المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : احترام الوقت والميعاد .. من حسن أخلاق العباد


ألب أرسلان
09-05-2013, 07:12 AM
http://dorar.m3n4.com/dimgs/M3N4NET-104130-1.jpg

عباد الله!.

أقسم الله عز وجل بأوقات وأزمنة، لما لها من شأن عظيم، فقال سبحانه ﴿ والعصر إن الإنسان لفي خسر، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات... ﴾ ﴿ والضحى والليل إذا سجى...﴾ الضحى : 1 - 2. ﴿ والفجر وليال عشر... ﴾ الفجر : 1- 2. وجعل سبحانه الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا - وجعل عدة الشهور اثني عشر شهرا - ثم حدد سبحانه وتعالى لنا مواعيد معه في كل يوم خمسة مواعيد ﴿ إن الصلاة كانت على المومنين كتابا موقوتا... ﴾ النساء :102 وموعد مع الله في عيد أسبوعي ﴿ يأيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله ﴾ الجمعة :9. وموعد سنوي مع الله: ﴿ شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن، فمن شهد منكم الشهر فليصمه... ﴾ البقرة : 184.

وموعد مع الله مرة في العمر بحج بيته لمن استطاع إليه سبيلا.

وموعد كل إنسان للرحيل: ﴿ لكل أمة أجل، إذا جاء أجلهم لا يستاخرون ساعة ولا يستقدمون ﴾ يونس: 49.

من هنا أيها المومنون والمومنات يتبين لنا أن الحياة ليست عبثا، والمواعيد عهود وأمانات ﴿ والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون ﴾ المومنون :8....

السؤال: كيف نتعامل مع احترام المواعيد فيما بيننا؟

وكيف نريد ممن لا يلتزم بمواعيد خالقه أن يحترم مواعيد المخلوقات؟

• إن حسن أخلاق العباد رهين باحترام الوقت والميعاد، وإن احترام المواعيد سمة مميزة للمسلم الملتزم، وإن احترام المواعيد من أهم عوامل النجاح في حياة البشر، وللمواعيد المضبوطة أهمية كبرى، وربما توقفت عليها حياة أشخاص ومستقبلهم،

• فلو أن طبيبا تخلف عن موعد مريضه !!!،

• ولو أن الأستاذ تخلف عن موعد طلبته أو محاضرته !!!،

• ولو أن سائق الناقلات تخلف عن موعد السفر !!!،

• وتخلف قائد الطائرة عن موعد الرحلة !!! الخ، لسادت الفوضى وضاع الكثير من الخير. فهل أنت أيها المسلم ممن يلتزم باحترام المواعيد بدقة ؟

قال أحد الشعراء:

إذا قلت في شيء نعم فأتمه http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
فإن نعم دين على الحر واجب http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif


وإلا فقل لا تسترح وترح بها http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
لئلا يقول الناس إنك كاذب http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif



عباد الله إن احترام المواعيد وعدم الإخلال بها - إلا بعذر قاهر - تطمئن الناس بعضهم إلى بعض وتربي الثقة في عهودهم والتزاماتهم. وقد مدح الله تعالى نبيا كريما بالصدق في الوعد فقال عز وجل : ﴿ واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا ﴾. مريم : 54 وعلق عليها الإمام القرطبي بقوله : صدقُ الوعد من خُلق النبيين والمرسلين، وخلافه: من أخلاق الفاسقين والمنافقين. كما حث صلى الله عليه وسلم على الوفاء بالوعد، وجعل من يخلف الوعد متصفا بإحدى صفات المنافق فقال عليه الصلاة والسلام. آية المنافق ثلاث : ((إذا حدث كدب، وإذا أؤتمن خان، وإذا وعد أخلف)) ص.مسلم / عباد الله - إن احترام المواعيد صفة الأنبياء والمرسلين، والالتزام بها، يحفظ الحقوق والأوقات فتحصل بها المصالح والمنافع.

فكيف بالله عليكم تتحقق المصلحة لمن يأخذ موعدا بالساعة والدقيقة.. وينتظر الساعات؟ كيف تتحقق مصلحة طلاب علم ينتظرون محاضرة بموعد لا يأتي فيه المحاضر إلا بعد ساعة أو أكثر؟

• كيف يمكن أن نطالب الناس بالثقة في من تعودوا منه إهانتهم وتضييع أوقاتهم، وعدم التزامه بالمواعيد؟

• إن عدم الالتزام باحترام المواعيد يشجع العابثين وأصحاب الأهواء، ويثبط عزائم الجادين ويساهم في تخلف المجتمع بأسره. وبذلك يعتبر إخلاف المواعيد مرضا خطيرا يتطلب من المخلصين لدينهم ووطنهم التفكير في علاج ناجع بوسائل منها:
1- التربية الإيمانية.
2- المصارحة وعدم المداهنة للذين يخالفون الوعود ويتخلفون.
3- تشجيع الملتزمين ماديا ومعنويا.
4- عدم انتظار المتأخرين وإنجاز الأعمال في مواعيدها المحددة.
5- تحديد المواعيد بدقة.

فاعملوا عباد الله على ترسيخ احترام المواعيد بينكم وربوا عليها أبناءكم - وعلينا يا أمة القرآن أن نسترد ما ضاع منا من القيم ليسود الصدق والوفاء وتعود الثقة إلى النفوس التي لن يتغير حالها إلا بجهد وعزيمة. ﴿ إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ﴾ الرعد :12/ واعلموا أيها المؤمنون أن الوقت غال وثمين. وقد قالوا * [ الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك ] * فكما لا تحب أن يُضيِّع أحد وقتك، فلا تُضيِّع أوقات الآخرين - إذ لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه.

أيها المسلمون إن احترام المواعيد يربي الاحترام لوقت بعضنا البعض، ويربي فينا النظام والانضباط ويجعل لنا مكانا بين الناس، ونكون مأجورين على ذلك … وقد ربى نبينا صلى الله عليه وسلم أصحابه [رضي الله عنهم] على احترام المواعيد والوفاء بالوعود - وهذا عبد الله بن مسعود كان ( إذا وعد فقال : إن شاء الله، لم يخلف ) - وكان عمر رضي الله عنه يرتب أموره ليلا ونهارا ويقول : ( إن نمت الليل ضيعت نفسي، وإن نمت النهار ضيعت رعيتي ) هكذا كانوا فبارك الله أعمارهم وأوقاتهم - وقاموا بأعمال عظيمة في أزمان يسيرة، وعَلمُوا أن سلعة الله غالية، وسلعة الله الجنة فعملُوا لها وتاجروا وربحوا البيع - نسال الله أن يجمعنا بهم ويعيننا على الاقتداء بهم - إن الله لا يخلف الميعاد.


ندرك جميعاً أنه من واجبات المرء أن يحافظ على وقته ويرعاه، وأن يحاسب نفسه على الأوقات التي أضاعها لا الأوقات التي اغتنمها.

لكننا أحياناً في تعاملنا مع غيرنا -خاصة من أهل العلم والدعوة الذين يقصدهم الناس ويزدحمون حول أبوابهم- ربما أسأنا لأوقاتهم من حيث لانشعر، وأحياناً يغيب عن أذهاننا أن من مسؤوليتنا المحافظة على أوقات الآخرين أو على الأقل احترامها.

ومن صور تلك المحافظة: افتراض الخلاف حول تحديد الأولويات، فما نراه مهماً لدينا قد لايكون كذلك لديهم، وحتى حين يبقى الخلاف قائماً فالقضية تتعلق بصاحب الوقت فرأيه أولى أن يعتبر.
وقد نرى أننا بحاجة إلى مساعدة شخصية من أمثال هؤلاء، كقراءة مسودة كتاب، أو مشروع عمل، أو تقديم استشارة في أمر ما، وهو مطلب مشروع لكنه حين يتجاوز دائرة الطلب إلى الإلحاح والإصرار فهو ينم عن صورة من صور الوصاية على أوقات الآخرين.

وحين يعتذر لنا بالانشغال فتقديرنا لانشغاله وقبولنا لعذره يمثل صورة من صور احترام وقته، وكيف نلوم من اعتذر عن استقبالنا وهو حق شرعي له وقد أدبنا القرآن بهذا الأدب {وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم} والرجوع الأزكى ينبغي أن يصحب بالتقدير للاعتذار لا الانصراف بالسخط واللوم.

روى ابن جرير بإسناده إلى قتادة قال: قال بعض المهاجرين لقد طلبت عمري كله هذه الآية، فما أدركتها أن أستأذن على بعض إخواني فيقول لي ارجع، فأرجع وأنا مغتبط {وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم والله بما تعملون عليم}.

وقد جاء تحديد ذلك بالثلاث في السنة النبوية، فعن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( إذا استأذن أحدكم ثلاثا فلم يؤذن له فليرجع) [ رواه البخاري (6245) ومسلم (2154) .

وتقدير الانشغال بأعمال خاصة به نفسه كالذكر والقراءة ونحو ذلك، مظهر من مظاهر رعاية أوقاتهم؛ خلافاً لما يسلكه بعض الناس حين يقدم على من هو منشغل بذكر أو تلاوة فيقطع عليه ذلك لأمر لايستحق.

وقد نبه ابن القيم رحمه الله إلى أن إيثار المرء الناس بوقته أمر يفسد عليه حاله فقال:”مثل أن تؤثر جليسك على ذكرك، وتوجهك وجمعيتك على الله، فتكون قد آثرته بنصيبك من الله مالايستحق الإيثار، فيكون مثلك كمثل مسافر سائر في الطريق لقيه رجل فاستوقفه، وأخذ يحدثه ويلهيه حتى فاته الرفاق، وهذا حال أكثر الخلق مع الصادق السائر إلى الله تعالى؛ فإيثارهم عليه عين الغبن، وما أكثر المؤثرين على الله تعالى غيره ، وما أقل المؤثرين الله على غيره. وكذلك الإيثار بما يفسد على المؤثر وقته قبيح أيضاً، مثل أن يؤثر بوقته، ويفرق قلبه في طلب خلقه، أو يؤثر بأمر قد جمع قلبه وهمه على الله؛ فيفرق قلبه عليه بعد جمعيته، ويشتت خاطره، فهذا أيضاً إيثار غير محمود. وكذلك الإيثار باشتغال القلب والفكر في مهماتهم ومصالحهم التي لاتتعين عليك، على الفكر النافع ، واشتغال القلب بالله، ونظائر ذلك لاتخفى، بل ذلك حال الخلق، والغالب عليهم. وكل سبب يعود عليك بصلاح قلبك ووقتك وحالك مع الله فلا تؤثر به أحداً؛ فإن آثرت فإنما تؤثر الشيطان وأنت لاتعلم” [ مدارج السالكين (2/310).


ومن مظاهر احترام أوقات الآخرين احترام مواعيدهم من حيث الانضباط فيها، والاعتذار عند حصول مانع مفاجيء.


ومن الأدب مع أوقاتهم، أن يبادر المرء بالاستئذان متى ما انتهى من شغله وحاجته، أو شعر أنه قد أطال بما فيه الكفاية؛ إذ قد يجد الرجل حرجاً من أن يطلب من زائره الانصراف وهو ربما كان ينتظر انصرافه على أحر من الجمر.


وقد يظن بعض الناس أن الإلحاح في الدعوة والمشاركة في المناسبات الخاصة أمر يعكس عظم قدر الشخص عنده، وقد لايكون الأمر كذلك، بل يمثل إهداراً لوقت كان يمكن أن يستفيد منه فيما هو أولى.


ويبقى الأمر بعد ذلك يحتاج إلى اتزان فعلى الدعاة وأهل العلم أن يسعوا للإعطاء من أوقاتهم والاحتساب في ذلك، وعلى من يعاملهم أن يوازن بين استفادته من أوقاتهم، وبين إسهامه في المحافظة عليها.


• نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم وبكلام سيد الأولين والآخرين ويغفر الله لي ولكم ولكل عبد قال آمين.

ضليت طريقى
06-06-2013, 01:34 PM
شكراااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا

ألب أرسلان
10-06-2013, 05:39 AM
بوركتم وبورك مروركم الكريم

جزاكم ربي الجنة