المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : النَّهي عن إتيان الكُهّان والمنجِّمين والعُرَّاف وأصحاب الرمل


الشيخ محمد الزعبي
10-11-2013, 05:02 AM
باب النَّهي عن إتيان الكُهّان والمنجِّمين والعُرَّاف وأصحاب الرمل والطوارق بالحصى وبالشعير ونحو ذلك
عن عائشة رضي الله عنها ، قالت : سأل رسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أنَاسٌ عَنِ الكُهَّانِ، فَقَالَ : (( لَيْسُوا بِشَيءٍ )) فَقَالُوا : يا رَسُولَ اللهِ إنَّهُمْ يُحَدِّثُونَا أحْيَاناً بِشَيءٍ، فَيَكُونُ حَقّاً ؟ فقالَ رسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : (( تِلْكَ الكَلِمَةُ مِنَ الحَقِّ يَخْطَفُهَا الجِنِّيُّ فَيَقُرُّهَا فِي أُذُنِ وَلِيِّهِ ، فَيَخْلِطُونَ مَعَهَا مئَةَ كَذْبَةٍ )) . متفق عليه .
وفي رواية للبخاري عن عائشة رضي الله عنها : أنَّها سمعتْ رسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يقولُ : (( إنَّ المَلائِكَةَ تَنْزِلُ فِي العَنَانِ - وَهُوَ السَّحَابُ - فَتَذْكُرُ الأَمْرَ قُضِيَ فِي السَّماءِ ، فَيَسْتَرِقُ الشَّيْطَانُ السَّمْع ، فَيَسْمَعُهُ ، فَيُوحِيَهُ إلَى الكُهَّانِ ، فَيَكْذِبُونَ مَعَهَا مِئَةَ كَذْبَةٍ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ )) .
قَولُهُ : (( فَيَقُرُّهَا )) هو بفتح الياء وضم القاف والراء ، أي : يُلْقِيها ،
(( والعَنانِ )) بفتح العين .
وعن صَفِيَّةَ بِنتِ أبي عُبيدٍ ، عن بعض أزواجِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، ورَضِيَ اللهُ عنها ، عن النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم - ، قال : (( مَنْ أَتَى عَرَّافاً فَسَأَلَهُ عنْ شَيْءٍ فَصَدَّقَهُ ، لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاَةٌ أرْبَعِينَ يَوماً )) . رواه مسلم .
وعَنْ قَبِيصَةَ بنِ المُخَارِقِ - رضي الله عنه - قال : سمعتُ رسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ :(( العِيَافَةُ ، وَالطِّيَرَةُ ، والطَّرْقُ ، مِنَ الجِبْتِ )) . رواه أبو داود بإسناد حسن .
وقال : (( الطَّرْقُ )) هُوَ الزَّجْرُ : أيْ زَجْرُ الطَّيْرِ وَهُوَ أنْ يَتَيَمَّنَ أو يَتَشَاءمَ بِطَيَرَانِهِ ، فإنْ طَارَ إلَى جِهَةِ اليَمِين ، تَيَمَّنَ ، وإنْ طَارَ إلَى جِهَةِ اليَسَارِ ، تَشَاءمَ . قال أبو
داود : (( والعِيَافَةُ )) : الخَطُّ .
قالَ الجَوْهَريُّ في الصِّحَاحِ : الجِبْتُ كَلِمَةٌ تَقَعُ عَلَى الصَّنَمِ وَالكاهِنِ والسَّاحِرِ وَنَحْوِ ذلِكَ .
وعن ابن عباس رضي الله عنهما ، قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - :(( مَنِ اقْتَبَسَ عِلْماً مِنَ النُّجُوم ، اقْتَبَسَ شُعْبَةً مِنَ السِّحْرِ زَادَ ما زَادَ )) . رواه أبو داود بإسناد صحيح .
قال الخطابي في " معالم السنن " 4/212 : (( علم النجوم المنهي عنه هو ما يدعيه أهل التنجيم من علم الكوائن والحوادث التي لم تقع وستقع في مستقبل الزمان كإخبارهم بأوقات هبوب الرياح ومجيء المطر وظهور الحر والبرد وتغير الأسعار وما كان في معانيها من الأمور يزعمون أنهم يدركون معرفتها بسير الكواكب في مجاريها …، ثم قال : فأما علم النجوم الذي يدرك من طريق المشاهدة والحس الذي يعرف به الزوال ويعلم به جهة القبلة فإنه غير داخل فيما نهي عنه )) .
وعن مُعاوِيَةَ بنِ الحَكَمِ - رضي الله عنه - قال : قلتُ : يا رسُولَ اللهِ إنِّي حديثُ عَهْدٍ بالجاهِليَّةِ ، وَقَدْ جَاءَ اللهُ تَعَالَى بالإسْلاَمِ ، وإنَّ مِنَّا رِجَالاً يَأتُونَ الكُهَّانَ ؟ قال : (( فَلاَ تأتِهِمْ )) قُلْتُ : وَمِنَّا رِجَالٌ يَتَطَيَّرُونَ ؟ قَالَ : (( ذَلِكَ شَيْءٌ يَجِدُونَهُ فِي صُدُورِهِمْ ، فَلاَ يَصُدُّهُمْ )) قُلْتُ : وَمِنَّا رِجَالٌ يَخُطُّونَ ؟ قَالَ : (( كَانَ نَبِيٌّ مِنَ الأنْبِيَاءِ يَخُطُّ ، فَمَنْ وَافَقَ خَطَّهُ ، فَذَاكَ )) . رواه مسلم .
وعن أَبي مَسعودٍ البدريِّ - رضي الله عنه - : أنَّ رسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - نَهَى عَنْ ثَمَنِ الكَلْبِ ، وَمَهْرِ البَغِيِّ((يعني : أجرة الزانية ، والعياذ بالله)) ، وَحُلْوَانِ الكاهِنِ((هو ما يعطاه من الأجر والرشوة على كهانته)) . متفق عَلَيْهِ .
قال الشيخ ابن عثيمين : (( أما الكلب فمعروف واقتناؤه حرام ، لا يجوز للإنسان أن يقتني الكلب ، ويجعله عنده في بيته ، سواء بيت الطين أو المسلح أو الشعر إلا في ثلاث حالات :
1- كلب الحرث ، يعني الزرع 2
- وكلب الماشية يعني : إنسان عنده غنم أو إبل أو بقر يتخذ الكلب ليحرسها .
3- كلب الصيد يصيد عليه الإنسان ؛ لأن الكلب إذا تعلم وصاد شيئاً فإنه حلال … لكن إذا انتهى منه ، أي : انتهت حاجة الكلب عنده ، يعطيه أحداً يحتاج له ، ولا يحل له أن يبيعه؛ لأنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - نهى عن ثمن الكلب )) .

الشيخ محمد الزعبي
10-11-2013, 05:04 AM
باب تحريم النياحة على الميت ولطم الخد وشق الجيب ونتف الشعر وحلقه والدعاء بالويل والثبور
عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال : قال النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - : (( المَيِّتُ يُعَذَّبُ فِي قَبْرِهِ بِمَا نِيحَ عَلَيْهِ )) .
وَفِي روايةٍ : (( مَا نِيحَ عَلَيْهِ )) . متفق عليه .
وعن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : (( لَيْسَ مِنَّا مَنْ ضَرَبَ الخُدُودَ ، وَشَقَّ الجُيُوبَ ، وَدَعَا بِدَعْوَى الجَاهِلِيَّةِ )) . متفق عليه .
وَعَنْ أبي بُرْدَةَ ، قال : وَجعَ أبو مُوسَى ، فَغُشِيَ عَلَيْهِ ، وَرَأسُهُ فِي حِجْرِ امْرَأَةٍ مِنْ أهْلِهِ ، فَأَقْبَلَتْ تَصِيحُ بِرَنَّةٍ((الصوت)) فَلَمْ يَسْتَطِعْ أنْ يَرُدَّ عَلَيْهَا شَيْئاً ، فَلَمَّا أفَاقَ قَالَ : أنَا بَرِيءٌ مِمَّنْ بَرِىءَ مِنْهُ رسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - إنَّ رسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بَرِيءٌ مِنَ الصَّالِقَةِ ، والحَالِقَةِ ، والشَّاقَّةِ . متفق عليه .
(( الصَّالِقَةُ )) : الَّتِي تَرْفَعُ صَوْتَهَا بِالنِّيَاحَةِ والنَّدْبِ . (( وَالحَالِقَةُ )) : الَّتِي تَحْلِقُ رَأسَهَا عِنْدَ المُصِيبَةِ . (( وَالشَّاقَّةُ )) : الَّتي تَشُقُّ ثَوْبَهَا .
وعن المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه - قال : سمعتُ رسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يقولُ : (( مَنْ نِيحَ عَلَيْهِ ، فَإنَّهُ يُعَذَّبُ بِمَا نِيحَ عَلَيهِ يَومَ القِيَامَةِ )) . متفق عليه .
وعن أُمِّ عَطِيَّةَ نُسَيْبَةَ - بِضَمِّ النون وفتحها - رضي الله عنها ، قالت : أخَذَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - عِندَ البَيْعَةِ أنْ لاَ نَنُوحَ . متفق عليه .
وعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما ، قال : أُغْمِيَ عَلَى عَبدِ اللهِ بْنِ رَوَاحَةَ - رضي الله عنه - ، فَجَعَلَتْ أُخْتُهُ تَبْكِي، وَتَقُولُ : وَاجَبَلاهُ ، وَاكَذَا ، وَاكَذَا : تُعَدِّدُ عَلَيْهِ . فقالَ حِينَ أفَاقَ : مَا قُلْتِ شَيْئاً إلاَّ قِيلَ لِي أنْتَ كَذَلِكَ ؟! . رواه البخاري .
وعن ابن عمر رضي الله عنهما ، قال : اشْتَكَى سَعْدُ بنُ عُبَادَةَ - رضي الله عنه - شَكْوَى ، فَأتاهُ رسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ، يَعُودُهُ مَعَ عَبدِ الرَّحمانِ بْنِ عَوفٍ ، وَسَعْدِ بن أبي وقَّاصٍ ، وعبدِ اللهِ بن مسعودٍ - رضي الله عنهم - . فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ ، وَجَدَهُ في غَشْيَةٍ((2)) فَقالَ : (( أقَضَى ؟ )) قالوا : لا يا رسول اللهِ ، فَبكَى رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَلَمَّا رَأى القَوْمُ بُكَاءَ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - بَكَوْا ، قال : (( ألاَ تَسْمَعُونَ ؟ إنَّ اللهَ لاَ يُعَذِّبُ بِدَمْعِ العَيْنِ ، وَلاَ بِحُزْنِ القَلْبِ، وَلكِنْ يُعَذِّبُ بِهذَا )) - وَأشَارَ إلَى لِسَانِهِ - أو يَرْحَمُ )) . متفق عليه.
وعن أبي مالك الأشعري - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : (( النَّائِحَةُ إذا لَمْ تَتُبْ قَبلَ مَوْتِهَا تُقَامُ يَومَ القِيَامَةِ وَعَلَيْهَا سِربَالٌ((القميص أو الثوب)) مِنْ قَطِرَانٍ ، وَدِرْعٌ((الدرع : هو ما كان لاصقاً بالبدن)) مِنْ جَرَبٍ )) . رواه مسلم .
وعن أَسِيد بن أبي أَسِيدٍ التابِعِيِّ ، عن امْرَأةٍ مِنَ المُبَايِعاتِ ، قالت : كان فِيما أخَذَ عَلَيْنَا رسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فِي المَعْرُوفِ الَّذِي أخَذَ عَلَيْنَا أنْ لاَ نَعْصِيَهُ فِيهِ : أنْ لا نَخْمِشَ وَجْهَاً ، وَلاَ نَدْعُوَ وَيْلاً ، وَلاَ نَشُقَّ جَيْباً ، وأنْ لاَ نَنْشُرَ شَعْراً . رواه أبو داود بإسناد حسن .
وعن أبي موسى - رضي الله عنه - : أنَّ رسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - ، قال : (( مَا مِنْ مَيِّتٍ يَمُوتُ فَيَقُومُ بَاكِيهِمْ فَيَقُولُ : وَاجَبَلاَهُ((أي : أن هذا الميت كان مثل الجبل ، ملجأ لي وقد فقدته ، فهو عبارة ندب مع مدح .)) ، واسَيِّدَاهُ ، أو نَحْوَ ذلِكَ إلاَّ وُكِّلَ بِهِ مَلَكَانِ يَلْهَزَانِهِ : أهكَذَا كُنْتَ ؟ )) . رواه الترمذي ، وقال : (( حديث حسن )) .
(( اللَّهْزُ )) : الدَّفْعُ بِجُمْعِ اليَدِ فِي الصَّدْرِ .
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - ، قال : قال رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : (( اثْنَتَانِ فِي النَّاسِ هُمَا بِهِمْ كُفْرٌ : الطَّعْنُ فِي النَّسَبِ ، وَالنِّيَاحَةُ عَلَى المَيِّتِ )) . رواه مسلم .
قال الشيخ ابن عثيمين : (( إنَّ البكاء الذي يأتي بمجرد الطبيعة لا بأس به ، وأما النوح والندب ولطم الخد ، وشق الثوب ، ونتف الشعر ، أو حلقه أو نفشه فكل هذا حرام وهو مما برئ منه النبي - صلى الله عليه وسلم - ، والله الموفق )) .

الشيخ محمد الزعبي
10-11-2013, 05:09 AM
باب تحريم النياحة على الميت ولطم الخد وشق الجيب ونتف الشعر وحلقه والدعاء بالويل والثبور
عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال : قال النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - : (( المَيِّتُ يُعَذَّبُ فِي قَبْرِهِ بِمَا نِيحَ عَلَيْهِ )) .
وَفِي روايةٍ : (( مَا نِيحَ عَلَيْهِ )) . متفق عليه .
وعن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : (( لَيْسَ مِنَّا مَنْ ضَرَبَ الخُدُودَ ، وَشَقَّ الجُيُوبَ ، وَدَعَا بِدَعْوَى الجَاهِلِيَّةِ )) . متفق عليه .
وَعَنْ أبي بُرْدَةَ ، قال : وَجعَ أبو مُوسَى ، فَغُشِيَ عَلَيْهِ ، وَرَأسُهُ فِي حِجْرِ امْرَأَةٍ مِنْ أهْلِهِ ، فَأَقْبَلَتْ تَصِيحُ بِرَنَّةٍ((الصوت)) فَلَمْ يَسْتَطِعْ أنْ يَرُدَّ عَلَيْهَا شَيْئاً ، فَلَمَّا أفَاقَ قَالَ : أنَا بَرِيءٌ مِمَّنْ بَرِىءَ مِنْهُ رسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - إنَّ رسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بَرِيءٌ مِنَ الصَّالِقَةِ ، والحَالِقَةِ ، والشَّاقَّةِ . متفق عليه .
(( الصَّالِقَةُ )) : الَّتِي تَرْفَعُ صَوْتَهَا بِالنِّيَاحَةِ والنَّدْبِ . (( وَالحَالِقَةُ )) : الَّتِي تَحْلِقُ رَأسَهَا عِنْدَ المُصِيبَةِ . (( وَالشَّاقَّةُ )) : الَّتي تَشُقُّ ثَوْبَهَا .
وعن المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه - قال : سمعتُ رسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يقولُ : (( مَنْ نِيحَ عَلَيْهِ ، فَإنَّهُ يُعَذَّبُ بِمَا نِيحَ عَلَيهِ يَومَ القِيَامَةِ )) . متفق عليه .
وعن أُمِّ عَطِيَّةَ نُسَيْبَةَ - بِضَمِّ النون وفتحها - رضي الله عنها ، قالت : أخَذَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - عِندَ البَيْعَةِ أنْ لاَ نَنُوحَ . متفق عليه .
وعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما ، قال : أُغْمِيَ عَلَى عَبدِ اللهِ بْنِ رَوَاحَةَ - رضي الله عنه - ، فَجَعَلَتْ أُخْتُهُ تَبْكِي، وَتَقُولُ : وَاجَبَلاهُ ، وَاكَذَا ، وَاكَذَا : تُعَدِّدُ عَلَيْهِ . فقالَ حِينَ أفَاقَ : مَا قُلْتِ شَيْئاً إلاَّ قِيلَ لِي أنْتَ كَذَلِكَ ؟! . رواه البخاري .
وعن ابن عمر رضي الله عنهما ، قال : اشْتَكَى سَعْدُ بنُ عُبَادَةَ - رضي الله عنه - شَكْوَى ، فَأتاهُ رسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ، يَعُودُهُ مَعَ عَبدِ الرَّحمانِ بْنِ عَوفٍ ، وَسَعْدِ بن أبي وقَّاصٍ ، وعبدِ اللهِ بن مسعودٍ - رضي الله عنهم - . فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ ، وَجَدَهُ في غَشْيَةٍ((2)) فَقالَ : (( أقَضَى ؟ )) قالوا : لا يا رسول اللهِ ، فَبكَى رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَلَمَّا رَأى القَوْمُ بُكَاءَ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - بَكَوْا ، قال : (( ألاَ تَسْمَعُونَ ؟ إنَّ اللهَ لاَ يُعَذِّبُ بِدَمْعِ العَيْنِ ، وَلاَ بِحُزْنِ القَلْبِ، وَلكِنْ يُعَذِّبُ بِهذَا )) - وَأشَارَ إلَى لِسَانِهِ - أو يَرْحَمُ )) . متفق عليه.
وعن أبي مالك الأشعري - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : (( النَّائِحَةُ إذا لَمْ تَتُبْ قَبلَ مَوْتِهَا تُقَامُ يَومَ القِيَامَةِ وَعَلَيْهَا سِربَالٌ((القميص أو الثوب)) مِنْ قَطِرَانٍ ، وَدِرْعٌ((الدرع : هو ما كان لاصقاً بالبدن)) مِنْ جَرَبٍ )) . رواه مسلم .
وعن أَسِيد بن أبي أَسِيدٍ التابِعِيِّ ، عن امْرَأةٍ مِنَ المُبَايِعاتِ ، قالت : كان فِيما أخَذَ عَلَيْنَا رسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فِي المَعْرُوفِ الَّذِي أخَذَ عَلَيْنَا أنْ لاَ نَعْصِيَهُ فِيهِ : أنْ لا نَخْمِشَ وَجْهَاً ، وَلاَ نَدْعُوَ وَيْلاً ، وَلاَ نَشُقَّ جَيْباً ، وأنْ لاَ نَنْشُرَ شَعْراً . رواه أبو داود بإسناد حسن .
وعن أبي موسى - رضي الله عنه - : أنَّ رسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - ، قال : (( مَا مِنْ مَيِّتٍ يَمُوتُ فَيَقُومُ بَاكِيهِمْ فَيَقُولُ : وَاجَبَلاَهُ((أي : أن هذا الميت كان مثل الجبل ، ملجأ لي وقد فقدته ، فهو عبارة ندب مع مدح .)) ، واسَيِّدَاهُ ، أو نَحْوَ ذلِكَ إلاَّ وُكِّلَ بِهِ مَلَكَانِ يَلْهَزَانِهِ : أهكَذَا كُنْتَ ؟ )) . رواه الترمذي ، وقال : (( حديث حسن )) .
(( اللَّهْزُ )) : الدَّفْعُ بِجُمْعِ اليَدِ فِي الصَّدْرِ .
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - ، قال : قال رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : (( اثْنَتَانِ فِي النَّاسِ هُمَا بِهِمْ كُفْرٌ : الطَّعْنُ فِي النَّسَبِ ، وَالنِّيَاحَةُ عَلَى المَيِّتِ )) . رواه مسلم .
قال الشيخ ابن عثيمين : (( إنَّ البكاء الذي يأتي بمجرد الطبيعة لا بأس به ، وأما النوح والندب ولطم الخد ، وشق الثوب ، ونتف الشعر ، أو حلقه أو نفشه فكل هذا حرام وهو مما برئ منه النبي - صلى الله عليه وسلم - ، والله الموفق )) .