المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المعــول الحريري


قرطبي
07-08-2009, 12:01 AM
المعــول الحريري

الجنس الإلكتروني

ويشمل أي فعل جنسي، سواء كان
محادثة جنسية أو تبادلا أو مشاهدة صور أو مقاطع جنسية أو ممارسة غير مباشرة من خلال
"التعري" أمام "الكاميرا" على الرغم من التباعد المكاني دون تلامس جسدي
وذلك باستخدام أي من الوسائل الإلكترونية. ـ سواء كان ذكرا وأنثى، أو ذكرا وآخر، أو أنثى وأخرى
فهو جنس نفسي افتراضي، ويتضمن أفعالا شاذة غير سوية يقوم من خلالها الأفراد بإشباع الغريزة الجنسية بطريق الإفراغ الخاطئ بأي شكل من الأشكال

والتفسير العلمي للطب النفسي يؤكد أن هذا الفعل يدخل في إطار المرض النفسي والاجتماعي الذي تنعكس آثاره سلبا على الحياة الطبيعية للفرد في ممارسته الجنسية مع شريك حياته الزوجية ضمن الإطار القيمي السليم، الأمر الذي يُعرّض هذه الحياة للفشل

إن المراهق يدخل "النت" بحثا عن المعلومات والتسلية والتعارف، إضافة إلى البحث عن مواد أو علاقات جنسية، فالرجال يبحثون عن المثيرات الجنسية أكثر من النساء، بينما النساء يبحثن عن العلاقات، واللافت أن المراهقين الممارسين للجنس عن طريق النت يقللون من خطورة تصرفاتهم بزعم أنهم لم يمارسوا جنسا حقيقيا أو أنهم مارسوا جنسا بسيطا عن طريق الدردشة في حين يزعم الرجال أن الجنس على النت
لا يُعدّ "خيانة"

إنّ كثيرا من المراهقين أصبحوا "مدمنين" للجنس الإلكتروني، إلاّ أن ما يهدد هذا المراهق هو سهولة وصوله إلى كمية هائلة من المواد الجنسية بأنواعها المختلفة وتعرفه على أنواع الشذوذ الجنسي التي لم يكن يعرفها من قبل ومقابلته أشخاصا يشجعون أنواعا مختلفة من الانحراف الجنسي
مثل جنس المحارم والجنس المثلي والجنس مع الحيوانات
في أثناء بحث المراهق عن مواد جنسية مألوفة، وعن طريق المصادفة يجد أنواعا جديدة من الجنس مثل "العنف الجنسي" فيتعلمها وينشرها بين أصدقائه، وبمرور الوقت يحدث الإدمان النفسي ويتوتر الشخص عند انقطاع المادة الجنسية التي تعود عليها، وقد يصاب بالاكتئاب والقلق ويختفي من العالم الواقعي بسبب الإدمان، ويقضي الزمن الطويل في ممارسة الجنس على النت، ومع الوقت يتم التعود النفسي وتصبح الممارسة الجنسية الإلكترونية "عادة" تسبب الراحة للمدمن وتمثل مكانا للهروب من المشاكل والضغوط، وفي الوقت الذي يعود فيه المدمن الإلكتروني إلى الواقع الحقيقي يحتفظ بأفكار "الانحراف الإلكتروني" ويبدأ البحث عن علاقات مشابهة في أرض الواقع

وأهم ما يُشجّع المراهقة على التحدث والاستعراض العاري هو شعورها بالغربة في عالمها الحقيقي والعزلة العميقة ورفض الأهل والأقارب والمجتمع الذي يصفونه بالتخلف والانغماس بشكل كامل في العالم الافتراضي

للعلم أن البعض يتعرض للابتزاز عن طريق صور أو أصوات، وهناك من يتعرض للاغتصاب والقتل عندما يتم استدراج المراهق أو المراهقة للقاء الشريك الجنسي خارج المنزل بهدف التعارف أو الزواج

إن ممارسة الجنس الإلكتروني لها مخاطر عديدة على الرغم من أنها عبارة عن أفكار جنسية متبادلة وتتم دون ملامسة بين الشخصين، ومن خلال المحادثات "الداعرة" سواء باستخدام الصوت أو الكتابة أو كليهما أو الكاميرا لتحقيق "نشوة كاذبة" التي تمثل بداية الطريق نحو الوقوع في شرك العلاقات الجنسية الحقيقة، وما يتبع ذلك من مخاطر الأمراض الجنسية والتهديدات الاجتماعية للشاب أو العيش أسيرا للعادة السرية بصورة مزمنة، إضافة إلى الاكتئاب الناجم عن الصراع النفسي بين الرغبة في تحويل الخيالات الجنسية المرافقة للجنس الإلكتروني إلى واقع
وبين الرغبة في الوقوف عند حدود الجنس المتخيّل، الشيئ الذي يضعف عزائم الشباب وتجعلهم يعيشون حياة كئيبة بمستويات إنتاج منخفضة تنعكس سلبيا على مستقبلهم الدراسي والمهني، ومن ثم يكون

"الجنس الإلكتروني معولا لقتل مستقبل الشباب"

وجعلهم أسرى للصراع بين الجنس المتخيل والجنس الحقيقي،

إنّ السقوط في تلك الممارسات
ضعف الوازع الديني والفراغ وعدم استغلال الأوقات بالطرق الصحيحة السليمة المقبولة اجتماعيا
إضافة إلى الضغوط الأسرية والاجتماعية المختلفة وعدم وجود هدف واضح ومحدد للحياة
وعدم الرضى عن الروتين اليومي والمواقف الرتيبة في الحياة اليومية التي قد تدفع إلى مثل هذا السلوك السلبي وحب الظهور ولفت انتباه الآخرين وإهمال بعض الآباء والأمهات للأبناء، وعدم التواصل وغياب لغة الحوار عند بعض الأسر

إن الدخول المفرط للمواقع الجنسية يؤدي إلى غياب التفاعل الاجتماعي، لأن التواصل فيها يحدث عبر أسلاك ووصلات وليس بطريقة طبيعية، وقد يتعرض الشاب خلال تجواله في الإنترنت إلى قيم مختلفة عن قيم مجتمعنا وتكون ذات تأثير ضاغط بهدف إعادة تشكيله تبعا لها، بما يُعرف في مصطلح علم النفس بتأثير الجماعة المرجعية، ويلفت إلى أن بعضهم يلجأ إلى الكذب وخداع أفراد الأسرة أو الطبيب أو أي شخص آخر، لإخفاء مقدار التورط والتعلق الشديد بالشبكة، أو يلجأ بعضهم إلى استخدام الكمبيوتر كأسلوب للهروب من المشكلات وتخفيف سوء المزاج الذي يعانيه الشخص، مثل الشعور بالعجز أو الذنب أو القلق أو الاكتئاب.