المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : "سلوا الله حسن الخاتمة".


نبيل القيسي
23-12-2013, 02:27 PM
"سلوا الله حسن الخاتمة".
هناك خاتمة هبة من الله عز وجل إذا بلغ العبد المؤمن السبعين أحبه الله وأحبه أهل السماء لمجرد أنك تصلي، المهم أنك تصلي بلغت سبعين سنة في السبعين الملائكة يحتفلون بك يحبك الله وتحبك الملائكة ويضعون لك المحبة في الأرض، فإذا بلغ الثمانين تقبل الله حسناته ومحى عنه سيئاته، جميع حسناته تقبّلها ومحى عنه كل سيئاته، يا لكرم رب العالمين!
وعطاء الملوك عطاء وهدية الملوك على قدر مُهديها، إذا بلغ العبد التسعين غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وسمي عتيق الرحمن في الأرض وفي رواية أخرى أسير الله في الأرض وشفع في أهل بيته يدخلهم الجنة، هذا حسن خاتمة من رب العالمين،
"خيركم من طال عمره وحسن عمله"
غفر لك الله ذنوبك كلها.
هذا حسن الخاتمة من الله عز وجل أما حسن الخاتمة بأعمالك فعليك أنت أن تقوم بشيء بسيط.
إذا أحب الله عبداً نظر إليه وإذا نظر إليه لا بعذبه أبداً والغريب أن النبي r ما قال الذي يعيش مائة سنة أو أكثر فيمكن والله أعلم هذا يكون أيضاً عتيق الرحمن.
لو مات أحدهم في الستين، على كل مسلم أن يتوقع أنه يموت اليوم هذه هي الكياسة، إذا أصبحت فلا تنتظر المساء وإذا أمسيت فلا تنتظر الصباح وعُدّ نفسك من الموتى ولكي تكون مستعداً لحسن الخاتمة والاستعداد لها سهل أولاً كل يوم تُب فإذا تُبت صباحاً فمِت دخلت الجنة
" من قال حين يصبح اللهم أنت ربي وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أبوء لك بنعمة علي وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت"
هذا سيد الاستغفار إذا قلته صباحاً ومت دخلت الجنة وإذا قلته مساء فمتّ دخلت الجنة، هذه نعمة الله تعالى يريد أن يدخلك الجنة، استغفر صباحاً ومساء.
إذن أولاً لكي تكون خاتمتك حسنة استغفر يومياً صباحاً ومساءً.
ثانياً عليك دائماً أن تؤدي الصلوات الخمس فهي نبراسك وهي أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة من منكر ونكير يا فلان أكنت تصلي؟
تقول نعم والباقي سهل وهما يجدان لك الأعذار، على شرط أن تكون صلاتك حسنة وإذا كنت رجلاً ولست امرأة فصلاتك في المسجد عجب فإذا كنت من أهل المسجد حتى ولو صليت مرة واحدة في اليوم فإذا صليت الفروض كلها في المسجد فأنت مع الصديقين.
لكي تكون راقياً يوم القيامة وفي الجنة تفاوت في الطبقات
(وللآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلا)
(وفي ذلك فليتنافس المتنافسون)
الحصول على التنافس هناك يكون بركعتين في الليل تجعلك من أشراف الأمة.
يقول r
"أهل الليل أشراف أمتي"
ويقول r:
" صلوا من الليل ولو بقدر فواق ناقة".
ما دمت صليت بقدر فواق ناقة
(هذه لحظات)
فأنت مع أهل الليل وتحسب مع أهل الليل فلا بد من صلاة الليل فإياك أن تنام طيلة الليل
(إنهم كانوا قبل ذلك محسنين كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون)
يستيقظ دقائق يستغفر ويتهجد
(ومن الليله فتهجد به نافلة لك)
والذي تفوته ركعتي الليل إنسان مفرّط مبذّر وكسول ولا يدري ماذا سيحصل له يوم القيامة.
بعد صلاة الليل ولو ركعة صيام ثلاثة أيام في الشهر فإذا استطعت أن تصوم في الشهر ثلاثة أيام فقد أصبحت من الصالحين
(والذين آمنوا وعملوا الصالحات لندخلنّهم في الصالحين)
أصبحت من الأولياء ومعظم الناس يصومونها.
ثم مطلوب منك إذا كان لك رحم أو يتيم أو قريب تُحسن إليه سراً وتنفق عليه ولا يعلم بذلك أحد إلا الله عز وجل فهذه من درر يوم القيامة
"ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم يمينه ما أنفقت شماله".
هذه كلها سهلة تصلي في الليل وتصوم ثلاثة أيام في الشهر وتتوب صباحاً ومساء واحفظ دعاء سيد الاستغفار.
الصعب؟
أولاً:
أن لا يكون في عنقك دم
"لن يزال المؤمن بخير ما لم يصب دماً حراماً"
فالذي يقتل المؤمن متعمداً هذا خالد في النار حتى لو صار من الصحابة وهؤلاء الذين يقتلون المسلمين كما أخبرنا النبي r
"لا تقوم الساعة حتى يكثر فيكم القتل القتل القتل حتى يقتل الرجل جاره وأخاه"
وهذا حاصل في العراق الآن بالضبط صدق رسول الله r ولو لم يكن هناك من دليل على نبوته غير هذا لكفى. وإياكم أن يتعمم هذا ويبدو أن هذا سيتعمم خلال عشرين عاماً كما تظهر المقالات والوثائق فإياكم والدم
"فإن خفت أن يبهرك شعاع السيف فضع ثوبك على رأسك يبوء بإثمك وإثمه".
ثانياً:
إحفظ لسانك من الغيبة من شروط حسن الخاتمة حفظ هذا اللسان
وأبو بكر كان يمسك بلسانه ويقول لقد أوردتني المهالك،
الغيبة سرطان الأعمال لن تجد من أعمالك شيئاً أكلتها الغيبة.
ثالثاً:
بعد الغيبة مصيبة المصائب عقوق الوالدين إياك أن يكون أمك وأبوك غير راضين عنه لأنه ستهلك لا في النار وإنما من ساعة الاحتضار وأنت تحتضر ترى مكانك في النار سود الوجوه مرعبين، عقوق الوالدين مصيبة، الغيبة وعقوق الوالدين سرطان الآخرة.
حينئذ هذه الأشياء الرئيسية الصلاة والاستغفار اليومي وعدم عقوق الوالدين وأن تحفظ لسانك وبفضل الله معظم المسلمين جيدين بهذه الأمور بلا مبالغة يصلون الليل ويستغفرون وليس عليهم دم وبر الوالدين والحد الأدنى من بر الوالدين أن تطعمهم إذا جاعوا وتكسوهم أما بِرّ الحُسنى هذا يصبح الإبن فيه عبدٌ عند والديه. حسن الخاتمة أن تدخل الجنة بدون حساب والرسول r يقول:
"من نوقش الحساب هلك"
إذا كنا في الدنيا إذا حققت معك الشرطة لكي تثبت براءتك تتمنى الموت مما تراه، الذي يحاسب ليثبت براءته يهلك ولما يخرج من الحساب، الإنسان يتمنى الموت بدل أن يحقق معه، هكذا هو التحقيق فحاول أن لا تحاسب وحاول أن تدخل الجنة بغير حساب، صحيح فيها صعوبات ولكن علينا أن نعود أنفسنا عليها.
قبل رمضان نعود أنفسنا على أن لا نغتاب في رمضان وكذلك عود نفسك بعد رمضان أن لا تغتاب إذا أردت حسن الخاتمة والموت قد يزورك في أي لحظة
"من ضمِن لي ما بين فكّيه دخل الجنة"
هذا اللسان مصيبة المصائب والشيطان يستدرجك لتزيد فاخز الشيطان وعود نفسك على عدم الغيبة تتعود عليها فتصبح مقززة نتنة فإذا تركتها تراها قذرة لا تستطيع أن تسمع أحداً يغتاب.
هذه الأمور الأساسية التي ذكرناها إذا برّأك الله منها وفعلت هذه العبادات هذه هي جماع العبادات وتأتيك باقي العبادات طواعية،
عوّد نفسك على الصيام وقيام الليل والتهجد وعدم الغيبة وحينئذ إذا أردت أن تحسن خاتمتك وتدخل الجنة من غير حساب من ساعة الاحتضار
(تتنزل عليهم الملائكة أن لا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون)
بلا حساب، مثل العريس ملائكة لا حصر لهم بيض الوجوه يتباشرون ويزفونك وإذا أهلك كلهم في البرزخ لهذا قال r
"الموت تحفة المؤمن".
المؤمن الذي استعد لخاتمته الموت له عرس
نسأله تعالى أن يحسن خواتيمنا جميعاً ونموت على التوحيد حتى لا يحاسبنا ولا يعاقبنا.د احمد الكبيسي