المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل تجرؤنا أحلامنا على الواقع؟‏ بقلمي


فوزية محمد
03-02-2013, 06:39 AM
هل تجرؤنا أحلامنا على الواقع؟

http://4.bp.blogspot.com/-yjPEYGi-fZI/UNMInhuhCvI/AAAAAAAAAJI/7peOJyxXRNM/s320/Traum.jpg‏

حالة من اليقظة الدائمة ومعاندة مستميتة للارهاق ومتاعب لذيذة تصيب تلك الاذهان التي تأبى الاستسلام إلى الرتابة وليس لها كثيرا في التقليد ولديها لهفة كبيرة للاستكشاف والتنقيب.

أذهان لا يُرضيها الجاهز وتتوق لما بعده. فماذا بعد واقعنا غير أحلامنا التي نصبو اليها ونسعى لتحقيقها،،،

ثم ماذا لو قررنا أن نستعين على أحلامنا التي نصبوا إليها بأحلامنا ورؤانا التي تتغشانا في منامنا،،،

ماذا لو طبعنا نسخة من حلم المنام ولقحناها بحلم حياتنا؟. هل تراها تصلح البذرة؟. وهل تنتج الثمرة؟.

كثيرة هي التساؤلات، واكثر هي الأماني التي تنتظر التحقيق ولو في الفضاء الوهمي!

فهل يمكن لأحلامنا أن تجرؤنا على واقعنا؟

هل يمكننا أن نتصرف يوما ما بمنتهى الطلاقية والعفوية متناسين أن ما قمنا به من تصرفات وتصريحات وما تبادلناه من أحاسيس وتعابير لم يكن إلا حلما؟

قد يولد الكثير منا بأنفس منكمشة أو ربما يغزوها الانكماش انطلاقا من محيطنا الذي طالما حوّل الشئ إلى ضده.

والتاريخ يشهد أن المحيط بإمكانه تحويل التحف الجميلة بداخلنا إلى ركام،، كما يمكنه استنقاذ أشياء ذابلة آفلة بداخلنا وشحنها بالحياة والحيوية لتصبح مصدر قوتنا بعد أن كانت مصدر علتنا.

لكننا ما زلنا نتسائل: هل يمكن أن تصل الأحلام إلى خلخلة الأنفس المنكمشة وتكون لها بمثابة الانطلاق وكسر القيود؟

وهل يمكن لهذه الأحلام أن تصبح بمثابة "البروفة" في منامها، تدربها وتهيئها، فتعطي للعقل والقلب جرعات حين يكون الجسد في نومه مستسلما للاحداث مندمجا مع حيثيات الحلم، خصوصا وأنه لا يخشى من تبعاتها أمام المجتمع! فكل علامات الحرج والوقوف والتوقف والمنع محذوفة حينها وأعين الناس بعيدة هناك في غمدها؟

هل يمكن أن ينهض الواحد من نومه متسلحا بجرأة استسقاها كيانه من حلم متمرد فيهرع إلى ترجمة حلمه في الواقع المعاش وجذبه من تحت الغطاء ولملمته من ثنايا اللحاف وزوايا المخدة ثم بعثه حيّاً في دنيا الله الواسعة؟.

هل يمكن أن نرى أحلامنا اللذيذة التي تمتعنا بها في رقادنا واقعا ملموسا نعيش تفاصيله ونستعذب أطواره؟.

هيا إذا لنجني بعض أحلامنا لنخلصها من قمقم الخيال وعالم الافتراض وننزل بها إلى حركة الحياة. فأول أمس وفي ساعة غير متأخرة من الليل استلقيت على أمل قسط من المطالعة، فاستشعرت بجسمي يرتخي والكتاب الذي بين يدي يستجيب لارتخاء جسمي ويدي تعاندهما فترتخي بدورها، ويستقطبني النوم فينتشلني من عالم المعاش إلى عالم اللّباس، فأخلد لهذا الساحر العجيب والمغنطيس الجذاب.. فليس هناك شئ في هذا العالم نستسلم له بلا ثمن ودون مقاومة وبوداعة مصحوبة بلذة مثل النوم، حتى جاذبية نيوتن لا ترتقي إلى جاذبيته.

وأنا بصدد الانغماس في الخلود إلى ملكوت النوم وجدتني أحمل بيمنايا زهرة زنبق الياقوت وبيسرايا زهرة اليزانتش، ثم أضع زهرة الدقنيوم في جيب سترتي، في حين أبحث عن مكان أضع فيه زهرة الاستر. كانت الالوان الغالبة على الاولى الابيض والازرق والبنفسجي والزهري وكانت الوان الثانية الزهري والابيض والبنفسجي، وكانت ألوان الثالثة يغلب عليها البنفسجي والزهري والازرق، أما الرابعة فغلبت عليها ألوان الأحمر والأبيض والروز، وفي طريقي صادفني نهر صغير عبرته فالتقيت بفتاة تبدو من الهنود الحمر فسألتها عن معاني الزهور التي بصحبتي، فقالت أما زنبق الياقوت فتعني الوفاء وأما تلك فزهرة الدقنيوم وتعني الحماية والملاذ وأما الاخرى فزهرة اليزانتش وتعني الرحيل والهجران، وأما هذه فزهرة الاستر فنصحتني بالحفاظ والاعتناء بها وأن لا أسلك أي طريق إلا وهي بصحبتي، إنها الزهرة التي تعني الصبر! ثم ما لبثت أن اختفت، فاتجهت إلى منعطف تَحُفُّه قطع من الثلج الضخمة الجميلة، لكن الغريب أنه وكلما اقتربت من كتل الثلج تلك إلا وزاد الدفئ وازداد الشعور بالأمن والأمان ..

وبينما كنت مستمتعة بهذ الأجواء إذ بجرس الهاتف يرن ليوقظني من قصة لذيذة مشوقة. أخذت السماعة فإذا بعجوز ألمانية تطلب المستشفى أخبرتها أنها أخطأت الرقم فاعتذرت، عَذرتُها بلهجة المنكوب في حلمه الجميل، وأسندت ظهري إلى الجدار واستغرقت في تفكير طويل!.

تساءلت من أين أبدأ؟

لعل كتاب ابن سيرين يكون وجهتي الأولى، لكني عدلت عن الفكرة لأنه لا تلزمني تفسيرات لحلمي بل تلزمني أدوات لأشرع مباشرة في التنفيذ! لكن كيف السبيل الى زهور مستقرة في أودية جنوب شرق آسيا وأخرى في أدغال استراليا وكيف سأبحث في العرق المحاذي لأمريكا الشمالية عن تلك العذراء بالذات حتى لا أضطر لغيرها فتكون ترجمة الحلم مغشوشة؟ وانى لي بجبال سيبيريا الثلجية، وإن وصلتها فمن أين سأظفر بتلك البقعة الدافئة الآمنة، ربما تكون جنوب أوروبا الأقرب والأقل جهدا للوصول إليها لكن يبقى عامل الوقت أكثر التحديات.

رجعت لنفسي أحدثها: ألم يكن حلمي قريبا من الواقع ولو بشبر فمعاني الوفاء والحماية والهجران هي معاني نعيشها في واقعنا ونلمسها مع اختلاف درجاتها، والصبر والتحلي به هو السلاح الذي نتجند به في هذه الحياة الصعبة! أم أننا نحتاج فعلا إلى هذه الزهور؟

نعم، هذا التشابه التام في المعاني والأحداث سيؤثر لا محالة على عواطفنا،، وعلى تصرفاتنا،،، بل إنه سيؤثر على أحلامنا!!

فهل فعلا تستطيع الأحلام تغيير عواطفنا؟... إرادتنا؟... عزيمتنا؟... واقعنا؟.

يا ألله ما أوسع فسحة الحلم وما أضيق رحاب الدنيا!

فوزية محمد
20-02-2013, 03:37 AM
بارك الله مرورك،،،

وحياك المولى وبياك

اسينات اسواريز
31-03-2013, 12:53 PM
راقني ما قرأت ها هنا .....
بوح جميل من قلم مبدع
ننتظر جديدك بكل الشوق والود ....
تقبل مروري المتواضع .....

فوزية محمد
02-04-2013, 08:12 AM
راقني ما قرأت ها هنا .....
بوح جميل من قلم مبدع
ننتظر جديدك بكل الشوق والود ....
تقبل مروري المتواضع .....

نور موضوعي بمرورك العطر أختي آسية،،
وكل التقدير والاحترام لك

الحنين للذكريات الجميلة
22-04-2013, 12:22 AM
أقول ما قاله فاروق جويدة :
ما زلت أبحث في ظلام الناس
عن زمن بريء الصبح
يهدي التائهين
ما زلت أسكب
حزن أيامي دموعا
في بطون الجائعين
ما زلت أحلم بالزمان الآمن الموعود يحملنا
إلى وطن عنيد الحلم مرفوع الجبين
وغدوت أحلم ها هنا وحدي
قد كنت مثلي ذات يوم تحلمين
* * *
ما زلت أحلم أن يعود العش
يؤوي الطير في ليل الشتاء
فالعش يهجر طيره
والطير في خوف المدينة
يدفن الأحلام سرا في العراء
أترى يفيد الحلم في زمن الشقاء؟
ما زلت ألمح في ظلام الصبح شيئا كالضياء

فوزية محمد
22-04-2013, 09:35 AM
أقول ما قاله فاروق جويدة :
ما زلت أبحث في ظلام الناس
عن زمن بريء الصبح
يهدي التائهين
ما زلت أسكب
حزن أيامي دموعا
في بطون الجائعين
ما زلت أحلم بالزمان الآمن الموعود يحملنا
إلى وطن عنيد الحلم مرفوع الجبين
وغدوت أحلم ها هنا وحدي
قد كنت مثلي ذات يوم تحلمين
* * *
ما زلت أحلم أن يعود العش
يؤوي الطير في ليل الشتاء
فالعش يهجر طيره
والطير في خوف المدينة
يدفن الأحلام سرا في العراء
أترى يفيد الحلم في زمن الشقاء؟
ما زلت ألمح في ظلام الصبح شيئا كالضياء



جميل،،،

بارك الله مرورك وإضافتك المعبرة