المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أبو موسى الأشعري


المراقب العام
25-03-2013, 01:40 AM
http://islamstory.com/sites/default/files/styles/300px_node_fullcontent_img/public/13/03/12/Abou%20Moussa%20Al%20Achaari.jpg


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه: "لقد أوتي أبو موسى مزمارًا من مزامير آل داود"، إنه عبـد الله بن قيـس المكني بـ"أبي موسى الأشعري"، أمّهُ ظبية المكيّة بنت وهـب أسلمت وتوفيـت بالمدينة، كان قصيرًا نحيفًا خفيف اللحيّـة، غادر وطنه اليمـن إلى الكعبة فور سماعه برسـول يدعو إلى التوحيد، وفي مكة جلس بين يدي الرسول الكريم وتلقى عنه الهدى واليقين، وعاد الى بلاده يحمل كلمة الله.


أبو موسى الأشعري والسفينة

قال أبو موسى الأشعري : "بلغنا مخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن باليمن، فخرجنا مهاجرين إليه، أنا وأخوانِ لي أنا أصغرهما أحدهُما أبو بُرْدة والآخر أبو رُهْم، وبضع وخمسين رجلاً من قومي فركبنا سفينة، فألْقَتْنا سفينتنا إلى النجاشي بالحبشة، فوافَقْنا جعفر بن أبي طالب (http://islamstory.com/ar/%D8%AC%D8%B9%D9%81%D8%B1_%D8%A8%D9%86_%D8%A3%D8%A8 %D9%8A_%D8%B7%D8%A7%D9%84%D8%A8) وأصحابه عنده، فقال جعفر :إنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعثنا وأمرنا بالإقامة، فأقيموا معنا، فأقمنا معه حتى قدمنا جميعًا".


أبو موسى الأشعري والقدوم على المدينة

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: «يقدم عليكم غدًا قومٌ هم أرقُّ قلوبًا للإسلام منكم»، فقدِمَ الأشعريون وفيهم أبو موسى الأشعري، فلمّا دَنَوْا من المدينـة جعلوا يرتجـزون يقولـون: "غدًا نلقى الأحبّـة، محمّـدًا وحِزبه"، فلمّا قدمـوا تصافحـوا، فكانوا هم أوّل مَنْ أحدث المصافحة.


واتفق قدوم الأشعريين وقدوم جعفر وفتح خيبر، فأطعمهم النبي صلى الله عليه وسلم من خيبر طُعْمة، وهي معروفة بـ"طُعْمَة الأشعريين"، قال أبو موسى: "فوافَقْنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حين افتتح خيبر، فأسهم لنا، وما قسم لأحد غاب عن فتح خيبر شيئًا إلا لمن شهد معه، إلا لأصحاب سفينتنا مع جعفر وأصحابه، قسم لهم معنا".


فضل أبو موسى الأشعري

ومن ذلك اليوم أخذ أبو موسى مكانه العالي بين المؤمنين، فكان فقيهًا حصيفًا ذكيًّا، ويتألق بالإفتاء والقضاء حتى قال الشعبي (http://islamstory.com/ar/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%85%D8%A7%D9%85_%D8%A7%D9%84% D8%B4%D8%B9%D8%A8%D9%8A): "قضاة هذه الأمة أربعة: عمر (http://islamstory.com/%D8%B9%D9%85%D8%B1-%D8%A8%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B7%D8%A7%D8%A8/) وعلي (http://islamstory.com/ar/%D8%B9%D9%84%D9%8A-%D8%A8%D9%86-%D8%A3%D8%A8%D9%8A-%D8%B7%D8%A7%D9%84%D8%A8) وأبو موسى وزيد بن ثابت (http://islamstory.com/ar/%D8%B2%D9%8A%D8%AF_%D8%A8%D9%86_%D8%AB%D8%A7%D8%A8 %D8%AA)"، وقال: "كان الفقهاء من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ستة: عمر وعليّ وعبد الله بن مسعود (http://islamstory.com/ar/%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AD%D8%A7%D8%A8%D9%8A_%D8%B9% D8%A8%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%A8%D9%86_ %D9%85%D8%B3%D8%B9%D9%88%D8%AF) وزيد وأبو موسى وأبيّ بن كعب (http://islamstory.com/ar/%D8%B3%D9%8A%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A7% D8%A1_%D8%A3%D8%A8%D9%8A_%D8%A8%D9%86_%D9%83%D8%B9 %D8%A8)".


أبو موسى الأشعري والقرآن

وكان من أهل القرآن حفظًا وفقهًا وعملاً، ومن كلماته المضيئة: "اتبعوا القرآن ولا تطمعوا في أن يتبعكم القرآن"، وإذا قرأ القرآن فصوته يهز أعماق من يسمعه حتى قال الرسـول صلى الله عليه وسلم: «لقد أوتي أبو موسى مزمارًا من مزامير آل داود»، وكان عمر يدعوه للتلاوة قائلاً: "شوقنا إلى ربنا يا أبا موسى".


أبو موسى الأشعري والصوم

وكان أبو موسى -رضي الله عنه- من أهل العبادة المثابرين وفي الأيام القائظة كان يلقاها مشتاقًا ليصومها قائلاً: "لعل ظمأ الهواجر يكون لنا ريّا يوم القيامة"، وعن أبي موسى قال: "غزونا غزوةً في البحر نحو الروم، فسرنا حتى إذا كنّا في لُجّة البحر، وطابت لنا الريح، فرفعنا الشراع إذْ سمعنا مناديًا يُنادي: "يا أهل السفينة قِفُوا أخبرْكم"، قال: فقمتُ فنظرتُ يمينًا وشمالاً فلم أرَ شيئًا، حتى نادى سبع مرات فقلتُ: "من هذا؟ ألا ترى على أيّ حالٍ نحن؟ إنّا لا نستطيع أن نُحْبَسَ"، قال: "ألا أخبرك بقضاءٍ قضاه الله على نفسه؟"، قلتُ: "بلى"، قال: "فإنّه من عطّش نفسه لله في الدنيا في يومٍ حارّ كان على الله أن يرويه يوم القيامة"، فكان أبو موسى لا تلقاه إلا صائمًا في يوم حارٍ.


أبو موسى الأشعري في مواطن الجهاد

كان أبوموسى -رضي الله عنه- موضع ثقة الرسول وأصحابه وحبهم، فكان مقاتلاً جسورًا، ومناضلاً صعبًا، فكان يحمل مسئولياته في استبسال جعل الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول عنه: «سيد الفوارس أبو موسى»، ويقول أبو موسى عن قتاله: "خرجنا مع رسول الله في غزاة، نقبت فيها أقدامنا، ونقبت قدماي، وتساقطت أظفاري، حتى لففنا أقدامنا بالخرق"، وفي حياة رسول الله ولاه مع معاذ بن جبل (http://islamstory.com/ar/%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AD%D8%A7%D8%A8%D9%8A_%D9%85% D8%B9%D8%A7%D8%B0_%D8%A8%D9%86_%D8%AC%D8%A8%D9%84) أمر اليمن ...


أبو موسى الأشعري والإمارة

وبعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم عاد أبو موسى من اليمن إلى المدينة، ليحمل مسئولياته مع جيوش الاسلام، وفي عهد عمر ولاه البصرة سنة سبعَ عشرة بعد عزل المغيرة (http://islamstory.com/ar/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%BA%D9%8A%D8%B1%D8%A9_%D8%A8% D9%86_%D8%B4%D8%B9%D8%A8%D8%A9)، فجمع أهلها وخطب فيهم قائلاً: "إن أمير المؤمنين عمر بعثني إليكم، أعلمكم كتاب ربكم، وسنة نبيكم، وأنظف لكم طرقكم"، فدهش الناس لأنهم اعتادوا أن يفقههـم الأمير ويثقفهـم، ولكن أن ينظـف طرقاتهم فهذا ما لم يعهـدوه أبدًا، وقال عنه الحسن (http://islamstory.com/ar/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D9%86_%D8%A8%D9%86_%D8%B9 %D9%84%D9%8A) -رضي الله عنه-: "ما أتى البصرة راكب خير لأهلها منه"، فلم يزل عليها حتى قُتِلَ عمر -رضي الله عنه-.


كما أن عثمان (http://islamstory.com/ar/%D8%B9%D8%AB%D9%85%D8%A7%D9%86-%D8%A8%D9%86-%D8%B9%D9%81%D8%A7%D9%86) -رضي الله عنه- ولاه الكوفة، قال الأسود بن يزيد: "لم أرَ بالكوفة من أصحاب محمدٍ -صلى الله عليه وسلم- أعلم من عليّ بن أبي طالب والأشعري".


أبو موسى الأشعري وأهل أصبهان

وبينما كان المسلمون يفتحون بلاد فارس، هبط الأشعري وجيشه على أهل أصبهان الذين صالحوه على الجزية فصالحهم، بيد أنهم لم يكونوا صادقين، وإنما أرادوا أن يأخذوا الفرصة للإعداد لضربة غادرة، ولكن فطنة أبي موسى التي لم تغيب كانت لهم بالمرصاد، فعندما هموا بضربتهم وجدوا جيش المسلمين متأهبًا لهم، ولم ينتصف النهار حتى تم النصر الباهر.


أبو موسى الأشعري في موقعة تستر

في فتح بلاد فارس أبلى القائد العظيم أبو موسى الأشعري البلاء الكريم، وفي موقعة التستر (20 هـ) بالذات كان أبو موسى بطلها الكبير، فقد تحصن الهُرْمُزان بجيشه في تستر، وحاصرها المسلمون أيامًا عدة، حتى أعمل أبو موسى الحيلة، فأرسل مائتي فارس مع عميل فارسي أغراه أبو موسى بأن يحتال حتى يفتح باب المدينة، ولم تكاد تفتح الأبواب حتى اقتحم جنود الطليعة الحصن وانقض أبو موسى بجيشه انقضاضًا، واستولى على المعقل في ساعات، واستسلم قائد الفرس، فأرسله أبو موسى إلى المدينة لينظر الخليفة في أمره.


أبو موسى الأشعري والفتنة

لم يشترك أبو موسى -رضي الله عنه- في قتال إلا أن يكون ضد جيوش مشركة، أما حينما يكون القتال بين مسلم ومسلم فإنه يهرب ولا يكون له دور أبدًا، وكان موقفه هذا واضحًا في الخلاف بين علي ومعاوية (http://islamstory.com/ar/%D9%85%D8%B9%D8%A7%D9%88%D9%8A%D8%A9_%D8%A8%D9%86_ %D8%A3%D8%A8%D9%89_%D8%B3%D9%81%D9%8A%D8%A7%D9%86) ، ونصل إلى أكثر المواقف شهرة في حياته، وهو موقفه في التحكيم بين الإمام علي ومعاوية، وكانت فكرته الأساسية هي أن الخلاف بينهما وصل إلى نقطة حرجة، راح ضحيتها الآلاف، فلابد من نقطة بدء جديدة، تعطي المسلمين فرصة للاختيار بعد تنحية أطراف النزاع، وأبو موسى الأشعري على الرغم من فقهه وعلمه فهو يعامل الناس بصدقه ويكره الخداع والمناورة التي لجأ إليها الطرف الآخر ممثلاً في عمرو بن العاص (http://islamstory.com/ar/%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AD%D8%A7%D8%A8%D9%8A_%D8%B9% D9%85%D8%B1%D9%88_%D8%A8%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%B9% D8%A7%D8%B5) الذي لجأ إلى الذكاء والحيلة الواسعة في أخذ الراية لمعاوية.


ففي اليوم التالي لاتفاقهم على تنحية علي ومعاوية وجعل الأمر شورى بين المسلمين، دعا أبو موسى عَمرًا ليتحدث فأبى عمرو قائلاً: "ما كنت لأتقدمك وأنت أكثر مني فضلاً وأقدم هجرة وأكبر سنًّا"، وتقدم أبو موسى وقال: "يا أيها الناس، إنّا قد نظرنا فيما يجمع الله به ألفة هذه الأمة ويصلح أمرها، فلم نر شيئا أبلغ من خلع الرجلين -علي ومعاوية- وجعلها شورى يختار الناس لأنفسهم من يرونه لها، واني قد خلعت عليًّا ومعاوية، فاستقبلوا أمركم وولوا عليكم من أحببتم"، وجاء دور عمرو بن العاص ليعلن خلع معاوية كما تم الاتفاق عليه بالأمس، فصعد المنبر وقال: "أيها الناس، إن أبا موسى قد قال ما سمعتم، وخلع صاحبه، ألا وإني قد خلعت صاحبه كما خلعه، وأثبت صاحبي معاوية، فإنه ولي أمير المؤمنين عثمان والمطالب بدمه، وأحق الناس بمقامه!!".
ولم يحتمل أبو موسى المفاجأة، فلفح عَمرًا بكلمات غاضبة ثائرة، وعاد من جديد إلى عزلته إلى مكة إلى جوار البيت الحرام، يقضي هناك ما بقي له من عمر وأيام.


وفاة أبو موسى الأشعري

ولمّا قاربت وفاته زادَ اجتهاده، فقيل له في ذلك، فقال: "إنّ الخيل إذا قاربت رأس مجراها أخرجت جميع ما عندها، والذي بقي من أجلي أقل من ذلك"، وجاء أجل أبو موسى الأشعـري، وكست محياه إشراقة من يرجـو لقاء ربه وراح لسانه في لحظات الرحيـل يـردد كلمات اعتاد قولها دومًا: "اللهم أنت السلام، ومنك السلام"، وتوفي بالكوفة في خلافة معاوية سنة اثنين وخمسين.




المصدر: موقع إسلام مكتوب (http://islam.maktoob.com/charchters/21852/).



موضوعات ذات صلة:
معاذ بن جبل (http://islamstory.com/ar/%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AD%D8%A7%D8%A8%D9%8A_%D9%85% D8%B9%D8%A7%D8%B0_%D8%A8%D9%86_%D8%AC%D8%A8%D9%84)
أسيد بن حضير (http://islamstory.com/ar/%D8%A3%D8%B3%D9%8A%D8%AF_%D8%A8%D9%86_%D8%AD%D8%B6 %D9%8A%D8%B1)
عمرو بن العاص (http://islamstory.com/ar/%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AD%D8%A7%D8%A8%D9%8A_%D8%B9% D9%85%D8%B1%D9%88_%D8%A8%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%B9% D8%A7%D8%B5)
جعفر بن أبي طالب (http://islamstory.com/ar/%D8%AC%D8%B9%D9%81%D8%B1_%D8%A8%D9%86_%D8%A3%D8%A8 %D9%8A_%D8%B7%D8%A7%D9%84%D8%A8_%D8%A3%D8%B9%D9%84 %D8%A7%D9%85_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AC%D8%A7%D9%87% D8%AF%D9%8A%D9%86)
معاوية بن أبى سفيان (http://islamstory.com/ar/%D9%85%D8%B9%D8%A7%D9%88%D9%8A%D8%A9_%D8%A8%D9%86_ %D8%A3%D8%A8%D9%89_%D8%B3%D9%81%D9%8A%D8%A7%D9%86)

أبو موسى الأشعري (http://islamstory.com/ar/%D8%A7%D8%A8%D9%88-%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B4%D8%B9%D8%B1%D9%8A)