المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أين نحن من أطفال السلف ؟!


نبيل القيسي
20-10-2013, 10:33 AM
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خير المرسلين، سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه ومَن تبِعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.

وبعد:
فقد دخل أحد الصحابة مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلَّم - في غير وقت الصلاة، فوجد غلامًا لم يبلُغِ العاشرة من عمره قائمًا يُصلِّى بخشوع، فانتظر حتى انتهى من صلاته، فجاء إليه وسلَّم عليه، وقال له: يا بني، ابنُ من أنت؟ فطأطأ الغلامُ رأسه، وانحدرت دمعةٌ على خدِّه، ثم رفَع رأسه وقال: يا عم، إني يتيمُ الأب والأم، فرقَّ له الصحابيُّ وقال له:
يا بني، أترضى أن تكونَ ابنًا لي؟
♦ قال الغلام: هل إذا جُعْتُ تُطعمني؟
♦♦ قال: نعم.

♦ قال الغلام: هل إذا عرِيتُ تكسوني؟
♦♦ قال: نعم.

♦♦ قال الغلام: هل إذا مرِضْتُ تَشفيني؟
♦ قال الصحابي : ليس إلى ذلك سبيلٌ يا بني!

♦♦ قال الغلام: هل إذا متُّ تحييني؟
♦ قال الصحابي: ليس إلى ذلك سبيل!

♦♦ قال الغلامُ: فدَعْني يا عمِّ للذي خلَقني فهو يهدين، والذي هو يُطعِمني ويَسقين، وإذا مرِضْتُ فهو يَشفينِ، والذي يُميتني ثم يُحيين، والذي أطمَعُ أن يغفرَ لي خطيئتي يوم الدِّين.

فسكت الصحابيُّ ومضى لحاله وهو يقول: آمنت باللهِ، مَن توكل على الله كفاه.

♦ إن تربية النشء على الاعتماد على الله، واستيعاب (مفهوم التوكل) بمفهومه الصحيح، تخلُق جيلًا واثقًا في قدراته (غير مُتَّكلٍ) على الآخرين.

لنتأمل حال هذا (الطفل) ونقارِنْه بحال (طفل اليوم)، بل ونقارنه بحال (رجال اليوم)، لندرك كيف كانوا؟! وماذا نحنُ فاعلون؟!
د. خاطر الشافعي (http://www.alukah.net/Authors/View/Social/8042/)