أبو زياد
24-09-2009, 09:01 AM
سياحة في عالم الحيوان
إذا أردت أن تعرف الله فانظر وتأمل في بديع مخلوقاته من حولك سبحانه لا يُعجزه شيء... فهذا مخلوق بنابه يصول, وهذا بمخلبه يجول, وهذا بمنقاره يُنَاضِل, وذاك بِرِيِشه يُقاتل، وآخر بسمه يدفع وغيره بجناحه يردع، الغراب يُخبئ رزقه في الخراب ويدفن خصمه في التراب.
تأمل....
تأمل كيف كَسَي البهائم من الشعر والصُوف والوَبَر والجلود ما يناسب حياتها، تأمل كيف تطردُ الذباب والبعوض والهوام المؤذية مستعملة في ذلك أذنابها.
تأمل كيف بسط الله ظهور الدواب فيسهل عليها حملنا وحمل متاعنا تأمل مشية ذوات الأربع, كيف ينقل الحيوان يده اليمنى مع رجله اليسرى ويعتمد على الأخريين ثم يعكس، استحالة أن تجد له مشية تناسبه إلا تلك وإلا سقط أو ظل يقفز قفزًا.
انظر: كيف ألقى الله الرحمة في قلوب تلك السباع والبهائم فتحنو على صغارها, حتى أن الدابة لترفع حافرها عن وليدها لئلا تصيبه مخافة أن تؤذيه.
وتأمل كيف جعل الإسلام رحمة الحيوان من أسباب دخول الجنة؛ فقد غَفَر الله لِبَغِيِّ من بني إسرائيل سقت كلبًا, وأدخل رَبُنَا امرأةً النَّار في هِرَّة حبستها لا هي أطعمتها ولا تركتها تأكل من خشاش الأرض.
إنه الله القدير
مَنْ علَّم الفأرة أنها إذا شربت من الزيت الذي في أعلى الجَرّة ينقص ويَعِزُ عليها الوصول إليه في أسفل الجَرَّة, فتذهب وتحمل في أفواهها الماء ثم تصبه في الجرة, حتى يرتفع الزيت ويقترب منها ثم تشربه؟
من علَّم الطاووس أن يُلقي ريشَه في الخريف، فإذا اكتسى الشجر في الربيع اكتسى معه أيضًا؟.
من هدى الثعلب إذا امتلأ من البراغيث أَخذَ صُوفة بفمه ثم عَمَدَ إلى ماء رقيق ينزل فيه شيئًا فشيئًا حتى ترتفع البراغيث إلى الصوفة فيلقيها في الماء ويخرج؟
من عَرَّف الحمار الذي هو من أبلد الحيوان طريقه إلى بيت صاحبه في الليلة الظَلمَاء.
من علَّم الثعلب إن جاع أن ينتفخ، ويُلقي نفسه كالجِيفة في الصحراء لا حركة.. ولا نفس.. حتى إذا دَنَتْ منه الطير وثب عليها؟
من الذي ألهَم الذئب أن يهاجم قطيع الأغنام قرب الفجر، فكلب الراعي ساعتها أكسل وأتعب ما يكون من طول السهر، مَنْ الذي علَّمه أن يَعوي من جانب ثم يُهاجم من الجانب الآخر.
مَن الذي جعل رزق هذا العصفور الصغير بين أنياب التمساح, فتراه فاغرًا فاه لها وهي تلتقط رزقها.. والله إنه لمشهد يبعث اليقين في ا لنفوس.
مَن الذي سَخر لنا الأنعام؟ فَترى صبيًا صغيرًا يجر قطارًا من الإبل وهي مُنقادة مُذللة ولو بَركَ عليه أحدُها لسواه بالأرض!
وإلا فسل الراعي الذي يسوق (1000شاة) هل يمكنه أن يسوق عشر كلاب برية؟.. سل الذين يُروِّضُون السباع ويُدَرِّبُون الأُسُود هل يمكنهم حمل متاعتهم على ذئب أو على أسد؟ أليس تسخير الحيوان نعمة؟.
ألم يمتن علينا خالقنا فقال: [ﭞ ﭟ].
ومن عجائب المخلوقات..
أن بعض الحيوانات تدرك ذبذبات لا ندركها نحن البشر كالخيل والكلاب والضفادع.
وقد لوحظ قبيل الزلازل أن الأفاعي تخرج من جحورها والكلاب تصاب بالذعر, ولا تتوقف عن النباح وأسماك الويلز تضطرب بشدة، والأوز يهرب من الماء إلى قمم الأشجار، وربما تُحطم الأبقار حظائرها فزعًا، وتنطلق الفئران في الشوارع!!
فكل هذا يعني أن زلزالًا على وشك الحدوث.
أتدري أنك لو قطعتَ دودة الأرض إلى جزئين فإن كل جزء ينمو ويُعَوِّض الجزء المفقود؟
وها هو البرص إن شعر بالخطر أو أُمسك من ذيله فإنه يفصله عن جسمه وينمو له ذيل جديد!!
أما الجمبري والكابوريا فإذا فقدت رِجلًا فإنه يتكون لها رجلًا أخرى مكانها..
أتدري أن من الأسماك ما لو سقطت له سِنَّةٌ نبتَ له خلافها فلا تحتاج إلى ما يعانيه البشر؟!
ومِن عجائب الضب بقاء الحياة فيه مدة طويلة بعد ذبحه.
تأمل..
مَنْ علَّم البقر الوحشي أن يتماوت لئلا يفترسه السبع.
ومَن علَّم الأسد ألا يزأر وهو جائع فَتفرُ القطعان فزعًا من زئيره.
انظر: لأسنان التمساح على هيئة العاشق والمعشوق فإن عض قطع.
انظر: لحيوان الأروى إذا كبر والداه قدم لهما الطعام فإن عجزا عن مضغه مضغ لهما!!
انظر: إلى الكلب، إذا اكتست الأرض بالجليد وغطَّاها الثلج فهو يتتبع الموضع المنخفض الرقيق, فيعلم أن تحته حُجر الأرنب فَينبشه ويصطاده؛ علمًا منه بأن حرارة أنفاسها تُذِيب بعض الثلج فوقها فيرق.
الجمل
[ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ]
هَلُمَّ فلننظر إلى هذا المخلوق العجيب كما أمر ربنا...
فالإبل.. أنفس أموال العرب، ومهور نسائها, وهي أكثر حيوان ذُكِرَ في القرءان باختلاف أسمائه.
حباه الله بقدرات هائلة وتصميم رائع، فهو يَرْعَى كل نباتات البراري، شفته العُليا مشقوقة لِيَسهُل عليه تناول الأشواك وله أسنان تطحنُها، خُفه وسادة عريضة فلا يغوص في الرمال، والجمل لا مرارة له، ويكفيه أقل الطعام, ويختزن الدُهون في سنامه, ويلجأ إليها عند حاجته فيحرقها شيئًا فشيئًا حتى يصير سنامه كيسًا جلديًا خاويًا!!
وهو يتحمل الحرارة الشديدة بل يمكنه أن يبرك على الأرض الملتهبة في الظهيرة، وهو الحيوان الوحيد الذي تُوضع عليه الأحمال وهو جالس ثم ينهض بها، وارتفاع السكر في دم الجمل لا يُصيبه بِصدمة كأي حيوان آخر.. وحرارة الجمل ليست ثابتة كالإنسان 37 ْ بل يتكيف مع درجه 41:34 أما الإنسان فيموت ولا يحتمل هذا، ووبر الجمل عازل حراري، ورأسه صغير بالنسبة لحجمه لتتمكن عنقه الطويلة من حمله بلا مشقة.
لكن كيف يواجه الجمل هُبوب الرياح القوية حين تُصبح حبات الرمال كأنها وابل من الرصاص؟ أعطى الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى للجمل طُولًا في عُنقه وأقدامه فيبقى رأسه بعيدًا عن الأرض، كما أنه يمكنه غَلق منخريه تمامًا، أما رموشه فطويلة تتشابك وتنطبق وتشكل واقيًا.
أما صبره عن الماء واحتماله العطش فآية تستنطِق الأفواه بتسبيح الله.
فهو إن كان يطعم نباتًا غضًا طريًا في الشتاء استطاع أن يصبر على العطش شهرين كاملين!! أما إن كان غذاؤه جافًا فهو يتحمل قسوة الظمأ في هجر الصيف أسبوعين وزيادة حتى يصاب بالهزال وربما فَقَد ربع وزنه في أسبوعين فقط.
أيها الإنسان....
إنك إن فقدت 5% فقط من ماء جسمك فَقدت صوابك، وإن فقدت 10% صُمَّت أذناك وتهذي وتفقِد الإحساس بالألم, فإن بلغت النسبة 12% تستحيل عليك النجاة وإن وجدت الماء بعد ذلك, أما الجمل فيصبر ولو فقد 30% من ماء جسمه.
وهو يرتوي بسرعة، قد يشرب 200 لتر خلال دقائق معدودة دون مخاطر.. أما الإنسان الذي أشرفَ على الهلاك عطشًا فيُعطى الماء تقطيرًا وإلا هلك.
وبإمكان الجمل أن يشرب أي ماء مهما كان شديد الحرارة أو عالي الملوحة فقد وهبه الله كلية قادرة بكفاءة على إخراج الأملاح مهما علا تركيزها.
كما أنه لا يُفرز العرق إلا عند الضرورة، ويمتنع عن التبول توفيرًا للماء وهو يقلل نسبة الماء في فضلاته فتخرج شِبه جافّة.
وكل الثدييات يَقِلُ لبنها عند شِدَّة عطشها إلا الإبل.. ولما اشتدت موجة الجفاف على إفريقيا عامي 1984، 1985 هلكت أو كادت تهلك في كينيا القبائل التي تعيش على الأبقار التي كَفَّت عن إدرار اللبن، ثم مات معظمها, بينما نجت القبائل التي كانت تعيش على الإبل لأن النُوق استمرت تجود بألبانها بإذن ربها حتى في موسم الجفاف.
ولبن الجمل يحتوي على مواد غذائية ومواد مثبطة للبكتريا، وبه نِسبة عالية من الأجسام المناعية، وكمية كبيرة من فيتامين c لا توجد في أي حليب آخر.. وكأنه تعويض لأهل البدو عن قلة الفاكهة، هذا بخلاف الفاعلية الشديدة التي ثبتت له ولبوله في علاج السرطانات والكبد الوبائي.. واليوم يَعكُف عشرات الأطباء في مُختبراتهم يدرسون الخصائص العِلاجية لألبان وأبوال الإبل.. فصلى الله على معلم البشرية.
والجمل حقُود.. صبُور.. وهو لا ينزو على أُمِّه.
الخيل
[ﮕ ﮖ]، بها أقسم ربنا، والخير في نواصيها إلى يوم القيامة كما أخبر نبينا 0( ).
أودع الله محبتها في قلوب مُقْتَنِيها.. والفرس العربي يدعو ربه كل يوم( )، وسَمْعُ الخيل مُرهف عجيب فهي تسمع حوافر خيل العدو قبل أن تراها، ويكفيها أقل العلف لبذل أوفر المجهود وهي سريعة الشفاء من الجروح، وكسورها تلتئم بسرعة كبيرة, ولا تفقد قدرتها على التناسل مهما تقدمت أعمارها وتقدم بها السن.
والفرس شديد الذكاء، حاد الذاكرة، يعرف فارسه من رائحة عرقه وطريقة ركوبه, ويستجيب له أعجب استجابة، وإن أُصِيب حَمَلَهُ إلى داره، وبإمكانه أن يحمل ربع وزنه ويعدو مسافات طويلة، وله جهاز تنفسي واسع وقوي يسحب أكبر قدر من الأكسجين, فسبحان الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى.
لطيفة: أسرع فرس في الدنيا....
أهدى رجلٌ للبحتري فرسًا بالليل فمات الفرسُ بالنهار فأنشد قائلًا.
لقد أهديتني أعجوبةً
هي فِي العجائبِ نادرة
فرس كأن هُبوبه
وشك الرياح الطائرة
في ليلة قَطَعَ المسا
فةَ من هُنا للآخرة
الفيل
هل تأملتَ خَلقَ الله للفيل... وكيف لم يجعل له عنقًا...
وذلك لحكمة الله إذ لو كان له عنقًا لانهدت من ثقل رأسه وأذنيه، وهو الحيوان الوحيد الذي لا يقفز، وأُنثى الفيل تضع وليدها في الماء لئلا يصطدم بالأرض فَيهلك، ولما كان لا عنق له فيطأطئ فقد عَوَّضه الله بالخرطوم يرفع به الماء إلى فيه، وناب الفيل الواحد يزيد حجه على حوالي 300 سِن.
ولم يُذكر في كتاب الله إلا مرة واحدة في سورة باسمه.
لما استعز الجيش الحبشي بالفيل واستعان به لهدم الكعبة شرَّفها الله وهو سلاح لا مثيل له عند العرب (كالأسلحة النووية) اليوم أهلكهم الله بألطف الحيوان.. الطير وحَبَسَ الفيل، وفيه درس أن الله قادر على تعطيل أسلحة الكافرين.
الحية
منها ما يغمس ذَنَبَه في الرمل وينتصب قائمًا في شِدَّة الحر, فيجئ الطائر يكره الوقوع على الرمل لحره فيقع على رأس الحية على أنها عود, فتقبض عليه. (سبحان من علمها)!!
ولعل كثيرًا من الناس لا يدري أن سم الحية ما هو إلا مواد كربوهيدراتية معقدة التركيب.. وأن بإمكان معدة الإنسان أن تهضمه وتحلله.
وسم الحية له أثر فعال لا يُصدق في توسيع الأوعية الدموية ومِنْ ثَمَّ فكل أدوية الضغط تؤخذ من سُم الأفعى.
أتدري لِمَ يموت الإنسان من لدغتها؟
لأنه سمها يوسع الأوعية الدموية حتى يُصبح الضغط صفرًا, فتحدُث الوفاة ويموت الإنسان ويُؤخذ من هذا السم قدر ضئيل جدًا فيخفف ضغط الإنسان.
وإذا تَرى الثعبانَ ينفث سُمَهُ
فاسأله مَنْ ذا بالسموم حشَاكَ؟
واسأله كيف تعيشُ يا ثعبانُ
أو تحيا وهذا السم يملأ فاكَ؟
الخنزير
حيوان لاحِم عُشبي... فيه سبعِية وبهيمية... آكلُ كل شيء, كانس القمامات والفضلات بشراهة ونَهَم... يأكل الجِيف ويأكل برازه, ويفترس الفئران وغيرها، شَرِس الطباع، كثير الجِماع، لا غيرة فيه.
أُلحقت حظيرة خنازير بمستشفى عسكري في إحدى بلاد الغرب بحيث يُذبح كل شهر أحدُ هذه الخنازير كطعام للمرضى والعاملين بالمستشفى, وفي أحد الأيام تدافعت الخنازير على الفرن المملوء بالضمادات والأربطة المُضَمَّخة بالقيح والصديد والدم المُهيأة للحرق.. فالتهمتها عن آخرها.
وتوفيرًا للعلف قررت إدارة المستشفى أن تجعل نصف هذه الضمادات المُشَبَعة بالقيح والدماء طعامًا للخنازير.
ولحمه أسرع اللحوم تَعَفُنًا على الإطلاق, وتنتُج عنه رائحة رهيبة لا تُطاق، ونسبة الكولسترول في دمه 60% أي عشر أضعافها في دم البقر، وهذا بالطبع يترسب في شرايين قلوب آكليه, وهذا يفسر انتشار الذبحة القلبية في الغرب.. أَضِفْ إلى عُسر الهضم لارتفاع نسبة الدُهون التي نمثل 50% من لحمه, بينما دهون العجل مثلًا 5% فقط، أَضِفْ إلى زيادة حامض البوليك, وانتشار ديدان وطفيليات لا يتسع بي المقام لذكرها.
وبالجُملة فهذا المخلوق يُعد مرتعًا خصبًا لحوالي 450 مرض وبائي هذا ما عرفوه إلى وقتنا هذا..
وشهد شاهد..
وكثيرًا ما تطالع شهادات أطباء الغرب وهم يشيدون بفضل الإسلام على أتباعه بحمايتهم من جحيم الأمراض التي يسببها أكل الخنزير.
قال أحدهم: «إن أتباع محمد 0 مضوا في نُفُورهم من الخنازير وعدم استساغتهم لحمها, فخلت جماعاتُهم من داء كذا... وكذا...».
والغرب اليوم يُعرِّض القمامة نصف ساعة للبخار الساخن قبل تقديمها للخنازير ثم هو يعالج لحومها بعناصر مُشِعَّة!! ثم يخزنها في تجميد شديد 15 درجة تحت الصفر لمدة 20 يومًا ثم يغليها جيدًا.
كل هذه الاحتياطات لِلحدِّ من الأمراض التي يسببها هذا المخلوق, ومع ذلك لم تزل معدلات الإصابة مرتفعة جدًا.
فماذا عليهم لو أطاعوا شرع رب العالمين واتبعوا هدى سيد المرسلين 0؟ حقًا ما أشقى البشرية إن هي تنكبت صراط ربها!
وانظر لحماقتهم كيف علموا أضراره وأخطاره سواء من دينهم أو من خلال علومهم المتطورة ومع ذلك لا ينتهون [
فسبحان من هذا كلامه.
أو لم يروا إلى الطيرِ فوقَهم؟
من الذي زَوَّدَ الطائر بهذا التصميم الرائع لجسمه ليشُق الهواء، كما يشق صدرُ السفينة الماء؟
من الذي مَكَّنه من التَّكَيف مع قلة الأكسجين في الأجواء العالية فلا يحتاج لأقنعة التنفس كالطيار؟
من الذي هدى تلك الأسراب المهاجرة آلاف الأميال بغير بوصلة؟.
ألم تر أن الطير كما لم يكن لها أسنان تخفيفًا لوزنها فإن الله عوَّضها بحواصل تطحن وتهضم طعامها مهما كان قاسيًا؟
ألم تلحظ أن الطائر الذي جعل الله رزقه في الماء لا ينخدع إذا انقض على صيده بانكسار الأشعة, فيرى الأشياء في غير مكانها الحقيقي..من هداه فلا يُخطئ هدفه؟
انظر: كيف أَمَدَّ الله النعامة بسرعة تصل إلى 60 كم/ساعة فربما قطعت ثلاثة أمتار في خطوة واحدة.
انظر: كيف رَكَّبَ الله غشاءً رقيقًا بين أصابع البط ليتمكن من العوم والسباحة.
انظر: إلى الصقر... قوة إبصاره ثمانية أضعاف بصر الإنسان.
ألم تتعجب من نَقَّار الخشب ينقر من [9: 10] نقرات في الثانية الواحدة دون أن تتحطم جمجمته من أصلب الأشجار، أو يُصاب بارتجاج في المُخ؟!.
أما هالك منظر الطيور تنام على الأغصان فترتخي كل عضلاتها عدا أرجلها تَقْبِض على الأغصان؟!
بعض الأسراب تنام وتترك حارسًا منها, فإن غَفَلَ وأصاب السِربَ ضرر قتلوه.
وها هي الزرازير لا تقربُ مكانًا سمعت فيه واحدًا منها يُعذَّب حتى لجأت الحكومات إلى تكافحها التى تسجيل أصوات طيور تُعذَّب وبثِّها لإبعادها عن الحقول ومخازن الحبوب. (السرب منها يُقَدَّر ب20: 30 ألف طائر).
أتعلم أن الطائر إن قُطعت ساقاه لا يطير.. كالإنسان إن قُطعت يداه لا يجري؟
سبحان من ألهم الطائر إطعام أفراخه, حتى إذا قَوِيت واشتدت واستغنت أهملَها وأقبل على مصالحه؟
سبحان مَنْ علَّم الحمام الزاجل إن حمل رسالة أن يطير عاليًا فوق عادته لئلا تناله سهام الصيادين... ولا يأكل في الطريق حذرًا من الفخ؟.
- هذه البومة ترى الأشعة تحت الحمراء التي لا نراها.. وهي أشعة حرارية؛ لذا فهي ترى الفأر في الظلام الدامس عن طريق الأشعة المنبعثة من جسده الدَّافئ.. ولله في خلقه شئون.
لاحظ العلماء أن طائر اللَقْلَق يهجُر الأماكن قبل اكتِساح الأوبئة وحلولها بها.
سرعة انقضاض الصقر تصل إلى 300 كم/ساعة لذا فهو إن أخطأ فريسته وارتطم بالأرض يموت.
أما طائر القذر فوسيلة دفاعه طريفة فهو يبصق زيتًا دافئًا كريه الرائحة.
وأختم بالطنان.. الطائر الوحيدُ الذي يمكنه الطيران للخلف.
وإنما سُمي بذلك لأن أجنحته لا تُرى لسرعة خفقها بل يُسمع طنينها، يضرب (55) ضربة في الثانية الواحدة وقيل أكثر.
والإنسان يستحيل عليه أن يُحرِّك ذراعيه بهذه السرعة، ولو صنع آلة تُحركه هكذا لاحترقت عضلاته وعجزت، فسبحان الله القدير.
ويُشهد للطنان أيضًا بالشجاعة المُتناهية، فهو يهاجمَ برغم صغر حجمه طيورًا عملاقة بالنسبة إليه.
فانظر: إلى عنايته بخلقه وكمال اقتداره, من يُمسكها إلا الله؟
وعالم الطيور عالم عجيب.
الغرابُ يدفن الجِيَف لحين حاجته إليها, وإذا عَجَزَ الشاهين عن كسر غطاء السلحفاة فإنه يحملها إلى ارتفاعات شاهقة ثم يطرحها على الصخور فتتصدع فيحصل على رزقه منها, ويصل الغباء بالعَقْعَق أنه ينسى عشه الذي وضع فيه أفراخه, ويصل المكر بالأخيل أنه يَضرب غَيرَه ثم يتأوه ويصيح ويصرخ كما لو كان مجنيًا عليه!!.
ومن الطير من يسرق بيض غيره فيأكله, ويضع بيضه ليرُعى مكانه، إناثُ القمارى إن مات عنها زوجها ترفض الزواج بعده، أما إيثار الديك فمعلوم( ), والحمامة إن رفضت الرقاد على البيض ضربها زوجُها وأجبرها على ذلك, وهي تُقَلِّب بيضها لينال حظه من الدفء والحضن، أما الأَوّز فأقدم جهاز إنذار لا يتعطل بانقطاع الكهرباء, ويلاحظ الدارسون أن بيض الطائر يُناسب أرضية العُش تمويها وتكيفًا, فلو كانت البيضة منقطة فكذا تبدوا أرضية العش أو مخططة كذلك.
ومن طريف ما طالعتُ في إحدى الجرائد من عدة أعوام أن صقرًا كان يحلق فوق مطار القاهرة الجوى, فاصطدم بمروحة طائرة أثناء إقلاعها فتمزق وسقط أشلاء مُتناثرة, فشُوهدت بعد ذلك أعداد هائلة من الصقور ظلت تُحلق في المكان ثم هبطت جميعًا في أحد المَمَرات وظلت ساكنة لعدة ساعات لا تنجح معها حيلة, حتى اضطرت الجهات المَعنيَّة إلى تفريقها بسيارات المطافي وضخ الماء.
وأخيرًا... وبعد تلك الجولة في عالم الطير..هل تأملت في خلق البيضة, جعل الله بداخلها سائلين أحداهما أصفر والأخر أبيض لا يختلطان بإذن الله, يخلق الجنين من المُح الأصفر وأما السائل الأخر فهو طعامهُ.
فانظر... لما حبسه الله بداخلها لا يأتيه رزقه من خارجها... جعل الله رزقه معه فإن استهلكه.. خرج..والله إنها لآية..وكم لله من آية!!
الحشرات
إذا كان بطلُ العالم في الوثب العالي يقفر لارتفاع لا يتجاوز مِثْلَيّ طوله فإن البرغوث الذي طول رجله 1.3 مليمتر يصل ارتفاع قفزته إلى 21 سم ولمسافة 34 سم, فلو أراد الإنسان أن يُجاريه فعليه أن يقفز لارتفاع 137متر ولمسافة 213متر!!، وهو لا يقفر كل مرة في اتجاه واحد بل كل قفزة في اتجاه لِيُرَاوغ ولا يُتَّمكن من القبض عليه.
وهل تعلم أن شركات الطيران حينما تصنع تصاميم الطائرات الحربية تضع على شاشات الكمبيوتر حشرة اليعسوب, فيدرسون تركيبه ومناوراته, ويستوحون أفكار الهجوم لتلك الطائرات؟
ها هو الجراد.. جند من جند الله، وعذاب يسلطه على من يشاء، يصل السِرب الواحد منها إلى 8 مليار جرادة, ولم يعرف العالم إلى يومنا طائرة مُقاتِلة تَرْقَى لمستوى الجرادة.. من حيث القدرة الفائِقة على المناورات؛ فهي تطير بأعلى سرعتها ثم تنحرف بزاوية حادة في عكس اتجاهها الأول وهذا شيء أذهل الباحثين, وبإمكانها الطيران المتوصل 500 كم بلا توقُف لملء خزانات الوقود, وتأكل يوميًا ضعف وزنها, ولديها قدرة عضلية على الرفرفة بالجناحين لمدة 16ساعة يوميًا.
وقد أباح الله لنا ميتة الجراد والسمك، أما الذبابة فقد ألهمها ربنا أن تتقي الخطر بالجناح الذي فيه الداء فسبحان من عَلَّمها
النمل
أمة عجيبة تعرف ربها وتُسَبِحُه, وتعرف أنه في السماء وتدعوه، لو وضعتها تحت المجهر لوجدت نفسك أمام وحش مُخيف.
أعطاها ربنا قوة عظيمة أذهلت الباحثين, فهي تحمل أضعاف أضعاف وزنها، فلو وُجد إنسان بقوة النملة لأمكنه حمل سيارة تَزِن 1000 كجم بمنتهى السهولة, والنملة المزارعة تشبه إنسانًا يحمل على ظهره ثقل 250 كجم ويعدو بسرعة 1500 متر في الدقيقة, وهذا قطعًا ليس في مقدور بشر، أما فَكُّهَا فأقوى من فكيِّ التمساح, إذا أخذتَ اعتبار الحجم في كل منها بالنسبة والتناسب.
وقد زَوَّدها الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بدروع صلبة كالغلاف حولها لذا هي تقفز أحيانًا من فوق الأشجار إلى الأرض.
والنمل الأبيض يمزج التراب بلُعابه, فإن جَفَّ صار صلبًا كالصخر والأسمنت, فيبني عشه الذي ربما ارتفع إلى حوالي ستة أمتار، وهذا شيء مُذهل, فبالمقارنة بين حجم النملة وهذا الارتفاع فكأننا نقارن ناطحات السحاب بالإنسان الذي بناها.
والنمل يبني المدن والمُستعمَرات تحت الأرض, ويحفر الأنفاق ويشق الطرقات, ويُخزن الطعام في الصوامع والمخازن، ويزرع ويقاتل ويأسِر ويدفن المَوتَى.. وبعض قرى النمل ومساكنه تصل إلى حد 7 أو 9 أمتار تحت الأرض، وهي تُبني بهندسة خارقة معجزة دالة على وحدانية الله وقدرته.
وأكبر مستعمرة للنمل اكتُشفت في بنسلفانيا إحدى الولايات الأمريكية على مساحة 30 فدان بها شوارع ومقابر وأنفاق.
والنمل يبني عادة تحت قريته قرية أخرى احتياطية يلجأ إليها عند الخطر، ومدخل قرية النمل لابد أن يكون مُتعرجًا بشدة..
فهذا يُؤخِر اندفاع الماء إن علا سطح الأرض وتسرب إليهم, مما يعطيهم فرصة للهروب والنجاة عبر أبواب أُخَر.
وكل مُسْتَعمرة نمل في الدنيا لابد أن ترى فيها الآتي.
أولًا- باب للتهوية.
ثانيًا- حَرسٌ على الأبواب لمنع الغريب.
ثالثًا- دور لراحة العاملات والشغالات.
رابعًا- مخازن للطعام.
خامسًا- صالات لتناول الطعام.
سادسًا- ثكنة عسكرية «منطقة تجنيد».
سابعًا- غرفة للملكة.
ثامنًا- مكان لوضع البيض.
تاسعًا- حضانة لصِغار النمل.
عاشرًا وأخيرًا- جَبَّانة لدفن الموتى.
والنمل لا يُدْخِل شيئًا إلى مستعمرته إلا بعد تعقيمه جيدًا.
ومن عجائب النمل أنك ترى في المستعمرة الواحدة حوالي 500 ألف نملة يتحركون بنظام وتناسق عجيب، إنهم يتصرفون كما لو كانوا بدماغ واحد، وعندهم قوانين للمرور، فالكل يعمل في أشد الزحام بِمُنتهى النظام وبسرعات هائلة وبلا اصطدام!!
وعند النمل طرق سريعة لغير المُحَمّل منه, وطرقًا أخرى لحاملات الطعام، وللنمل حالات طوارئ ونظام إنذار، وأُمَّة النمل إن اعترضها مجرى مائي أقامت من أجسامها جسورًا وسلاسل طويلة لاجتياز الماء..، وللنمل كلمة سر للمرور (باص وورد) وهو يُغيرها كل فترة .
ومخ النملة يحتوي على حوالي 250 ألف خلية عصبية, وهو يتألف من فَصَّين كَمُخ الإنسان، كمبيوتر هائل.. والنملة من أذكى المخلوقات، ولها جهاز عصبي وجهاز هضمي وقلب عجيب، ولها قَرنيّ استشعار يعملان كالهوائي تمامًا، وهي من أرقى الحشرات الاجتماعية, والنملة إن قابلت أختها جائعة أعطتها من الطعام الذي في بلعومها.
والنمل في حُروبه يضع خططًا حربية واستراتيجيات عسكرية محكمة، فقبل الهجوم تقوم كتيبة من الفدائيين باستكشاف أرض العدو والتَعَرُف على نقاط الضعف والقوة... وفي حالة القبض على هؤلاء الجواسيس يتم قتلهم والتمثيل بِجُثَثِهِم... ثم يزحف الجيش تتقدمه فرق الكَشَّافة تَبُثُ روح الحماسة، ويحدث الاشتباك والنمل المحارب أثقل وأقوى من النمل العادي أضعافًا, وفكوكه تشبه السيوف، وفي النمل قنابل تسير على الأرض في الجيش بداخلها كيس مليء بمادة كيماوية صفراء سامة.. يتقدم هذا الفدائي ثم يُفَجِّر نفسه بين الأعداء فيتناثر السائل السام على العدو!!....
وفي النمل ممرضات يعتنين بالجرحى ليل نهار، والبعض يرفع جثث الموتى ويدفنها، وهكذا إلى أن ينتصر فريق على آخر فيعمد الغالب إلى نهب مخازن المُؤَن, بل ويستولي على بيض المنهزمين، والذي سيصبح فيما بعد رقيقًا لهم يقومون بخدمتهم.
ومن عجيب أمر النملة أنها تَشُق كل حبة قبل أن تُنْزلها إلى بيتها إلى شطرين.. حتى لا تنبت إن أصابتها الرطوبة, ولما كانت حبة الكسبرة يمكن أن تنبت ولو كانت شِقَّين وجد العلماء أن النملة تقسم هذه الحبة بالذات إلى أربعة أجزاء، فسبحان مَن علَّمها وهداها.
والنمل لا يحب الكذب... بل هو مفطور على عقوبة الكاذب كما يظهر من سلوكه، والنملة حريصة على أخواتها كما قَصَّ رَبُنا في كتابه.
ها هو أحد الحاقدين الكافرين يعكف على كتاب الله، لا طلبًا للهداية وإنما بحثًا عن اختلاف أو تناقض أو أي شيء يطعن به على القرءان... ها هو يمر على سورة سورة وآية آية حتى إذا وصل إلى قوله تعالى: [ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ] قال وجدتها... كيف يقال للنمل الصغير [ﮚ ﮛ] فهذه الكلمة لا تناسب إلا الشيء الكبير؟!
اكتشف العلماء أن جسم النملة خلقه الله من مادة زجاجية فلا تعبير أنسب من قوله [ﮚ ﮛ] الذي جاء به القرءان العظيم
النحل
كم هي رقيقة لا تكسر زهرة! كم هي نشيطة لا تعرف الكسل! تجري بداخلها أعقد العمليات الكيميائية... إنها النحلة.
مجتمعها في غاية النظام، ملكة ووصيفات وشغَّالات، فلا تزاحُم ولا تراكُم ولا اصطدام، وهي تبني بيتها في غاية الروعة والإحكام، والنحلة إذا سقطت على زهرة وامتصت رحيقها علَّمتها بعلامة، فلا تقع عليها أختها ويضيع الوقت، وهي تخدم النبات بنقل حبوب اللقاح, ولها قرني استشعار يعملان كهوائي الإذاعة, ولِكَي تحصل على كيلو من العسل من نحلة واحدة فهي تحتاج إلى 600: 800 ألف طلعة تقف فيها على حوالي مليون زهرة.
والنحلة لا تلدغ في حياتها إلا لدغة واحدة... فَذَنَبُها يخرج بأحشائها فتموت بعدها، وأعدي أعداء النحل هو الفأر، يُهَاجم الخلية ويأكل العسل, ويُلوِّث أجواء الخلية, فماذا تفعل تلك النحلة الصغيرة أمام هذا الفأر الذي هو كجبل عظيم بالنسبة لها, إنها تُطلق عليه مجموعة من العاملات تلدغه حتى يموت، كيف تخرجه؟ إن بقي لوَّث العسل وأفسد الخلية، ولو اجتمع نحل الدنيا كله لإخراجه ما استطاع فماذا يفعل؟ جعل الله له مادة شمعية يفرزها, ويُغَلِف بها ذلك الفأر فلا يُنْتن ولا يتغير ولو بقي ألف عام حتى يأتي صاحب الخلية فيخرجه!
ومن عجائب النحل أنه يطرد السكران... بعض النحل يتناول مادة مُخَدِّرة كالإيثانول الناتج عن تخمُر بعض الثمار، فإن لَحَسَتْهَا النحلة تَسْكَر تمامًا, وتتحول إلى سلوك عدواني مُفسد, فتجتمع عليها بعض الشَّغَّلات يبعدنها عن الخلية بالقوة, وربما كسروا أرجلها.
البعوضة
لو أن الدنيا تساوي عند الله جناح بعوضة ما سقى منها كافرًا شربة ماء... لكنها بقصورها وكنوزها وأموالها أهون على الله من ذلك فتأمّل...
هذه البعوضة مضرب المثل في الصغر والحقارة قد يُهلك الله بها أمة من الأمم أو دولة من الدول... جيش جرار يباد بالملاريا تنقلها بعوضة! وما يعلم جنود ربك إلا هو.
استطاع الإنسان بفضل الله أن يُكبر حجم البعوضة 40 ألف مرة عن طريق المجهر الكهربي الحديث فوقف على تفاصيل مذهلة في حياة تلك الحشرة.
إن الله جَلَّ في علاه زَوَّدَها بجهاز استقبال حراري كالرادار لا يوجد في أحدث الطائرات العصرية، وليس كل الدم يناسبها لذا فهي تُحَلِّل عَيْنَّة من الدم أولًا بجهاز تحليل لديها، وألهمها ربُها أن تقوم تخدير موضعي يمكنها من غرز إبرتها دون أن يحس الإنسان، ولما كانت لزوجة الدم حائلًا دون مروره في خرطومها فهي تحقِن مادة تمنع التجلط.
فسبحان من هذه صنعته.
مَنْ خَلَقَ للبعوضة على صغرها المتناهي جهاز هضمي وجهاز تنفسي, وغُدّد وقنوات, ومضخة لشفط الدم، وبلعوم ومعدة, ودورة دموية وقلب, وألياف عصبية وجهاز تناسلي، وخرطوم مزود بسكاكين قاطعة تسحب الدم, فإن ناسبها وإلا نزعته... ألا ترى الطفلين في غرفة واحدة هذا تعرض للدغاتها والآخر لم تصبه بشيء!!
العقرب
انكبّ العلماء على دراسة هذا المخلوق العجيب بعد تفجير نَوَوِّي أجرته فرنسا في صحراء الجزائر منذ ما يزيد على 30 سنة، فمن المعلوم أن مثل هذا التفجير ينتج عنه ضغط ماحق ولهب حارق كفيلان بإعدام كل صور الحياة الموجودة في مكان الانفجار، فمَن لم يَمُتْ بالحرارة هلك بالضغط, فلا يبقى إنسان ولا حيوان ولا طائر ولا حشرة ولا نبات.
فماذا حدث يومها؟... ارتفعت كرةٌ عملاقة من اللهب إلى السماء, ولما سَكَنَ الغبار وجدوا عقربًا يمشي على أرض الانفجار!!
فأقبل المُتَخَصِصُونَ يدرسون حياة هذا الكائن الوحيد الذي لا يتأثر بالتفجير النووي, وكانت نتائج أبحاثهم مُذهِلة، فالعقرب يمكنه العيش بلا طعام ولا ماء أسابيع طويلة, ويمكنه كتم أنفاسه في الماء لمدة يومين، وضعوه في ثلاجة درجة برودتها 20 تحت الصفر فلم يتأثر إطلاقًا, فأخرجوه بعدها مباشرة إلى بيئة درجة حرارتها 560 فإذا به يتكيف معها,
وليس في العقرب دم, وهو لا يتأثر بالجراثيم.
ذكر أهل السير: أن رجلًا أصابه الشلل، فأقعد في بيته، ومرت عليه سنوات طوال من الملل واليأس والإحباط, وعجز الأطباء عن علاجه وبلَّغوا أهله وأبناءه, وفي ذات يوم نزلت عليه عقرب من سقف منزله, ولم يستطيع أن يتحرك من مكانه, فأتت إلى رأسه وضربته برأسها ضربات ولدغته لدغات, فاهتز جسمه من أخمص قدمه إلى مشاش رأسه, وإذا بالحياة تدب في أعضائه، وإذا البُرء والشفاء يسير في أنحاء جسمه, وينتفض الرجل ويعود نشيطًا, ثم يقف الرجل على قدميه ثم يمشي في غرفته ثم يفتح الباب، وحينما عاد الأَهْلُ والأولاد فوجئوا بالرجل واقفًا، فما كانوا يصدقون وكادوا من الذهول يُصعقون... فأخبرهم, فسبحان من جعل في هذا علاجه ورب ضارة نافعة وربما صحت الأجسام بالعلل.
العنكبوت
ذكرها ربُنا في كتابه وسمَّي سورة باسمها، وبيت العنكبوت سريع الخراب؛ فالأنثى تقتل زوجَها بعد الإخصاب، وأحيانًا تفترس صغارها بلا رحمة, وحينما يزدحم الصغار في كيس البيض يقتل بعضهم بعضا فلا يبقى إلا قليل، يخرجون فيهجرون بيتهم, وأحيانًا يأكلون أمهم إن اشتد عودهم... فهو بيت لا يقوم إلا على المصالح المؤقتة... لا يُكرم فيه ضيف أبدًا بل تكون نهايته.
سُمْك خيط العنكبوت واحد على مليون من البوصة، بمعنى أنه أدق من شعرة الإنسان 400 مرة، فلو جَمعت 400 خيط منها مُجتمعه لساوت سُمْكَ شعرة من إنسان.
وخيط العنكبوت على دِقَّتِه يُعَدُ أقوى مادة بيولوجية عرفها الإنسان حتى الآن، فخيط العنكبوت الدقيق هذا إذا جذبته من طرفيه لا ينقطع حتى يتمدد إلى خمسة أضعاف طوله!!
لذا يسمونهُ الفولاذ الحيوي, وهو فعلًا أقوى من الفولاذ 20 مرة فلا يفوقه إلا الكوارتز المصهور.
فتبلغ قوة احتماله 300000 رطل للبوصة المربعة، فإذا قُدِّرَ جدلًا وجود حبل من خيط العنكبوت سمكه بحجم أصبع الإبهام, فهذا الحبل يمكنه حمل طائرة جامبو بكل سهولة.
وقد استفاد الإنسان منها فَصَنَع مادة شديدة الشبه بخيط العنكبوت تُسمى (الكافلر).. وهي المادة التي تستعمل في صناعة القمصان والسُترات المُضَادّة للرصاص, يرتدي الإنسان سترة منه فلا تخترق القذائفُ النارية بدنَه!!
وتُستخدم العَناكب حاليًا في الطب الشرعي في تحديد سبب الوفاة ببعض السموم, وذلك بتقديم قطرة دم متجمدة من دم المَسْمُوم ليتغذى عليها العنكبوت, فينعكس نوع السم على شكل خيط العنكبوت... فسبحان من علَّم الإنسان ما لم يعلم.
إذا أردت أن تعرف الله فانظر وتأمل في بديع مخلوقاته من حولك سبحانه لا يُعجزه شيء... فهذا مخلوق بنابه يصول, وهذا بمخلبه يجول, وهذا بمنقاره يُنَاضِل, وذاك بِرِيِشه يُقاتل، وآخر بسمه يدفع وغيره بجناحه يردع، الغراب يُخبئ رزقه في الخراب ويدفن خصمه في التراب.
تأمل....
تأمل كيف كَسَي البهائم من الشعر والصُوف والوَبَر والجلود ما يناسب حياتها، تأمل كيف تطردُ الذباب والبعوض والهوام المؤذية مستعملة في ذلك أذنابها.
تأمل كيف بسط الله ظهور الدواب فيسهل عليها حملنا وحمل متاعنا تأمل مشية ذوات الأربع, كيف ينقل الحيوان يده اليمنى مع رجله اليسرى ويعتمد على الأخريين ثم يعكس، استحالة أن تجد له مشية تناسبه إلا تلك وإلا سقط أو ظل يقفز قفزًا.
انظر: كيف ألقى الله الرحمة في قلوب تلك السباع والبهائم فتحنو على صغارها, حتى أن الدابة لترفع حافرها عن وليدها لئلا تصيبه مخافة أن تؤذيه.
وتأمل كيف جعل الإسلام رحمة الحيوان من أسباب دخول الجنة؛ فقد غَفَر الله لِبَغِيِّ من بني إسرائيل سقت كلبًا, وأدخل رَبُنَا امرأةً النَّار في هِرَّة حبستها لا هي أطعمتها ولا تركتها تأكل من خشاش الأرض.
إنه الله القدير
مَنْ علَّم الفأرة أنها إذا شربت من الزيت الذي في أعلى الجَرّة ينقص ويَعِزُ عليها الوصول إليه في أسفل الجَرَّة, فتذهب وتحمل في أفواهها الماء ثم تصبه في الجرة, حتى يرتفع الزيت ويقترب منها ثم تشربه؟
من علَّم الطاووس أن يُلقي ريشَه في الخريف، فإذا اكتسى الشجر في الربيع اكتسى معه أيضًا؟.
من هدى الثعلب إذا امتلأ من البراغيث أَخذَ صُوفة بفمه ثم عَمَدَ إلى ماء رقيق ينزل فيه شيئًا فشيئًا حتى ترتفع البراغيث إلى الصوفة فيلقيها في الماء ويخرج؟
من عَرَّف الحمار الذي هو من أبلد الحيوان طريقه إلى بيت صاحبه في الليلة الظَلمَاء.
من علَّم الثعلب إن جاع أن ينتفخ، ويُلقي نفسه كالجِيفة في الصحراء لا حركة.. ولا نفس.. حتى إذا دَنَتْ منه الطير وثب عليها؟
من الذي ألهَم الذئب أن يهاجم قطيع الأغنام قرب الفجر، فكلب الراعي ساعتها أكسل وأتعب ما يكون من طول السهر، مَنْ الذي علَّمه أن يَعوي من جانب ثم يُهاجم من الجانب الآخر.
مَن الذي جعل رزق هذا العصفور الصغير بين أنياب التمساح, فتراه فاغرًا فاه لها وهي تلتقط رزقها.. والله إنه لمشهد يبعث اليقين في ا لنفوس.
مَن الذي سَخر لنا الأنعام؟ فَترى صبيًا صغيرًا يجر قطارًا من الإبل وهي مُنقادة مُذللة ولو بَركَ عليه أحدُها لسواه بالأرض!
وإلا فسل الراعي الذي يسوق (1000شاة) هل يمكنه أن يسوق عشر كلاب برية؟.. سل الذين يُروِّضُون السباع ويُدَرِّبُون الأُسُود هل يمكنهم حمل متاعتهم على ذئب أو على أسد؟ أليس تسخير الحيوان نعمة؟.
ألم يمتن علينا خالقنا فقال: [ﭞ ﭟ].
ومن عجائب المخلوقات..
أن بعض الحيوانات تدرك ذبذبات لا ندركها نحن البشر كالخيل والكلاب والضفادع.
وقد لوحظ قبيل الزلازل أن الأفاعي تخرج من جحورها والكلاب تصاب بالذعر, ولا تتوقف عن النباح وأسماك الويلز تضطرب بشدة، والأوز يهرب من الماء إلى قمم الأشجار، وربما تُحطم الأبقار حظائرها فزعًا، وتنطلق الفئران في الشوارع!!
فكل هذا يعني أن زلزالًا على وشك الحدوث.
أتدري أنك لو قطعتَ دودة الأرض إلى جزئين فإن كل جزء ينمو ويُعَوِّض الجزء المفقود؟
وها هو البرص إن شعر بالخطر أو أُمسك من ذيله فإنه يفصله عن جسمه وينمو له ذيل جديد!!
أما الجمبري والكابوريا فإذا فقدت رِجلًا فإنه يتكون لها رجلًا أخرى مكانها..
أتدري أن من الأسماك ما لو سقطت له سِنَّةٌ نبتَ له خلافها فلا تحتاج إلى ما يعانيه البشر؟!
ومِن عجائب الضب بقاء الحياة فيه مدة طويلة بعد ذبحه.
تأمل..
مَنْ علَّم البقر الوحشي أن يتماوت لئلا يفترسه السبع.
ومَن علَّم الأسد ألا يزأر وهو جائع فَتفرُ القطعان فزعًا من زئيره.
انظر: لأسنان التمساح على هيئة العاشق والمعشوق فإن عض قطع.
انظر: لحيوان الأروى إذا كبر والداه قدم لهما الطعام فإن عجزا عن مضغه مضغ لهما!!
انظر: إلى الكلب، إذا اكتست الأرض بالجليد وغطَّاها الثلج فهو يتتبع الموضع المنخفض الرقيق, فيعلم أن تحته حُجر الأرنب فَينبشه ويصطاده؛ علمًا منه بأن حرارة أنفاسها تُذِيب بعض الثلج فوقها فيرق.
الجمل
[ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ]
هَلُمَّ فلننظر إلى هذا المخلوق العجيب كما أمر ربنا...
فالإبل.. أنفس أموال العرب، ومهور نسائها, وهي أكثر حيوان ذُكِرَ في القرءان باختلاف أسمائه.
حباه الله بقدرات هائلة وتصميم رائع، فهو يَرْعَى كل نباتات البراري، شفته العُليا مشقوقة لِيَسهُل عليه تناول الأشواك وله أسنان تطحنُها، خُفه وسادة عريضة فلا يغوص في الرمال، والجمل لا مرارة له، ويكفيه أقل الطعام, ويختزن الدُهون في سنامه, ويلجأ إليها عند حاجته فيحرقها شيئًا فشيئًا حتى يصير سنامه كيسًا جلديًا خاويًا!!
وهو يتحمل الحرارة الشديدة بل يمكنه أن يبرك على الأرض الملتهبة في الظهيرة، وهو الحيوان الوحيد الذي تُوضع عليه الأحمال وهو جالس ثم ينهض بها، وارتفاع السكر في دم الجمل لا يُصيبه بِصدمة كأي حيوان آخر.. وحرارة الجمل ليست ثابتة كالإنسان 37 ْ بل يتكيف مع درجه 41:34 أما الإنسان فيموت ولا يحتمل هذا، ووبر الجمل عازل حراري، ورأسه صغير بالنسبة لحجمه لتتمكن عنقه الطويلة من حمله بلا مشقة.
لكن كيف يواجه الجمل هُبوب الرياح القوية حين تُصبح حبات الرمال كأنها وابل من الرصاص؟ أعطى الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى للجمل طُولًا في عُنقه وأقدامه فيبقى رأسه بعيدًا عن الأرض، كما أنه يمكنه غَلق منخريه تمامًا، أما رموشه فطويلة تتشابك وتنطبق وتشكل واقيًا.
أما صبره عن الماء واحتماله العطش فآية تستنطِق الأفواه بتسبيح الله.
فهو إن كان يطعم نباتًا غضًا طريًا في الشتاء استطاع أن يصبر على العطش شهرين كاملين!! أما إن كان غذاؤه جافًا فهو يتحمل قسوة الظمأ في هجر الصيف أسبوعين وزيادة حتى يصاب بالهزال وربما فَقَد ربع وزنه في أسبوعين فقط.
أيها الإنسان....
إنك إن فقدت 5% فقط من ماء جسمك فَقدت صوابك، وإن فقدت 10% صُمَّت أذناك وتهذي وتفقِد الإحساس بالألم, فإن بلغت النسبة 12% تستحيل عليك النجاة وإن وجدت الماء بعد ذلك, أما الجمل فيصبر ولو فقد 30% من ماء جسمه.
وهو يرتوي بسرعة، قد يشرب 200 لتر خلال دقائق معدودة دون مخاطر.. أما الإنسان الذي أشرفَ على الهلاك عطشًا فيُعطى الماء تقطيرًا وإلا هلك.
وبإمكان الجمل أن يشرب أي ماء مهما كان شديد الحرارة أو عالي الملوحة فقد وهبه الله كلية قادرة بكفاءة على إخراج الأملاح مهما علا تركيزها.
كما أنه لا يُفرز العرق إلا عند الضرورة، ويمتنع عن التبول توفيرًا للماء وهو يقلل نسبة الماء في فضلاته فتخرج شِبه جافّة.
وكل الثدييات يَقِلُ لبنها عند شِدَّة عطشها إلا الإبل.. ولما اشتدت موجة الجفاف على إفريقيا عامي 1984، 1985 هلكت أو كادت تهلك في كينيا القبائل التي تعيش على الأبقار التي كَفَّت عن إدرار اللبن، ثم مات معظمها, بينما نجت القبائل التي كانت تعيش على الإبل لأن النُوق استمرت تجود بألبانها بإذن ربها حتى في موسم الجفاف.
ولبن الجمل يحتوي على مواد غذائية ومواد مثبطة للبكتريا، وبه نِسبة عالية من الأجسام المناعية، وكمية كبيرة من فيتامين c لا توجد في أي حليب آخر.. وكأنه تعويض لأهل البدو عن قلة الفاكهة، هذا بخلاف الفاعلية الشديدة التي ثبتت له ولبوله في علاج السرطانات والكبد الوبائي.. واليوم يَعكُف عشرات الأطباء في مُختبراتهم يدرسون الخصائص العِلاجية لألبان وأبوال الإبل.. فصلى الله على معلم البشرية.
والجمل حقُود.. صبُور.. وهو لا ينزو على أُمِّه.
الخيل
[ﮕ ﮖ]، بها أقسم ربنا، والخير في نواصيها إلى يوم القيامة كما أخبر نبينا 0( ).
أودع الله محبتها في قلوب مُقْتَنِيها.. والفرس العربي يدعو ربه كل يوم( )، وسَمْعُ الخيل مُرهف عجيب فهي تسمع حوافر خيل العدو قبل أن تراها، ويكفيها أقل العلف لبذل أوفر المجهود وهي سريعة الشفاء من الجروح، وكسورها تلتئم بسرعة كبيرة, ولا تفقد قدرتها على التناسل مهما تقدمت أعمارها وتقدم بها السن.
والفرس شديد الذكاء، حاد الذاكرة، يعرف فارسه من رائحة عرقه وطريقة ركوبه, ويستجيب له أعجب استجابة، وإن أُصِيب حَمَلَهُ إلى داره، وبإمكانه أن يحمل ربع وزنه ويعدو مسافات طويلة، وله جهاز تنفسي واسع وقوي يسحب أكبر قدر من الأكسجين, فسبحان الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى.
لطيفة: أسرع فرس في الدنيا....
أهدى رجلٌ للبحتري فرسًا بالليل فمات الفرسُ بالنهار فأنشد قائلًا.
لقد أهديتني أعجوبةً
هي فِي العجائبِ نادرة
فرس كأن هُبوبه
وشك الرياح الطائرة
في ليلة قَطَعَ المسا
فةَ من هُنا للآخرة
الفيل
هل تأملتَ خَلقَ الله للفيل... وكيف لم يجعل له عنقًا...
وذلك لحكمة الله إذ لو كان له عنقًا لانهدت من ثقل رأسه وأذنيه، وهو الحيوان الوحيد الذي لا يقفز، وأُنثى الفيل تضع وليدها في الماء لئلا يصطدم بالأرض فَيهلك، ولما كان لا عنق له فيطأطئ فقد عَوَّضه الله بالخرطوم يرفع به الماء إلى فيه، وناب الفيل الواحد يزيد حجه على حوالي 300 سِن.
ولم يُذكر في كتاب الله إلا مرة واحدة في سورة باسمه.
لما استعز الجيش الحبشي بالفيل واستعان به لهدم الكعبة شرَّفها الله وهو سلاح لا مثيل له عند العرب (كالأسلحة النووية) اليوم أهلكهم الله بألطف الحيوان.. الطير وحَبَسَ الفيل، وفيه درس أن الله قادر على تعطيل أسلحة الكافرين.
الحية
منها ما يغمس ذَنَبَه في الرمل وينتصب قائمًا في شِدَّة الحر, فيجئ الطائر يكره الوقوع على الرمل لحره فيقع على رأس الحية على أنها عود, فتقبض عليه. (سبحان من علمها)!!
ولعل كثيرًا من الناس لا يدري أن سم الحية ما هو إلا مواد كربوهيدراتية معقدة التركيب.. وأن بإمكان معدة الإنسان أن تهضمه وتحلله.
وسم الحية له أثر فعال لا يُصدق في توسيع الأوعية الدموية ومِنْ ثَمَّ فكل أدوية الضغط تؤخذ من سُم الأفعى.
أتدري لِمَ يموت الإنسان من لدغتها؟
لأنه سمها يوسع الأوعية الدموية حتى يُصبح الضغط صفرًا, فتحدُث الوفاة ويموت الإنسان ويُؤخذ من هذا السم قدر ضئيل جدًا فيخفف ضغط الإنسان.
وإذا تَرى الثعبانَ ينفث سُمَهُ
فاسأله مَنْ ذا بالسموم حشَاكَ؟
واسأله كيف تعيشُ يا ثعبانُ
أو تحيا وهذا السم يملأ فاكَ؟
الخنزير
حيوان لاحِم عُشبي... فيه سبعِية وبهيمية... آكلُ كل شيء, كانس القمامات والفضلات بشراهة ونَهَم... يأكل الجِيف ويأكل برازه, ويفترس الفئران وغيرها، شَرِس الطباع، كثير الجِماع، لا غيرة فيه.
أُلحقت حظيرة خنازير بمستشفى عسكري في إحدى بلاد الغرب بحيث يُذبح كل شهر أحدُ هذه الخنازير كطعام للمرضى والعاملين بالمستشفى, وفي أحد الأيام تدافعت الخنازير على الفرن المملوء بالضمادات والأربطة المُضَمَّخة بالقيح والصديد والدم المُهيأة للحرق.. فالتهمتها عن آخرها.
وتوفيرًا للعلف قررت إدارة المستشفى أن تجعل نصف هذه الضمادات المُشَبَعة بالقيح والدماء طعامًا للخنازير.
ولحمه أسرع اللحوم تَعَفُنًا على الإطلاق, وتنتُج عنه رائحة رهيبة لا تُطاق، ونسبة الكولسترول في دمه 60% أي عشر أضعافها في دم البقر، وهذا بالطبع يترسب في شرايين قلوب آكليه, وهذا يفسر انتشار الذبحة القلبية في الغرب.. أَضِفْ إلى عُسر الهضم لارتفاع نسبة الدُهون التي نمثل 50% من لحمه, بينما دهون العجل مثلًا 5% فقط، أَضِفْ إلى زيادة حامض البوليك, وانتشار ديدان وطفيليات لا يتسع بي المقام لذكرها.
وبالجُملة فهذا المخلوق يُعد مرتعًا خصبًا لحوالي 450 مرض وبائي هذا ما عرفوه إلى وقتنا هذا..
وشهد شاهد..
وكثيرًا ما تطالع شهادات أطباء الغرب وهم يشيدون بفضل الإسلام على أتباعه بحمايتهم من جحيم الأمراض التي يسببها أكل الخنزير.
قال أحدهم: «إن أتباع محمد 0 مضوا في نُفُورهم من الخنازير وعدم استساغتهم لحمها, فخلت جماعاتُهم من داء كذا... وكذا...».
والغرب اليوم يُعرِّض القمامة نصف ساعة للبخار الساخن قبل تقديمها للخنازير ثم هو يعالج لحومها بعناصر مُشِعَّة!! ثم يخزنها في تجميد شديد 15 درجة تحت الصفر لمدة 20 يومًا ثم يغليها جيدًا.
كل هذه الاحتياطات لِلحدِّ من الأمراض التي يسببها هذا المخلوق, ومع ذلك لم تزل معدلات الإصابة مرتفعة جدًا.
فماذا عليهم لو أطاعوا شرع رب العالمين واتبعوا هدى سيد المرسلين 0؟ حقًا ما أشقى البشرية إن هي تنكبت صراط ربها!
وانظر لحماقتهم كيف علموا أضراره وأخطاره سواء من دينهم أو من خلال علومهم المتطورة ومع ذلك لا ينتهون [
فسبحان من هذا كلامه.
أو لم يروا إلى الطيرِ فوقَهم؟
من الذي زَوَّدَ الطائر بهذا التصميم الرائع لجسمه ليشُق الهواء، كما يشق صدرُ السفينة الماء؟
من الذي مَكَّنه من التَّكَيف مع قلة الأكسجين في الأجواء العالية فلا يحتاج لأقنعة التنفس كالطيار؟
من الذي هدى تلك الأسراب المهاجرة آلاف الأميال بغير بوصلة؟.
ألم تر أن الطير كما لم يكن لها أسنان تخفيفًا لوزنها فإن الله عوَّضها بحواصل تطحن وتهضم طعامها مهما كان قاسيًا؟
ألم تلحظ أن الطائر الذي جعل الله رزقه في الماء لا ينخدع إذا انقض على صيده بانكسار الأشعة, فيرى الأشياء في غير مكانها الحقيقي..من هداه فلا يُخطئ هدفه؟
انظر: كيف أَمَدَّ الله النعامة بسرعة تصل إلى 60 كم/ساعة فربما قطعت ثلاثة أمتار في خطوة واحدة.
انظر: كيف رَكَّبَ الله غشاءً رقيقًا بين أصابع البط ليتمكن من العوم والسباحة.
انظر: إلى الصقر... قوة إبصاره ثمانية أضعاف بصر الإنسان.
ألم تتعجب من نَقَّار الخشب ينقر من [9: 10] نقرات في الثانية الواحدة دون أن تتحطم جمجمته من أصلب الأشجار، أو يُصاب بارتجاج في المُخ؟!.
أما هالك منظر الطيور تنام على الأغصان فترتخي كل عضلاتها عدا أرجلها تَقْبِض على الأغصان؟!
بعض الأسراب تنام وتترك حارسًا منها, فإن غَفَلَ وأصاب السِربَ ضرر قتلوه.
وها هي الزرازير لا تقربُ مكانًا سمعت فيه واحدًا منها يُعذَّب حتى لجأت الحكومات إلى تكافحها التى تسجيل أصوات طيور تُعذَّب وبثِّها لإبعادها عن الحقول ومخازن الحبوب. (السرب منها يُقَدَّر ب20: 30 ألف طائر).
أتعلم أن الطائر إن قُطعت ساقاه لا يطير.. كالإنسان إن قُطعت يداه لا يجري؟
سبحان من ألهم الطائر إطعام أفراخه, حتى إذا قَوِيت واشتدت واستغنت أهملَها وأقبل على مصالحه؟
سبحان مَنْ علَّم الحمام الزاجل إن حمل رسالة أن يطير عاليًا فوق عادته لئلا تناله سهام الصيادين... ولا يأكل في الطريق حذرًا من الفخ؟.
- هذه البومة ترى الأشعة تحت الحمراء التي لا نراها.. وهي أشعة حرارية؛ لذا فهي ترى الفأر في الظلام الدامس عن طريق الأشعة المنبعثة من جسده الدَّافئ.. ولله في خلقه شئون.
لاحظ العلماء أن طائر اللَقْلَق يهجُر الأماكن قبل اكتِساح الأوبئة وحلولها بها.
سرعة انقضاض الصقر تصل إلى 300 كم/ساعة لذا فهو إن أخطأ فريسته وارتطم بالأرض يموت.
أما طائر القذر فوسيلة دفاعه طريفة فهو يبصق زيتًا دافئًا كريه الرائحة.
وأختم بالطنان.. الطائر الوحيدُ الذي يمكنه الطيران للخلف.
وإنما سُمي بذلك لأن أجنحته لا تُرى لسرعة خفقها بل يُسمع طنينها، يضرب (55) ضربة في الثانية الواحدة وقيل أكثر.
والإنسان يستحيل عليه أن يُحرِّك ذراعيه بهذه السرعة، ولو صنع آلة تُحركه هكذا لاحترقت عضلاته وعجزت، فسبحان الله القدير.
ويُشهد للطنان أيضًا بالشجاعة المُتناهية، فهو يهاجمَ برغم صغر حجمه طيورًا عملاقة بالنسبة إليه.
فانظر: إلى عنايته بخلقه وكمال اقتداره, من يُمسكها إلا الله؟
وعالم الطيور عالم عجيب.
الغرابُ يدفن الجِيَف لحين حاجته إليها, وإذا عَجَزَ الشاهين عن كسر غطاء السلحفاة فإنه يحملها إلى ارتفاعات شاهقة ثم يطرحها على الصخور فتتصدع فيحصل على رزقه منها, ويصل الغباء بالعَقْعَق أنه ينسى عشه الذي وضع فيه أفراخه, ويصل المكر بالأخيل أنه يَضرب غَيرَه ثم يتأوه ويصيح ويصرخ كما لو كان مجنيًا عليه!!.
ومن الطير من يسرق بيض غيره فيأكله, ويضع بيضه ليرُعى مكانه، إناثُ القمارى إن مات عنها زوجها ترفض الزواج بعده، أما إيثار الديك فمعلوم( ), والحمامة إن رفضت الرقاد على البيض ضربها زوجُها وأجبرها على ذلك, وهي تُقَلِّب بيضها لينال حظه من الدفء والحضن، أما الأَوّز فأقدم جهاز إنذار لا يتعطل بانقطاع الكهرباء, ويلاحظ الدارسون أن بيض الطائر يُناسب أرضية العُش تمويها وتكيفًا, فلو كانت البيضة منقطة فكذا تبدوا أرضية العش أو مخططة كذلك.
ومن طريف ما طالعتُ في إحدى الجرائد من عدة أعوام أن صقرًا كان يحلق فوق مطار القاهرة الجوى, فاصطدم بمروحة طائرة أثناء إقلاعها فتمزق وسقط أشلاء مُتناثرة, فشُوهدت بعد ذلك أعداد هائلة من الصقور ظلت تُحلق في المكان ثم هبطت جميعًا في أحد المَمَرات وظلت ساكنة لعدة ساعات لا تنجح معها حيلة, حتى اضطرت الجهات المَعنيَّة إلى تفريقها بسيارات المطافي وضخ الماء.
وأخيرًا... وبعد تلك الجولة في عالم الطير..هل تأملت في خلق البيضة, جعل الله بداخلها سائلين أحداهما أصفر والأخر أبيض لا يختلطان بإذن الله, يخلق الجنين من المُح الأصفر وأما السائل الأخر فهو طعامهُ.
فانظر... لما حبسه الله بداخلها لا يأتيه رزقه من خارجها... جعل الله رزقه معه فإن استهلكه.. خرج..والله إنها لآية..وكم لله من آية!!
الحشرات
إذا كان بطلُ العالم في الوثب العالي يقفر لارتفاع لا يتجاوز مِثْلَيّ طوله فإن البرغوث الذي طول رجله 1.3 مليمتر يصل ارتفاع قفزته إلى 21 سم ولمسافة 34 سم, فلو أراد الإنسان أن يُجاريه فعليه أن يقفز لارتفاع 137متر ولمسافة 213متر!!، وهو لا يقفر كل مرة في اتجاه واحد بل كل قفزة في اتجاه لِيُرَاوغ ولا يُتَّمكن من القبض عليه.
وهل تعلم أن شركات الطيران حينما تصنع تصاميم الطائرات الحربية تضع على شاشات الكمبيوتر حشرة اليعسوب, فيدرسون تركيبه ومناوراته, ويستوحون أفكار الهجوم لتلك الطائرات؟
ها هو الجراد.. جند من جند الله، وعذاب يسلطه على من يشاء، يصل السِرب الواحد منها إلى 8 مليار جرادة, ولم يعرف العالم إلى يومنا طائرة مُقاتِلة تَرْقَى لمستوى الجرادة.. من حيث القدرة الفائِقة على المناورات؛ فهي تطير بأعلى سرعتها ثم تنحرف بزاوية حادة في عكس اتجاهها الأول وهذا شيء أذهل الباحثين, وبإمكانها الطيران المتوصل 500 كم بلا توقُف لملء خزانات الوقود, وتأكل يوميًا ضعف وزنها, ولديها قدرة عضلية على الرفرفة بالجناحين لمدة 16ساعة يوميًا.
وقد أباح الله لنا ميتة الجراد والسمك، أما الذبابة فقد ألهمها ربنا أن تتقي الخطر بالجناح الذي فيه الداء فسبحان من عَلَّمها
النمل
أمة عجيبة تعرف ربها وتُسَبِحُه, وتعرف أنه في السماء وتدعوه، لو وضعتها تحت المجهر لوجدت نفسك أمام وحش مُخيف.
أعطاها ربنا قوة عظيمة أذهلت الباحثين, فهي تحمل أضعاف أضعاف وزنها، فلو وُجد إنسان بقوة النملة لأمكنه حمل سيارة تَزِن 1000 كجم بمنتهى السهولة, والنملة المزارعة تشبه إنسانًا يحمل على ظهره ثقل 250 كجم ويعدو بسرعة 1500 متر في الدقيقة, وهذا قطعًا ليس في مقدور بشر، أما فَكُّهَا فأقوى من فكيِّ التمساح, إذا أخذتَ اعتبار الحجم في كل منها بالنسبة والتناسب.
وقد زَوَّدها الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بدروع صلبة كالغلاف حولها لذا هي تقفز أحيانًا من فوق الأشجار إلى الأرض.
والنمل الأبيض يمزج التراب بلُعابه, فإن جَفَّ صار صلبًا كالصخر والأسمنت, فيبني عشه الذي ربما ارتفع إلى حوالي ستة أمتار، وهذا شيء مُذهل, فبالمقارنة بين حجم النملة وهذا الارتفاع فكأننا نقارن ناطحات السحاب بالإنسان الذي بناها.
والنمل يبني المدن والمُستعمَرات تحت الأرض, ويحفر الأنفاق ويشق الطرقات, ويُخزن الطعام في الصوامع والمخازن، ويزرع ويقاتل ويأسِر ويدفن المَوتَى.. وبعض قرى النمل ومساكنه تصل إلى حد 7 أو 9 أمتار تحت الأرض، وهي تُبني بهندسة خارقة معجزة دالة على وحدانية الله وقدرته.
وأكبر مستعمرة للنمل اكتُشفت في بنسلفانيا إحدى الولايات الأمريكية على مساحة 30 فدان بها شوارع ومقابر وأنفاق.
والنمل يبني عادة تحت قريته قرية أخرى احتياطية يلجأ إليها عند الخطر، ومدخل قرية النمل لابد أن يكون مُتعرجًا بشدة..
فهذا يُؤخِر اندفاع الماء إن علا سطح الأرض وتسرب إليهم, مما يعطيهم فرصة للهروب والنجاة عبر أبواب أُخَر.
وكل مُسْتَعمرة نمل في الدنيا لابد أن ترى فيها الآتي.
أولًا- باب للتهوية.
ثانيًا- حَرسٌ على الأبواب لمنع الغريب.
ثالثًا- دور لراحة العاملات والشغالات.
رابعًا- مخازن للطعام.
خامسًا- صالات لتناول الطعام.
سادسًا- ثكنة عسكرية «منطقة تجنيد».
سابعًا- غرفة للملكة.
ثامنًا- مكان لوضع البيض.
تاسعًا- حضانة لصِغار النمل.
عاشرًا وأخيرًا- جَبَّانة لدفن الموتى.
والنمل لا يُدْخِل شيئًا إلى مستعمرته إلا بعد تعقيمه جيدًا.
ومن عجائب النمل أنك ترى في المستعمرة الواحدة حوالي 500 ألف نملة يتحركون بنظام وتناسق عجيب، إنهم يتصرفون كما لو كانوا بدماغ واحد، وعندهم قوانين للمرور، فالكل يعمل في أشد الزحام بِمُنتهى النظام وبسرعات هائلة وبلا اصطدام!!
وعند النمل طرق سريعة لغير المُحَمّل منه, وطرقًا أخرى لحاملات الطعام، وللنمل حالات طوارئ ونظام إنذار، وأُمَّة النمل إن اعترضها مجرى مائي أقامت من أجسامها جسورًا وسلاسل طويلة لاجتياز الماء..، وللنمل كلمة سر للمرور (باص وورد) وهو يُغيرها كل فترة .
ومخ النملة يحتوي على حوالي 250 ألف خلية عصبية, وهو يتألف من فَصَّين كَمُخ الإنسان، كمبيوتر هائل.. والنملة من أذكى المخلوقات، ولها جهاز عصبي وجهاز هضمي وقلب عجيب، ولها قَرنيّ استشعار يعملان كالهوائي تمامًا، وهي من أرقى الحشرات الاجتماعية, والنملة إن قابلت أختها جائعة أعطتها من الطعام الذي في بلعومها.
والنمل في حُروبه يضع خططًا حربية واستراتيجيات عسكرية محكمة، فقبل الهجوم تقوم كتيبة من الفدائيين باستكشاف أرض العدو والتَعَرُف على نقاط الضعف والقوة... وفي حالة القبض على هؤلاء الجواسيس يتم قتلهم والتمثيل بِجُثَثِهِم... ثم يزحف الجيش تتقدمه فرق الكَشَّافة تَبُثُ روح الحماسة، ويحدث الاشتباك والنمل المحارب أثقل وأقوى من النمل العادي أضعافًا, وفكوكه تشبه السيوف، وفي النمل قنابل تسير على الأرض في الجيش بداخلها كيس مليء بمادة كيماوية صفراء سامة.. يتقدم هذا الفدائي ثم يُفَجِّر نفسه بين الأعداء فيتناثر السائل السام على العدو!!....
وفي النمل ممرضات يعتنين بالجرحى ليل نهار، والبعض يرفع جثث الموتى ويدفنها، وهكذا إلى أن ينتصر فريق على آخر فيعمد الغالب إلى نهب مخازن المُؤَن, بل ويستولي على بيض المنهزمين، والذي سيصبح فيما بعد رقيقًا لهم يقومون بخدمتهم.
ومن عجيب أمر النملة أنها تَشُق كل حبة قبل أن تُنْزلها إلى بيتها إلى شطرين.. حتى لا تنبت إن أصابتها الرطوبة, ولما كانت حبة الكسبرة يمكن أن تنبت ولو كانت شِقَّين وجد العلماء أن النملة تقسم هذه الحبة بالذات إلى أربعة أجزاء، فسبحان مَن علَّمها وهداها.
والنمل لا يحب الكذب... بل هو مفطور على عقوبة الكاذب كما يظهر من سلوكه، والنملة حريصة على أخواتها كما قَصَّ رَبُنا في كتابه.
ها هو أحد الحاقدين الكافرين يعكف على كتاب الله، لا طلبًا للهداية وإنما بحثًا عن اختلاف أو تناقض أو أي شيء يطعن به على القرءان... ها هو يمر على سورة سورة وآية آية حتى إذا وصل إلى قوله تعالى: [ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ] قال وجدتها... كيف يقال للنمل الصغير [ﮚ ﮛ] فهذه الكلمة لا تناسب إلا الشيء الكبير؟!
اكتشف العلماء أن جسم النملة خلقه الله من مادة زجاجية فلا تعبير أنسب من قوله [ﮚ ﮛ] الذي جاء به القرءان العظيم
النحل
كم هي رقيقة لا تكسر زهرة! كم هي نشيطة لا تعرف الكسل! تجري بداخلها أعقد العمليات الكيميائية... إنها النحلة.
مجتمعها في غاية النظام، ملكة ووصيفات وشغَّالات، فلا تزاحُم ولا تراكُم ولا اصطدام، وهي تبني بيتها في غاية الروعة والإحكام، والنحلة إذا سقطت على زهرة وامتصت رحيقها علَّمتها بعلامة، فلا تقع عليها أختها ويضيع الوقت، وهي تخدم النبات بنقل حبوب اللقاح, ولها قرني استشعار يعملان كهوائي الإذاعة, ولِكَي تحصل على كيلو من العسل من نحلة واحدة فهي تحتاج إلى 600: 800 ألف طلعة تقف فيها على حوالي مليون زهرة.
والنحلة لا تلدغ في حياتها إلا لدغة واحدة... فَذَنَبُها يخرج بأحشائها فتموت بعدها، وأعدي أعداء النحل هو الفأر، يُهَاجم الخلية ويأكل العسل, ويُلوِّث أجواء الخلية, فماذا تفعل تلك النحلة الصغيرة أمام هذا الفأر الذي هو كجبل عظيم بالنسبة لها, إنها تُطلق عليه مجموعة من العاملات تلدغه حتى يموت، كيف تخرجه؟ إن بقي لوَّث العسل وأفسد الخلية، ولو اجتمع نحل الدنيا كله لإخراجه ما استطاع فماذا يفعل؟ جعل الله له مادة شمعية يفرزها, ويُغَلِف بها ذلك الفأر فلا يُنْتن ولا يتغير ولو بقي ألف عام حتى يأتي صاحب الخلية فيخرجه!
ومن عجائب النحل أنه يطرد السكران... بعض النحل يتناول مادة مُخَدِّرة كالإيثانول الناتج عن تخمُر بعض الثمار، فإن لَحَسَتْهَا النحلة تَسْكَر تمامًا, وتتحول إلى سلوك عدواني مُفسد, فتجتمع عليها بعض الشَّغَّلات يبعدنها عن الخلية بالقوة, وربما كسروا أرجلها.
البعوضة
لو أن الدنيا تساوي عند الله جناح بعوضة ما سقى منها كافرًا شربة ماء... لكنها بقصورها وكنوزها وأموالها أهون على الله من ذلك فتأمّل...
هذه البعوضة مضرب المثل في الصغر والحقارة قد يُهلك الله بها أمة من الأمم أو دولة من الدول... جيش جرار يباد بالملاريا تنقلها بعوضة! وما يعلم جنود ربك إلا هو.
استطاع الإنسان بفضل الله أن يُكبر حجم البعوضة 40 ألف مرة عن طريق المجهر الكهربي الحديث فوقف على تفاصيل مذهلة في حياة تلك الحشرة.
إن الله جَلَّ في علاه زَوَّدَها بجهاز استقبال حراري كالرادار لا يوجد في أحدث الطائرات العصرية، وليس كل الدم يناسبها لذا فهي تُحَلِّل عَيْنَّة من الدم أولًا بجهاز تحليل لديها، وألهمها ربُها أن تقوم تخدير موضعي يمكنها من غرز إبرتها دون أن يحس الإنسان، ولما كانت لزوجة الدم حائلًا دون مروره في خرطومها فهي تحقِن مادة تمنع التجلط.
فسبحان من هذه صنعته.
مَنْ خَلَقَ للبعوضة على صغرها المتناهي جهاز هضمي وجهاز تنفسي, وغُدّد وقنوات, ومضخة لشفط الدم، وبلعوم ومعدة, ودورة دموية وقلب, وألياف عصبية وجهاز تناسلي، وخرطوم مزود بسكاكين قاطعة تسحب الدم, فإن ناسبها وإلا نزعته... ألا ترى الطفلين في غرفة واحدة هذا تعرض للدغاتها والآخر لم تصبه بشيء!!
العقرب
انكبّ العلماء على دراسة هذا المخلوق العجيب بعد تفجير نَوَوِّي أجرته فرنسا في صحراء الجزائر منذ ما يزيد على 30 سنة، فمن المعلوم أن مثل هذا التفجير ينتج عنه ضغط ماحق ولهب حارق كفيلان بإعدام كل صور الحياة الموجودة في مكان الانفجار، فمَن لم يَمُتْ بالحرارة هلك بالضغط, فلا يبقى إنسان ولا حيوان ولا طائر ولا حشرة ولا نبات.
فماذا حدث يومها؟... ارتفعت كرةٌ عملاقة من اللهب إلى السماء, ولما سَكَنَ الغبار وجدوا عقربًا يمشي على أرض الانفجار!!
فأقبل المُتَخَصِصُونَ يدرسون حياة هذا الكائن الوحيد الذي لا يتأثر بالتفجير النووي, وكانت نتائج أبحاثهم مُذهِلة، فالعقرب يمكنه العيش بلا طعام ولا ماء أسابيع طويلة, ويمكنه كتم أنفاسه في الماء لمدة يومين، وضعوه في ثلاجة درجة برودتها 20 تحت الصفر فلم يتأثر إطلاقًا, فأخرجوه بعدها مباشرة إلى بيئة درجة حرارتها 560 فإذا به يتكيف معها,
وليس في العقرب دم, وهو لا يتأثر بالجراثيم.
ذكر أهل السير: أن رجلًا أصابه الشلل، فأقعد في بيته، ومرت عليه سنوات طوال من الملل واليأس والإحباط, وعجز الأطباء عن علاجه وبلَّغوا أهله وأبناءه, وفي ذات يوم نزلت عليه عقرب من سقف منزله, ولم يستطيع أن يتحرك من مكانه, فأتت إلى رأسه وضربته برأسها ضربات ولدغته لدغات, فاهتز جسمه من أخمص قدمه إلى مشاش رأسه, وإذا بالحياة تدب في أعضائه، وإذا البُرء والشفاء يسير في أنحاء جسمه, وينتفض الرجل ويعود نشيطًا, ثم يقف الرجل على قدميه ثم يمشي في غرفته ثم يفتح الباب، وحينما عاد الأَهْلُ والأولاد فوجئوا بالرجل واقفًا، فما كانوا يصدقون وكادوا من الذهول يُصعقون... فأخبرهم, فسبحان من جعل في هذا علاجه ورب ضارة نافعة وربما صحت الأجسام بالعلل.
العنكبوت
ذكرها ربُنا في كتابه وسمَّي سورة باسمها، وبيت العنكبوت سريع الخراب؛ فالأنثى تقتل زوجَها بعد الإخصاب، وأحيانًا تفترس صغارها بلا رحمة, وحينما يزدحم الصغار في كيس البيض يقتل بعضهم بعضا فلا يبقى إلا قليل، يخرجون فيهجرون بيتهم, وأحيانًا يأكلون أمهم إن اشتد عودهم... فهو بيت لا يقوم إلا على المصالح المؤقتة... لا يُكرم فيه ضيف أبدًا بل تكون نهايته.
سُمْك خيط العنكبوت واحد على مليون من البوصة، بمعنى أنه أدق من شعرة الإنسان 400 مرة، فلو جَمعت 400 خيط منها مُجتمعه لساوت سُمْكَ شعرة من إنسان.
وخيط العنكبوت على دِقَّتِه يُعَدُ أقوى مادة بيولوجية عرفها الإنسان حتى الآن، فخيط العنكبوت الدقيق هذا إذا جذبته من طرفيه لا ينقطع حتى يتمدد إلى خمسة أضعاف طوله!!
لذا يسمونهُ الفولاذ الحيوي, وهو فعلًا أقوى من الفولاذ 20 مرة فلا يفوقه إلا الكوارتز المصهور.
فتبلغ قوة احتماله 300000 رطل للبوصة المربعة، فإذا قُدِّرَ جدلًا وجود حبل من خيط العنكبوت سمكه بحجم أصبع الإبهام, فهذا الحبل يمكنه حمل طائرة جامبو بكل سهولة.
وقد استفاد الإنسان منها فَصَنَع مادة شديدة الشبه بخيط العنكبوت تُسمى (الكافلر).. وهي المادة التي تستعمل في صناعة القمصان والسُترات المُضَادّة للرصاص, يرتدي الإنسان سترة منه فلا تخترق القذائفُ النارية بدنَه!!
وتُستخدم العَناكب حاليًا في الطب الشرعي في تحديد سبب الوفاة ببعض السموم, وذلك بتقديم قطرة دم متجمدة من دم المَسْمُوم ليتغذى عليها العنكبوت, فينعكس نوع السم على شكل خيط العنكبوت... فسبحان من علَّم الإنسان ما لم يعلم.