المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما الوسيلة التربوية لمنع الأطفال من التخريب؟


صقر المفلح
22-04-2014, 07:33 AM
أمسكت رأسي.. يا ربي.. الوضع لا يُطاق.. سواد شديد تحت العينين.. وعصابة كبيرة تربط جمجمتي التي تكاد تنفجر.. استندت إلى الجدار.. ألقيت بالعصا التي كنت أحملها في يدي..

قصة تنقلها لنا الكاتبة :

هناء الحمراني (http://midad.com/scholar/37827)



و تضعها بعنوان:

عصابة الكائنات النقية (http://midad.com/article/205153)


https://encrypted-tbn2.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcRxakqCd83VrgeWcZubtL57QbyecHJR2 fSDLCtmKNF7fSOJ_m6W


صوت الباب يُفتح.. وأزداد أنا تهالكاً على الجدار مع دخول(أبي العيال).. لا بد أن يشعر بمعاناتي.. ويعلم ما الذي يجري(هنا)..
نظر إليّ مفجوعاً:
- ما بك؟ ماذا أصابك؟
قفزت كالمجنونة:
أبناؤك.. إنهم شياطين.. لا يمكن أن يستقر أي شيء بسببهم.. انظر بعينيك إلى الهاتف الذي فقد عينه.. المناديل.. هل كانت على هذه الحال بالأمس؟ حتى المكتب.. انظر.. انظر.. لقد غيروا مكانه.. كل شيء هنا يمشي ويتحرك دون أقدام.. بسببهم..
قطّب حاجبيه.. وأنا أحاول ابتلاع ريقي الذي جفّ من كثرة الصراخ.. والتفت إليهم..
- هل أضربكم؟
وتقافز الصغار هاربين إلى غرفتهم..



ما الوسيلة التربوية التي نتوقع نجاحها لمنع الأطفال (http://midad.com/search?domain=default&query=%D8%A3%D8%B7%D9%81%D8%A7%D9%84)من التخريب؟
قبل أن نرى هؤلاء الكائنات النقية كأشخاص أشرار يريدون شراً.. وإنما يمارسون ما (يرونه مناسباً).

http://www.rafed.net/woman/images/stories/WOMAN/osra/24810017683318222271296510122619717163179.jpg


نقطة أخرى.. يمكننا التحدث عنها بخصوص هذا الموضوع وهي أن هؤلاء الكائنات النقية المثيرة للإزعاج تمتلك طاقة هائلة، لا تردعها الأوامر ولا النواهي.. ولا تحدّها الحوافز والزواجر..
لا بد لهذه الطاقات من أن تظهر بأي صورة، ومهما كانت النتائج العائدة على الطفل لنفسه سواء من الأضرار التي يلحقها بالأشياء.. أو تلحق هي الضرر به.. أو من عقاب والديه الذي قد يكون أليماً..



نقطة ثالثة وهي أن أطفالنا لديهم ضمير يشعرون تجاهه بالذنب لما يفعلونه إذا علموا أن ذلك يضايق والديهم.. ولكن-كما قيل-: إن الضمير لا يمنعك من ارتكاب الأخطاء.. ولكنه يمنعك من الاستمتاع بها وحسب!!



والنقطة الرابعة والأخيرة-قبل البدء في الموضوع الذي لم يبدأ بعد- هي أننا نستطيع الحد من بعض الأضرار الطفولية في منازلنا.. ولكن.. لنكن واقعيين.. لا بد من التخريب.. ولن يختفي تماماً طالما كان الطفل مشاغباً.. حركياً..



كيف نحدّ من ضحايا أبنائنا المنزلية؟ بالعمل من أجل ذلك.. فبالعمل يمكننا الوصول إلى حلول جادّة لمشكلاتنا-بإذن الله-ولنبدأ الآن



خطوات العمل:



الخطوة الأولى: بعيداً عن الأيدي:
في المنزل أماكن(لا ينبغي)لأبنائنا دخولها إلا بضوابط.. مجالس الضيافة.. غرفة نوم الوالدين.. والمكتب.. وأخيراً المكتب..


مجالس الضيافة: لا داعي لدخولها مطلقاً.. إلا إذا أصبح الطفل يقدّر معنى الجلوس فيها.. وسيكون تقديره لذلك بعد أن يُحرم من دخولها فترة طويلة ويتعلم آداب المجالس من والديه..


المكتب: ليكن لكلٍّ, من الوالدين (http://midad.com/search?domain=default&query=%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D 9%86)مفتاح خاص به.. وأي فرد آخر من الأبناء الكبار عليه أن يتحمل جميع النتائج المترتبة على دخوله إلى المكتبة إذا سمح للعابثين بتخريبها.. بدءاً من ترتيبها وانتهاء بالتعويض المادي من مصروفه للأشياء التالفة.. والاتفاق اتفاق..



لا بأس أن يقوم الأخ المسؤول بأمر الأخ المخرّب بأن يصلح ما أفسد.. فلا تتدخلا.. إلا إذا استخدم العنف.. وللتدخل طريقته وأسلوبه..



غرفة نوم الوالدين: هل من المعقول أن نقصي أبناءنا تماماً عنها؟ بل عليهم أن يدخلوها لفترات قصيرة ومحدودة عندما يكون أحد الوالدين (http://midad.com/search?domain=default&query=%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D 9%86)مستعداً للتحدث معهم وحكاية القصص والإجابة عن أسئلتهم اللانهائية..
نحن الآن في المطبخ: لنضع السكاكين بعيداً عن أيديهم.. ولنكن صارمين!!
لا.. لاستخدام أكثر من ملعقة واحدة للفرد.
لا.. لرمي الطعام على الأرض..
لا.. للّعب بمياه الشرب..
وحينما نتحدث عن الـ(لا) فإننا لا نعني بها تلك التي نتشنّج عند نطقها.. ونصرخ كالمجانين، ليهرب الطفل مذعوراً من المطبخ ومن فيه..
وليست الـ(لا)الباردة التي تتفوّه بها الأم بينما يقوم الابن بذات البرود فيملأ يديه بالملاعق ويخرج دون اهتمام بمن يتحدث..
وإنما نعني(لا) هادئة وصارمة:
- لا تأخذ ملعقة أخرى..
وإذا شرع يعصي الأمر..نغلق الدرج بهدوء..ونخرجه من المطبخ دون التفات إلى صراخه وعويله(فالموضوع لا يستحق كل هذا البكاء).
المصدر: مجموعة مواقع مداد