ..

يا من لا يثبتون على العهد وينكثون .. غفر الله لكم ..

أدخلتم السرور على قلب عدوكم، وملأتم بالحسرة قلب نبيكم http://www.manhag.net/main/images/oqezgm.jpg.gif!!

هنيئًا لكم .. الصفقة الخاسرة!!

http://www.manhag.net/main/images/RevSep.png

9) موسم الاكتشافات ..
في رمضان تتعرَّف على قدراتك وما حباك الله به، وبعد رمضان عليك أن تبني على هذه المعرفة وتنمي هذه الإمكانات .. ولذا كان شوال شهرًا حاسمًا في اقتناص الفرصة واغتنامها قبل أن تنسى في زحام الأحداث ما ظفرت به من إدراك قواك.
وصيــة ذهبيـــة::

إذا وفقك لطاعة فأبشر: أول الغيث قطرٌ ثم ينسكب.

http://www.manhag.net/main/images/RevSep.png

10) الدعــــــاء ..
ما أحوجك إلى الدعاء بكل ذرة من كيانك أن يرزقك الله الثبات، والدعاء المأثور الذي تلهج به كلما خفت التراجع والسقوط:
يا مقلب القلوب ثبِّت قلبي على دينك.

وصيــة ذهبيـــة::

لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد، واعلم أنه إذا مضى شوال وقد فشلت فيه في تنفيذ ما خططت له، فالنهوض بعده أصعب وأشق.
http://www.manhag.net/main/images/RevSep.png
http://www.manhag.net/main/images/27_ContinueRamadan.jpg
المصادر:
كتاب (ثورة ال90 يومًا) للدكتور خالد أبو شادي. (http://bit.ly/90DaysBook)