المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مودود بن التونتكين - عملاق في زمن الاقزام


محمد050
10-03-2014, 04:18 PM
السلام عليكم ورحمه الله وبركاتة

مرحبا بكم ايها الاخوة والاخوات الفضلاء

أما بعد

التاريخ الاسلامى




فان تاريخ الامة الاسلامية من اعز تاريخ كما ان امتنا خير امة ولقد زخر تاريخنا برجال يضيئون الدروب ويشقون الطرق الى المستقبل مستقبل العزة والتمكين لهذة الامة
وما خليت صفحات تاريخنا يوما من مثل هؤلاء العظماء
ولكننا قصرنا فى معرفتهم وزكر اعمالهم ونسيناهم
ولكن اعمالهم باقية خالدة تشهد على صدق التوجه وعمق الرؤية
وان دورنا ان نكشف النقاب عن اسمائهم ومقاماتهم العالية ونميط اللثام عن اعمالهم ومجهوداتهم الباقية

http://farm4.static.flickr.com/3293/2882333597_c9a4fb498e_b.jpg

و رحلتنا اليوم والايام القادمة عن بطل منسي من أبطال الجهاد الاسلامي ضد الصليبيين
انه الرجل الذي أحيا روح الجهاد مره أخري في نفوس المسلمين بعد ان ماتت بسبب التكالب علي هذه الدنيا وعلي الكراسي والضيع والاموال كان رحمه الله نموذجا فريدا للاخلاص والجهاد في سبيل الله
انه أمير الموصل شرف الدولة مودود بن التونتكين -رحمه الله -
الذي كان رجل عملاق في زمن الاقزام

مقدمة

غالبا عندما تأتي كلمة الحروب الصليبيه يقفز الي الذهن مباشرة بطل حطين الامير الكردي الناصر صلاح الدين الايوبي – رحمه الله - واذا يسر الله الامر فـ نور الدين محمود و ابوه عماد الدين زنكي – رحمهما الله – ولكن كان هناك رجالا مخلصين مجاهدين سبقوهم في ميادين الجهاد ضد الصليبين بمفهومه الاسلامي الخالص بما تحمله الكلمة من معني وليس هذا النوع من الجهاد الدنيوي من أجل الرياسه والاموال والمجد الشخصي الزائل , وكان من أبرز هؤلاء الرجال العظماء صاحب حكايتنا الامير شرف الدولة مودود بن التونتكين أمير الموصل هذا الرجل الذي في عهده أصبح الصليبين في موقع الدفاع بدلا من الهجوم والتي كانت حياته كلها تتمحور حول قضيه واحده هي متي يتوحد المسلمين تحت رايه واحده ويستعيدون الاراضي الاسلاميه المغتصبه ولا سيما المسجد الاقصي من الصليبين منذ حملتهم الصليبيه الاولي علي الشام وبيت المقدس......

http://2.bp.blogspot.com/-dzqctbaq19w/UIlzSh1X5hI/AAAAAAAAABI/zRMSfC_k3z8/s400/258elbared.jpg

يحتل مودود مكانة خاصة في تاريخ الجهاد ضد الصليبيين، وأسهمت في تكوين هذه المكانة عوامل عدة أهمها – ولا ريب – الفترة المبكرة التي ظهر فيها، والطابع الإسلامي العميق لشخصيته المتفانية في سبيل تحقيق أهـداف المسلمين الكبرى، وسـياسته الداخلية العادلة السمحة، وقدرته – بنـاء على ذلك كله – على تزعُّم حركة الجهاد وإيجاد نوع من التنسيق، ربما لأول مّرة، بين كافة القوى الإسلامية في ساحات الجهاد، الأمر الذي لن نجده متبلوراً وناضجاً إلاَّ في عهد الأراتقة وزنكي فيما بعد.. وأخيراً نجاحه في وضع الصليبيين في موضع الدفاع، وتحقيقه عدداً من الانتصارات، جاء أحدها عند مرتفعات طبرية في قلب فلسطين، بعيداً عن الساحة التي درج عليها الصراع بين ولاة الموصـل السابقين وأعدائهم.. ثم جاء مقتله السريع، إثر ذلك، في جامع دمشق على أيدي الشيعة الباطنية الأعداء الشرسين لحركة الجهاد والمقاومة، والحزن العميق الذي شمل جماهير المسلمين بعيد اغتياله والكلمات المخلصة التي قالها قبيل استشهاده.. جاء ذلك كله لكي يؤكد مكانة مودود الإسلامية كبطل من أبطال الحروب الصليبية ورائد من رواد الجهاد الأولين.

http://files2.fatakat.com/2013/10/13831498988866.png

قبل مودود

الصليبين في بدايه حملتهم الاولي أستطاعوا تحقيق الكثير والكثير من أهدافهم بانشاء ثلاث امارات ومملكه مركزيه اماره في (الرها ) في ( الجزيره الفراتيه ) وهي قريبه للموصل. لذلك كان للموصل وحلب دور كبير لانها حاولت القطع بينهما .

الاماره الاخري في ( أنطاكيه ) في أقصي شمال غربي الشام والاماره الثالثه في ( طرابلس ) اللبنانيه وأما المملكه الام التي لم تسمي اماره وانما سميت مملكه هي ( مملكه بيت المقدس ) في القدس في ( أورشليم ) يحكمها ملك والاخريات يحكمها أمراء من الصليبين
واثنتين من هذه الامارات كانتا تمثل تحديا لهذه المواقع الاسلاميه وقريبه جغرافيا منهما فكانا يمثلان أستفزاز . وحفزت الموصل وحلب ليعطهما دورا تاريخيا كبيرا .



الحلقه الاولي من حلقات المقاومه تمثلت علي أيدي ولاه السلاجقه في الموصل موظفين كبار من الاتراك وليسوا من السلاجقه أختاروهم لكي يديروا شؤون الموصل وكانوا كلما ولوا واليا علي الموصل أعطوه كما يقول ( بن الاثير) توكيلا أو مرسوما بأن يقوم بالجهاد ضد الصليبين مما يدل علي ان السلاجقه لم يهملوا مطلقا قضيه الجهاد ضد الصليبين وأنما أعتبروه من أولوياتهم الاساسيه فلما كانت الموصل رأس حربه جغرافيا وأستراتيجيا ايذاء الوجود الصليبي في الشام و الجزيره الفراتيه فقد كلف ولاه الموصل بهذه المهمه وبرز من قاده الموصل أسماء يجب ان نكون علي بينه منها لانها لعبت دورا كبيرا .

وعلى راسهم كان مودود بن التنتكين رحمه الله

مودود والموصل

وكانت الموصل تتبع السلطنه السلجوقيه السنيه القويه التي تسيطر سياسيا علي الخلافه العباسيه وكانت الموصل قبل مودود تحكم من قبل شخص يدعي ( جاولي ) وكان رجلا ظالما طاغيه خائن للقضيه الاسلاميه وكانت له مطامع إنشقاقيه شخصيه واراد ان ينشق بإماره الموصل عن السلطنه السلجوقيه فكلف السلطان السلجوقي ( محمد بن ملك شاه ) الامير مودود بإستعاده الموصل من جاولي ونجح مودود في ذلك وخلع جاولي وسيطر علي الموصل و ساس مودود رعيته بالعدل والانصاف والتزم بتعاليم الدين ونظم الصدقات وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر فشاع الخير في كل مكان من أرجاء ولايته فأحبه الناس حبا شديدا وامتلك مودود بعدله القلوب والعقول ورسخ في قلوب الموصليين فكرة الجهاد الاسلامي في سبيل الله ترسيخا كبيرا جدا , ولكنه كان ينتظر الفرصه بفارغ الصبر وبالفعل جاء الامر من السلطان السلجوقي لمودود بالانطلاق والتحرك والجهاد ضد الصليبين ولكن الي اين ؟ الي إمارة الرها الصليبيه الحصينه
فماذا فعل مودود ....

http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/e/e9/Schlacht_von_Arsuf.jpg

انتظروا الحلقة الثانية ان شاء الله