المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لغات النصر


مامون احمد مصطفى
30-08-2013, 04:39 AM
لغات النصر
لو أردنا التحدث بلغة العلمانية والديمقراطية والليبرالية، او اختار أي لغة تبتعد ابتعادا كاملا عن لغة الدين والتيارات الدينية، لوجدنا ان الرئيس محمد مرسي رضي الله عنه وارضاه هو الرئيس الفعلي لمصر.
لنأخذ لغة الديمقراطية التي صدع المتشدقون والمتفيهقون رؤوسنا بها منذ زمن طويل، لوجدنا وبإجماع العالم كله، دون أي اختلاف في وجهات النظر، او حتى تعليق حاقد، بان الرئيس مرسي رضي الله عنه قد فاز بالانتخابات بطريقة ديمقراطية نزيهة، وانه تسلم مهام رئيس جمهورية مصر كأول رئيس منتخب منذ 7000 عام. اذن فالنتيجة جاءت ضمن لعبة اعتبرها العالم اللعبة الوحيدة التي يمكن الاعتراف بها والتعامل معها دون اي لمز او غمز او حتى محاولة للمز او غمز، وهي الطريقة التي طالب العلمانيون بها منذ سنوات طويلة وعابوا على الحركة الإسلامية انها لا تمارسها او تعترف بها، وحين مارستها ونجحت بها استغنى العلمانيون والقوميون واللبراليون عنها ورجعوا لتسويغ الانقلابات العسكرية على انها الحل الأمثل للديكتاتورية التي يجب على الدول العربية والإسلامية الخضوع لها، لانهم بنظر الغرب والشرق ونظر انفسهم قطعان ماشية تساق نحو الحظائر والمراعي والمسالخ والمقاصب.
بلغة الشوارع التي جاءت لتنقض الديمقراطية والحرية وإرادة المواطن، فقد تحدث العلم المجرد، وبحسابات رياضية لا تقبل الشك او التأويل عند كل انسان يخضع عقله لمفهوم العلم الرياضي، فقد انكرت شركة جوجل وعلى لسان مديرها الأرقام التي اعتنقها الاعلام الفاسد من اجل تضليل الجماهير، وقامت مؤسسات علمية باستخدام العلم للطبيعة الجغرافية وما يمكن ان تتسع له الساحات من اعداد بشر، فوصل الرقم في جميع انحاء مصر الى 800000 الف متظاهر، اعتمد السيسي المدفوع نحو الخيانة هذا الرقم لإزالة الديمقراطية والحرية والإرادة الشعبية، لكنه لم ينظر الى الاعداد التي نزلت منذ يوم الانقلاب الغاشم الى اليوم والتي تشكل على اقل تقدير ثلث الشعب المصري، لكن الباطل لا يعرف ولا يعترف بحق او شبه حق.
بلغة الوطن والوطنية، فقد جاء الى مصر ولأول مرة في تاريخها زعيم يتقن العلم، ويستطيع ان يقرأ في جميع المجالات ويفهم ما يقرأ، فهو عالم من علماء مصر، اما من سبقه فهم ليسوا سوى ضباط لا يعرفون عن الحروف الا لغة مكسرة مشوهة، وبدل ان تفخر مصر بوصول رئيس يصل الى مستوى العلماء، تهافتوا على أموال مقدمة من ملوك وامراء حين يظهرون على الشاشات ليلقوا كلمة او خطاب، يندى جبين العرب والمسلمين لجهلهم العميق باللغة العربية، بل ان طلاب السادس الابتدائي يذهلون ويضحكون منهم ومن شعوبهم الراضخة لجهلهم وقلة حيلتهم حتى في قراءة القران والحديث.
بلغة الانتماء، فان محمد مرسي رضي الله عنه وارضاه، بدا حرصه على استقلال مصر منذ اللحظة الأولى، ولم يعرف او يعهد عنه انه كان يوما في صف المستعمر الغبي او الشرقي، اما قادة الانقلاب فهم: البرادعي، صاحب الصولة والجولة في تدمير الوطن العراقي والعربي، وقول صاحب القنبلة الذرية الباكستانية فيه حاضر، عمرو موسى مهندس من مهندسي النظام البائد ومتآمر من المتآمرين على قضايا العرب والمسلمين، ويكفيه ذلا موقفه في دافوس يوم وقف اردوغان وقفة حر وكان هو عبدا من العبيد، حمدين صباحي، عميل ايران في مصر، والذي عاش على سحت القذافي. حسين عبد الغني الذي كان تابعا ومقادا الى جمال مبارك، ويكفيه ذلا ان جمال مبارك حين رأى انه لا يريد الرد على شاب من احرار مصر قال قولة الفرعون للعبد " جاوبوا يا حسين ".
بلغة الاعلام، فان الرئيس مرسي رضي الله عنه وارضاه، كان يبذل الجهود من اجل لم شمل مصر والعرب، اليوم فان الاعلام المصري تحول الى مكب نفايات تفوح منه رائحة الخنازير النتنة، بل وتأبى الخنازير النتنة ذاتها ان تكون ضمن دائرة هذا الاعلام.
بلغة فلسطين، فان الرئيس مرسي رضي الله عنه وارضاه، كان رافعا رايتها وحاملا بقلبه لنواتها، لكن القيادة الجديدة بخيانة السيسي وما يسمى بمجلس الرئاسة حول فلسطين الى شيطان يجب التخلص منه ووأده والانتهاء منه الى الابد، فحاصر غزة الى حد الخنق والتجويع والإرهاب وهو يخطط لنقل الناس الى الموت جوعا كما في الصومال ودول افريقيا.
هناك لغات كثيرة يمكن أيضا ادراجها في هذا الموضع، لكني ساقف، وسأقول للخونة في القيادة العسكرية المصرية، وللخونة الذين يطلبون بركات عاهرات وبغايا السينما المصرية، وكل العهرة في الفن المصري، بان النهايات لا تكتب بمداد القوة، بل بمداد الحق، فطاغية مصر الأول جمال عبد الناصر قد ذهب، ولم يبق له ذكر الا عند من لا يعرف قيمة ذاته وقيمة كرامته، اما من ذهب على يده وفي سجونه من افراد الشعب فهم اكثر قيمة وخلودا منه، ورحل هتلر، لكن ضحاياه ما زالت حاضرة في ضمير العالم، ورحل بيغن ورابين، لكن الشهداء الذين قاوموهم هم غرة التاريخ والزمن.
سيكتب اسم الرئيس مرسي رضي الله عنه وارضاه، بجانب اسم عمر المختار وعبد القادر الجزائري وعمرو بن العاص وعمر بن الخطاب وابي بكر وسعد بن ابي وقاص وكل من مثلهم، وسيكون علامة من علامات التاريخ الإنساني شئتم ام ابيتم.
اما أنتم ومن لف لفيفكم، فستكتب اسماءكم أيضا، لكن بجانب أسماء عبد الله بن سلول، وعبد الله بن سبأ، وأبو لؤلؤة الفارسي، وإسماعيل الصفوي، وهذا كثير عليكم، لان من سبق ذكرهم كانوا يصنعون عبيدا لأفكارهم، اما أنتم فإنكم عبيد للعبيد المستعبدين من نسل كامل من العبيد.
اما انت أيها الرئيس المصري، يكفيك ان تكون في قلوب الملايين، الذي لا تعرف سوى الانحناء لله وحده، رئيس هؤلاء هو اعز عند الله من كل ما خلق الله ووصل اليه ادراكنا او لم يصل.
هنيئا لك هذا الفخر الذي لا يطاوله فخر، وهذه العزة التي ستسمى من اليوم عزة مرسي رواسي مصر، رواسي الإباء والشموخ والكرامة والعدالة والحرية والإرادة.
مأمون احمد مصطفى