المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حسن الاستقبال.. طريقك إلى قلب زوجك


أم عمار
29-03-2013, 02:59 PM
تعد طريقة استقبال الآخرين من الأمور التي تترك في النفس انطباعا نفسيا يؤثر في بناء المشاعر، ويؤسس لعلاقات قلبية عميقة يملأها الحب أو يشوبها التنافر والشحناء، فإذا ما كان الاستقبال حسنا يملؤه البشر والترحاب كان ذلك دافعا لإدخال البهجة والسرور للقلوب، وسببا لتعميق أواصل المحبة والود، وعلى النقيض من ذلك فاستقبال الآخرين دون إبداء الاهتمام والترحاب أو لقائهم بوجه عابس يزرع بزور التنافر والتباغض بين القلوب.
والنبي صلى الله عليه وسلم يوصينا في أكثر من موضع بحسن استقبال الآخرين، بأن نبدأهم بالسلام، وأن نلقى الناس بوجه يعلوه البشر والتبسم، فيقول صلى الله عليه وسلم: "إن أولى الناس بالله من بدأهم بالسلام" (رواه أبو داود)، ويقول: "كل معروف صدقة، وإن من المعروف أن تلقى أخاك بوجه طلق.." (رواه الترمذي)، ويقول: "تبسمك في وجه أخيك لك صدقة" (رواه الترمذي).
وإن كان ذلك مطالب به جميع الناس فيما بينهم، فإنه من باب أولى مطلوب بين الزوجين، وخاصة من الزوجة، فعندما يعود الزوج بعد يوم من العمل والعناء والكد والسعي من أجل أسرته، فتلقاه زوجته وقد علا وجهها ابتسامة صادقة صافية تعبر بها عما في نفسها من شوق ولهفة للقائه، فإن ذلك يزيل عنه عناء يومه ومشقته، ويعمق محبتها في قلبه.
استقبال رائع
وفي هذا الموضع نذكر قصة رائعة يضرب بها المثل في فنون حسن الاستقبال، فها هي زوجة فقدت حبيب قلبها، فقدت ابنها، فقدت فلذة كبدها، فكيف كان استقبالها لزوجها في هذه اللحظات العصيبة؟
فعن أنس قال: مات ابن لأبي طلحة من أم سليم فقالت لأهلها: لا تحدثوا أبا طلحة بابنه حتى أكون أنا أحدثه، قال: فجاء فقربت إليه عشاءً فأكل وشرب، فقال: ثم تصنَّعت له أحسن ما كانت تَصنَّع قبل ذلك، فوقع بها، فلما رأت أنه قد شبِع وأصاب منها، قالت: يا أبا طلحة، أرأيت لو أن قوما أعاروا عارِيتهم أهل بيت فطلبوا عاريتهم، ألهم أن يمنعوهم؟ قال: لا. قالت: فاحتسب ابنك. (رواه مسلم).
هكذا كان استقبال أم سليم رضي الله عنها لزوجها في هذه الظروف العاتية، قد تزينت له بأحسن ما كانت تتزين، وأعدت له الطعام والشراب، وتوددت إليه وتقربت منه حتى أصاب منها، ثم تفننت في توصيل خبر وفاة ابنه بأسلوب عاقل وصبر واسع.
واجبات عملية
وهكذا على كل زوجة عاقلة تريد أن تمتلك قلب زوجها أن تجتهد في تحسين وتطوير استقبال زوجها عند عودته للبيت، ومما يعينها على ذلك:
1- استقباله بابتسامة هادئة حتى وإن كانت متعبة، ولتعلم أن الابتسامة لها مفعول سحري يذيب الجليد ويهدئ النفوس.
2- المحافظة دائمًا على مظهرها النظيف المرتب والأنيق المصحوب بالزينة.
3- تجنب استقباله بأخبار سيئة أو بمعاناة اليوم، ولا تروى له تفاصيل يومها فور وصوله، وإنما تعطيه فرصة ليستريح ويتناول طعامه أولا، ولا مانع من تبادل أطراف الحديث في تلك الأثناء، لكن في أمور عامة لا تتعلق بمصاعب الحياة ومسئوليات الأبناء وغيرها من الأمور التي قد يكون طرحها مزعجًا في تلك اللحظات.
4- الاهتمام دائمًا بعودته وعدم الانشغال عنه في أمور أخرى، كالبقاء في المطبخ أو الانشغال بالأبناء.
5- سؤاله عن أحواله، دون إلحاح لمعرفة التفاصيل، فمجرد السؤال يعني الاهتمام به، وهو الهدف الأساسي وراء السؤال وليس حب المعرفة.
6- الحرص الدائم على أن يكون البيت مرتبًا عند عودته، فليس مفترضًا أن يعود بعد يوم طويل إلى الفوضى بدلا من الراحة والهدوء.
7- المحافظة على موعد تناول الطعام، بحيث تكون المائدة شبه معدة عند دخوله البيت.
8- الحرص على إعداد واحداً من الأصناف التي يحبها مرة في الأسبوع على الأقل.