فاطمة الفهرية
02-07-2013, 02:11 PM
أولاً الفسطاط:
"العاصمة الأولي لمصر الإسلامية":
كان من عادة القادة العرب تأسيس مدن جديدة في البلدان التي فتحوها كمركز لدخولها الإسلام أو لاتخاذها عاصمة للولاية الإسلامية كما فعلوا في تأسيس البصرة سنة 14هـوالكوفة سنة 36هـ
وما أن فرغ عمرو بن العاص من فتح مصر وتأمين هذا الفتح حتى شرع سنة 21هـ تأسيس مدينة جديدة قريبة من حصن بابليون، وكان موقع المدينة الجديدة أفضل من موقع مدينة الإسكندرية المتطرف والمطل علي البحر المتوسط مما يجعله عرضه لغارات الأساطيل الرومية فضلاً عما تزدحم بهم الإسكندرية من عناصر يونانية ورومانية لا يتناسب معها إقامة العرب بينهم وداخل مدينتهم التي ظلت عاصمة لمصر اليونانية والرومانية والبيزنطية علي مدي قرون عديدة ، في حين كان موقع الفسطاط يتوسط أقاليم موالية للعرب رأت فيهم مخلصاً لهم من ظلم الرومان. ويدل استمرار هذا الموقع كعاصمة حتى اليوم علي فطنة القائد عمرو بن العاص وحسن اختياره.
وقد اختلفت آراء وتفسيرات المؤرخين واللغويين حول اسم مدينة الفسطاط ، فمن قائل بأنها تعني المخيم وذلك نسبة إلي المخيم أو الفسطاط الذي كان يتخذه عمرو بن العاص في نفس المطاف الذي أنشأ فيه مدينته الجديدة عند حصاره لحصن بابليون ، وهناك رأي آخر يقول به بعض المستشرقين ويرجع الاسم إلي أصل يوناني بأنه مشتق من الكلمة اليونانية فستاتوم أو فسطاطوم بمعني المدينة أو الحصن ، وأن العرب حرفوا الاسم إلي فسطاط ، وهو تفسير لا يستند إلي أساس تاريخي أو لغوي ، وإنما يعبر فقط عن حرص بعض المستشرقين علي نسبة كثير من إنجازات المسلمين إلي أصول أوربية ، ولعله من المفيد الرد علي هذا الرأي بأن كلمة فسطاط لها جذور ومعاني عربية فهي تعني المدينة أو مجتمع المدينة بدليل ورودها في حديث نبوي شريف يقول "عليكم بالجماعة فإن يد الله علي الفسطاط" أي علي المدينة ومجتمع الناس ، كما كان يقال للبصرة عند إنشائها الفسطاط ، ومن هنا أطلق علي المدينة الجديدة بمصر اسم الفسطاط بمعني المدينة كما أطلق من قبل علي البصرة.
وكانت مساحة الفسطاط عند إنشائها تتخذ هيئة مستطيلة يبلغ طول ضلعها من الشمال إلي الجنوب حوالي خمسة آلاف متر ، وعرضها من الشرق إلي الغرب حوالي ألف متر .
وكعادة القادة العرب الفاتحين عند إنشائهم مدناً جديدة كانوا يحرصون علي توسط المسجد للمدينة ومن حوله تتوزع مرافق المدينة وبيوتها وأسواقها ، وكان المسجد هو مركز المدينة الذي تلتف حوله وتنتشر سائر المرافق والمنشآت ، وكان مسجد المدينة الجامع عند إنشائه بتاج الجوامع ، وجامع الفتح ، وبالجامع العتيق ، وعرف فيما بعد بجامع عمرو ، وكان المسجد عند إنشائه يقع علي شاطئ النيل الشرقي وكان يشغل مساحة صغيرة لم تزد عن خمسة وعشرين متراً طولاً وخمسة عشر متراً عرضاً ، وبني المسجد علي نمط مسجد النبي "صلي الله عليه وسلم"بالمدينة المنورة من حيث التخطيط المكون من مساحة وسطي مكشوفة غير مسقوفة عرفت فيما بعد بالصحن ، وتحيط بها مساحات مسقوفة من الجهات الأربع عرفت فيما بعد بالأروقة ، وقد حددت جهة القبلة ببعض الأعمدة القائمة بصدر جدار القبلة ، فلم يكن المحراب المجوف معروفاً في ذلك الوقت ولم يكن للمسجد مئذنة أيضاً وكان للمسجد بابان في كل جوانبه الثلاثة "فيما عدا جدار القبلة" وتقول بعض الروايات أن عمرو بن العاص زود المسجد بمنبر علي غرار منبر الرسول بمسجده ، غير أن الخليفة عمر بن الخطاب أمره بكسره وكتب إليه يقول " أما يكفيك أن تكون قائماً والناس جلوس عند قدمك " فاستجاب عمرو لذلك وإن كان قد أضاف المنبر ثانية للمسجد بعد ذلك .
كما اقتدي عمرو بن العاص بالنبي " صلي الله عليه وسلم " في بناء دار للإمارة في الجبهة الشرقية من المسجد علي غرار دار النبوة التي كانت تحف بشرق المسجد النبوي بالمدينة ، وكان يفصل بين دار الإمارة والمسجد ممر بلغ عرضه نحو ثلاثة أمتار ونصف ، وقد حظي مسجد عمرو بن العاص بالفسطاط بعناية جميع حكام مصر ورعايتهم علي مر العصور ، وتمثلت هذه العناية في زيادة مساحته وإضافة مرافق جديدة إليه لدرجة أن المسجد الحالي " ستة أفدنة تقريبا" لا يمت للمسجد الأصلي الذي أنشأه عمرو بن العاص بأية صلة سوي الموقع الذي يقوم فيه .
وبالإضافة إلي المسجد ودار الإمارة انتشرت بيوت الفسطاط من حوله فيما عدا الضالع الغربي منه حيث كان يجري ماء النيل وقتها ، ولما كانت مساحة المدينة أوسع كثيراً من أن تقتصر علي الجند المصاحب لعمرو بن العاص عند فتح مصر وإنشاء الفسطاط " حوالي أثني عشر ألفاً" فإن هذا يعني أن بيوت الفسطاط كانت علي درجة كبيرة من الاتساع في مساحة كل منها ، وأنها كانت منفصلة عن بعضها ، أي أنها لم تكن متلاصقة إلا في تلك التي تحف بالمسجد أو تقرب منه ، وإن كانت روايات تاريخية أخري تؤكد إقامة سكان مصر من الأقباط داخل الفسطاط أيضاً وأن خططها كانت تتسع لذلك بدليل الكنائس التي كانت تضمها المدينة الجديدة تلبية لأداء طقوسهم .
وكشفت الحفائر الأثرية أن بيوت الفسطاط كانت مبنية من الطوب اللبن أو الطين وبعضها كان مشيداً من الحجر .
وكانت الفسطاط مقسمة إلي خطط أي أحياء عديدة ، خصصت كل خطة منها لإقامة قبيلة من القبائل العربية المصاحبة للفتح أو تلك التي جاءت لمصر بعد الفتح ، وقد خلفت القبائل أسمائها علي الخطط التي سكنتها فعرفت خطط تجيب ومزحج وجذام وثقيف وغامق ومهرة ولخم ، كما كانت هناك خطة للفارسيين ، وخطة للحمراوت كان يسكنها الروم . كما ضمت الفسطاط عدداً من الدور التي عرفت بأسماء أصحابها من الرعيل الأول من الصحابة الذين شاركوا في فتح مصر كدار الزبير بن العوام ، ودار مسلمة بن مخلد الأنصاري ، ودار عبادة بن الصامت ، ودار خارجة بن حذافة .
وامتد عمران الفسطاط شمالاً حتى المكان الذي يشغله مسجد أحمد بن طولون علي جبل يشكر ، وشرقاً حتى المكان الذي يشغله حي عين الصيرة حالياً ، وجنوباً حتى بركة الحبش عند المكان الذي تشغله دار السلام حالياً من جهة أخري اختارت بعض القبائل العربية الإقامة علي الضفة الغربية للنيل مثل قبائل همدان ويافع ، فبني لهم عمرو بن العاص بعد استشارة الخليفة عمر بن الخطاب حصناً لتأمينهم عرف بالجيزة وذلك سنة "21هـ - 22هـ " ، وبالإضافة إلي بيوت الفسطاط كانت المدينة تضم عدة أسواق وميادين وبساتين تحدثت عنها ووصفتها المصادر التاريخية ، كما كان للمدينة ميناء علي النيل زادت أهميته بعد حفر خليج أمير المؤمنين الذي وصل النيل بالبحر الأحمر عند القلزم ، كما أنشئت فيما بعد علي الجانب الآخر من نهر النيل قبالة الفسطاط دار لصناعة السفن عرفت بجزيرة الصناعة ، ثم عرفت ولا تزال تعرف حتى الآن بجزيرة الروضة ، وكان يصل بينها وبين الفسطاط جسر ممتد من المراكب النيلية ،وعلي طول التاريخ الإسلامي لمصر شهدت الفسطاط امتداد ً عمرانياً كبيراً ومتصلاً ساعد علي أن تظل المدينة مأهولة بالسكان والصناع والحرف المختلفة حتى إنشاء العواصم التالية لها.
وتعرضت الفسطاط لكثير من أحداث التدمير والحرائق التي أصابتها علي مر تاريخها الطويل ، كما حدث عند مطاردة الجيوش العباسية لفلول الجيش الأموي بقيادة آخر خلفاء بني أمية مروان بن محمد سنة "123هـ" ،فقد دمرتها قوات الأمويين حتى لا ينعم بعمرانها العباسيون من بعدهم ،
كما أصابتها جيوش العباسيين بالدمار والحرق أيضاً عند قدومها سنة "292هـ " للقضاء علي بقايا الدولة الطولونية ، ونكبت الفسطاط في العصر الفاطمي أثناء سنوات الشدة المستنصرية "457- 464هـ " ، كما تأثرت الفسطاط كثيراً بالحريق الذي فعله الوزير الفاطمي شاور سنة "565هـ" في نزاعه مع منافسه الوزير ضرغام وحتى لاتقع المدينة في يد عموري ملك مملكة بيت المقدس الصليبية الذي استنجد به ضرغام .
"العاصمة الأولي لمصر الإسلامية":
كان من عادة القادة العرب تأسيس مدن جديدة في البلدان التي فتحوها كمركز لدخولها الإسلام أو لاتخاذها عاصمة للولاية الإسلامية كما فعلوا في تأسيس البصرة سنة 14هـوالكوفة سنة 36هـ
وما أن فرغ عمرو بن العاص من فتح مصر وتأمين هذا الفتح حتى شرع سنة 21هـ تأسيس مدينة جديدة قريبة من حصن بابليون، وكان موقع المدينة الجديدة أفضل من موقع مدينة الإسكندرية المتطرف والمطل علي البحر المتوسط مما يجعله عرضه لغارات الأساطيل الرومية فضلاً عما تزدحم بهم الإسكندرية من عناصر يونانية ورومانية لا يتناسب معها إقامة العرب بينهم وداخل مدينتهم التي ظلت عاصمة لمصر اليونانية والرومانية والبيزنطية علي مدي قرون عديدة ، في حين كان موقع الفسطاط يتوسط أقاليم موالية للعرب رأت فيهم مخلصاً لهم من ظلم الرومان. ويدل استمرار هذا الموقع كعاصمة حتى اليوم علي فطنة القائد عمرو بن العاص وحسن اختياره.
وقد اختلفت آراء وتفسيرات المؤرخين واللغويين حول اسم مدينة الفسطاط ، فمن قائل بأنها تعني المخيم وذلك نسبة إلي المخيم أو الفسطاط الذي كان يتخذه عمرو بن العاص في نفس المطاف الذي أنشأ فيه مدينته الجديدة عند حصاره لحصن بابليون ، وهناك رأي آخر يقول به بعض المستشرقين ويرجع الاسم إلي أصل يوناني بأنه مشتق من الكلمة اليونانية فستاتوم أو فسطاطوم بمعني المدينة أو الحصن ، وأن العرب حرفوا الاسم إلي فسطاط ، وهو تفسير لا يستند إلي أساس تاريخي أو لغوي ، وإنما يعبر فقط عن حرص بعض المستشرقين علي نسبة كثير من إنجازات المسلمين إلي أصول أوربية ، ولعله من المفيد الرد علي هذا الرأي بأن كلمة فسطاط لها جذور ومعاني عربية فهي تعني المدينة أو مجتمع المدينة بدليل ورودها في حديث نبوي شريف يقول "عليكم بالجماعة فإن يد الله علي الفسطاط" أي علي المدينة ومجتمع الناس ، كما كان يقال للبصرة عند إنشائها الفسطاط ، ومن هنا أطلق علي المدينة الجديدة بمصر اسم الفسطاط بمعني المدينة كما أطلق من قبل علي البصرة.
وكانت مساحة الفسطاط عند إنشائها تتخذ هيئة مستطيلة يبلغ طول ضلعها من الشمال إلي الجنوب حوالي خمسة آلاف متر ، وعرضها من الشرق إلي الغرب حوالي ألف متر .
وكعادة القادة العرب الفاتحين عند إنشائهم مدناً جديدة كانوا يحرصون علي توسط المسجد للمدينة ومن حوله تتوزع مرافق المدينة وبيوتها وأسواقها ، وكان المسجد هو مركز المدينة الذي تلتف حوله وتنتشر سائر المرافق والمنشآت ، وكان مسجد المدينة الجامع عند إنشائه بتاج الجوامع ، وجامع الفتح ، وبالجامع العتيق ، وعرف فيما بعد بجامع عمرو ، وكان المسجد عند إنشائه يقع علي شاطئ النيل الشرقي وكان يشغل مساحة صغيرة لم تزد عن خمسة وعشرين متراً طولاً وخمسة عشر متراً عرضاً ، وبني المسجد علي نمط مسجد النبي "صلي الله عليه وسلم"بالمدينة المنورة من حيث التخطيط المكون من مساحة وسطي مكشوفة غير مسقوفة عرفت فيما بعد بالصحن ، وتحيط بها مساحات مسقوفة من الجهات الأربع عرفت فيما بعد بالأروقة ، وقد حددت جهة القبلة ببعض الأعمدة القائمة بصدر جدار القبلة ، فلم يكن المحراب المجوف معروفاً في ذلك الوقت ولم يكن للمسجد مئذنة أيضاً وكان للمسجد بابان في كل جوانبه الثلاثة "فيما عدا جدار القبلة" وتقول بعض الروايات أن عمرو بن العاص زود المسجد بمنبر علي غرار منبر الرسول بمسجده ، غير أن الخليفة عمر بن الخطاب أمره بكسره وكتب إليه يقول " أما يكفيك أن تكون قائماً والناس جلوس عند قدمك " فاستجاب عمرو لذلك وإن كان قد أضاف المنبر ثانية للمسجد بعد ذلك .
كما اقتدي عمرو بن العاص بالنبي " صلي الله عليه وسلم " في بناء دار للإمارة في الجبهة الشرقية من المسجد علي غرار دار النبوة التي كانت تحف بشرق المسجد النبوي بالمدينة ، وكان يفصل بين دار الإمارة والمسجد ممر بلغ عرضه نحو ثلاثة أمتار ونصف ، وقد حظي مسجد عمرو بن العاص بالفسطاط بعناية جميع حكام مصر ورعايتهم علي مر العصور ، وتمثلت هذه العناية في زيادة مساحته وإضافة مرافق جديدة إليه لدرجة أن المسجد الحالي " ستة أفدنة تقريبا" لا يمت للمسجد الأصلي الذي أنشأه عمرو بن العاص بأية صلة سوي الموقع الذي يقوم فيه .
وبالإضافة إلي المسجد ودار الإمارة انتشرت بيوت الفسطاط من حوله فيما عدا الضالع الغربي منه حيث كان يجري ماء النيل وقتها ، ولما كانت مساحة المدينة أوسع كثيراً من أن تقتصر علي الجند المصاحب لعمرو بن العاص عند فتح مصر وإنشاء الفسطاط " حوالي أثني عشر ألفاً" فإن هذا يعني أن بيوت الفسطاط كانت علي درجة كبيرة من الاتساع في مساحة كل منها ، وأنها كانت منفصلة عن بعضها ، أي أنها لم تكن متلاصقة إلا في تلك التي تحف بالمسجد أو تقرب منه ، وإن كانت روايات تاريخية أخري تؤكد إقامة سكان مصر من الأقباط داخل الفسطاط أيضاً وأن خططها كانت تتسع لذلك بدليل الكنائس التي كانت تضمها المدينة الجديدة تلبية لأداء طقوسهم .
وكشفت الحفائر الأثرية أن بيوت الفسطاط كانت مبنية من الطوب اللبن أو الطين وبعضها كان مشيداً من الحجر .
وكانت الفسطاط مقسمة إلي خطط أي أحياء عديدة ، خصصت كل خطة منها لإقامة قبيلة من القبائل العربية المصاحبة للفتح أو تلك التي جاءت لمصر بعد الفتح ، وقد خلفت القبائل أسمائها علي الخطط التي سكنتها فعرفت خطط تجيب ومزحج وجذام وثقيف وغامق ومهرة ولخم ، كما كانت هناك خطة للفارسيين ، وخطة للحمراوت كان يسكنها الروم . كما ضمت الفسطاط عدداً من الدور التي عرفت بأسماء أصحابها من الرعيل الأول من الصحابة الذين شاركوا في فتح مصر كدار الزبير بن العوام ، ودار مسلمة بن مخلد الأنصاري ، ودار عبادة بن الصامت ، ودار خارجة بن حذافة .
وامتد عمران الفسطاط شمالاً حتى المكان الذي يشغله مسجد أحمد بن طولون علي جبل يشكر ، وشرقاً حتى المكان الذي يشغله حي عين الصيرة حالياً ، وجنوباً حتى بركة الحبش عند المكان الذي تشغله دار السلام حالياً من جهة أخري اختارت بعض القبائل العربية الإقامة علي الضفة الغربية للنيل مثل قبائل همدان ويافع ، فبني لهم عمرو بن العاص بعد استشارة الخليفة عمر بن الخطاب حصناً لتأمينهم عرف بالجيزة وذلك سنة "21هـ - 22هـ " ، وبالإضافة إلي بيوت الفسطاط كانت المدينة تضم عدة أسواق وميادين وبساتين تحدثت عنها ووصفتها المصادر التاريخية ، كما كان للمدينة ميناء علي النيل زادت أهميته بعد حفر خليج أمير المؤمنين الذي وصل النيل بالبحر الأحمر عند القلزم ، كما أنشئت فيما بعد علي الجانب الآخر من نهر النيل قبالة الفسطاط دار لصناعة السفن عرفت بجزيرة الصناعة ، ثم عرفت ولا تزال تعرف حتى الآن بجزيرة الروضة ، وكان يصل بينها وبين الفسطاط جسر ممتد من المراكب النيلية ،وعلي طول التاريخ الإسلامي لمصر شهدت الفسطاط امتداد ً عمرانياً كبيراً ومتصلاً ساعد علي أن تظل المدينة مأهولة بالسكان والصناع والحرف المختلفة حتى إنشاء العواصم التالية لها.
وتعرضت الفسطاط لكثير من أحداث التدمير والحرائق التي أصابتها علي مر تاريخها الطويل ، كما حدث عند مطاردة الجيوش العباسية لفلول الجيش الأموي بقيادة آخر خلفاء بني أمية مروان بن محمد سنة "123هـ" ،فقد دمرتها قوات الأمويين حتى لا ينعم بعمرانها العباسيون من بعدهم ،
كما أصابتها جيوش العباسيين بالدمار والحرق أيضاً عند قدومها سنة "292هـ " للقضاء علي بقايا الدولة الطولونية ، ونكبت الفسطاط في العصر الفاطمي أثناء سنوات الشدة المستنصرية "457- 464هـ " ، كما تأثرت الفسطاط كثيراً بالحريق الذي فعله الوزير الفاطمي شاور سنة "565هـ" في نزاعه مع منافسه الوزير ضرغام وحتى لاتقع المدينة في يد عموري ملك مملكة بيت المقدس الصليبية الذي استنجد به ضرغام .