المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ღالشهيد _بإذن الله_ محمد ياقوت سيرة ومسيرة ومشروع وحلم ღ


فاطمة الفهرية
25-08-2013, 04:54 AM
ღبسم الله الرحمن الرحيم ღ

«مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ. فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ. وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلًا» ..

ღصدق الله العظيم ღ


محمد ياقوت أحد شهداء مجزرة رابعة العدوية يبلغ من العمر 37 عاماً أب لطفلين تخرج من كلية الهندسة قسم ميكانيكا جامعة الإسكندرية عام 1998وأتمّ حفظ القرآن في عامه الجامعي الأول وكان رحمه الله يحفظ القرآن بالصفحات وأرقام الآيات فتولى عمودًا للتحفيظ في مسجد المواساة بالإسكندرية واستمر على هذا لأكثر من عشرة سنوات
والتحق الشهيد بعدها بمعهد عالية القراءات وأتمه 2005 ثم ألتحق بكلية دار العلوم وكان عاشقًا للغة العربية وعلوم الصرف والاشتقاق ،وسجل الشهيد رسالة الماجيستير في دار العلوم في مقارنة الأديان وكان يعد رسالته عن الآريوسية الحديثة وكان المشرف على رسالته الدكتور محمد الشرقاوي.

كما التحق بدبلومة الترجمة التحريرية في الجامعة الأمريكية لدراسة علوم الترجمة فقد كان حلمه إعداد مشروع قومي لترجمة العلوم الهندسية بالعربية والاستعاضة بالمصطلحات العربية عن المصطلحات الأجنبية.
حصل “ياقوت” على إجازة من شيخ عموم المقارئ المصرية الشيخ المعصراوي عام 2008 ، كما كان عضوًا ناشطًا في جمعية تبليغ الإسلام السكندرية وأسس فرعًا تابعًا لها في القاهرة باسم جمعية أحسن القول وظل رقم هاتفه مطبوعًا على كل مطويات الجمعية فيتصل به الناس من شتى بقاع الأرض لجلب الكتب الإسلامية والدعوية، فكان لا يتخلف عن أي مناظرة أو محاضرة في مقارنات الأديان.

وتحكي زوجة طاهرة عامر زوجة الشهيد عن اخر لحظات بينهم قبل استشهادة فتقول “نزل يوم 14 أغسطس 2013 إلى رابعة العدوية بنية قولة كلمة حق عند سلطان جائر متكبر ونزل لمعاونة الناس في رفع الإصابات والجثث ، كان ينزل يوميًا في شهر رمضان إلى رابعة للاعتكاف والصلاة ومسيرات لرفض الانقلاب وكان يقول أحب رابعة العدوية جدًا ففيها الناس التي تشبهي وأشبهها ، وفى صباح يوم الأربعاء قلت له يا محمد لن أمنعك لكن حافظ على نفسك ربي يحفظك لي ولا يحرمني منك؛ كنت أتصل به يوم استشهاده -بإذن الله -كل نصف ساعة وفي المكالمة الرابعة لي معه الساعة الثانية ظهرًا قلت له يا محمد أبوس إيدك ارجع أعصابي تعبت خصوصًا بعد استشهاد أخي عبد الرحمن فرج صديقه، معي أطفال يا محمد لا تتركني وحدي ماذا أفعل من غيرك فانفعل فيّ وقال لي لن أتصل بك مرة أخرى لو قلتِ هذا؛ قلت له خلاص جدد نيتك ولن أحدثك في الأمر ثانية..

وتابعت :” اتصلت الساعة الرابعة والنصف عصرًا بهاتفه وكان من عادته ألا يفتح علي؛ فوجدت من فتح علي ورد علي صاحب هذا الموبايل استشهد؛ فمادت بي الأرض وصرخت بصوت مرتفع محمد زوجي؟! إنا لله وإنا إليه راجعون إنا لله وإنا إليه راجعون.. لم يكن معي إلا أبنائي الذين هالتهم هذه اللحظة وأشفقت على ابنتي عائشة …لم أطق المكوث في البيت لحظة واحدة بعدها لا أتصور أنه لن يفتح الباب علينا مجددًا”

وتقول زوجة الشهيد محمد ياقوت “زوجي كان من أزهد الناس في الدنيا؛ كان يبخل على نفسه وشخصه كثيرًا لكنه كان ينفق إنفاقًا كبيرًا من دخله على العلم والدراسة لدرجة أن والديه كانا يخاطبناه ويناشدانه التفت لمستقبل أبنائك واهدأ قليلًا..حين كان يعاتبني على تكالبي وحزني على بعض الأشياء الدنيوية فكان يقول لي : لتسئلن يومئذ عن النعيم” ولا أنسى صوته وهو يردد هذه الآيه أمامي، لكنه كان كريمًا بي وبأبنائه.

وأضافت : “زوجي كان لديه حلمان- سأسعى أن أحققهما له من بعده قدر استطاعتي – مشروعٌ قومي لتعريب المصطلحات العلمية وبدأ في الحديث عن خطوات هذه المشروع في نقابة المهندسين وفي اجتماعاتها مرتكزًا إلى خبرته كمهندس وكدرعمي وكمجيدِ للغة الإنجليزية ومشروعه الثاني إعداد دراسة عن الآريوسية الحديثة وإلمام المسلمين العرب بها حتى تكون مدخلًا في الحديث عن الدعوة إلى التوحيد والإسلام ، كان سيذهب معي في نهاية هذا الشهر لتقديم أوراقي في كلية دار العلوم؛ كان نفسه أن أعاونه في مشروع تعريب العلوم وكان في غاية سعادته حين فاتحته بأني سوف ألتحق بكليته وأدرس نفس دراسته لكنه قال لي أخشى فقط يا طاهرة أن تكوني عصبية علينا وقت الامتحانات لأن كلية دار العلوم ليست سهلة ”

وعن أعمال الشهيد تقول طاهرة عامر زوجته “زوجي كانت له أعمالًا خيرية في الخفاء والعلن منها ما أعلمه ومنها مالا أعلمه كان يحب السوريين في القاهرة جدًا وكان يعاون كثيرًا من الأسر السورية وكان يتمنى لو أن مرسي فعل أكثر للثورة السورية، آخر كتاب قرأه زوجي قبل وفاته بيومين كتاب الفطرية : بعثة التجديد المقبلة من الحركة الإسلامية إلى دعوة الإسلام لدكتور فريد الأنصاري العلامة المغربي وهو أحد الكتب التي غيرت مجرى حياتي تغييرًا كاملًا وعلمت من حبيبتي شيماء علي زوجة الشهيد بإذن الله محمد محرز أن هذا الكتاب هو آخر كتاب قرأه محرز قبل التحاقه بقافلة الجهاد في سورية”.

واختتمت الزوجة كلماتها ” ربي أكرمني كثيرًا وشرفني بهذا الزوج وكنت أتباهي بلا خوف من الحسد كما تفعل كثير من النساء به فكنت أقول بمنتهى الصراحة إن زوجي محمد هو مثلي الأعلى كان معلمي الأول وله أفضال علي لا تُحصى وكان نعم السند والمعين في الدنيا ، ربي أكرمني مرتين؛ لم يفجعني بفقد جثمانه ولا تشوه وجهه الجميل وأعاد لي سيارته بعد تهشم سيارات كثيرة في رابعة وكان سيارته تقف وحيدة لا يمسها سوء “