المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جولة في جسم الإنسان


أبو زياد
24-09-2009, 08:44 AM
ولنبدأ الآن جولتنا في جسم الإنسان مستعرضين بعض آيات الله المبهرة ونعمه الباطنة والظاهرة.
المخ
خلايا المخ هي الخلايا الوحيدة التي لا تتجدد كسائر خلايا الجسد، فقل الحمد لله على هذه النعمة الجليلة، لأن الخلايا العصبية لو كانت تنقسم كغيرها لكانت كارثة مروعة! ولا يمكنها حينئذٍ الاحتفاظ بشخصية الإنسان, ولتلاشت جميع الذاكرة خلال ساعات معدودة ولصِرْتَ إنسانًا جديدًا كل ستة أشهر!!.
لذا فعدد خلايا مخك التي ولدت بها لا تزيد عليها خلية واحدة إلى أن تموت. ودماغك هذا يحتاج إلى 1000 لتر من الدم تقريبًا في كل يوم, وهو لا يتغذى إلا على سكر الجلوكوز, فإن وقع خلل (لا قَدَّرَ الله) وأزمة جلوكوز فإنَّ آليات الجسم تُفَضِّلُ هذا العضوَ النبيلَ على سائر أجزاء البدن.. وذلك أن انقطاع الدم عن دماغك (لا قَدَّرَ الله) لمدة 5:3 دقائق يؤدى إلى تخريب دائم غير قابل للتراجع في الأنسجة والإنسان مهما علا في الأرض أو بلغ سلطانه فإن قطرة دم واحدة لو تجلطت في مخه لأصيب فورًا بالشلل أو بالعمى أو بالصمم أو بالخرس أو بالجنون.. بحسب المركز الذي تتخثر فيه تلك القطرة ولو كانت كرأس الدبوس.
حُدِثتُ عن مَرِيضٍ ابتُلى بتكسير كرات الدم الحمراء في المخ فكان يتساءل: (أقاعدٌ أنا أم قائم أم مستلق)؟!!
وكان يقول لقريبه الملازم له!: «لِمَ لا تأتي لزيارتي» وهو المقيم معه في المستشفى!!، وكان لا يشعر بالكوب على شفتيه فيخبروه بذلك ليشرب.
ويُحصىٍ العلماء إلى وقتنا هذا ملايين الخلايا في مخ الإنسان لا يدرون شيئًا عن وظائفها، عجزوا تمامًا عن إدراك مهماتها [ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ].
وأثبت العلم أن الإنسان حين يسجد على الأرض يفرغ شحنات ضارة, وعند السجود يزداد ضغط الدم في الأوعية فإن رفع الساجد رأسه انخفض الضغط وهكذا, فتلك مرونة صحية.
أخي هل شكرت الله على نعمة العقل؟..
أليس الله قد عافاك من الجنون، رأى أحدُ مشايخنا في مستشفى من المستشفيات امرأة مُقَيَّدة على سريرها بالحبال والأربطة فسأل عن هذا؛ فقال الأطباء: (أنهم لو فكوا يديها لَنَزَعَتْ كل ملابسها وتجردت تمامًا ولأكلت غائطها)!! فالحمد لله على العافية.
ولا توجد علاقة بين الذكاء وحجم المخ، ومن الطريف أن الخلايا التي يخصصها المخ للتحكم في إصبع الإبهام فقط أكثر بكثير من الخلايا التي يخصصها للتحكم في الصدر والبطن معًا.
ألا تتعجب معي من عقل الياباني يصمم أعقد الاختراعات ثم هو يعبد صنم!!؟ ما هداه عقله لعبادة الله، لتعلم أن الهداية مِنَّة ومحض اصطفاء.
أُخَّيَ هل شكرتَ الله على نعمة الذاكرة؟.
وإلا فما قيمة خبراتك ودراساتك لولا هذه النعمة.. فجأة ينقطع التيار الكهربي، يظلم المكان.. فَتَذْكُر أنك وضعت شمعة في أحد الأدراج منذ ستة أشهر.. وتتوجه إلى مكانها....
تذهب إلى الصيدلي.. أريد الدواء الفلاني، ومن بين آلاف الأسماء لعلب الدواء يتوجه مباشرة إلى ما طلبت.. امتحان آخر العام ها هي ورقة الأسئلة كيف تُجيب بدون نعمة الذاكرة؟.
أين بيتي؟
هل جربت معاناة أن تمحي ذاكرة هاتفك الجوال؟!
فما بالك لو محيت ذاكرتك أنت شخصيًا.. ها هو ريجان رئيس أمريكا السابق أصيب بالزهايمر.. فما عاد يذكر أنه حكم الولايات المتحدة الأمريكية في يوم من الأيام.
ألم تر الرجل يُرَد إلى أرذل العمر فينسى الأشياء وربما قَصَّ نفس الحكاية 20 مرة!!.
أحدهم كلما زارته حفيدته قال: أهلًا مدحت!!. وآخر يدخل ابنه عليه لعيادته فيقول لولده: من أنت؟!
تخيل إنسان ضعفت ذاكرته إلى الحد الذي لا يهتدي فيه إلى بيته الذي سكن فيه 35 سنة, ظَلَّ ساعة ونصف يدور على الناس في الشوارع يسألهم أين بيتي..؟.
أخي هل سُئلت مرة أين تسكن فعجزت عن الإجابة؟ أليست هذه نعمة؟ أليس من نعم الله عليك أنك تعرف اسم أبيك وجدك.
شاهدت في أحد الأفلام العلمية رجلًا أقصى ذاكرة يمكنه الاحتفاظ بها هي 5 دقائق فقط فهو يحمل معه جهاز تسجيل ليذكر نفسه أنه أكل منذ 6 دقائق!!
وذاكرة الحاسب الآلي لها سعة لا تتعداها ولا تتجاوزها فإن امتلأت لا يمكنها استيعاب شيئًا جديدًا إلا بمسح المواد القديمة أما ذاكرتك فلا.. إنها تستوعب ما شاء الله أن تستوعب من المعلومات لا تمتنع وبالجملة فلولا الذاكرة لاختلت حياتك، ولضاع منك ما دَرستَ، ولما انتفعت بتجربة, ولما عرفت من أحسن إليك ممن أساء إليك, ولتهت في الشوارع والطرقات لا تهتدي إلى منزلك, ولصارت خبراتك لا قيمة لها كأن لم تكن، ثم أعود فأقول والنسيان نعمة فلولاه لما تَعَزَّى إنسان، ولما مات له حزن ولا بَطَلَ له حقد، ولا تَنَعم بلذةٍ مع تَذَكُر الآفات.
القلب
قلبك هذا ينبض وأنت جنين في بطن أمك فلا يتوقف لحظة ولو توقف لخلفك جثةً هامدةً, من الذي أعطاك تلك الآلة الخارقة؟
من الذي يضمن لك أن تعمل بهذه الكفاءة والإتقان؟، لا يزيد حجم قلبك على قبضة يدك وهو مع ذلك مُضغة عجيبة, ومَضَخة رهيبة, تعمل بلا كلل ولا ملل بمعدل 100 ألف نبضة يوميًا أي 3 مليار نبضة في 75 سنة فهي كفيلة بضخ كمية من الدم تملأ ناطحة سحاب كبرج التجارة العالمي, وقد عَبَّر عنها أحد علماء الروس فقال إن القلب في حياة الإنسان ينجز عملًا يساوي قوة تكفي لرفع قطار سكة حديد كامل إلى أعلى قمة في أوربا أي إلى ارتفاع 4800 متر.
والقلب مسئول عن توصيل الدم لكل خلية في جسم الإنسان, وهو يعمل بآلية مُعقَّدة, وبه صمامات عجيبة, وقد خَصَّ الله القلب بمركز كهربي خاص دون سائر الجسم, فهو لا يحتاج لتنبيه خارجي, ففيه مركز ذاتي وآخر احتياطي, فإن تعطل الأول عمل الثاني, وفيه مركز احتياطي ثالث يعمل في حالة تعطل الثاني.
فعمله بالغ التعقيد والإحكام [ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ] [i:14].
في 29/5/1988 تَعَرَّضَ شاب في الثامنة عشرة من عمره لحادث أدى لِوَفَاته فنقل قلبه فورًا إلى امرأة تدعى كليرسيلفيا، والعجيب أنها بعد زراعة هذا القلب بدأت تتصرف بطريقة ذكورية ملحوظة وتحب ألوانًا من الطعام كانت لا تُقْبِل عَليها قبل ذلك ولما التقت بأهل المتبرع لاحظوا عليها كثيرًا من صفاته، وهذه فتاة نُقِل إليها قلب شاب لا تعرفه فجعلت تعزف الموسيقى التي كان يهواها( ).
وقد أحصى صاحب كتاب «شفرة القلب» حالات كثيرة مشابهة لذلك ممن أجرى لهم عمليات نقل القلب( ), فبعضهم صارت هوايته تسلق الجبال بعد ما كان يخشى الأماكن المرتفعة, وبعضهم شغف بالسباحة رغم أنه كان يخاف البحر جدًا, والبعض صار ودودًا بعد انطوائية وعُزلَة.
ومن أعجب ما قرأت في ذلك أنه تم زراعة قلب لطفلة في الثامنة من عمرها وكان القلب مأخوذا من فتاه عمرها 10 سنوات كانت قد قُتلت في ظروف غامضة وبعد عملية الزرع أُصيبت الفتاة بالكوابيس المُفزعة, كانت ترى في كل مرة رجلًا يَقتُلها وله صفات معينة فلما أبلغتها الشرطة, استدلوا على القاتل وإذا بالمعلومات في غاية الدقة!!
نَخْلَصُ من هذه الحالات أن القلب ليس مجرد مضغة تدفع الدماء بل قد أودع الله القلب ذاكرة تختزن ما يتعرض له الإنسان من أحداث.
وعلى الرغم من أن القلب لا يمثل 1% من جسم الإنسان إلا أنه يستهلك 20% من أوكسجين البدن, وذلك نظرًا لجهده العظيم.
نعمة السمع
نعمة عظيمة, هل تخيلت بؤس الحياة بدونها [ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ] [A:46], والسمع يعمل قبل البصر ومن لطف الله بنا أن جعل سمعنا محدودًا فآذاننا لا تُدْرِك من الأصوات إلا ما بين 20:20ألف ذبذبة فإن زاد على ذلك أو قل فنحن لا نسمعه, في حين أن بعض الحيوانات كالفأر يسمع حتى 100 ألف ذبذبة/ثانية ولو كان سمعنا كذلك لما تحملنا الضوضاء.
وسَمعك أخي في الله يتوقف على غشاء رقيق سمكه 1.5 مليمتر وقُطرُه 9 مليمتر يُسمى (الطبلة) لو تعطل لما سمعت شيئًا على الإطلاق, وقد جعل الله للأُذن إفرازًا دُهنيًا تلتصق به الأتربة وله رائحة تَطرد الحشرات, وجعل لِصوان الأُذن بصمة لا تتكرر بين اثنين من البشر كبصمة الأصابع والصوت والعين.
ومن نعم الله التي لا تُعد ولا تُحصى أنه خلق لك في أذنك الداخلية سائلًا وظيفته عزل كل الأصوات عن العصب السمعي إلا ما يأتيه عن طريق الطبلة, فلولا هذا السائل لكان صوت تَدَفُق الدم يُحدث أصواتًا مُزعجة تفوق الضوضاء التي تحدثها شلالات نياجرا!!! ولما أمكنك النوم أبدًا.
أتدري أن الله لو خلقك بِأُذن واحدة لما استطعت تحديد مصدر الأصوات التي تسمعها؟! فتخيل سيارة تُنبهك وأنت لا تراها كيف وأين تتوجه؟ هل شكرت الله الذي وهبك الذاكرة السمعية؟.. ألست ترفع سماعة الهاتف فتعرف المُتحدث بمجرد سماعه؟
ومن الطريف حقًا ما اكتشفه العلماء من علاقة معقدة بين تَغَيُّر تعبيرات الوجه وعضلاته حين يقول الإنسان عبارة «لم أسمع» «أَعِد علىّ» «ماذا تقول» «ارفع صوتَك» وما على شاكلتها فإن هذه التعبيرات تتصل بِرِكَاب الأُذن فتزداد حساسيتها للسمع.
أتدري أنك بدون جهاز التوازن الذي جعله الله في أُذنك لما استطعت أن تقف على قدميك هاتين ولاحْتَجْتَ إلى قدم طولها 70سم...! ولذا ترى التماثيل التي في محلات الملابس والتي هي بنفس حجم ومقاييس الإنسان لابد لها من قاعدة عريضة لكي تقف عليها أو تُثبَّت بالمسامير( ).
وقد يتربص بك عدو خلف جدار فلا تراه, لكنك بفضل الله تُدرك بأُذنك الأصوات والحركات.
نعمة البصر
في الحديث الضعيف أن رجلًا عَبَدَ الله 500سنة فلم تَفِ عبادته بشُكر نعمة البصر...
أخي من الذي وهبك هاتين العينين الجميلتين؟ وما قيمة جمال الدنيا وجمال ابنك الصغير وأروع الأزهار لولا هذه العين.
أتدري أن لقزحية عينك بصمة لا تتشابه وقزحية إنسان آخر ولو كان توأمك؟, أتدري أنك لو كنت بعين واحدة لما استطعتَ تقدير أحجام الأشياء ولما استطعت أن تُدخل خيطًا في ثُقب إبرة لأنك ساعتها لن تَرى إلا الطول والعرض؟.
هل تعلم أن أفضل آلة تصوير في العالم يوجد بها 10 آلاف مُسْتَقْبِل ضوئي في المليمتر مربع الواحد أما عينك فقد أَمَدَّها الله بمليون مُسْتَقْبِل ضوئي للمليمتر المربع، فلو أنك دَرَّجتَ اللون الأخضر مثلًا إلى 800 ألف درجة فإن العين البشرية السليمة يمكنها التمييز بين الدرجتين منها؟
من الذي أعطاك 5000 عدسة بعضها للمناظر الطُولِية وأُخرى للعرضية، وعدسات للإضاءة القوية، وغيرها للإضاءة الخافتة؟
أتدري أن الله لم يجعل بالعين مُستقبلات للألم فلو أن إنسانًا نظر لقرص الشمس طويلًا لاحترقت شبكية عينه وهو لا يشعر!! وأن اختلاف أصباغ القزحية هو المسئول عن اختلاف ألوان العيون كالسوداء والزرقاء والخضراء والعسلية.
أتدري أن عضلات عينك تتحرك حوالي 100 ألف حركة يوميًا, وأن تركيب دموع الحزن والفرح والانفعالات النفسية يختلف عن تركيب الدموع الناشئة عن الغُبار والمؤثرات الخارجية، وأن الدموعَ غَسُول للعين تَقْتُل الميكروبات, وتُرطب العين لئلا تجف, وتحفظ حرارتها السطحية, أتدري أنَّ أَدَقَّ وأرفع قناة في جسم الإنسان هي القناة الدمعية فهي كالشعرة المُفرَّغة من الداخل ينزل عَبرَها الدمع الفائض إلى الأنف فَيُرَطِبَه, أتدري حجم المشاكل التي ستعاينها أيها العبد الضعيف لو انسدت هذه القناة الدقيقة؟.
وكما أن لسمع الإنسان ولقدرته حدود فكذا لبصره حدود فكم من أجسام لا تراها لأنها دقيقة مُتَنَاهية الصِغَر، ولو استعملتَ المكبرات لرأيتَها, وتلك نعمة من الله؛ إذ لو كان بصرك حاد لدرجة إدراك هذه المخلوقات.. لما شربت كأس ماء.. لأنك سترى فيه عالمًا من الأحياء الدقيقة، ولما تنعمت بالنظر في وجه أحد لأنك سترى في جلد وجهه الغضون والتجاعيد بصورة مخيفة, ومن آيات الله أن حرارة عينك 59 وليست 537 كَسَائِر البدن وحرارة البدن لا تستطرق إليها.
ألم تسأل نفسك كيف لا تتجمد أعين الناس في البلاد الباردة والمناطق القطبية، قد تصل البرودة إلى 60 5 تحت الصفر والعين معظمها سوائل؟ إن الله تبارك وتعالى أودع في العين مادة تَحفظها من التَّجَمُد مهما انخفضت درجة الحرارة فهي لا تتأثر بها.
والعبد لو أنفق الملايين شكرًا لله على نعمة العين ثم قَلَّب بصره فيما حَرَّم الله فهو قطعًا لم يشكر نعمة البصر..
ها هو أحد الناس تجاوز عمره 55 سنة كان يخرج كل يوم للنظر إلى الفتيات يقال له:« اتق الله فإنه لا يَحِلُّ لك»، يقول:« أنا لا أفعل شيئًا سوى النظر هذا الرجل ابتلاه الله بمرض عجيب ونادر جدًا نسأل الله العافية والسلامة إنه مرض ارتخاء الجفون»..
نعم.. يسقط الجفن على العين فلا يُرفع.. فإن أراد أن ينظر إلى شيء أمسك جفنه بأصابعه وظل يرفعه حتى يرى فإن تركه سقط وسَدَّ عينه!!
أَعودُ لتركيب العين المُبْهِر وتصميمها المُعجِز..
ألم ترًأن جلد القرنية شفاف كالزجاج, وليس به أوعية دموية تُعِيق الرؤية.
أما بؤبؤ العين فيضيق ويتسع بحسب شدة الضوء فهو أمانٌ لنا من العمى بإذن الله، إذ لو تعرضت العين لضوء ولم يتقلص لَعَمِيَتْ العين, كما يتلف فيلم الكاميرا الذي تَعَرَّض لضوء باهر ولو ظَلَّ متقلصًا لما استطعنا الرؤية بالضوء الضعيف فهو يتسع مرةّ أخرى ليُدخل ضوءً أكثر وهكذا بحساسية مُفْرِطة وسرعة تصل إلى 1/2000 جزء من الثانية الواحدة.
نعمة رؤية الألوان
أتدري كم من الجُهود المكثفة بُذِلت على مدى عشرين عامًا من العلماء المتخصصين لتحويل التلفاز العادي القديم (الأبيض وأسود) إلى التلفاز الملون!؟ بعد آلاف التجارب والدراسات توصلوا إلى أنه لكي تتم مُشاهدة أي شيء بالألوان فلابد من نقل كل لون من هذه الألوان على حِدة.. وبشرط فاصل زمني قصير بين كل لونين وإلا فإن أُرسلت اهتزازات اللون الأحمر والأخضر والأصفر والأزرق مثلًا إلى العدسة في نفس اللحظة فليس بإمكاننا رُؤْية تلك الألوان لأنها ستتراكب، فإن أردنا رؤيتها فعلينا إرسالها للعدسة بفواصل زمنية قصيرة جدًا تصل إلى 1/100 من الثانية تقريبًا ولهذا تأخر ظهور التلفاز الملون لعدم وجود التَّقَدم التِّقَني اللَّازم لذلك آنذاك.
فإن كان تزامُن ثلاثة ألوان فقط يحتاج إلى عدة أجهزة كمبيوتر ضخمة.. فكيف تسنى للعين رؤية كل الألوان في نفس اللحظة.. هذا يحتاج منك أن تقول «سبحان الله».
وإلا كيف لا تبدو كل المناظر لنا أبيض وأسود؟!
«اللهمَّ متعنا بأسماعنا وأبصارنا أبدًا ما أحييتَنا واجعله الوارث منا».
نعمة اللسان
إنك قد تقرأ حتى تتأثر عيناك, تصلي حتى يؤلمك ظهرك, تصوم حتى تجوع بطنك, لكنك مهما ذكرت الله وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر فإنَّ اللسان لا يتعب.
قطعة لحم عجيبة مهما علمتها من لغات تكلمت, تُحَركها 17 عضلة في كل اتجاه, كساه الله حوالي 10000 حلمة صغيرة كل مجموعة منها تتعرف على طعم من الطُعوم المختلفة من حلاوة أو ملوحة أو مرارة.. وهي حاسة لا تضعف غالبًا بتقدم السن كسائر الحواس.
واللسان يعينك على إفصاح الكلام, وبلع الطعام, ولولا لُطف الله بك لابتلعت لسانك وأنت نائم فحدثت الوفاة.
في بعض الحالات النادرة يولد إنسان بلسانين ومع ذلك يكون أخرس.
نعمة الشم
لربما أكل الإنسان طعامًا منتنًا وهو لا يدري إن حُرِم تلك النعمة.
حباك الله بذاكرة شَمِيِّة تختزن حوالي 10 آلاف رائحة والإنسان لا يَشمُ رائحةَ نفسه ولا القريبين منه لأنه اعتادها.
والأعصاب الشميِّة تتعب بسرعة كبيرة وهذا من لطف الله بنا, وإلا فالإنسان الذي يعمل في مكان تنبعث منه رائحة كريهة سيقاسي مالا يُطاق لو ظل شمه يعمل بنفس الكفاءة, وشم الكلب يفوق شم الإنسان آلاف المرات.
ثم تأمل كيف نَصَبَ سبحانه قصبة الأنف في الوجه, فأحسنَ شكله وهيئتهُ, وفَتَحَ فيه المنخرين, وحجز بينهما بحاجز فلو انسد أحدهما تنفس بالآخر, والأنف مسئول عن تدفئة الهواء قبل وصوله لرئة الإنسان, ولربما كانت درجة الهواء صفرًا في البلاد الباردة فلا يَصِل إلى الرئة إلا ودرجته 537 بفعل الأنف, لذا يحمّرُ أنف الإنسان في البرد الشديد لكثرة اندفاع الدم ليسخن الهواء فيالها من نعمة.
وفي حالة دخول جسم غريب إلى الأنف فإن الحجاب الحاجز يستجيب في الحال فَيَحدُث شهيق لا إرادي يتبعه زفير قوي (عطس مفاجئ) لطرد هذا الجسم الدخيل ومنعه من الوصول للرئتين.
وقد جعل الله الأنف في أنسب مكان له في الوجه وناسب بينه وبين أعضاء الوجه أجمل وأدق المناسبة.
اللهاة( )
هل رأيتَ قَطْ شُرطِي مرور يعمل لمدة ستين سنة متواصلة؟
قطعة لحم صغيرة جعلها الله في هذا المكان الدقيق بالذات, فهي تسد القصبة الهوائية عند بلع الطعام وبلع الريق, وإلا فدخول شيء إلى الرئة قد يعني الوفاة؛ لذا تنقبض الرئة بشدة لتطرد الجسم الغريب في الحال.. كقطرة ماء أو حبة أرز.
وعند مرور الهواء تُعطي اللهاة إشارة حمراء فتمنع مرور الطعام.
المعدة
خلق الله فيها حوالي 35 مليون غُدّة مُعَقَّدة التركيب, تقوم بإفراز الإنزيمات اللازمة للهضم, ولو اختل إفراز إنزيم واحد منها لبَقِيَت قطعة اللحم في معدتك سنة كاملة لا تُهضم, فَبِهَا إفرازات تُذِيب كل شيء، ومن لطف الله أنها لا تُذيب المعدة نَفسها؛ وذلك أنها مُبَطَّنة بحوالي مليار خلية جدارية تُشَكِل غشاء مخاطيًا يمنع وصول الإنزيمات المُذِيبة للحم إليها.
أتدري ماذا يحدث لو خُرق هذا الجدار شيئًا يسيرًا جدًا؟ إنها قرحة المعدة عياذًا بالله( ).
وقد فَصَلَ الله بين المعدة والرئتين بالحجاب الحاجز، لولاه لضغطت إحداهما على الأُخرى عند امتلائها ولكان التَّنفس أمرًا بالغ الصعوبة والعُسر كما أن الأضلاع العائِمة غير مُلتحمة من الأمام لتُعطي المعدة فرصة التمدد عند امتلائها.
والطعام يصل إلى المَعِدة عن طريق المريء الذي جعل الله له انقباضات عضلية بحيث أنه لو عَلَّقْتَ إنسانًا من رجليه ثم سَقَيتَه شربة ماء لصعد الماء لأعلى في اتجاه المعدة, وينتقل الطعام منها بعض هضمه إلى الأمعاء التي جعل الله طولها حوالي (8 أمتار).
أتدري أنه لو كان طول الأمعاء مترًا أو مترين لاحتاج الإنسان للتردد على الخلاء كل ساعة أو ساعتين.
الكبد
أكبر غدَّة في البدن، قد يَزِن 1500 جم وهو مستودع السكر والدهون والفيتامينات وهو يحتجز السموم ويحولها إلى مواد غير ضارة.
لذا فالإنسان لا يحيا بغير كبد أكثر من ثلاث ساعات فقط، وخلاياه هي أسرع خلايا الجسم نموًا, وهو يتجدد تجددًا كاملًا كل أربع أشهُر ولو أن طبيبًا استأصل أربع أخماس الكبد بِمِبْضَعْ - المشرط ثم فتح بعد 16 أسبوع لوجد الكبد أعاد بناء نفسه كاملًا كما كان.
ومن عجائب الكبد أن خلاياه لا تتخصص ولا تُوزِع الوظائف بل كل خلية في الكبد تقوم بـ500 عملية حيوية لازمة لحياة الإنسان فتبارك الله أحسن الخالقين.
الرئة
تأمل كيف حاطها الله بغلاف رقيق فإذا تمددت مع كل شهيق لا تحتك بالقفص الصدري، ولو حدث هذا لأُصِيبت بالقروح والالتهابات التي تجعل النَّفَس أصعب ما يكون، وتَنَفُس الإنسان يستمر وإن كان نائمًا أو مُغمي عليه أو مُخدرًا, وهي تحتوي على حوالي 300 مليون فقاعة لو بُسِطت لَغَطَّت مساحة أوسع من ملعب التنس 50 مرة.
الكُليتان
من نعم الله على الإنسان أنه إذا استُئْصِلت إحدى كُليته, فإن الأخرى تتضخم ويزداد حجمها وتُؤدي عمل الكُليتين بل يُمكن للإنسان أن يَحيا بـ1/8 كُلية، هل قارنتَ بين كفاءة وحجم الكُلية التي خلقها الله لك في حجم البيضة تقريبًا بها (مليون وحدة تصفية) وتَغْسِل دمك 12 مرة يوميًا وبين جهاز غسل الكلى الذي في حجم المنضدة ويُكَلِف مئات الجنيهات مقابل ثلاث غسلات فقط أسبوعيًا.
والكلية تشبه حبة الفاصوليا طولها من 13:10 سم, وزنها حوالي 150 جرام فقط، وهي حقًا آية من آيات الله.
المثانة
تقطر الكليتان قطرة بول كل 20 ثانية وتتجمع تلك القطرات في المثانة حتى إذا امتلأت قام الإنسان لقضاء حاجته, يا لها من نعمة! فلولا هذه المثانة لما استطاع إنسان أن يَبْقَى في مكان واحد لعدة ساعات مُتتالية ولاضطر للتَرَدد على الخلاء كل (20 ثانية)، ها هو أحد المرضى أُصيب بسرطان المثانة فاستُئْصِلت وجعلوا مكانها كيسًا من الأمعاء قال له الطبيب: «لما كانت لك مثانة طبيعية مِنْ خَلقِ الله كُنتَ تَشعر بامتلائها فتقوم للخلاء أما الآن فلن تشعر هذه المثانة الصناعية بالامتلاء فيلزمُك أن تقوم للخلاء كل ساعة من ليل أو نهار وإلا انفجرت فيك وحدثت الوفاة» فهل شعرت أخي بنعمة الله عليك؟.
ألم تر أن الله جعل لمثانتك عضلات تنقبض فيسهل تفريغها من البول في ثوان ولولا هذه العضلات لاحتجت إلى (ربع ساعة) لتفريغها في كل مرة!
الدم
خَلَقَ الله الإنسان من عَلَق، ولو تَفَرغ الإنسان من دمه لمات، والدم بحرٌ زاخر بقطع الأسطول, فهناك سفن الإمداد والمؤن (الكرات الحمراء) وهناك البوارج والسفن الحربية (الكرات البيضاء), وسفن الإنقاذ (الصفائح الدموية) يُقَدر عددها بـ(700 ألف صفيحة) في كل مليمتر مكعب من الدم.., فإن جُرِحَ الإنسان تسارعت تلك الصفائح إلى مكان الجرح فتلاحمت بطريقة عجيبة لتمنع النزيف, وكرات الدم الحمراء إذا ماتت يُذهب بها إلى مقبرة جماعية وتُسمى (الطحال), وهناك تُحَلَل إلى عناصر مفيدة, والطحال مخزن للدماء يعوض الإنسان في حالات النزيف إلى أن يُنقذ بالتبرع، والدم لو زادت سيولته لتسرب من أبسط الجروح وهلك الإنسان, ولو قلت سيولته لتعرض الإنسان للجلطات القاتلة، فنسأل الله العافية والسلامة.
ومن لطف الله بنا أنه جعل الشرايين غائرة بعيدة في أجسامنا بخلاف الأوردة السطحية, يُقْسِم أحد الأطباء الجراحين بالله أنه انقطع معه شريان بمريض فَوَصَلَ الدم إلى سقف غرفة العمليات!!.
جلد الإنسان ونعمة الإحساس
الجلد مركز الإحساس, حقيقة علمية سَبَقَ القرءان إليها كما تعلم، ولكل إنسان رمز نسيجي خاص, مَيَّزَهُ الله به عن سائر الناس, ولما نَزَعَ بعض المجرمين جلود بصماتهم, ورَقَّعُوا أصابعهم بِجُلود من أَرجلهم ظهرت بصمات الأصابع بعد فترة على الجلد الجديد!! ولكل إنسان رائحة تُميز جلده ولولا هذا الانفراد لما كانت ثم فائدة للكلاب البوليسية, وقد وهَبك الله سبحانه تحت سطح جلدك من 5: 15 مليون جهاز تكييف لحرارة البدن... إنها الغُدَد العَرَقِية.
وأنت بنعمة اللمس تُميز بين الناعم والخَشن والحَار والبارد وتميز الثقيل من الخفيف أما لو خُدِّر الإنسان فلا يحس, زَوَّدَ الله كل بُوصة مُربعة من جلد الإنسان بـ(650 مليون خلية عصبية) لنقل الإحساس بـ800 مؤثر خارجي أما الجهاز الهضمي مثلًا فليس به به أعصاب حِس فلو أنك فتحتَ حنجرة إنسان وصببتَ فيها ماءً يَغلي فإنه لن يشعر، أما شراب أهل النار عياذًا بالله فيقطع أمعاءهم.
والإنسان لو وضع يَده على حديد ساخن فلربما كانت حركة ذرة الحديد تصل إلى مليون ذبذبة/ثانية فتنقل تلك الحركة الشديدة إلى الأصابع في صورة ألم نُسمِيه الحُروق، وينتقل الإحساس بين الخلايا بسرعة خَارِقة تصل إلى (150 ميل/ثانية) فتأمل عجيب خلق الله, بل إن مجرد تقليبك لورقات هذا الكتاب بمجرد اللمس والضغط الرقيق نعمة عُظمى وعملية في غاية التعقيد، وقد يُصاب الإنسان بمرض (السرينجوميليا) فلو لمس أشد الأشياء سخونة ما وجد لها حرًا ولو دُق مسمار في يده ما شَعَر.
ومعلوم أن جسم الإنسان يُفرز كمية من المخدرات جعلها الله سببًا في ألا نشعر بحركة أمعائنا واضطراب المعدة وما إلى ذلك أما لو تعاطي الإنسان مُخدرًا من خارج الجسد فإن إفراز بدنه يختل ويحتاج إلى المخدر الخارجي وإلا شَعَرَ المدمن بخَفَقات قلبه وجريان دمه في عروقه ووجد آلامًا رهيبة. فنسأل الله السلامة.
ها هو ابن أبي دؤاد الإيادي المعتزلي قاضى المعتصم الذي جَرَّ البلاد إلى محنة خَلقِ القرءان، فكم من عالم أُهين وأُوذي وسُجن وقُتل بسببه, ابتلاه الله بمرض, فجعل نصف جسده لو سقطت عليه ذبابة فكأنما نهشته السباع, والنصف الآخر لو نهشته السباع أو قُرِّضَ بالمقاريض ما أحسَّ، وقد دخل عليه عبد العزيز الكناني فقال: «والله ما جِئْتُكَ عائدًا, وإنما جِئْتُكَ لأُعزِيكَ في نفسك, وأَحْمَدُ الله الذي سَجَنَكَ في جسدك الذي هو أشد عليك من كل سجن».
نعمة الشعر
انظر: كيف جعله الله زينة للإنسان, وعلامة من علامات الحُسن, وإلا فَتَوَّهمْ وجهًا لا شَعر فيه مطلقًا.. كيف يبدو بغير الحاجبين مثلًا؟
انظر: كيف لَيَّن لك الله أصل كل شَعرة ومَنبتها وإلا صارت شوكة مغروسة في بدنك...
هل شكرت الله على نعمة نزع الإحساس من خلايا الشعر, ولولا هذه النعمة لاحتجت إلى استعمال التخدير الكُلي وغرفة العمليات لتُجري عملية حلاقة الشعر أو قص الأظافر.
تركيب الشعر واحد، فما بال شعر الرموش ينبت للأمام، وشعر الرأس ينبت للخلف، وشعر الشارب ينزل لأسفل، وحاجب يأخذ يمينًا، والآخر يسارًا، ما بالها تختلف سُرعات نموها؟!!.
تأمل كم سيكون الإنسان مُخيفًا قَبِيحًا لو اختلفت اتجاهات وسُرعات نمو تلك الشعرات.. كم سيشقى لو نبت بشفتيه شعرًا أو بباطن كفيه.
ولون الشعر في الأصل أبيض فالشعرة أُنبوبة بيضاء تملأها خلية صِبغية بلون محدد فتظهر الشعرة بهذا اللون, وحينما يتقدم السنُ بالإنسان غالبًا تعجز الخلايا الصبغية وتُفْلِس فتظهر حينئذٍ الشعرة لونها الأصلي الأبيض.
وما من شعرة في رأسك إلا ولها بُصَيلة ووعاء دموي وعضلة وغُدَّة دُهْنِيَّة وغُدَّة صِبْغِيَّة!!.
جهاز المناعة
بلا مُبَالغة هو يُشبه جيشًا بكل ما تحتويه كلمة جيش من معنى, وهو مُكَوَّن مِن فِرق وكتائب مختلفة, منها الاستطلاعية وهذه وظيفتها الاستخبارات, فلو غزا الجِسمَ جُرثوم تَتَعرف على شفرته الكيميائية, وتُقدِّم تقريرًا يحتوي على خصائصه, وتركيبه ونقاط ضعفه.
ثم تقوم فرقة أخرى بتصنيع المُضَادَّات، وهذه تتمتع بذاكرة رهيبة فلو أن طفلًا غزاه جرثوم وقامت الخلايا بإعداد المصل وشُفي الطفل بإذن الله, ثم عاد هذا المرض إلى نفس الجسد بعد (70 عامًا) أو أكثر فَمَلَف هذا الجُرثوم محفوظ في ذاكرة الفِرقة فلا تضطر لأخذ معلومات جديدة, بل يتصرف معه فورًا, ولولا هذه الخاصية العجيبة, لما كان هناك جدوى للتطعيم, وهو أن يُعطى للإنسان جرثومًا مضعفًا ليصنع جِسمُه المصلَ المضاد له، فإن هاجم الإنسان في أي وقت فالرد جاهز والمكافحة فورية، أمَّا فِرقة المُشاة فتحمل السلاح وبه تقاتل, إنها الكرات البيضاء والتي تتضاعف أعدادها عند القتال, وثَمَّ كتيبة أُخرى ككتيبة المهندسين والخدمات فهي تَمُد الجسور, وتهيئ ميدان المعركة, وتَحمل جثت الفريقين من أرض القتال (المِدَّة والصَديد)، أما آخر الفرق اكتشافًا فرقة المغاوير أو الكوماندوس باصطلاح عصرنا, عُرفت في السبعينات فهي أقوى مُقَاوِمْ للسرطانات تكتشفها مبكرًا, وتقمع الخلية أن تكون سرطانًا فَعَّالًا.
أما الكُلِيَّة العسكرية التي تتدرب فيها كرات الدم البيضاء على القتال فهي الغدة الصعترية (التيموس) المجاورة للقلب, فيها تتعلم كرات الدم البيضاء مَنْ العدو ومَنْ الصديق, مَنْ الذي تُقاتله ومَنْ الذي تُسَالمه, وإلا فبإمكان كرات الدم أن تَصير هَمجية فَتُدَمر بروتينات الدم والمواد الصديقة, لذا فهي لا تنضم إلى الجهاز المناعي إلا بعد امتحانها في الغُدَّة الصعترية, وذلك بتقديم عناصر عدوة وأخرى صديقة, فإن قتلتْ العدوَ وتركت الصديق نجحت والتحقت بالخدمة، وإن سالمت العدو وقتلت الصديق أو قتلت كليهما رسبت ولا تنضم لجيش الدفاع بل تُقتل.
وقد لاحظ الأطباء أن هذه الغدة تَضْمُر بعد سنتين من عمر الإنسان, وذلك أن مدة الدراسة بها عامان, ثم تُغلق, فإن تَخَرَّجَ جيل من كرات الدم الواعية الذكية فإنه يصير مسئولًا عن تعليم الأجيال الصاعدة إلى نهاية العمر, جيل سابق يعلم جيلًا لاحق, ولعل هذا الضُمور هو الذي أَغرىَ بعض السُفهاء أن يَزعُموا أنه لا حكمة في خلقها, فتعالى الله عما يقول الظالمون, ويحدُث أحيانًا عند تقدم العمر وامتداده أن يضعف التعليم فَتَحدُث حالات الخَرف المناعي, ونُصبح أمام حرب أهلية فإذا بالعناصر المُقَاتِلة تُدَمر بسلاحها خلايا الجسم الصديقة ثم يموت المريض.
والخالق الحكيم عندما أعطى للخلايا اللمفاوية هذه القدرة الكبيرة على الدفاع فإنه قد أعطى الجراثيم في الوقت نفسه مثل هذه الخواص المدهشة التي تستطيع بها خوض قتالٍ عنيف مع الخلايا اللمفاوية، فكل طرف هنا يمثل برمجة رياضية معينة, إحدى الحكم في اشتداد القتال بين الخلايا اللمفاوية وبين الجراثيم هي تأمين اليقظة الدائمة لنظام الدفاع في الجسم.
لذا فإن الجراثيم والأمراض لاسيما الزُكَام تساعدنا على بقاء الجسم يقظًا ونشطًا في الدفاع, فلولا وجود هذه الجراثيم لأُصِيبت الخلايا اللمفاوية بالكسل والخمول إلى درجة لا تستطيع معها الدفاع عن الجسم أو القضاء على الخلايا السرطانية, ولفقدت قدرتها ونشاطها.
والميزة الأخرى التي تتمتع بها الخلايا اللمفاوية في نظام الدفاع هي أنها تملك صلاحية إرسال طلبات خاصة إلى الكبد فإذا رأت أن سمومها لا تُفيد أثناء خوضها معركة ضد جُرثومة ما فإنها تقوم بتنبيه الكبد وتطلب منه صنع نوع جديد من السموم!.
وأخطر التجمعات اللمفاوية توجد في اللوزتين وفي الزائدة الدودية, فهما بوابتان للمراكز الدفاعية, لذا تَكْثُر المتاعب في هاتين المنطقتين, ولو أن اللوزتين سمحتا بتمرير الجراثيم فتلك خيانة لذا يأمر الطبيب باستئصالهما.
والإنذار الأخير في الجسد الذي يدعو إلى التأمل والإعجاب هو ارتفاع درجة الحرارة عند المريض.
فهذه ظاهرة كيماوية خارقة في الجسد؛ ذلك لأن الخلايا الدفاعية لاسيما الخلايا البَالِعَة للميكروبات (الكريات البيضاء) إن خُلقت بنشاط اعتيادي فإنها قد تُهَاجم إحدى خلايا الجسم أو تضرها لذا نرى أنها غير نَشِطَة في الحرارة الاعتيادية للجسم ولكنها تصبح نَشِطَة وفعالة عند درجة 38.5 وكذا المواد المُضَادة التي تَجُول في الدم فإنها لو كانت فعالة في درجة 37 لكان من المُحْتَمل أن تصيب إحدى خلايا الجسم بضرر عن طريق الخطأ أو تأثير كيماوي معين، ولو حدث هذا لتضررت الخلايا الاعتيادية للجسم (المَدَنِيَّة) ولظهرت أعراض الحساسية بكثرة في الجسم, ولمنع هذا فقد جُهز النظام الدفاعي في الجسم بنظام كمبيوتر يجعل الخلايا المضادة نشطة في درجة 38.5 وكسولة خاملة في درجة 37 تجنبًا لأي فوضى تَحْدُث بالجسم، [ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ].
فعند دخول الجراثيم إلى الجسم والدم ونجاحها في اختراق واجتياز نقاط التفتيش في مداخل الجسم فهذا يعني أن الجسم في حالة طوارئ, وأن الوضع خطر, إذا عَلِمتَ أن جرثومة واحدة فقط لو تسللت فإنه في ظرف ساعة واحدة يكون عددها (17مليون جرثومة)، فَتَصَور كم العدد الهائل الذي يتواجد خلال يوم واحد، ولمعالجة هذا الأمر فإن النظام الآلي الرباني يضغط على زر رفع درجة حرارة الجسم, فترتفع تدريجيًا متجاوزة 38.5 لكي تزيد فعالية المواد الكيماوية وبذلك نربحُ في المعركة بسبب ارتفاع حرارة أجسامنا لذا فأنت تضع جهازك المناعي في حرج شديد حين تخفض حرارة جسمك بشكل عشوائي يُقلل كفاءته القتالية, نعم قد يكون من اللازم تخفيض حرارة الجسم ولكن لا يكون هذا عشوائيًا.
ولا يكتفي النظام المناعي في الجسم بهذا بل يقوم أيضًا بسحب مياه الخلايا الاعتيادية لكي يمنع عنها الضرر, وهذا هو السبب في زيادة الحاجة إلى التبول عن ارتفاع حرارة الإنسان, حيث يبدأ الجسم في التخلص من الماء تدريجيًا, والهدف من تقليل المياه الموجودة داخل الخلايا هو لكون الخلية المنكمشة نتيجة فقدها للماء أقل تعرضًا للخطر أثناء المعركة الناشبة مع الجراثيم مما لو كانت في حالة امتلاء.
كل هذا النظام الدفاعي يعمل آليًا دون أن يحس به أحد.. والجراثيم الداخلة عن طريق الفم تجد أمامها آلافًا من خلايا اللوكوسيت الموجودة ضمن اللُعَاب دون أن يشعر بذلك الإنسان, وكثير من الحيوانات تقوم بعلاج جروحها وذلك بلعقها, فهي تقوم في الحقيقة بسكب خلايا اللوكوسيت على هذه الجروح دون أن تدري ماهية عملها.
ولو تأملنا حادث غزو السُل مثلًا «نسأل الله العافية» لرأينا خَوارقَ عجيبة, حينما تصل جرثومة السل للرئة فإن عبء مقاومتها يقع على الخلايا اللمفاوية, ولكن جرثومة السُل جرثومة ذات بأس وقوة لأنها تستطيع أن تُفرز من غشائها مادة تكون لها دِرعًا واقيًا فلا تُؤثر فيها السموم التي تُفرزها خلايا الدفاع, تمامًا كالذي يرتدي القميص الواقي للرصاص، كما أن الخلايا اللمفاوية لا يمكنها ابتلاع تلك الجرثومة لأنها كبيرة، إذن فما العمل؟
في هذه الحالة تُرسل الخلايا اللمفاوية إنذارًا للكبد فيصنع خلايا تحمل (أجسام جولجي) وهي شبيهة بالخلايا اللمفاوية لكنها تكبرها (6مرات) في الحجم فتقوم بابتلاع جراثيم السُل التي تَعجز عنها الخلايا اللمفاوية ولكنها لا تستطع هضمها, فَتَصنع قَبرًا لها بإفراز طبقة من الكالسيوم حولها حتى تبنى هرمًا صغيرًا حول الجرثومة فتموت بداخله لذا تظهر في صورة الأشعة لرئة الإنسان نقطًا جِبسية صغيرة ما هي إلا مقابر لجراثيم السُل.
نعمة العظام
لولا العظام لصار الإنسان كتلة من اللحم المتراكم لكن الله سَوَّاه فَعَدَّلَه في أحسن صورة ما شاء ركبه, ولولا العضلات لصار الإنسان كالرخويات, ومِنْ لُطف الله بنا أن جعل عِظامنا من الداخل مسامية اسفنجية ولو أن إنسانًا يزن (70كجم) كانت بِنْيَة عِظامه الداخلية كبنيتها الخارجية لصار وزنه (240 كجم) أي أربع أضعاف وزنه.
والعظام تتعرض للهدم والبناء المستمر وهذا ما يُعين على التئام الكسور, ولو لم يكن الهيكل العظمي يتجدد لظل العظم المكسور مكسورًا حتى الموت, فيالها من نعمة كبرى! والإنسان يتجدد هيكله العظمى خمس مرات في عمر متوسط بمعنى أنه هيكل عظمي جديد كل (ستة أو سبعة أعوام)، ومن رحمة الله بعباده أنه جعل عصبًا حِسيًا يُشعر الإنسان بالألم الشديد إذا انكسر عظمه وبالتالي فلا يتحرك، يقرر الأطباء أن عدم تَحرك المكسور أربع أخماس علاجه، وكذا آلام الأسنان الرهيبة حين يصل النَخْرُ إلى العصب فلولا هذا الألم لسرى النخر إلى بقية أسنانك السليمة وأتلفها جميعًا.
فهو بمثابة إنذار مبكر, وليس من جسم الإنسان شيءٌ إلا يبلى إلا عظمًا واحدًا هو (عجب الذَنَب), وجد فيه العلماء جميع الخصائص الوراثية للإنسان, وهذا العظم لا يبلى ولا يذوب ولا يتحلل مهما تعرض لأقوى الأحماض المُذيبة أو لأشد المطارق أو لأعلى ضغط مُتَصور.
تأمل التصميم المُبهر لعظام البدن وحكمة الله في كل منها, وإلا فهل تقوم أصابع رجلك محل أصابع يدك لو كانت مكانها؟.
انظر كيف كسا الله عظام الفخذين والوركين لحمًا كثيرًا فلا يألم الإنسان من طُول الجلوس, كما يألم من نَحَلَ جسمه وقَلَّ لحمه وجلس على الأرض بلا حائل.
ألم تر أن الله لَيَّنَ لك مفاصلك؟ ووالله ما لَيَّنَ لك مفاصلك إلا لتعبده, هل تَصَدقت عن كل مفصل بصدقة أو صليت الضحى؟ من الذي بَطَّن مفاصلك بالغضاريف الملساء، والتي من دورها إفراز مادة زلالية لزجة تُسَهِل حركتها وتمنع تآكلها واحتكاك العظام؟ ألا ترى السيارة تُزَوَّد بزيت يمنع تآكل حديد محركها؟ ولعلك سمعت بآلام الخشونة عند المسنين.
أتدري مدى الضوضاء التي كانت ستُحدثها مِئات المفاصل فيك من أقل حركة لو كان لها صوت يُسمع؟
بالله عليك كيف كُنت ستأكل لولا مفصل المرفق هذا( )؟ تفكر! هَبْ أن يدك صارت عظمًا واحدًا إنها قمة من قمم الذُل أن تنبطح على وجهك كالقطط والكلاب لتتناول طعامك بفمك.
أحيانًا تكون أنت في أتم الراحة والاسترخاء وفيك عضلة في أشد حالات الانقباض ولولا انقباضها بأمر الله لخرجت منك النجاسات, ولذهب ماء وجهك.. عضلة تضمن كرامتك ونظافتك.
ألا فَقُل: «الحمد لله».
ويُنتج النُخاع الذي في العظام حوالي 12 مليون كرة دم حمراء في كل ثانية
هرمون القوة
بينما كانت مدام ماكسويل بمفردها مع ابنها إذ وقعت فوقه السيارة لانكسار عمود الدفع وهو يبدل أحد الإطارات, وعندها أصيبت الأم بالذعر مخافة أن يموت ابنها, فقامت برفع السيارة من الخلف برغم أن وزن السيارة 1.6 طن, أما وزن تلك المرأة فـ65كجم وكان هذا الجهد المبذول قويًا خارقًا لدرجة أنها أُصِيبت بتهتك في بعض مواضع العمود الفقري.
إن هرمون الأدرينالين الذي أفرزه جسدُها لمدة ثوان عند شعورها بالخطر جعلها في قوة بطل أوليمبي في حمل الأثقال.
وقريب من هذا ما وقع لأحد الجنود في الحرب العالمية لما سقطت قذيفة عملاقة على سفينته ولم تنفجر بِقَدَر الله, فذُعر جميع البحَّارة, فَتَقَدم أحدُهم فرفع هذا الثقل الكبير بمفرده، وألقاه في قاع البحر, فأنقذ جميع مَنْ على متن السفينة, وفي اليوم التالي لما أحضروا له ثقلًا مماثلًا لم يتمكن حتى من مجرد زحزحته عن مكانه.
أفرأيتم ما تمنون
هذا أصلك.. نطفة مني لو تُركت ساعة لفسدت.
6: [ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ] وقال: [ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ] ودفقة المني الواحد عند الرجل تحتوي على 300 مليون حيوان منوي( ) هذا يعني أنك كنت واحد منهم كلهم يتسابق نحو البويضة بسرعة، 10سم/ساعة، وصلتَ أنت وهَلَكَ سائرهم.
فَهَبْ نفسك في بلد تعداده (300 مليون إنسان)، وحكم بإعدام الجميع إلا واحد فمن الذي اختارك للنجاة ووهب لك الحياة؟
إنه الله... ألا تشكُره..
كانت فرصة وجودك في الدنيا 1/300000000 ، لو عطست الأم لحظة التخصيب لضاع كل شيء.
إن جهاز الأم المناعي لا يسمح بدخول أي جسم غريب إلى جسدها ولو كان ميكروبًا نحتاج لتكبيره 50 ألف مرة كي نراه فمن الذي منع جهازها المناعي من تدميرك؟.
ولمني الرجل بصمة يتعرف عليها رحم المرأة, فترى المرأة لا تتضرر بمني زوجها, أما العاهرات فَيُصَبنَ بسرطانات الرحم لاختلاف بصمة كل مني، وبصمة المني تُمحى برمجتُها تمامًا من رحم المرأة بعد حوالي (3 أشهر) وحينها يمكن للرحم تَلَقِي بصمة جديدة فتأمل شيئًا من حكمة الله في تشريع العِدّة، كما أن المُتَوَفى عنها زوجها تحتاج لأكثر من أربعة أشهر لما تعانيه من شدة نفسية، هذه تقاريرهم ونتائج معاملهم وأبحاثهم... انظر: كيف توافق القرءان العظيم، ولو أنها عارضته ما ازددنا في كلام ربنا إلا يقينًا ولقلنا صدق الله وكذبت معاملُكم.
وخلايا جسم الإنسان تُبني وفق رسم هندسي دقيق كما هو مُحدد في صفاته الوراثية, ولو حدث أدنى خلل في كتابة تلك الصفات الوراثية لربما رأيت أنف إنسان في قفاه، أو حَاجِبيه تحت عينيه أو أن نصفه أبيض والآخر أسود... بل إن المسئول عن حالات العَتَه المغُولي هو كروموزوم واحد فقط.
وإنجاب الأولاد نعمة يمن الله بها على من يشاء [ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ] سيدنا زكريا يتمتي الولد وقد وهنت عظامه واشتعل رأسه شيبًا وامرأته عاقر، كل أطباء العالم يقولون مستحيل، أما الملِك فله قول آخر: [ﮦ ﮧ ﮨ].
عيَّرت امرأةٌ ضُرَتَها العاقر فقالت: «في بطني ولد وعلى كتفي ولد وعلى الأرض ولد».. فمات أولادُها الثلاثة ورَزَقَ الله تلك العاقر خمسة أولاد.
الحمل والولادة
يقشعر بدنك وتدمع عيناك تعظيمًا لمولاك جل في علاه وأنت تتابع أطوار خلق الجنين، ستُذهل من دقة تعبير القرءان، عجائب شاهدها الإنسان بعدما صنع مجهرًا يكبر له الأشياء 400 ألف مرة.
يا أيها الماء المهين مَن الذي سواك
ومَن الذي في ظُلمة الأحشاء قد والاك

ومن الذي غَذَاك من نَعمائِه
ومن الكروب جميعِها نجَّاك؟

ومن الذي شقَّ العيون فأبصرتْ
ومن الذي بالعقلِ قد حلاك؟

ومن الذي تعصي ويغفر دائمًا
ومن الذي تنسى ولا ينساك؟

يحصى الأطباء 19 فارقًا بين حوض المرأة وحوض الرجل تشريحًا.
أرأيت إلى المشيمة، أعظم جهاز إنعاش في العالم، تقوم بدور عشرة أجهزة حيوية, وهي تستخلص العناصر التي يحتاجها الجنين من دم الأم، وهي تختلف يوميًا باختلاف نموه وحاجاته، وكل ذلك يتم دون اختلاط لدمه بدمها، فمعلوم أن الإنسان يموت لو دخل على دمه دم من فصيلة أخرى مختلفة، والمشيمة تنقل إلى الجنين مناعة الأم فكل مرض أصاب الأم وشُفيت منه فعند جنينها مناعة منه وتأخذ المشيمة حمض البول من الجنين والمواد السامة من دمه، وتضعها في دم الأم ليأخذ طريقه إلى الكلى.
وقد يحتاج الجنين إلى مادة غذائية معينة فكيف يخبر أمه؟
إنه لا يستطيع أن يكلمها... تدري ما الذي يحدث في تلك الحالة نجد الأم نفسها تشتهي طعامًا معينًا أثناء حملها تتوافر فيه هذه المادة( ).
ويسبح الجنين في السائل الأمينوسي الذي يحميه من الصدمات والحركات المفاجئة للأم, وهو وسط مناسب لحركات الجنين اليسيرة, ومُكَيَّف لدرجة حرارته ويسهل الولادة، ويُعقم طريقه عند الخروج والحبل السري يمر خلاله طعام الجنين باردًا في الصيف, دافئًا في الشتاء, مُعقمًا على كل حال.
وبحوث الأطباء تُثبت أن الصلاة تفيد الحوامل كثيرًا كما أنها تضر الحُيَّض إذ أن الركوع والسجود يزيدان جريان الدم إلى الرحم الذي بطبيعته يجذب كثيرًا من الدماء، ورَحِم الحامل تحتاج إلى دماء كثيرة وفيرة لكي تُغذي الجنين، أما الحائض فلو كانت تصلي لاندفع الدم بقوة وبكثرة إلى رحمها فينزل مع دم الحيض بقدر هائل يضرها.
والرحم من أقوى العضلات ولو أن الطريق أمام الطفل مفتوح لقُذِفَ الجنين لمسافة 12مترًا!! فهي قوة دفع رهيبة.
ومعلوم أن الرحم بعد الولادة وخروج المولود ينقبض فجأة فيصبح كالصخر لماذا؟ لأن عملية الولادة يتمزق فيها حوالي 100 ألف وعاء دموي، فلو ظل الرحم مرتخيًا لنزفت المرأة دمها وماتت فسبحان من هذه صنعته.
وبكاء المولود يوسع مجاري النَّفس ويُقوي أعصابه, وهو لغته التي يُعبر بها عن نفسه في تلك الفترة.
أيها الإنسان من الذي رعاك وأنت جنين لا حيلة لك في التماس الرزق ولا في دفع الضر؟ من الذي منحك خزانين من اللبن الذي لا مثيل له في تعقيمه ولا في حرارته الملائمة، ولا في سهولة هضمه، ولا في غِنى عناصره ومكوناته؟
فلك أن تجزم بيقين أنه ليس على كوكب الأرض محلول بيولوجي يُغني عن لبن الأم.. فهو منحة ربانية لهذا الزائر الجديد.
والجنين يبقي في بطن أمه تسعة أشهر ولو بقي خمس سنوات لكان أمرًا لا يُطاق, ولو كانت مُدَّة الحمل أسبوعًا فلربما سألت الرَجلَ كم ولدًا لك لقال 150، 200 ولد ... شيء لا يُحتمل.
ولو كان مِبْيَض المرأة لا يتوقف عن إنتاج البيوض لرأيت عجوزًا بلا أسنان حامل وهي في الخامسة والثمانين.... فيا لحكمة الله!!
ألم تر أن غذاء الجنين إن لم يَحدُث الحمل نزل حيضًا, فكأن رزقه يأتي وهو الذي تأخر، فلا تنزعج لقضية الرزق، إن الرزق ساقه الله إليك قبل أن تأتي.
ومن آياته منامكم
النوم آية من آيات الله وسر من أسرار الحياة وهُدنة من صراعها, وهو المَوتة الصُغرى... مشهد يومي... يستغرق حوالي ثلث عمر الإنسان، والنائم لا يرى وإن كانت عيناه مفتوحتين، وأنت حين تنام تفقد الإحساس بالزمن وتتقلب لا إراديًا.
وفي النوم تهدأ الأجهزة, وترتخي العضلات, وينخفض الضغط, ويتباطئ النَّفس, ويَقِلُ النبض وإفراز الغُدد, ويعاود الجسد نشاطه وحيويته.
أليس من نعم الله عليك أن تنام وقد أطار الألم نوم أقوام، ألا يُذكرك مشهد النوم والصحو.... بالبعث والنشور.
ها هي مجموعة من الكلاب حالوا بينها وبين النوم لفترة طويلة, ثم حقنوا عَيِّنَات من دمائها في كلاب أخرى استيقظت لتوِّها من نوم مُريح وكانت يَقِظَة نشيطة.... لكنها بمجرد الحَقْن استسلمت للنوم فورًا.

فالنوم ضرورة حياتية
وهذه مجموعة من الكلاب حِيل بينها وبين النوم خمسة أيام فلم يبق واحد منها على قيد الحياة، في حين أنه لمَّا حُرمت مجموعة أخرى من الغذاء قاومت الجوع عشرين يومًا.
وأثبتت التجارب أن الإنسان إن حِيل بينه وبين النوم لعدة أيام فإنه يصدر عنه هلاوس كهذيان المحموم، أوْ قُل يصير كالسكران ويبدأ في العجز التام عن الحركة وتنخفض قدرته على التركيز.
فسبحان القيوم الذي لا ينام.... وجَلَّ أن تُشبهه الأنام
في عام 1967 أُنشئ في إنجلترا «مكتب التنبؤ البريطاني»، وكان غرض إنشائه تَتَبع الرؤى والأحلام التي تدل على أو تشير إلى حدوث كوارث عامة, وذلك في محاولة لتلافي حدوثها أو التقليل من آثارها لو حدثت.
وكان السبب في إنشاء هذا المكتب هو ما حدث في قرية بريطانية تسمى «إيبرفان» قبل ذلك بعام واحد، حيث انهار جبل من الفحم على تلك القرية مما أدى إلى مصرع عدد من أهلها معظمهم من الأطفال وبتتبع أخبار الكارثة وُجِدَ أن عددًا كبيرًا من أهل القرية وأطفالها قد رأوا الكارثة، أو ما يدل على وقوعها في منامهم، ومن هنا برزت فكرة إنشاء هذا المكتب.
في يوم الجمعة 20 أكتوبر 1966صُعقت جماهير لندن بأخبار مأساة كُبرى، ففي التاسعة والربع من ذلك الصباح بقرية (إيبرفان) إحدى قرى التعدين في ويلز، انهار جبل من نفايات الفحم وترابه، فدفن مدرسة للأطفال بمن فيها، قيل في ذلك الوقت إن جبل الفحم المنهار يصل وزنه إلى نصف مليون طن، وإن سبب الانهيار يعود إلى الأمطار المتواصلة التي سقطت على مدى يومين، فخلخلت جبل الفحم.
وتُوفي في هذه المأساة ما يزيد على 140 شخصًا، معظمهم من الأطفال الذين كانوا قد وصلوا لِتَوِّهِم وتجمعوا في ساحة المدرسة تمهيدًا لدخول الفصول، أحد الأطفال الذين لَقُوا مصرعهم في الحادث، كانت طفلة تُدْعَى (ايريل ماي جونز) في التاسعة من عمرها، في اليوم السابق للحادث قالت «ايريل» لوالدتها إنها رأت في الحلم أنها ذهبت إلى المدرسة فلم تكن هناك مدرسة، فقط شيء أسود، قد هبط ليغطيها بأكملها، في الليلة التي رأت ايريل حلمها، وفي الليلة التي تليها قال أشخاص عديدون من أنحاء مختلفة من أنحاء انجلترا أنهم رأوا أحلامًا مزعجة في نومهم تحمل أوجه شبه كثيرة بوقائع المأساة.
إحدى السيدات رأت في نومها جبلًا يهبط من السماء وطفلًا يجري ويصرخ!! وأخرى رأت طفلًا محبوسًا في كابينة تليفون عمومي يصرخ, وآخر يهرب من «كتلة سوداء متدحرجة» تلاحقه، ورأت ثالثة في حلمها مدرسة وتلاميذ يرتدون الزِّيّ القومي لـ(ويلز) وهم يصعدون إلى السماء، وهناك رجل مُسن رأى في حُلمِه كلمة «إيبرفان» مكتوبة بالضوء الساطع رغم أنه لم يكن يعلم في ذلك الوقت شيئًا عن وجود هذه القرية في ويلز.
بعد المأساة بدأت الصحف حملة لجمع المعلومات عن حالات التعرُف المُسبَق للحادث الأليم، وقد كشف هذا عن أن الكثيرين رأوا أحلامًا عن الحادث قبل وقوعه بأسبوعين.
إحدى السيدات رأت تحديدًا أطفال يصرخون، حينما وجدوا أنفسهم يدفنون تحت أكوام الفحم، وأخرى تَضَمَّن حُلمها مئات الحيات السوداء ترعد هابطة على سفح جبل تجر خلفها نعوشًا.
واستيقظ شاب من «كنت» في صباح 17 أكتوبر بإحساس غامض حول كارثة قادمة، وبقي لديه هذا الإحساس باقي الأسبوع حتى إنه قال لزميله «يوم الجمعة القادم سيحدث شيء رهيب يرتبط بالموت.
أما «ألكسندرفين» فقد أخبر زوجته نفس الشيء تقريبًا.. حتى أنه رسم رأسًا تحيط بها سحابة سوداء.
وفي غفوة مدام ميلدن رأت انهيار بجبل من الفحم وعند أصل الجبل كانوا يحفرون بحثًا عن الجثث, وكان أحد العمال يضع خوذة غريبة لها نتوء في أعلاها... وكان هناك طفل صغير، مرعوب يَتهدَّل شعره على عينه.. وعندما شاهدت مدام ميلدن تقريرًا إخباريًا على شاشة التليفزيون يُصَوِّر عمليات الإنقاذ، بعد ذلك بثلاثة أيام تعرفت على نفس المشهد الذي رأته في غفوتها بما فيه الرجل صاحب الخوذة الغريبة والطفل بشعره المتهدل.
وأما مأساة التيتانك المشهورة والتي زَعَمَ أحد أفراد طاقمها أن الله لا يستطيع إغراقها فقد رُؤيت لها رؤى مفزعة قبل غرقها هي الأخرى، وكذا غزو العراق للكويت.
بل أحياء ولكن لا تشعرون
يبدأ التَّحلُل في جسم الميت بعد 4 دقائق من الوفاة، استُهلك الأكسجين... ولا مزيد... تزداد نسبة ثاني أكسيد الكربون، تنقسم الخلايا وتنشط الإنزيمات المُحَلِلة فتنحل البروتينات والسكريات إلى عناصر أبسط ويتغير لون الدم إلى الأخضر القاتِم، وينشأ عن تحلل الخلايا غاز المثيان والأمونيا وسلفيد الهيدروجين.
وقد ينفجر الجسم إن لم تخرج هذه المواد من الفتحات الطبيعية, وهذه الغازات هي المسئولة عن رائحة الإنتان.. هذا يكون تقريبًا في الأسبوع الثالث.. ثم تضع بعض الحشرات بُيُوضَها وتتغذى يَرَقاتها على الجسد, وأجارك الله من شم رائحة الآدمى إذا تَفَسَّخ، حدثني أحد مشايخي أن حفارًا فتح قبرًا بأمر الشرطة لتشريح جثة بعد دفنها بأيام فرأى منظرًا بشعًا تشمئز منه النفوس، ويقول: (رأيتُ هولًا) وعَافَ الطعام وقتًا طويلًا، لذا من نعمة الله على العبد أن يُدْفَن 6: [ﮣ ﮤ ﮥ].
يقول الله تعالى: [ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ]
يحكي الشيخ/ محمود الصواف وهو ممن شَرُِِفَ بإعادة دفن شهداء أُحُد منذ سنوات قريبة أن جثث الشهداء كما هي لم تتحلل ولم تتغير، وأنه لما أُزيحت يَد حمزة بن عبد المطلب ا عن بطنه سَالَ منها الدم.
وهاهم الأمريكان يتعجبون من عدم تَغَيُر جثث الأفغان مع سرعة إنتان جنودهم!! وكم رأينا من ابتسامات الشهداء نَحسبهُم كذلك! ولا تسل عن طيب ريحهم، وكم من شهيد بإذن الله نقلوه بعد دفنه بشهور فالأجساد دافئة والدماء حارة وبعضهم طالت لحاهم، كما شهد بذلك من كان لهم ملازمًا.
الروح
أنشأ الانجليز في جامعة أدنبرة البريطانية جهاز كمبيوتر متطور عملاق كَلَّفَهُم 20 مليون دولار فهو سوبر كمبيوتر, يقوم بتريليون عملية حسابية في الثانية الواحدة (مليون مليون), وهذا الجهاز يقع في مبنى كامل, وهدف تأسيسه الوصول لمعرفة الروح التي بها يحيا الإنسان، وبعد ثمان سنوات متواليات من الدراسات والأبحاث على الخلية ليعرفوا كيف تبدأ الحياة تجارب متواصلة على القلب والدماغ والمنى والـ DNA.
فكانت النتيجة فشل الجهاز والعاملون في معرفة سر الحياة، والمسلم لا يَستغرب ذلك وربنا يقول: [ﯮ ﯯ ﯰﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ] ولو أن الغرب آمن بهذه الآية لوفروا على أنفسهم الجهد والمال( ).
انظر حولك!
وبعد هذه النظرة العابرة إلى جسم الإنسان، دعونا إخواتاه نُطَوِّف ببصائرنا وأبصارنا في تلك العوالم المحيطة بنا؛ نَتَلَمَّس فيها قدرة الله وعظيم إبداعِه.

فدوى عبدالله
24-09-2009, 10:02 PM
((سنريهم آياتنا فى الأفاق وفى أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شىء شهيد))
جزاك الله خيرا ياأخى على هذه المعلومات الرائعة
ورغم كل هذا تجد أكثر الناس غافلين عن ربهم ((وقليل من عبادى الشكور))
فلله الحمد على كل نعمه علينا

حنين المغازي
24-09-2009, 10:34 PM
موضوع غاية في الروعة

جميل والله بوركت يارب


ثابت أخي الطيب ..

ألب أرسلان
25-09-2009, 12:41 AM
بارك الله لك مشاركتك اخى

جزاك الله كل خير ...

أبو زياد
26-09-2009, 11:52 AM
بسم الله الرحمن الرحيم ولإرجاع الفضل إلى أهله فهذا الكلام ليس من كلامي بل من كلام فضيلة الشيخ هاني حسن وقد ذكره في كتابه الممتع آيات الله المبهرة وتذكير بنعمه المتواترة وقد طبع في الدار العالمية للنشر والتوزيع بالإسكندرية ـ مصر، ورقم هاتف الشيخ هو 0111004767 ولكن هو قليلا ما يرد على الهاتف فمن أراد التواصل معه يكون بالرسائل القصيرة. أبو زياد