المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أكثر ما كان يدعو به النبي صلى الله عليه وسلم


الشيخ محمد الزعبي
31-10-2012, 04:43 PM
أكثر ما كان يدعو به النبي صلى الله عليه وسلم
كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من بعض الدعوات من ذلك :
1ـ عن أنس رضي الله عنه قال : كان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: «اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار» (متفق عليه) زاد مسلم في روايته قال : وكان أنس إذا أراد أن يدعو بدعوة دعا بها ، وإذا أراد أن يدعو بدعاء دعا بها فيه.
قال الامام ابن كثير ـ رحمه الله ـ : الحسنة في الدنيا : تشمل كل مطلوب دنيوي من عافية ودار رحبة ، وزوجة حسنة ، وولد بار ، ورزق واسع ، وعلم نافع وعمل صالح ، ....».
وأما الحسنة في الآخرة : فأعلاها دخول الجنة وتوابعه من الأمن من الفزع الأكبر في العرصات ، ويسير الحساب وغير ذلك من أمور الآخرة ...
قال العلامة السعدي ـ رحمه الله : هي السلامة من العقوبات، في القبر، والموقف، والنار ، وحصول رضا الله ، والفوز بالنعيم المقيم ».
وأما الوقاية من النار : « فهو يقتضي تيسير أسبابه في الدنيا من اجتناب المحارم وترك الشبهات .
قال العلامة السعدي ـ رحمه الله ـ : فصار هذا الدعاء ، أجمع دعاء وأكمله ، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من الدعاء به والحث عليه .
2ـ كان أكثر دعائه صلى الله عليه وسلم « يا مقلب القلوب ، ثبت قلبي على دينك ، فقيل له في ذلك ؟ قال : إنه ليس آدمي إلا وقلبه بين أصبعين من أصابع الله ، فمن شاء أقام ، ومن شاء أزاغ. (الترمذي).
فينبغي على العبد أن يطلب العون من الله على الهداية والاستقامة وعدم الزيغ.
3ـ قال صلى الله عليه وسلم « ألظِّوا بياذا الجلال والإكرام» (الترمذي) .
« ألظِّوا » : قال الامام النووي ـ رحمه الله ـ: بكسر اللاّم وتشديد الظاء المعجمة معناه : ألزموا هذه الدعوة وأكثروا منها .
« الجلال » : العظمة . « الإكرام » : الإحسان .
ففي هذا الحديث الحث على الإكثار من هذه الدعوة والتزامها ، لما فيها من الثناء التام على الله سبحانه وتعالى ، ووصفه بصفات الكمال ونعوت الجلال . وهي : مما يفتتح به الدعاء .
أخي الكريم : هل جعلت هذه الدعوات المباركات العظيمات التي كان الرسول صلى الله عليه وسلم يكثر منها ... هي ديدنك في ليلك ونهارك وأنت تمشي في الطريق .. وأنت متوقف عند إشارة المرور ... وأنت مضطجع على فراشك ... وأنت جالس بين أصحابك ... وفي ذهابك وإيابك .. وجميع أحوالك ...
4ـ كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده : « سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي » (متفق عليه) .
5ـ عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قلّما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم من مجلس حتى يدعو بهؤلاء الدعوات لأصحابه « اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك ، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ، ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا ، اللهم متعنا بأسماعنا، وأبصارنا ، وقواتنا ما أحييتنا ، واجعله الوارث منا ، واجعل ثأرنا على من ظلمنا ، وانصرنا على من عادانا ، ولا تجعل مصيبتنا في ديينا ، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ، ولا مبلغ علمنا ، ولا تسلط علينا من لا يرحمنا » (أبو داود) .
=====================================
أخي المبارك : هل عوّدت لسانك في كل مجلس تجلسه سواء كان مجلس علم.. أو في دائرة العمل .. أو مع الأهل .. أن تقول هذه الدعوات .. حتى تحصل على أكبر رصيد من الدعوات في يومك وليلتك ..
أكثر من « 100» دعوة في جلسة واحدة
وقد يستغرب أحدنا كيف يستطيع أن يدعو بـ « 100» دعوة مختلفة في جلسة واحدة لا تستغرق من الوقت غير «دقائق معدودة» هذه أدعية مختارة من الأحاديث الصحيحة التي تشتمل على عدة دعوات في حديث واحد ، وإذا كررت كل دعوة من هذه الدعوات سجّل في رصيدك دعوة أخرى وكان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم « أنه إذا دعى دعا ثلاثاً » (مسلم) .
فمن القرآن الكريم :
1ـ قال تعالى { رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}.البقرة : 201
2ـ قال تعالى { وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ } (البقرة : 128/127).
3 ـ قال تعالى { رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ } (إبراهيم 41).
4ـ قال تعالى { رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ } (آل عمران : 8).
إلى غير ذلك من الآيات التي تضمنت الدعاء.
أما الحديث:
1- « اللهم إني أسألك (13)من الخير كله عاجله وآجله ، ما علمت منه وما لم أعلم ، وأعوذ بك(14) من الشر كله عاجله وآجله ، ما علمت منه وما لم أعلم ، اللهم إني أسألك(15) من خير ما سألك عبدك ونبيك ، وأعوذ بك من شر(16) ما استعاذ منه عبدك ونبيك ، اللهم إني أسألك الجنة (17) وما قرب إليها من قول أو عمل ، وأعوذ بك من النار(18) وما قرب إليها من قول أو عمل ، وأسألك أن تجعل كل(19) قضاء قضيته لي خير » (أحمد) .
2ـ « اللهم أصلح لي(20) ديني الذي هو عصمة أمري ، وأصلح لي دنياي(21) التي فيها معاشي ، وأصلح لي(22) آخرتي التي فيها معادي ، وإجعل الحياة(23) زيادة لي في كل خير ، واجعل(24) الموت راحة لي من كل شر » (مسلم).
3ـ « اللهم إني أعوذ بك من العجز(25)، والكسل(26) ، والجبن(27) ، البخل(28) ، والهرم(29) ، وعذاب القبر(30) ، اللهم(31) آت نفسي تقواها وزكها(32) أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها ، اللهم إني أعوذ بك(33) من علم لا ينفع ، ومن قلب(34) لا يخشع ، ومن نفس(35) لاتشبع ، ومن دعوة(36) لا يستجاب لها » (مسلم).
4ـ « اللهم إني أعوذ بك من زوال(37) نعمتك، وتحوُّل(38) عافيتك ، وفجاءة نقمتك(39) ، وجميع سخطك(40)» (مسلم).
5ـ « اللهم إني أعوذ بك(41) من جهد البلاء، ودرك(42) الشقاء ، وسوء القضاء(43) وشماتة الأعداء (44)».
6ـ « اللهم إغفر لي(45)، وارحمني(46)، وإهدني(47)، وعافني(48)، وإرزقني(49) » (مسلم) .
7ـ « اللهم مصرف القلوب(50)صرّف قلوبنا على طاعتك » (مسلم).
8ـ « يا مقلب القلوب (51) ثبت قلبي على دينك» (الترمذي).
فهذه «51» دعوة من الدعوات النبوية مختلفة المعاني ، تكرر كل دعاء ثلاث مرات فيكون المجموع «151» دعوة رفعت لك عند الله .
كيف تحوز جائزة الملَك
المَلك : بفتح اللام : من الملائكة . والمقصود : بالجائزة هي أن الملك يدعو لك ودعاؤه مستجاب . ولكن متى؟
قال صلى الله عليه وسلم: « دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة عند رأسه ملك موكل كلما دعا لأخيه بخير قال الملك الموكل به : آمين ، ولك بمثل » (مسلم).
كان بعض السلف : إذا أراد أن يدعو لنفسه دعا لإخوانه بتلك الدعوة لأنها تستجاب ويحصل له مثلها .
أخي المسلم : فهل جعلت هذا هو ديدنك .. وطريقك .. ومنهجك .. وأسلوبك في الحياة أنك تدعو لإخوانك المسلمين في كل دعاء تدعو به لنفسك حتى تحوز على أكبر قدر من الجوائز الملكية .
وقال صلى الله عليه وسلم: « من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة» (الطبراني وحسنه الألباني).
إنه لا يترك العمل بهذا الحديث إلا محروم فوت على نفسه عدداً هائلاً من الحسنات بعدد المؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات .
وقال تعالى: { رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ } ابراهيم 41 ، ففي هذه الآية : دعوت أولا لنفسك، وثانيا : لوالديك وإن علوا ،
وثالثاً : دعوت للمؤمنين كلهم في مشارق الأرض ومغاربها .
فرصة ثمينة :
عندما تستغفر للمؤمنين وتقول : اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات أو تقرأ الآية السابقة ـ حصلت على ثلاث ثمرات :
1ـ نفعت بهذا الاستغفار المؤمنين كلهم الأحياء منهم والأموات .
2ـ سيكتب لك عن كل مؤمن ومؤمنة حسنة .
3ـ تحوز جائزة الملك حيث أنه يدعو لك ودعاؤه مستجاب .
ولك أن تتصور كيف يكون حال المجتمع الذي هذه صفته ، كل أخ يدعو لأخيه بظهر الغيب .