المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فضائل الصدقة


ابواحمدالبرجى
21-10-2012, 03:14 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القائل (قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خِلالٌ (31)). إبراهيم
والصلاة والسلام على خير البشر الذي قال له ربنا سبحانه وتعالى ....( أَنْفِقْ أُنْفِقْ عَلَيْكَ ) رواه مسلم(1033) وبعد:
ففضل الإنفاق لا يخفى على ذي لب, وخاصة إذا كان خالصًا لله تعالى ورغبة فيما عنده.
والعاقل يستفيد مما أنعم الله به عليه من المال ويستغل فضل الزمان (كرمضان) وفضل المكان (كالبلد الحرام) في التقديم لنفسه من الخير حتى يجده عند الله تعالى امتثالاً لقوله (وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (20)) المزمل
ومن باب النصيحة والتواصي على الخير جمعت في هذه الرسالة بعض الآيات والأحاديث والآثار والفوائد في فضل الصدقة والإنفاق, أهديها إلى كل مسلم ومسلمة علّنَا نهتدي بهدي القرآن والسنة في أقوالنا وأعمالنا,,,
وصلى الله وسلم على من كان أجود بالخير من الريح المرسلة, نبينا وقدوتنا محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين,,,
وآخر دعوانا أَنِ الحمد لله رب العالمين


تعريف الإنفـــــاق اصطلاحًا
الإنفاق إخراج المال الطيب في الطاعات والمباحات .
والنفقة على العيال والأهل : مقدرة بالكفاية وتختلف باختلاف من يجب له النفقة في مقدارها ,
وبهذا قال أبو حنيفة ومالك , وقال القاضي أبو يعلى من الحنابلة : هي مقدرة بمقدار لا يختلف في القلة والكثرة .
وقال ابن علان : النفقة هي سائر المؤن من كسوة ونفقة وسكن على من يعول من زوجة وولد وخادم .
الإنفاق والقرض الحسن:
قال ابن القيم رحمه الله تعالى... في معنى قول الله تعالى:(مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (245)) البقرة. صَدّر سبحانه الآية بألطف أنواع الخطاب, وهو الاستفهام المتضمن معنى الطلب، وهو أبلغ في الطلب من صيغة الأمر. والمعنى :هل أحد يبذل هذا القرض الحسن ، فيجازى عليه أضعافا مضاعفة ؟ ..................................وحيث جاء هذا القرض في القرآن قيده بكونه حسناً, وذلك يجمع أموراً ثلاثة:
أولها : أن يكون من طيب ماله , لا من رديئة وخبيثة .
ثانيها : أن يخرجه طيبة به نفسه , ثابتة عند بذله , ابتغاء مرضاة الله .
ثالثها : أن لا يمن به ولا يؤذي .
فالأول : يتعلق بالمال .
والثاني : يتعلق بالمنفق بينه وبين الله .
والثالث : بينه وبين الآخذ .

آيات في الإنفاق
1. (الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ(3)). البقرة
2. (الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3)).الأنفال
3. (قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خِلالٌ(31)). إبراهيم
4. (لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ (272)).البقرة
5. (لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (92)). ال عمران
6. (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134)). ال عمران
7. (قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (39)).سبأ
8. (مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (261) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنّاً وَلا أَذىً لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (262)) البقرة


الأحاديث الواردة في "الإنفاق"( )
1 – ( عن عائشة رضي الله عنها – قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا أنفقت المرأة من طعام بيتها غير مفسدة كان لها أجرها بما أنفقت , ولزوجها أجره بما كسب , وللخازن مثل ذلك , لا ينقص بعضهم أجر بعض شيئاً " . البخاري ـ الفتح 3 (425)و مسلم (1024)
2 – ( عن عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما – قال : " إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال , وهو على المنبر , وهو يذكر الصدقة والتعفف عن المسألة : " اليد العليا خير من اليد السفلى , واليد العليا المنفقة والسفلى السائلة. البخاري ـ الفتح 3 (1429)و مسلم (1033) واللفظ له
3 – ( عن أبي مسعود البدري – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن المسلم إذا أنفق على أهله نفقة وهو يحتسبها كانت له صدقة " .
البخاري ـ الفتح 7 (4006) ومسلم (1002) واللفظ له
4 – ( عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله قال لي : أنفق أنفق عليك " , وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يمين الله ملأيا , سَحَّاءٌ , ولا يغيضها شيء الليل والنهار( ), أرأيتم ما أنفق مذ خلق السماء والأرض , فإنه لم يغض ما في يمينه " قال : " وعرشه على الماء وبيده الأخرى القبض يرفع ويخفض " .
البخاري ـ الفتح 13 (7419) ومسلم (993) واللفظ له
5 – ( عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " دينار أنفقته في سبيل الله , ودينار أنفقته في رقبة , ودينار تصدقت به على مسكين , ودينار أنفقتـه على أهـــلك , أعظمهما أجـــر الـذي أنفقتـه على أهلك" . مسلم (995 )
6 – ( عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " سبعة يظلهم الله تعالى في ظله يوم لا ظل إلا ظله . إمام عدل , وشاب نشأ في عبادة الله , ورجل قلبه معلق في المساجد و ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه , ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال أني أخاف الله , ورجل تصدق بصدقة , فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه , ورجـل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه " . البخاري ـ الفتح 3 (1442) ومسلم (1031)
7 – ( عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما أعط منفقاًُ خلفاً , ويقول الآخر : اللهم أعط ممسكاً تلفاً .
البخاري ـ الفتح 3 (1442) ومسلم (1010) متفق عليه
8 – ( عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من أنفق زوجين من شيء من الأشياء في سبيل الله دعي من أبواب – يعني الجنة – يا عبد الله هذا خير فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة , ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد , ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة , ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الصيام وباب الريان , فقال أبو بكر : ما على هذا الذي يدعى من تلك الأبواب من ضرورة ؟ وقال : هل يُدعى منها كلها أحد يا رسول الله , قال : " نعم وأرجو أن تكون منهم يا أبا بكر " .
البخاري ـ الفتح 7 (3666)واللفظ له ومسلم (1027)
9 – ( عن خُرَيْمِ بن فاتك – رضي الله عنه – أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من أنفق نفقة في سبيل الله كتبت له بسبعمائة ضعف "
النسائي 6 / 49 وقال الألباني (2 / 671) صحيح وذكره في صحيح الجامع برقم 6110
10 – عن عائشة – رضي الله عنها – أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم : إن أمي افتلتت( ) نفسها وأظنها لو تكلمت تصدقت , فهل لها أجر إن تصدقت عنها ؟ قال : " نعم " .
البخاري ـ الفتح 3 (1388)واللفظ له ومسلم (1004)
11 – ( عن سلمان بن عامر – رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الصدقة على المسكين صدقة , وعلى ذي الرحم اثنتان : صدقة وصلة".
النسائي 5 / 92 وقال الألباني في صحيح النسائي صحيح (2 / 546) حديث 2420 وابن ماجه( 1844)
12 – ( عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال : جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله أي الصدقة أعظم أجراً ؟ قال : " أن تَصَدَّقَ وأنت صحيح شحيح , تخشى الفقر , وتأمل الغني , ولا تُـمـهلِ حتى إذا بلغت الحُلقُوم قلت : لفلان كذا وفلان كذا وقد كان لفلان " .
البخاري ـ الفتح 3 (1419)واللفظ له ومسلم (1032)
13 – عن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في أضحى أو فطر إلى المصلى , ثم أنصرف فوعظ الناس وأمرهم بالصدقة , فقال : " أيها الناس تصدقوا , فمر على النساء فقال : يا معشر النساء تصدقن , فإني رأيتكن أكثر أهل النار " فقلن : وبم ذلك يا رسول الله ؟ قال : " تكثرن اللعن , وتكفرن العشير( ) , ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن يا معشر النساء", ثم انصرف فلما صار إلى منزلة جاءت زينب إمرأة ابن مسعود تستأذن عليه , فقيل : يا رسول الله هذه زينب فقال : " أي الزيانب ؟ "فقيل : امرأة ابن مسعود.قال : نعم.ائذنوا لها" فإُذن لها , قالت : يا نبي الله إنك أمرتَ اليوم بالصدقة , وكان عندي حُلي لي فأردت أن أتصدق بها , فزعم ابن مسعود أنه وولده أحق من تصدقت به عليهم , فقال النبي صلى الله عليه وسلم " صدق ابن مسعود , زوجك وولدك أحق من تصدقت به عليهم " .
البخاري ـ الفتح 3 (1462)واللفظ له ومسلم (1000)
14 –عن أبي موسى الأشعري – رضي الله عنه : قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " على كل مسلم صدقة " , قيل : أرأيت إن لم يجد ؟ قال : " يعتمل بيديه فينفع نفسه ويتصدق " , قال : قيل : أرأيت إن لم يستطيع ؟ , قال : " يعين ذا الحاجة الملهوف " . قال : قيل له : أرأيــــت إن لم يستطع ؟ , قـــــال : " يأمر بالمعروف أو الخــير", قال : أرأيت إن لم يفعل ؟ , قال : "يمسك عن الشر فإنها صدقة " .
البخاري ـ الفتح 10 (6022) ومسلم (1008) واللفظ له
15 – ( عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كل سلامي من الناس عليه صدقة , كل يوم تطلع فيه الشمس" , قال تعدل بين الإثنين صدقة , وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها , أو ترفع له عليها متاعه صدقة , قال : " والكلمة الطيبة صدقة , وكل خطوة تمشيها إلى الصلاة صدقة,وتميط الأذى عن الطريق صدقة " .
البخاري ـ الفتح 6 (2989) ومسلم (1009) واللفظ له
16 – عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما تصدق أحد بصدقة من طيب – ولا يقبل الله إلا الطيب – إلا أخذها الرحمن بيمينه , وإن كانت تمرة , فتربو في كف الرحمن حتى تكون أعظم من الجبل , كما يُربّي أحدكم فلوه أوفصيله" .
البخاري ـ الفتح 3 (1410) ومسلم (1014) واللفظ له
17 – عن ابن عباس – رضي الله عنهما- قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس , وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل , وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن , فإن رسول الهي صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة " .
البخاري ـ الفتح 6 (3220) واللفظ له ومسلم (2308)

  

من أقوال المفسرين
قال القرطبي – رحمه الله تعالى : " النفقة تعم الواجبات والمندوبات , لكن الممسك عن المندوبات لا يستحق دعاء الملك ( اللهم أعط منفقاً خلفاً ) إلا أن يغلب عليه البخل المذموم بحيث لا تطيب نفسه بإخراج الحق الذي عليه لو أخرجه ) .
قال النووي – رحمه الله تعالى – الإنفاق الممدوح ما كان في الطاعات على العيال , والضيفان , والتطوعات " .
دليل الفالحين (2 / 121)

  

فوائد الزكاة والصدقة ( ) :
قد فرض الله على المؤمنين ذوي الأموال الزكوية زكاة تدفع للمحتاجين منهم، وللمصالح العامة النفع كما قال تعالى : {إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم، وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل، فريضة من الله والله عليم حكيم} .
وفي القرآن آيات كثيرة في الأمر بإيتاء الزكاة والنفقة مما رزق الله والثناء على المنفقين والمتصدقين وذكر ثوابهم، وتواترت بذلك كله الأحاديث عن النبي  وبين ما تجب فيه الزكاة من المواشي والحبوب والثمار والنقود والأموال المعدة للتجارة ، وذكر أنصابها ومقدار الواجب منها وذكر الوعيد الشديد على مانعها، واتفق المسلمون على نقصان إيمان تاركها ودينه وإسلامه، وإنما اختلفوا هل يكفر تاركها أم لا ، وذلك لما في الزكاة والصدقة والإحسان من الفوائد الضرورية والكمالية والدينية والدنيوية فمنها أنها من أعظم شعائر الدين وأكبر براهين الإيمان، فإنه  قال : والصدقة برهان، أي على إيمان صاحبها ودينه ومحبته لله إذ سخى لله بماله المحبوب للنفوس .
ومنها أنها تزكي وتنمي المعطي والمعطَى والمال الذي أخرجت منه، أما تزكيتها للمعطى فإنها تزكي أخلاقه وتطهره من الشح والبخل والأخلاق الرذيلة ، وتنمي أخلاقه فيتصف بأوصاف الكرماء المحسنين الشاكرين فإنها من أعظم الشكر لله، والشكر معه المزيد دائماً، وتنمي أيضاً أجره وثوابه، فإن الزكاة والنفقة تضاعف أضعافاً كثيرة بحسب إيمان صاحبها وإخلاصه ونفعها ووقوعها موقعها ، وهي تشرح الصدر وتفرح النفس وتدفع عن العبد من البلايا والأسقام شيئاً كثيراً، فكم جلبت من نعمة دينية ودنيوية ، وكم دفعت من نقم ومكاره وأسقام ، وكم خففت الآلام وكم أزالت من عداوات وجلبت مودة وصداقات، وكم تسببت لأدعية مستجابة من قلوب صادقات. وهي أيضاً تنمي المال المخرج منه، فإنها تقيه الآفات وتحل فيه البركة الإلهية ، قال  : "ما نقصت صدقة من مال، بل تزيد، قال تعالى : {وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين} وفي الصحيحين عنه  أنه قال : ما من صباح يوم إلا وينـزل ملكان يقول أحدهما : اللهم أعط منفقاً خلفاً، ويقول الآخر : اللهم أعطِ ممسكاً تلفاً، والتجربة تشهد بذلك فلا تكاد تجد مؤمناً يخرج الزكاة وينفق النفقات في محلها إلا وقد صب الله عليه الرزق صباً، وأنزل له البركة ويسر له أسباب الرزق .
وأما نفعها للمعطَى فإن الله قد أمر بدفعها للمحتاجين من الفقراء والمساكين والغارمين وفي الرقاب وللمصالح التي يحتاج المسلمون إليها فمتى وضعت في محلها اندفعت الحاجات والضرورات واستغنى الفقراء أو خف فقرهم وقامت المصالح النافعة العمومية، فأي فائدة أعظم من ذلك وأجل، فلو أن الأغنياء أخرجوا زكاة أموالهم ووضعت في محلها لقامت المصالح الدينية والدنيوية وزالت الضرورات واندفعت شرور الفقراء وكان ذلك أعظم حاجز وسد يمنع عبث المفسدين، ولهذا كانت الزكاة من أعظم محاسن الإسلام لما اشتملت عليه من جلب المصالح والمنافع ودفع المضار وصلى الله وسلم على نبينا محمد .


من فوائد الإنفاق( )
1 – الإنفاق من كمال الإيمان وحسن الإسلام .
2 – دليل حسن الظن بالله والثقة به .
3 – أداء شكر نعمة الله – عز وجل – بالمال إذ إن المالك على الحقيقة هو الله – عز وجل.
4 – سبب نيل حب الله – عز وجل – وحب الخلق .
5 – تقوية العلاقات الاجتماعية بين أفراد الأمة .
6 – مواساة الفقراء والمحتاجين وسد حاجة المعوزين .
7 – الإسهام في حل مشكلة الفقر التي أعجزت العالم المعاصر.
8 – إشاعة التراحم والتّوادّ في المجتمع بدلاً من الشحناء والبغضاء .
9 – تزكية النفس وتطهيرها بإخراج الشح منها .
10 – الإنفاق سبب بركة المال ونمائه ووقاية للإنسان من المصائب والبلايا .
11 – الإنفاق طريق موصل إلى الجنة .
12 – الإنفاق يجعل لصاحبه مكانه اجتماعية مرموقة .
13 – الإنفاق يدعم الروابـط الأسرية ويقوي الصلات بين أفراد المجتمع .
14 – الإنفاق يكفر فتنة الرجل في أهله وجاره .
15 – المنفق يستظل بظل الله – عز وجل – يوم لا ظل إلا ظله.
16 – الإنفاق دليل الطبع السليم والأريحية الكريمة ومدعاة لنصرة الله عز وجل .