المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أهم الأخطاء الشائعة اليوم في اللغة العربية


shamroukh
03-08-2009, 04:23 AM
أهم الأخطاء الشائعة اليوم في اللغة العربية
(1)

سوّغ أم برّر



يستخدم الناس اليوم كلمة برّر العمل أو الشيء أي أوجد ما يجيزه ، ولكن هذا الاستخدام لكلمة برّر لا نجده في معاجم اللغة ، مع شدّة انتشار هذا التعبير لدى معظم الكتاب والصحافة ووسائل الإعلام .

وأصل هذه الكلمة البِرُّ : الصدقُ والطاعة كالتبرُّر . وقد وردت هذه الكلمة بهذا المعنى في كتاب الله وفي الأحاديث الشريفة . والبرُّ ضد العقوق :

( لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ... ) [ آل عمران :92]

( لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ ... ) [ البقرة :177]

ويقال : رجلٌ بَرٌّ من قوم أبرار .

ويقال لقد تبرَّرْتَ في أمرنا ، أي تَحَرَّجْتَ

ويقال : بَرَرْتُ والدي أبِرُّه ، أَمّا وأبَرَّه : فَتعني غلبه ، والمُبِرُّ : الغالب

والمبرّر من الضأن : الذي في ضرعها لُمَعَ .

ومعاني البِرُّ والبَرُّ ومشتقاتها واسعة وكثيرة ، إلا أنه لا يوجد : بَرَّر العمل أي بيّن أسباب جوازه .

ولكن يستخدم فعل : سوّغ بدلاً من برّر . ففي لسان العرب : وأنا سوَّغته له أي جوّزنه له . وساغ له ما فعل أي جاز له ذلك . وشراب سائغ أي عذب . والأصل : ساغ الشراب في الحلق يسوغُ سوغاً .

*** ***

(2)

مُتَوَفِّر ومُتَوافِر

يغلب بين الناس وفي الصحافـة ولدى الكُتّاب استخدام كلمة متوَفّر بمعنى كثير وموجود . وهذا الاستعمال خطأ والصواب متوافر .

وأصل الكلمة : الوَفْرُ : الغِنى ، ومن المال : الكثير ، وجمعه الوُفُور . ويقال : وفَر المال والنبات والشيء بنفسه وَفْراً ووُفوراً وَفِرَةً [ لسان العرب ] .

وكذلك : تَوَفّر عليه : رعى حُرُماته . ووفّر عليه حقَّه توفيراً .

والقوم متوافرون : أي كُثْر .

نخلص من ذلك إلى أنّ :

توفَّر على الشيء أو الأمر : رعاه واهتمّ به .

توافَر الشيء : وُجِد وكَثُر .

فالقول مثلاً : توفّر لديه مال كثير ، فهذا خطأ ، والصواب أن يُقال :

" توافر لديه مالٌ كثير "

أو " توافر لديه الوقت ليعمل كذا وكذا "

أو توافرت لديه الكتب التي يحتاج إِليها "

*** ***

(3)

سواء عليهم أأنذرتَهم أم لم تنذرهم

لكلمة سـواء معانٍ متعددة : تأتي بمعنى مستوٍ ،وتأتي بمعنى الوسط وتأتي بمعنى التام :

فيقول : مكانٌ سِوى ، ففي هذه الحالة تُقصر مع الكسر أو الضم لتصُبح سُوى .

( ... فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِداً لا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلا أَنْتَ مَكَاناً سُوَىً ) [طه :58]

ونقول (... فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ ... ( [ الصافات :55] ، أي في وسطها .

ويُخبَر بـ ( سواء ) عن الواحد فما فوقه بمعنى مستوٍ :

( لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ )

[ آل عمران :113]

( سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ)

[ الرعد :10]

( ... سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ ... ) [ الجاثية :21]

والتي نريد أن نبيِّنَها هنا والتي قد يقع الخطأ في استعمالها كلمة : " سواء للتسوية " ، والتي تأتي بعدها همزة المصدريـة للتسوية ، مثل قوله سبحانه وتعالى :

( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ ) [ البقرة :6]

فالهمزة في أ أنذرتهم مصدرية وما بعدها يؤول بمصدر ، أي : إنذارك لهم أم عدم إنذارك لهم سواء .

فتكون " سواء " خبراً مقدماً ، ويكون المصدر المؤول : " إنذارك " هو المبتدأ ، ويجب أن تأتي " أم " في هذه الحالة ، وتعربُ " أم " حرف عطف معادل لهمزة التسوية .

والخطأ الذي يقع فيه بعضهم أنهم يضعون : "أو " بدلاً من " أم " وهذا لا يصح ، ويتركون همزة المصدرية والتسوية .

*** ***

(4)

اعتاد الشيءَ وتعوّده

واعتاد عليه وتعوّد عليه

كثير من الناس يقولون تعوّد على الشيء واعتاد عليه . وهذا خطأ . ففعل اعتاد وتعوّد لا تتعدّى بحرف الجرّ على ، وإنما تأخذ مفعولاً به مباشرة .

فتقول : اعتاد النومَ مبكراً وتعوّد النوم مبكراً وهذا هو الصواب .

وتقول : تعوَّده ، وعاوده معاودةً وعِواداً .

واعتاده وأعاده واستعاده : جعله من عادته .

عوّده إياه : جعله يعتاده .

والمعاوِد : المواظب .

واستعاده : سأله أن يفعله ثانياً ، وأن يعود .

*** ***

(5)

كلّ ، وبعض ، وغير

ويقال : كلٌّ وبعـضٌ معرفتان ، لم يجئ عن العرب أيٌّ منهما بالألف واللام . أي أن أداة التعريف لا تدخل عليها .

ولكن يرى بعضهم أنه جائز لأن فيهما معنى الإضافة .

والكلُّ : اسم يجمـع الأجزاء ، ويقال : كُلُّهم منطلق ، وكُلُّهنْ منطلقة ومنطلق ، فالذكر والأنثى في ذلك سواء . ويقال : العالِم كلُّ العالِم : يريد بذلك التناهي وأنه قد بلغ الغاية .

( وكلٌّ أَتوه داخرين ) [ النمل :87]

( وكلٌّ له قانتون ) [الروم :26]

فمحمول على المعنى دون اللفظ .

( وكُلُّهم آتيه يوم القيامة فردا ) [ مريم :95]

فجاء بلفظ الجماعة (كلهم) ، فاستغنى عن ذكر الجماعة في الخبر (فردا) .

ولذلك نقول : كلٌّ حضر ، وكُلٌّ حضروا ، مرة على اللفظ ومرة على المعنى .

" وسجد الملائكة كلهم أجمعون " : أكّد الجمع بكلمة كُلهم ، ثم بكلمة " أجمعون" ! لتدل على أنهم سجدوا في وقت واحد .

وبعض كل شيء : طائفة منه ، والجمع : أبعاض . ولا تدخله اللام :

( وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعاً )

[ الكهف :99]

( قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعاً بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ....) [ طه :123]

وآيات أخرى كثيرة في كتاب الله لا تجد اللام تدخل على بعض .

وغير بمعنى سوى لا تدخلها اللام ، ويقع بعضهم في هذا الخطأ فيقول : الغير . وهذا خطأ .

( غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ ... ) . ولا تتعرّفُ " غيرُ " بالإضافـة لشدَّة إِبهامها ، وإذا وقعت بين ضدين كما في الآية (غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ ...) زال الإبهام .

وإذا كانت للاستثناء أُعربت إعرابَ الاسم التالي لـ إلا في ذلك الكلام ، فتُنصَب في : جاء القوم غيرَ زيدٍ ، ويجوز الرفع والنصب في : ما جاء أحدٌ غيرُ زيدٍ ، وغيرَ زيد .

أما والغِيَرُ : غِيَرُ الدهر وأحداثه .

*** ***

(6)

الشباب المسلمون

أم الشبابُ المسلم



للفظة الشباب معنيان :

الشباب بمعنى مرحلة من العمر . كقول أبي العتاهية :

كأنّـك قد هجمـتَ على مشيبـي كما هجـم المشيب على شبابـي([1])



أو قوله :

لـهفـي علـى ورق الشـبـابِ وغصـونـه الخضـر الرطـابِ([2])



أو قول أبي فراس :

زَيْـنُ الشـبـاب أبـو فـراسٍ لـم يُـمـتَّــع بـالـشـبـابِ([3])



أو قول أبي العتاهية أيضاً :

يـا للشبـاب المـرح التصَـابي رَوائـحُ الجنَّـة في الشَّـبـابِ([4])



أما عند قولنا الشباب المسلمون ، فإن كلمة الشباب هنا جمع لكلمة الشاب فنقول :

شاب مسلم وشباب مسلمون .

ولا نقول شباب مسلم فإنه خطأ كما رأيت .



*** ***

(7)

ألماس أم ماس



يقول بعضهم : هذه قطعة من الماس . وهذا خطأ . والصواب : هذه قطعة من الألماس .

فهذا الجوهر هو " ألماس " ! وبالتعريف يكون : الألماس .

ويقول الشاعر :

صُوغي من الألماس والدرّ الحِلى

صوغِي كما شئت الجواهر وانشُدِ([5])




*** ***

(8)

حماسة

أم حماس

أصل الكلمة : حَمِسَ حَمَساً ، حَمِسَ الشرُّ أو الأمر اشتدَّ ، وحَمِسَ الوغى .

واحتمس القِرْنان : تقاتلا ، وحَمِسَ بالشيء : عَلِق به . واحْتَمس الديكان : هاجا .

والحماسَة : المنع والمحاربة والشجاعة .

وتحمَّس الرجل : إذا تعاصى .

ويقال : نجْدَةٌ حَمْساء ، أي شديدة وشجاعة .

ورجُل حَمِسٌ وحميس وأحمس : شجاع .

وتحامس القوم تحامساً وحِماساً : تشادُّوا واقتتلوا .

والأحمس : المتشدد على نفسه في الدين .

والأحمسُ والحَمِسُ والمتَحمِّس : الشديد .

وعام أحمس ، وسنة حَمْساء ، وسنون أحامس : شديدة ، ويمكن أن يُقال : سِنون حُمْسٌ إذا أريد محض النعت ، أما سنون أحامس فقد ذكروا الصفة على إدارة الأعوام .

والحُمسُ : قريش ومن ولدت قريش وكنانة وجَديلة قَيْسٍ . وسُمّوا حُمْساً لأنهم تحمسوا في دينهم أي تشدَّدوا . وكانت الحُمْس سكان الحرم ، وكانوا لا يخرجون أيام الموسم إلى عرفات ، إنما يقفون بالمزدلفة ويقولون : نحن أهل الله ولا نخرج من الحرم .

ولذلك لا نقول حَماس ، فهذا خطأ ونقول حَماسةٌ . وديوان الحماسة لأبي تمام .

وقد شاعت كلمة حماس بمعنى حماسة وهذا خطأ لا أصل له .

*** ***

(9)

تَسَلَّم أم استلم

كلاهما صحيح ولكنْ لكل منهما معنى خاص واستعمال خاص مغاير للآخر . فعندما تريد أن تقول تلقَّيت رسالةً وأخذتها تقول :

تَسلَّمْتُ الرسالة

ولا يجوز أن تقول استلمت الرسالة فهذا خطأ . فاستلم تستعمل لاستلام الحجر الأسود في الكعبة . فنقول :

استلمتُ الحجر الأسود في الكعبة : أي قبّلتُه واعتنقته أو لمسته ، ويقال تَسلَّم منه أي تبرّأَ منه .

وتَسلَّم الشيء منه : أي قبضه



*** ***

(10)

تميّز منه

أم تميَّز عنه

وأصل الكلمة : المَيْز وهو التمييز بين الأشياء . فنقول مِزْتُ بعضه من بعض ، فأنا أميزُه مَيْزاً ، وكذلك ميَّزْته تمييزاً .

وفي كتاب الله :

( لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ ... ) [ الأنفال :37]

والفعل : ماز يميزُ ، وميَّزَ يُمَيِّزُ .

وتميّزَ القوم : صاروا في ناحية وانعزلوا عن غيرهم .

وفي كتاب الله :

( وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ ) [ يس :59]

أي تميّزوا وانفردوا عن المؤمنين

نقول تميّزَ منه وليس عَنه .

*** ***







(11)

جاء وحده

أم جاء لوحده

خطأ يقع فيه الكثيرون حين يقولون جاء لوحده . فحرف الجر اللام لا يدخل على كلمة " وحده " . فالصواب أن تقول :

جاء وَحْدَه



*** ***

(12)

قابلته مصادفة

أم قابلته صدفة

الأصل : صَدَف عنه يصدفُ صَدْفاً وصدوفاً ، أي عدل ومال . وأصدفه عنه : مال به ، وصدفَ عنّي : أعرض عني .

وفي كتاب الله :

( ... سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ )

[الأنعام :157]

فمعنى يصدفون في الآية : يَعْرِضون .

والصَّدوف من النساء التي تعرض عن زوجها . والصَّدَفُ: كلُّ شيء مرتفع كالهدف والحائط والجبل . والصَّدَفُ والصَّدَفة : الجانب والناحية .

والصُدْفان : ناحيتا الشعب أو الوادي . ويقال لجانبي الجبل إذا تجاذبا صُدُفان أو صَدَفان لتصادفهما أي لتلاقيهما وفي كتاب الله :

( .... حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ ) [ الكهف :96]

ومن هذا يُقال : صَادفْت فلاناً إذا لاقيته ووجدته . ولا نقول صَدَفتُ فلاناً . إذن نقول :

صادفته مُصَادَفَةً ، ومصادفة مصدر ميمي من صادف .

ولا نقول : صادفته صُدْفة ، ولا نقول : صَدَفْتُه .

*** ***

(13)

تقويم

أم تقييم

الفعل : قوّم . ولها معنيان :

قوّم السلعة : قدّر قيمتها .

وقوّمته : أي عدلته فهو قويم ومستقيم .

والقيّوم : الذي لا نِدَّ له .

ومصدر قوّم في جميع الحالات : تقويم ، فلا يوجد تقييم . فنقول :

قوّم السلعة تقويماً

وقوّم الأمر أي عدله تقويماً

فكلمة تقييم خطأ لا يجوز استعماله .



*** ***

(14)

استبدل



يخطئ كثير من الناس في استعمال " استبدل " ، فيقولون : " استبدل الشرَّ بالخير " وهذا يعني أنه ترك الخير وأخذ الشرّ . فالباء تأتي مع المتروك .

وفي كتاب الله :

( ... أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ ...) [ البقرة :61]

ولذلك نقول :

استبدل الخيرَ بالشرّ ..

أي ترك الشرّ وأخذ الخير .

وهذا الخطأ شائع جداً

وكذلك : اشترى

أما شرَى بمعنى باع ، كما في قوله سبحانه وتعالى :

( فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ ... ) [ النساء :74]

أي الذين يبيعون الحياة الدنيا ، ويأخذون عوضاً عنها الآخرة .

فالأمر مختلف بين استعمال استبدل ، وشرى .



*** ***

(15)

أحناء وحنايا



يخطئ كثيرون فيقولون ملأ الحب حناياه . وهذا خطأ . لأن حنايا جمعَ حِنيَّة ، وهي القوس . والصواب : ملأ الحبّ أحناءَه . لأن الأحناء جمع حِنْو : بفتح الحاء وكسرها ، وهي الضلع ، وكل ما فيه اعوجاج من البدن .

وجمع حَِنو : أحناء وحِنيٌّ وحُنيٌّ .

*** ***

(16)

همزة الوصل وهمزة القطع

يقع الكثيرون في أخطاء متعددة عند استعمال الهمزة في أول الكلمة فيجعلونها همزة قطع أحياناً خطأ حين يجب أن تكون همزة وصل . ونرى هذا الخطأ على بعض لوحات الأماكن التجارية وفي كتابات بعضهم وفي الصحف .

لذلك نريد أن ننبّه لبعض قواعد الهمزة في ابتداء الكلمة .

فِعلُ الأمر الثلاثي مثل : اكتب ، العب ، هي همزة وصل ولكن تلفظ عند الابتداء بها همزة قطع ولا تكتب الهمزة . ولتعرف الصواب أدخل حرف الواو أو الفاء على الكلمة وانظر كيف تصبح الكلمة . فنقول : واكتب . فالهمزة هنا همزة وصل كتابةً ولفظاً .

أما الهمزة في أول الفعل الرباعي وفي مصدره فهي همزة قطع في جميع الحالات : فنقول : أَنْزَلَ ، وأَنزلَ ، فأنزلَ ، إِنزال .. وهكذا .

أما الهمزة في أول الفعل الخماسي والسداسي فهي همزة وصل في الفعل وفي مصدره فالخماسي : اعتاد ، اعتياداً . فإذا بُدئ بالهمزة تلفظ همزة قطع ولا تكتب فتلفظ إِعتاد وتكتب اعتاد .

والسداسي ، استقدم ، استقدام ، واستقدم . إلا أنها تلفظ همزة قطع إذا ابتدأ اللفظ بها دون أن تكتب . فتلفظ : إستقدم لفظاً وتكتب استقدم .



*** ***

(17)

زاد على

أم زاد عن

والصواب " زاد على " ، " فعلى " حرف الجر الذي يأتي مع " زاد " ومشتقاتها .

فالزَّيد : الزيادة والنمو ، وكذلك الزُّوادة .

زاد الشيء : يَزيد زَيداً وزِيداً وزيادةً وزياداً ومزيداً ومَزَاداً وهم زَيدٌ على مئة .

وقال الأصبع العدواني :

وأنتـم معشَـرٌ زَيْـدٌ على مئـةٍ فأجمعـوا أمركم طُـرّاً فكيدونـي

وإذا أُعطي رجلٌ شيئاً فطلب زيادةً على ما أُعْطٍيَ ، قيل : قد استزاده .

والخطأ الذي يقع فيه بعضهم أن يقولوا : يزيد عن مئة ، فيستعمل حرف الجرّ عن بدلاً من على ، وهذا لا يصح ، فالصواب :

" يزيد على "

*** ***

(18)

على الرَّغم من أنفه

أم بالرغم من أنفه

الصواب هو : " على الرَّغم من أنفه " ، وليس " بالرغم من أنفه "

و الرَّغم : الذل ، والقسر ، والتراب .

والرَّغم : الذِّلة .

والرَّغمُ والرِّغم والرُّغم : الكَرْه ، ومثله : المرغَمة .

ورَغَمَ ورَغُمَ : يَرْغَمُ ويَرْغُم .

وفي الحديث الشريف : رَغِمَ أنْفُهُ (ثلاثاً ) ، قيل : من يا رسول الله ؟ قال : من أدرك أبويه أو أحدهما ولم يدخل الجنّة .

ويقال : أرغَمَ الله أَنفه ، أي ألزقه بالرَّغام وهو التراب .

وقال ابن سيده : الرَّغامُ والرُّغام ما يسيل من الأنف وهو المخاط .

وقال أبو العباس أحمد بن يحيى : من قال الرُّغام فيما يسيل من الأنف فقد صحّف .

والمُراغَم : السَّعَة والمضطرب ، وقيل المذهب والمهرب في الأرض .

( وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَماً كَثِيراً وَسَعَةً ... )

[النساء :100]

*** ***

(19)

قَلَمُ الطالب وكتابه

أم قلم وكتاب الطالب

الأصـوب : قلمُ الطالب وكتابه ، حتى لا يكون هناك مضافان إلى مضافٍ إليه واحد .

وكثيرون يقولون : قلمُ وكتابُ الطالب ، وهذا تعبير غير سليم ، حيث فُصِل بين المضاف "قلمُ " والمضاف إليه " الطالب " بمضاف آخر وهو كتاب .



*** ***

(20)

حيثَ إِنّ

أم حيثُ أَنّ

يخطئ بعضهم حين يقول " حيث أَنّ " ، فيفتح همزة إِنّ . والصواب أن يُقال : حيث |إِنّ بكسر الهمزة ، وذلك لأن الجملة بعد حيث جملة ابتدائية ، فإن كانت جملة اسمية فتعرب الكلمة الأولى مبتدأً .

فنقول : حيثُ الولدُ نائِمٌ . فالولد مبتدأ ، ونائم خبر .

وحيث إنَّ الولدَ نائم .

وكذلـك ، " فإنّ " تكسـر همزتها أول الكلام ، وتكسر في جملة مقولة القول ، كقولك :

قال إنّه سيذهب .

وكذلك : إِنّ الطالب جادٌّ .

*** ***

(21)

علمتُ أَنْ سيعودُ إِلينا

أم علمتُ أنْ سيعودَ إلينا

يخطئ بعضهم حين يقول : علمَ أن سيعودَ ، فيعتبر أن ناصبة للفعل المضارع ، وهذا خطأ . " فأنْ " هنا ليست ناصبة للفعل فأن الناصبة لا يجوز أن يفصل بينها وبين الفعل المضارع : حرف السين ، أو سـوف ، أو قـد ، أو ما ، أو لو ، فإذا فَصَلـت هذه الحـروف بين " أَنْ " والفعل المضارع ، كانت أَنْ هي المخفّفة من أنَّهُ ، أو أنَّك .

ففي قوله سبحانه وتعالى :

( ... عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَأُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ ... ) [ المزمل :20 ]

فهنا المعنى : علم أنكم لن تحصوه ، وعلم أنه سيكون منكم ...

وكذلك قوله سبحانه وتعالى :

( أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ) [ النجم :28]

أي أَنّه لا تزر وازرةٌ وزْر أُخرى .

فأنْ الناصبة للفعل المضـارع لا يفصلها عن الفعل تلك الحروف ، ولا تُدْغَم بلا . فـ " ألّا تزرُ " تعني : أنَّه لا تزر ، أدُغمت بلا لأنها المخفَّفة من أَنّه .

وكذلك قول جرير :

زَعَم الفـرزدق أن سَيَقْتُل مِرْبعـاً أَبْشِـرْ بطـول سلامَـةٍ يا مِرْبَـعُ



فهنا تعني كلمة : أن سيقتُلُ أنه سَيْقتلُ .



*** ***

(22)

رأيتُهُ بالأمـسِ

أم رأيته أمس

كلاهما صحيح ، ولكنْ لكل منهما معنى مغاير للآخر . فمعنى رأيتُه بالأمسِ ، تعني أيَّ يوم قبل الذي أنتَ فيه ، وليس اليوم الذي قبله فقط .

وذلك في قوله سبحانه وتعالى :

( وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ ... ) [ القصص :82]

وأما كلمة " أمسِ " المبنيّة على الكسر فإِنها تعني اليوم قبل اليوم الذي أنت فيه فقط . فتقول : لقيتُه أمْسِ في المدرسة

وتقول : ما رأيتُـه مُذْ أوَّلَ مِنْ أَمسِ ، أي قبل يومين من اليوم الذي أنت فيه .

وتقول : " ما رأيته مذ أوّلَ من أوّل من أمس " . إذا كان ذلك قبل ثلاثة أيام من يومك الذي أنت فيه .

وانظر في قول البحتري في وصف إيوان كسرى ، يجمع بين أوّل أمس ، وأوّلَ من أمس :

وكـأن اللقـاءَ أَوّلَ مِـنْ أمــ

ـسِ ووشكَ الفـراقِ أَوّلَ أمـسِ


وإذا أريد بـ " أمسِ " يومٌ من الأيام الماضية ، أو دخلته " ألـ " التعريف ، أو أضيف ، أُعْرِبَ بالإجماع .

أما إذا أريد به اليوم الذي قبل الذي أتت فيه ، ففيه أقوال ثلاثة أهمها البناء على الكسر مطلقاً ، والقول الثاني إعرابه إعراب مالا ينصرف في حالة الرفع خاصّةً ، وبناؤه على الكسر في حالتي النصب والجر في لغة جمهور بني تميم ، والقول الثالث إعرابه إعراب مالا يتصرف مطلقاً في لغة بعض بني تميم .

*** ***

(23)

بئر عميقة

أم بئر عميق

يخطئ بعضهم فيقولون بئر عميق ، يذكّرون " بئر " . والصواب بئر عميقة لأن هذه الكلمة مؤنثة .

وفي كتاب الله :

( فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ ) [ الحج :45]

وتجمع كلمة بئر على : آبار ، وأبآر ، وأبؤر ، وآبُر ، وبِئار .

والبآَّر : الذي يحفر البئر .

وابتأَر : حفر .

والفعل : بأَر .

وأَبْأرَ فلاناً :جعل له بئراً .

*** ***

(24)

بائسون أم بؤساء

يخطئ بعضهم فيجمع كلمة بائس على بؤساء . وهذا خطأ ، والصواب : بائسون ، أو بُؤْس : وقال تأبّط شراً :

قد ضقـتُ من حبّها مالا يضيقني حتى عُدِدْتُ من البُؤْسِ المساكيـن



أما " بؤساء " فهي جمع كلمة " بئيس " . ومعنى " بئيس " شجاع .

وتأتي كلمة " بئيس " بمعنى شديد ، كما في قوله سبحانه وتعالى :

( ... وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ )

[ الأعراف :165]

والأصل : البَأْس وتعني : العذاب أو الشدّة في الحرب ، والبأساء : الحرب والمشقة والضرب .

وَبؤُسَ يبؤُسُ بأَساً فهو بَئيس أي شجاع .

بَئِسَ يَبْأسُ بُؤساً وبُؤوساً وبأساً وبؤْسَى وبَئيسى : اشتدت حاجته . فالبؤس : الشدة والفقر ، بئيس ، بائس : فقير .

والبأساء والأبؤس : الداهية

وعذابٌ بِئْسٌ وَبئيس : شديد .

ويُقال : لا بأس عليك ، أي لا خوفَ عليك .

وقال تعالى :

( ... سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ ... ) [ الفتح :16]

وقوله سبحانه وتعالى :

( ... فَلا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ) [ هود:36]

أي لا تحزن ولا تَستِكِنْ .

المُبتَئِس : الكاره والحزين ، والبَؤوس : الظاهر البُؤس .

وبِئسَ : نقيض نِعْمَ : بِئْسَ الرجل زيد ، وبِئْسَت المرأة هند .

والخلاصة أن " بؤساء " جمع " بئيس " بمعنى الشجاع وبائسون أو بُؤس : جمع بائس . ولقد أخطأ حافظ إبراهيم رحمه الله حين ترجم لكتاب فيكتور هيجو : (les mesarables ( بالبؤساء ، والصحيح : البائسون .

*** ***

(25)

دون

أم بدون

شاع بين الناس استعمال كلمة " بدون " بمعنى بغير . فيقولون نريد الطعام بدون ملح .

ولم يُجز أحد إدخال حرف الجرّ الباء على دون ، إلا سيبويه

فتقول : نريد الطعام دون ملح .

*** ***

(26)

حضر الطلابُ جميعهم

أم حضر جميع الطلاب

والأصوب في لغة العرب أن تقول : حضر الطلاب جميعهم ، وليس جميع الطلاب ، ولو أن الأخيرة انتشرت وكثر استعمالها .

أو جاء الطلاب أجمعون .

ذلك لأن كلمة جميع ، وأجمع ، كلمات يؤكد بها للمعرفة ، وكذلك : أجمعون ، وجمعاء ، وجُمَع ، لا تكون إلا تأكيداً تابعاً لما قبله ، ولا يُبْتدأ به ، ولا يُخبَر به .

وأجمعون : جمعُ أجمع ، وأجمع واحد في معنى جَمْع ، وليس له مفرد من لفظه . والمؤنّث جمعاء .

ويقال : جاء القوم بأجمعهم .

*** ***

(27)

حَذِرَه

أم حَذِر منه

يخطئ بعضهم فيقولون : حَذِرَ منه ، ولكن الصواب : حَذِره .

ففعل حَذِرَ لا تأخذ حرف جر ، وإنما تتعدّى إلى المفعول به .

وفي قوله سبحانه وتعالى :

( ... وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ ... ) [ المائدة :49]

ولكن بعضهم يجيز حذر منه .

*** ***

(28)

كلمات تذكّر وتؤنث

سُوق : تذكر وتؤنث ، وكذلك :

طريق : وجمعها طرُقٌ ، وأَطْرُقٌ ، وأطْرِقاء ، وأطرقة ، وجمع الجمع : جج : طُرُقات .

السبيل : الطريق ، وما وضح منه . وجمعها سُبُلٌ ، والسبيلة أيضاً : الطريق .

*** ***

(29)

ساق طويلة

أم ساق طويل

الصواب أن كلمة الساق مؤنثة إذا كانت تعني ذلك الجزء ما بين الركبة إلى الكعب ، فنقول :

ساق طويلة

*** ***

(30)

سائر الطلاب



سائر تعني البقية وليس الجميع .

وهي من الفعل : سَأَرَ يَسْأرُ فهو سَائِر .

وفي الحديث الشريف :

" فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام "

[ أخرجه ابن ماجه عن أنس صحيح الجامع الصغير وزيادته رقم 4210]

*** ***

(31)

شاق يشوق

الشوق والاشتياق : نزاعُ النفس وحركة الهوى . وجمعه : أشواق .

نقول شاقه حبُّها ، أو شوَّقه حبّها ، إذا هيّج الشوق ، وأشاقه ، فهو شائق .

وشاق إليه شوقاً ، وتشوَّق ، واشتاق اشتياقاً .

وقول ابن الأعرابي :

إلـى ظـعُـن للمالكيّـة غـدوةً فيا لَك من مرأَى أشـاقَ وأبعـدا

أي وجده شائقاً بعيداً .

ومن الأخطاء استخدام كلمة : شيّق بدلاً من شائق التي هي الصواب .



*** ***

(32)

حار يحارُ

حارَ يحارُ حَيرةً وحَيْراً وحَيَراً وحَيَرَاناً .

وكذلك : تحيَّر واستحار ، فهو حَيْرانُ وحائر .

والخطأ قول بعضهم : احتار ، فهذا اللفظ ، وهذا الاشتقاق لا نجده في المعاجم ولا في المراجع ولا في لغة العرب .



*** ***

(33)

كلا وكلتا



يخطئ من يقول :

كلا الرجلين حضرا ، أَو كلتا المرأتين حضرتا .

والصواب أن يقول :

كلا الرجلين حضر ، وكلتا المرأتين حضرت .

ذلك لأن كلا وكلتا اسمان مفردان ، وليس مثنيين .

وفي قوله سبحانه وتعالى :

( كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئاً ... ) [ الكهف : 33]

*** ***



--------------------------------------------------------------------------------

(1) من ديوان أبي العتاهية : دار الكتاب العربي ـ ص: 51 .

(1) من ديوان أبي العتاهية : دار الكتاب العربي ـ ص : 68 .

(1) من ديوان أبي فراس : دار بيروت ، ص : 55 .

(1) من ديوان أبي العتاهية ـ دار الكتاب العربي : المقدمة ـ ص : 14 .

(1) من ملحمة الإسلام في الهند للدكتور عدنان بن علي رضا النحوي ـ ص: 180

shamroukh
03-08-2009, 04:26 AM
هذه المقالة بقلم الدكتور عدنان علي رضا النحوي