المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : استغلال المرأة .. (عيب يا رجال


زمن الفتن
30-12-2012, 04:48 PM
استغلال المرأة .. (عيب يا رجال )
الدكتور جاسم المطوع


كنا نقرأ في قديم الزمان كيف كانوا يستعبدون المرأة ويستغلون ثرواتها وما كنا نتصور أن يحصل هذا في زماننا وأن يستمر استغلال المرأة من قبل الرجل سواء كان هذا الرجل زوجها أو أبوها أو أخوها فيتحكمون بثرواتها ويصادرون أموالها وكأنها عبدة عندهم وإذا رفضت مارسوا ضدها كل أنواع الضغط وأسلحة التهديد حتي تستجيب

وقد عشت قصصا كثيرة أحداها لامرأة تصرخ وتستنجد من أبيها الذي يرفض كل الخطاب وقد بلغ عددهم أكثر من عشرين رجلا بسبب أنه يريد أن يتفرد بابنته حتى يستمر أخذه لراتبها الشهري وصرفه علي شهواته وملذاته ، وزوج أعرفه كلما ذهب مع زوجته إلي المطعم قال لها ادفعي الحساب فيستمتع علي حسابها و قد رفضت طلبه مرة فقال للنادل أحضر لي فاتورتين فدفع كل واحد منهما حسابه ، وثالث تقول عنه أخته الموظفة بأن أخيها يسحب راتبها مع بداية كل شهر ، ورابع اعترف أمامي بأنه هو السبب في ادخال زوجته السجن لأنه أجبرها بأخذ قرض من البنك باسمها من أجل بناء بيت العمر إلا أنه استلم المال وصرفه علي شهواته وفتح مشروع تجاري فشل فيه ، ولو استمريت بذكر القصص التي أعرفها لكتبت كتابا كاملا وليس مقالا ولهذا أقول للرجل هؤلاء ( عيب يا رجال )

فأنت كرجل إذا أردت أن تظهر قوتك وبطشك فأظهرها علي الرجال وليس علي تلك المرأة التي أمرك الله بحسن رعايتها إذا كانت ابنتك أو حسن عشرتها لو كانت زوجتك أو حسن معاملتها لو كانت أختك أو حسن برها لو كانت أمك ، بل حتي الأم لم تسلم من ألاعيب الرجال وأنا أعرف رجل أكل مال أمه بالحرام وقد غشها واستغلها وكذب عليها ، بل ومن طرائف ما مر علي في الإستشارات أن رجل أعطي لزوجته بطاقة للسحب الآلي وقال لها اصرفي كما تريدين واشترط عليها أن تستأذنه قبل الشراء وكانت كلما اتصلت عليه قال لها حاولي أن تجدي أرخص من هذه الأشياء ولم تشتري شيئا ببطاقته منذ سنة فهي حيلة زوجية ليقول للناس ولأهلها أني سلمتها كرت البنك لتصرف منه ما تشاء ، بل ومن غرائب ما مر علي أن رجلا بالسعودية راتبه 10000 ريال ويعطي زوجته نفقة شهرية 300 ريال وآخر عندنا بالكويت راتبه 1500 دينار ويعطي زوجته نفقة شهرية 50 دينار يعني أقل من معاش الخادمة فلماذا هذا الظلم للمرأة ؟ ونقول لهؤلاء جميعا (عيب يا رجال)

وأكثر المشاكل المالية الزوجية تحدث في بداية الزواج فيمتنع الزوج عن الإنفاق علي زوجته لأنها موظفة وتتقاضى راتبا خاصا بها وتبدأ رحلتها في (التضحية المالية) فتصرف من جيبها الخاص علي نفسها وبيتها وحتي علي أطفالها وخدمها والزوج يحتج ببعض الفتاوي أن المرأة إذا كانت تعمل فإنها تصرف علي نفسها من مالها إلي أن تستقيل من عملها فيتكفل الزوج بمصاريفها ولكنها تخاف أن تترك العمل ولا توفق بالزواج فتخسر الإثنين الزواج والعمل فماذا تفعل ؟!
خاصة وأن الشريعة الزمته بالإنفاق عليها مقابل تفرغها للبيت وقد اقترحت حلا لعلاج هذه المشكلة وطرحته علي بعض الفقهاء فاستحسنه بعضهم وهو أن يلزم الزوج بعد زواجه بالصرف علي زوجته الموظفة لمدة سنتين حتى تضمن نفسها وبيتها ويتحقق الأمان والوئام وعندها يمكنها أن تترك العمل برغبتها أو أن يتفقا بأن تشاركه المصاريف العائلية

والحل الذي اقترحته يعطي المرأة أمانا كما يحافظ علي قوامة الرجل وإذا لم ينجح الزواج فإنها لا تخسرعملها ، ولعل هذه لفتة مهمة للمقبلين علي الزواج بأن يتفقا علي النظام المالي وقت الخطوبة للحفاظ علي مستقبل زواجهم ، وأذكر بالمناسبة أن امرأة دخلت علي عندما كنت قاضيا بالمحكمة وطلبت مني الطلاق ثم علمت أن سبب ذلك لخوفها من استيلاء زوجها علي ميراثها والذي يبلغ المليون دينار فلما علمت بمحبتها لزوجها وأبنائها اقترحت عليها شراء عقار مدر تضمن فيه رأس مالها وفي حالة أخذ زوجها من ريع العقار يبقي رأس المال محفوظ فسعدت بالمقترح ونفذته ولم يتم الطلاق ولم يستطع الزوج أكل مالها وكما قيل (من كان له حيلة فليحتال) ونقول لكل هؤلاء الرجال المستغلين لمال المرأة (عيب يا رجال)