حنان
21-09-2009, 08:37 AM
اليوم هو الإثنين الموافق 9/10/1830 للهجرة الشريفة وشوارع المدينة مزدحمة بالمارة حيث كل الناس ذاهبون إلى مقر عملهم
وفي وسط المدينة تقع مدرسة (قــادة المستقبــل) الــتي لا يدخلها إلا النجباء من الأطفال الذين يجتازون بعض الامتحانات لبعض الصفات كالذكاء والقيادة والتضحية والإباء وكره الضيم، ولا بد من أن يبلغوا سنَّ العاشرة لدخول تلك المدرسة.
ولقد أمر بتلك المدرسة خليفة المسلمين لإعداد هؤلاء الصبية ليكونوا قواداً لجيوش المسلمين المرابطة في الثغور بعد أن يقضوا في تلك المدرسة عشرة أعوام يتعلمون فيها كل أنواع العلوم؛ ففيها العلوم الشرعية والعلوم السياسية، وفيها يتعلمون ركوب الخيل والسباحة والرماية وسائر فنون القتال والإعداد البدني.
وفي الصف التاسع يكون هؤلاء الصبية قد أصبحوا رجالاً فقد بلغوا من العمر تسعة عشر عاماً، وعلى كل واحد منهم أن يقضي أربعة شهور في ثغر من ثغور المسلمين، وعلى كل قائد ثغر أن يؤمِّر كل شاب منهم على سرية يبعثها إلى الأعداء، وبعد أربعة أشهر يرسل القائد هؤلاء الرجال إلى المدرسة مرة أخرى، ويرسل عن كل واحد منهم تقريراً لناظر المدرسة.
ولكي يؤهل الشاب للانتقال إلى الصف العاشر والأخير لا بد من أن يُجاز من قِبَل قائد الثغر.
وكان القعقاع وحمزة من ضمن هؤلاء الطلاب الذين اجتازوا الصف التاسع بتفوق وانتقلا إلى الصف العاشر وقد أُعطِيا لقب فارس وفق قوانين المدرسة؛ حيث يُعطَى الطالب بعد كل مرحلة دراسية يجتازها لقباً من الألقاب؛ فيُعطى في السنة الأولى التحفيزية لقب (متميز)، ثم يُعطى في السنة الثانية والثالثة لقب (بارع)، ثم في السنة الرابعة والخامسة لقب (شجاع)، ثم في السنة السادسة والسابعة لقب (همام)، ثم في السنة الثامنة والتاسعة لقب (فارس)، ثم في السنة العاشرة الأخيرة لقب (قائد).
وفي الطريق إلى المدرسة قال القعقاع لحمزة: قرأت شيئاً عجيباً البارحة.
قال حمزة: ما هو؟
قال القعقاع: كما تعلم فإني مهتم بالتاريخ كثيراً وكما قال الشاعر:
اقرؤوا التاريخ فيه العبر
ضلَّ قوم ليس يدرون الخبرْ
قاطعه حمزة: يا أخي! أخبرني بسرعة بلا مقدمات فقد مللت من كثرة استطرادك.
القعقاع: حسناً! حسناً!
قرأت في المجلد الثامن والعشرين من كتاب اسمه (مآسٍ من الماضي) والذي يقع في 36 مجلداً وهو كتاب يتكلم عن مآسي المسلمين منذ سقوط الخلافة العثمانية حتى قيام الخلافة الإسلامية مرةً أخرى؛ عن مجزرة غزة ولم أستطع أن أكمل ما قرأته من جرائم اليهود في القتل والتدمير بما يفوق ما يزعمونه من المحرقة التي قيل إنها ارتُكبت بحقهم وهي في جلّها دعاوى كاذبة؛ لاستدرار العطف على بني جيشهم ليس إلا.
قاطعه حمزة: غزة مدينتنا هذه؟!
القعقاع: نعم! هذه المدينة الجميلة.
حمزة: وما مجزرة غزة؟!
القعقاع: يقول الكتاب: إنه في سنة 1429 للهجرة النبوية الشريفة من شهر ذي الحجة دخلت قطعان من إخوان القردة والخنازير إلى هذه المدينة وأخذوا يقتلون الأطفال والنساء والشيوخ ويهدمون البيوت فوق ساكنيها، والأدهى والأمرُّ أنهم فرضوا عليهم قبل تلك المجزرة حصاراً اقتصادياً امتد قرابة عامين.
لم يستطع القعقاع التحدث أكثر من ذلك فقد دخل في نوبة من البكاء يشاركه في ذلك حمزة.
وبعد برهة من الوقت أكمل القعقاع: المصيبة أن عدد المسلمين في ذلك الزمان ألف ألف مسلم أو يزيدون كما يقول الكتاب، وأن بعض قادة المسلمين شارك في تلك المجزرة!
رفع حمزة رأسه ومسح دمعة متساقطة من عينيه، ثم قال:
لمثل هذا يذوب القلب من كمدٍ
إن كان في القلب إسلامٌ وإيمانُ
الإنسان دون أمل كنباتٍ دون ماء، وبدون ابتسامة كوردةٍ بدون رائحة، إنه بدون حب كغابةٍ احترق شجرها، الإنسان بدون إيمان وحش قاطع لا يرحم.
:358:
من Egy4Life
وفي وسط المدينة تقع مدرسة (قــادة المستقبــل) الــتي لا يدخلها إلا النجباء من الأطفال الذين يجتازون بعض الامتحانات لبعض الصفات كالذكاء والقيادة والتضحية والإباء وكره الضيم، ولا بد من أن يبلغوا سنَّ العاشرة لدخول تلك المدرسة.
ولقد أمر بتلك المدرسة خليفة المسلمين لإعداد هؤلاء الصبية ليكونوا قواداً لجيوش المسلمين المرابطة في الثغور بعد أن يقضوا في تلك المدرسة عشرة أعوام يتعلمون فيها كل أنواع العلوم؛ ففيها العلوم الشرعية والعلوم السياسية، وفيها يتعلمون ركوب الخيل والسباحة والرماية وسائر فنون القتال والإعداد البدني.
وفي الصف التاسع يكون هؤلاء الصبية قد أصبحوا رجالاً فقد بلغوا من العمر تسعة عشر عاماً، وعلى كل واحد منهم أن يقضي أربعة شهور في ثغر من ثغور المسلمين، وعلى كل قائد ثغر أن يؤمِّر كل شاب منهم على سرية يبعثها إلى الأعداء، وبعد أربعة أشهر يرسل القائد هؤلاء الرجال إلى المدرسة مرة أخرى، ويرسل عن كل واحد منهم تقريراً لناظر المدرسة.
ولكي يؤهل الشاب للانتقال إلى الصف العاشر والأخير لا بد من أن يُجاز من قِبَل قائد الثغر.
وكان القعقاع وحمزة من ضمن هؤلاء الطلاب الذين اجتازوا الصف التاسع بتفوق وانتقلا إلى الصف العاشر وقد أُعطِيا لقب فارس وفق قوانين المدرسة؛ حيث يُعطَى الطالب بعد كل مرحلة دراسية يجتازها لقباً من الألقاب؛ فيُعطى في السنة الأولى التحفيزية لقب (متميز)، ثم يُعطى في السنة الثانية والثالثة لقب (بارع)، ثم في السنة الرابعة والخامسة لقب (شجاع)، ثم في السنة السادسة والسابعة لقب (همام)، ثم في السنة الثامنة والتاسعة لقب (فارس)، ثم في السنة العاشرة الأخيرة لقب (قائد).
وفي الطريق إلى المدرسة قال القعقاع لحمزة: قرأت شيئاً عجيباً البارحة.
قال حمزة: ما هو؟
قال القعقاع: كما تعلم فإني مهتم بالتاريخ كثيراً وكما قال الشاعر:
اقرؤوا التاريخ فيه العبر
ضلَّ قوم ليس يدرون الخبرْ
قاطعه حمزة: يا أخي! أخبرني بسرعة بلا مقدمات فقد مللت من كثرة استطرادك.
القعقاع: حسناً! حسناً!
قرأت في المجلد الثامن والعشرين من كتاب اسمه (مآسٍ من الماضي) والذي يقع في 36 مجلداً وهو كتاب يتكلم عن مآسي المسلمين منذ سقوط الخلافة العثمانية حتى قيام الخلافة الإسلامية مرةً أخرى؛ عن مجزرة غزة ولم أستطع أن أكمل ما قرأته من جرائم اليهود في القتل والتدمير بما يفوق ما يزعمونه من المحرقة التي قيل إنها ارتُكبت بحقهم وهي في جلّها دعاوى كاذبة؛ لاستدرار العطف على بني جيشهم ليس إلا.
قاطعه حمزة: غزة مدينتنا هذه؟!
القعقاع: نعم! هذه المدينة الجميلة.
حمزة: وما مجزرة غزة؟!
القعقاع: يقول الكتاب: إنه في سنة 1429 للهجرة النبوية الشريفة من شهر ذي الحجة دخلت قطعان من إخوان القردة والخنازير إلى هذه المدينة وأخذوا يقتلون الأطفال والنساء والشيوخ ويهدمون البيوت فوق ساكنيها، والأدهى والأمرُّ أنهم فرضوا عليهم قبل تلك المجزرة حصاراً اقتصادياً امتد قرابة عامين.
لم يستطع القعقاع التحدث أكثر من ذلك فقد دخل في نوبة من البكاء يشاركه في ذلك حمزة.
وبعد برهة من الوقت أكمل القعقاع: المصيبة أن عدد المسلمين في ذلك الزمان ألف ألف مسلم أو يزيدون كما يقول الكتاب، وأن بعض قادة المسلمين شارك في تلك المجزرة!
رفع حمزة رأسه ومسح دمعة متساقطة من عينيه، ثم قال:
لمثل هذا يذوب القلب من كمدٍ
إن كان في القلب إسلامٌ وإيمانُ
الإنسان دون أمل كنباتٍ دون ماء، وبدون ابتسامة كوردةٍ بدون رائحة، إنه بدون حب كغابةٍ احترق شجرها، الإنسان بدون إيمان وحش قاطع لا يرحم.
:358:
من Egy4Life