المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما صالحني مولاي إلا وأنا حافٍ .


أم عمار
18-03-2013, 03:42 AM
الشيخ محمود القلعاوى
هذه لحظة عاشها الإمام الزاهد الورع بشر الحافى .. لحظة التوبة .. لحظة الصلاح .. لحظة القرب من الله .. وإليكم ما روى من كتاب التوابون للإمام عبد الله بن قدامه :
" حكي أن بشرا كان في زمن لهوه في داره، وعنده رفقاؤه يشربون ويطيبون. فاجتاز بهم رجل من الصالحين ، فدق الباب .
فخرجت إليه جارية، فقال: صاحب هذه الدار حر أو عبد؟ فقالت:
بل حر! فقال: صدقت، لو كان عبدا لاستعمل أدب العبودية وترك اللهو والطرب. فسمع بشر محاورتهما فسارع إلى الباب حافيا حاسرا وقد ولى الرجل. فقال للجارية: ويحك! من كلمك على الباب ؟
فأخبرته بما جرى. فقال: أي ناحية أخذ الرجل؟ فقالت: كذا، فتبعه بشر حتى لحقه; فقال له: يا سيدي! أنت الذي وقفت بالباب وخاطبت الجارية؟ قال: نعم. قال: أعد علي الكلام. فأعاده عليه.
فمرغ بشر خديه على الأرض وقال: بل عبد! عبد! ثم هام على وجهه حافيا حاسرا حتى عرف بالحفاء. فقيل له: لم لا تلبس نعلا؟ قال.
لأني ما صالحني مولاي إلا وأنا حاف. فلا أزول عن هذه الحالة حتى الممات. "
وما أجمل هذه الكلمات التى قرأتها ولم أصل لكاتبها : " أجمل لحظات عمرك حين تعاند الشيطان وتغلبه وترجع إلى ربك من بعد طول غياب فتطرق بابه ويفتحه لك ويقبل توبتك " ..
وما أروع هذه الدمعة التى تسقط فى هذه اللحظة وما أشرفها : حيث يبدع حسين بن سعيد الحسنية : " تلك الدموع التي ما نزلت من أعين أصحابها إلا وفيها صدق المحبين وشوق العاشقين , ورجاء الخائفين .. تلك الدموع التي سايرتها حرقة الذنب , وألم المعصية , وندم التجاوز .. تلك الدموع الهاطلة الغالية بغلاء مضمونها , والمرتجفة بارتجاف صدر صاحبها , الصادقة بصدقه أوبة مالكها .. ليست كباقي الدموع بل هي الدموع الزكية التي لا يخالطها رياء ولا غش ولا جمود .
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ليس شيء أحب إلى الله تعالى من قطرتين وأثرين : قطرة دموع من خشية الله وقطرة دم تهراق في سبيل الله , وأما الأثران فأثر في سبيل الله تعالى وأثر في فريضة من فرائض الله تعالى" رواه الترمذي وصححه وحسنه الألباني .
وقال عليه الصلاة والسلام :" ثلاثة لا ترى أعينهم يوم القيامة , عين بكت من خشية الله وعين حرست في سبيل الله وعين غضت عن محارم الله " حسنه الألباني
وقال الحبيب عليه الصلاة والسلام :- " طوبى لمن ملك نفسه ووسعه بيته وبكى على خطيئته " رواه الترمذي وحسنه الألباني .