المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عائـــــــــــشة – بقلم خالد الشرنوبي


خالد الداخل
23-10-2009, 03:58 PM
عائـــــــــــشة – بقلم خالد الشرنوبي
قصة قصيرة

جلسوا ليتناولوا "عشاء مقدس" أمام التلفاز ، ينصتون لكلمات الأب زكريا بطرس ، إنني أتحدث عن "ماريان" الابنة المسيحية الجميلة ، قرة عين أبويها ، درة أصدقائها النفيثة ، جلست تستمع لكلمات البطل وهو يخوض خضم المعركة ضد الكفار ، ضد المسلمين ؛ولاحظت اعجاب شديد في وجهي أبويها لجرأة هذا البطل المغوار الذي حمل راية الحرب ضد هؤلاء المسلمين، أما ماريان فلم تعبأ كثيرا بقضية المسلمين والمسيحيين ، وان كانت تسمع كل يوم مائة تحذير وتحذير من هؤلاء الموحدين ، وان كانت تعرف مدى كراهية أهل ملتها لأصحاب دين محمد ، لكنها رغم ذلك لم تعبأ فعلا.. لكون جل أصدقائها من المسلمين ، تحبهم ويحبونها .. تشكو لهم ويشكوا لها.
فكانت تحرص على استمرار علاقتهم بها ، وتدعو " يسوع " كل ليلة أن يحفظ هذه العلاقة ، ولكنها بدأت تتخوف فعلا من أثر برنامج الأب زكريا بطرس ،والذي أصبح حديث المدينة ، وبالطبع من أحاديث الكلية المطروحة للمناقشة .
لحسن الحظ أن هذا الموضوع لم يخترق – إلى هذا الوقت – حدود مجلسها مع أصدقائها.. كان المجلس – حينذاك- يتسم باللهو والضحك واللعب والهزل وفي كل ما هو مستظرف.. أما الجد والواقع والمنطق والمسئولية ، فلا.. لم يكن هذا من مواضع اهتمامهم .. حتى ان اصدقائها لم يبدوا أبدا اهتماما بدينهم الاسلام.. وكان هذا من ثمار دعواتها ليسوع ، شجعها ذلك أن تدعو يسوع أن يهدي عمر صديقها الى المسيحية ، وأخذت تسبح بخيالها أن عمر – هذا الشاب الوسيم الرقيق المهذب ، صاحب النظرات الجذابة والهمسات النافذة الى القلب ، الذي لم يبد أي اهتمام بدينه ،بل انه يكره كثيرا من الشعائر ويعترض عليها ، ويسخر من اللحية والجلباب ويقول انها تعيدنا الى الزمن الحجري ...، - تخيلت أن عمر اعتنق المسيحية وتقدم لخطبتها من أبيها الذي وافق وساعدهما على الزواج ، ما أجمل الاحلام !.. ما أجمل أن يكون هذا .. وعلى الفور اتجهت ليسوع تذكره أن يحقق لها أمنيتها ، وراحت تتذكر نظرات عمر الخاطفة لها ، نظرات كلها اعجاب ، بل وحب دفين يحبسه عمر لما يعرفه من مصير هذا الحب المشئوم ، يرى حاجز ديني يقف على بابه يسوع !

في يوم ، وقع ما كانت تحذره ، كانوا حاضرين في بيت صديقة لهم ليأخذوا درس، فبدأوا يعالجوا ما يدور في خلدهم من أفكار وهواجس وهذر وشجن وضحكات وصرخات.. حتى أسكتهم عمر بكلمة مباغتة : " المسيحيون"
اندهشوا كثيرا وأصابهم وجم شديد.. حتى استرسل في الحديث عن ما سمعه ورآه بأم عينه من حديث زكريا بطرس عن الاسلام .. فأصابهم حزن كبير لما سمعوه .. ولكنهم قط لم ينظروا الى ماريان بل لم يقصد أحد أن يقتحم هذا النقاش لكونها مسيحية .. انهم لم يلحظوا ديانتها .. لانهم اعتادوها وعدوها واحدة منهم.
لكنها هي التي أصابها خوف شديد واحباط مؤلم.. خشيت أن يكون عاقبة حديث الاب زكريا بطرس هي القطيعة بينها وبينهم .. وبهذا فقدت أحلامها كما يفقد الانسان بصره بلا عودة .. اندك أملها في تحول عمر للمسيحية كما تندك القصور بالزلازل – وكان الزلزال في جلستهم هذه هي كلمات عمر الغاضبة .. بعد أن دار كل هذا في خلد ماريان .. سبقها لسانها بالاعتذار لهم ، وأقسمت لأصدقائها انها تكره هذا الرجل ،بل ان كل عائلتها يمقتونه أشد المقت .. ، ولكنهم هدأوا من روعها وقالوا : انت صديقتنا ونحن نحبك وليس لك ذنب في هذا .
ارتاحت ماريان ..ولكن الراحة لم تكن تامة بالدرجة التي تخمد ما اضمر في قلبها من نيران الحيرة والخوف
ما الذي جعل عمر يدافع عن الاسلام ؟! أليس هو الذي كان يهاجم بعض منه؟! ما الذي دفعني لأكذب عليهم وأنا أعرف أن ابي وأمي يخلصون في حبهم لأبينا زكريا ويعتبرونه حامي المسيحية.. لماذا لم أعتز بديني أمامهم؟! لماذا لم أدافع عن أبينا زكريا؟ .. لماذا أداهنهم؟!
وعادت ماريان إلى بيتها والافكار تجول في خاطرها .. لم يسكن اضطرابها بعد .. أغلقت عليها غرفتها ، وبدأت تبحث على الشبكة العنكبوتية عن مقاطع للأب زكريا بطرس ،وتشاهدها وتقرأ ردود المسلمين عليه .. أغضبتها الردود كونها تهزأ من ربها يسوع ، فعزمت على الرد هي أيضا دفاعا عن حياض الرب وعن حرمانية مقدساتها ، وبالفعل ردت على ردودهم وأنهت مهمتها وشعرت انها ردت حق المسيحية هذا اليوم وانها أدت واجبها المقدس في الدفاع عن ربها ودينها..
في الليلة التالية .. عادت ماريان تبحث عن المقاطع التي ترد على الاب زكريا بطرس ، وشاهدتها ، لكنها لم تثرها كثيرا لانها كانت مقتنعة تماما بما يقوله الاب زكريا .. ولكن بعض المقاطع قد استوقفتها .. فأخذت تتأمل آيات القرآن المُستشهد بها ، وقرأتها مرة بعد مرة لتفهمها أكثر .. ثم تعجبت من بلاغتها ..وقالت في نفسها متعجبة .. هل هذا محمد الذي يتهمه أهلي بالجهل والتخلف وأن كل همه في الزواج؟! معقول هذا! كيف له أن يؤلف مثل هذه الكلمات؟! .. ثم نظرت الى الركن الايمن من الصفحة لترى مقاطع ذات صلة بالمقطع الذي تشاهده.. وكان عنوان أحدهم ملفت وهو " الاعجاز العلمي في القرآن " .. فاختارت المقطع واستمعت الشيخ وهو يتحدث عن اكتشافات علمية حديثة ، وقف عليها العلم مؤخرا ، وقد جاء ذكرها في القرآن منذ اكثرمن الف وربعمائة سنة .. فانبهرت بحق .. انبهار لا يخالجه حقد ولا ريب.. وكأن لسان حالها يقول : " سبحان ...."!
وهنا وقع شيئا في قلبها .. فأعجبت الموضوع فعلا .. وأصبحت هذه هي هوايتها الجديدة لعدة أسابيع .. تبحث وتشاهد مقاطع عن اعجاز القرآن . مستمعة الى الايات .. مستمتعة بها حد الغاية.. حتى انها أدمنت مشاهدة مناظرت الشيخ أحمد ديدات.. والتي كانت تشعر آسفة أن دينها ينهدم لصغر مناظرة بين قس وبين أحمد ديدات ، بل وكان يُنسف نسفا.. ورغما عن ذلك فانها كانت لا تستطيع أن ترى رد يهزأ من دينها وربها الا وردت عليه على الفور .
وذات مرة ، كان الكلام على ربها يسوع قاسي جدا .. ووصل حد غاية الاهانة .. فلم تتمالك نفسها ، ووضعت عتاب شديد اللهجة ، وأنذرت الكاتب من عقاب ربنا يسوع .. وأخذت تخوفه من الجزاء .. ومن الانتقام .. وانتهت لهذا اليوم .. ونامت من ساعتها .

وفي اليوم التالي ، جلست لتفحص رسائلها الالكترونية ، فوجدت رسالة لأحد المشتركين يرد على كلامها عن عقاب ربنا يسوع.. وهذا مضمون الرسالة :
"عزيزي لك حق أن تغضب ، وأنا معك .. مثلك غاضب من السخرية بحق السيد المسيح.. ولا أرضى أن يقول أحد مثل هذه الكلمات .. نأسف اليك حقا..، ولكن أرجوك لا تقل أن المسيح سينتقم منا ، لأن الذي ينتقم ويسامح هو الله .. ربي وربكم ورب المسيح ورب محمد ورب كل الانبياء.. فربنا وربكم واحد ، ولعلمك نحن نحب المسيح أكثر منكم وأولى به منكم .."
انتهت الرسالة وبدأت رحلة جديدة من البلبلة .. ما هذا الكلام الغريب.. يحبون المسيح أكثر منا ؟! هذه سخف! ربنا واحد !! معقول أن يكون مسلم ؟! أو قد يكون مسيحي من طائفة أخرى؟! ..لا .. ان اسمه قاطع الدلالة .. اسم اسلامي ولا ريب..
فعزمت على الرد عليه فكتبت له يا أنت .. ما هذه الترهات التي كتبتها .. ما هذا السخف ؟! وبدأت في سرد اعتراضاتها على الكلام .. مستفسرة عن هذا الخلط .. وأنهت الرد وجلست يوما كله بجوار الحاسوب منتظرة الرد ولكنه لم يأت الا في اليوم التالي..، وكتب لها أدلة على أن المسيح كان عبدا رسولا كريما .. يعبد اللله ويصلي له ويصوم ويدعو للحق .. واستشهد لها بفقرات من الانجيل وكأنها لأول مرة تراها .. حتى انها أتت بالانجيل لتتأكد من وجودها .. لأول مرة تفهم معناها .. نعود لمضمون الرد التي كتب لها فيه :
"ان محمد صلى الله عليه وسلم يعترف بالمسيح وانه من أولي العزم من الرسل ويعظمه ويؤكد على فضله وفضل أمه مريم ويأمرنا بتعظيمه وتعظيم كل الانبياء .. ويأمرنا بعبادة رب محمد وعيسى وموسى والانبياء جميعا.. رب واحد فرد صمد .. فنجن الهنا واحد.. نحن نعظم المسيح ونشهد له بمعجزاته باذن الله .. وبأن الله رفعه اليه ولم يصلب قط – وحاشا له – ما كان الله ليدع رسله تقع في أيدي الكفار...، نحن لم نصفه بالخروف .. بل كما قلت نعظمه كرسول من الله يدعو الى وحدانيته كما قال (الحياة الابدية أن يعرفوك انت الاله الحقيقي ويسوع الذي أرسلته) ، اذن يا صديقي الحياة الابدية في انجيلك تقول لا اله الا الله ، المسيح رسول الله ، وهذا ما نقره ونلتزم به .. نلتزم بتعاليم المسيح ومن جاء بعده ، اذن من منا يحبه أكثر.. فالمحبة شاهدها الامتثال .. ونحن امتثلنا لما قاله ..، بل ان المسيح يستنكر عليكم ما تدّعونه عنه ..ألم يقل لرجل في انجيلكم : " لا تدعوني صالحا فليس هناك صالحا الا الله " .. فنفى عن نفسه الالوهية باثباته للمغايرة بينه وبين الله .. وانهم ليس واحد .. فلو كان هو الله لأقر الرجل على كلامه .. وكما يبدو ان دلالة الصلاح التي أرادها الرجل كانت تخص الله وحده ،ولهذا نفى المسيح عن نفسه هذه الدعوة ،وألصق هذه الصفة بالله وحده..
وفي النهاية أدعو لك الله أن يهديك الى سبيل الرشاد ، فإني أخشى أن تموت على اعتقادك هذا..، وعند البعث تأتي المسيح فيتبرأ منك ، فتكون قد خسرت الخسران المبين ولا تنفعك يومئذ الحسرات ، والسلام" .
انتهت الرسالة ، وغرقت أنا في بحور من الحيرة .. جلست أكثر من ساعتين لا أفعل شيء سوى التفكر والتأمل .. أقلب رسالته، قرأتها عشرات المرات .. أصابتني حيرة شديدة .. يبدو أن كلامه منطقى انها مصيبة ، لقد هدم قيدتي بأكملها بعدة كلمات في دقائق معدودات .. قلب حياتي رأسا على عقب ، والادهى من ذلك انه استشهد على صحة كلامه بفقرات من انجيلنا نقرأها ونعرفها ..ولكن للأسف دون فهم .
لم تمر هذه الرسالة عليّ بسلام .. لم تدعني كما كنت .. بل انها فتحت في وجهي أبواب الحيرة ثم تركتني متحيرة .. لست على وتيرتي المعهودة..
لاحظ أهلي قدر الفتور الذي استولى على حيويتي .. لم أعد بعد هذه البنت كثيرة الكلام والضحك..
كنت أعيش حياتي خارج البيت كما اعتدت أن أعيشها .. أذهب الى الكلية .. أقضي الوقت مع أصدقائي المسلمين .. وكانت علاقتي بهم كأحسن ما تكون..
ما كان يؤلمني هو لحظات الصمت التي تلزمك بالتفكير.. وتعرض عليك مشاكلك دون زيف جملة واحدة .. لتأتيك الصدمة معها جملة واحدة .. فتقتل فيك العزم والأمل..، لكني لم أرضخ لهذا اليأس والخوف.. فأنشأت بريدا الكترونيا جديدا بإسم مزيف وسجلت نفسي في أحد المواقع الخاصة بالكنيسة والمتخصصة في الرد على أسئلة المسيحيين ..، وأرسلت لهم كلام صاحبنا الذي قلب حياتي منذ أن قرأته ... كنت أدعو يسوع أن يأتيني ردا قويا ليشفي كل تساؤلاتي ويدحض كيد وساوسي..، ولكن للأسف فإن الرد كان أوهن من يسد ثغرة جحر نملة كسيحة !
فقالوا لي يا ابنتي ان يسوع قد تحمل الصلب والالام من أجلنا واننا أبناؤه .. ويجب أن نؤمن به ونحبه .. وبعضهم قال ان المسيح له طبيعتان ، ناسوت ولاهوت عندما فعل كذا كان ناسوت وعندما قال كذا كان لاهوت ..ونصحوني ببعض الصلوات .. وبحضور دروس الوعظ في الكنيسة .. ونصيحتهم الكبرى لي هي ألا أتحدث الى غير المسيحيين لانهم يريدون أن يشككوني في ديني .. وقالوا كلاما آخر كثير وشيئا من قصص ما قبل النوم التي سمعتها كثيرا دون أن تحرك فيّ ساكنا ...
وبعد هذا الرد المخزي .. كانت بداية النهاية لكل معتقداتي .. بدأت تندثر .. تتبخر شيئا فشيء.. وعدت مرة أخرى لأشاهد مقاطع الاعجاز العلمي في القرآن ، وكانت ألفاظ القرآن تغمرني بطمأنينة عجيبة ، فشعرت بأن قلبي يريد شيئا من هذا الاسلام ..شغل تفكيري طول الوقت .. كل دقيقة كنت أفكر في الاسلام .. في المسلمين .. في أصدقائي كيف يعيشون؟ ... كنت أمشي في الشارع ، وأجد ما يجذبني الى المسجد ..، ولكني كنت أعرف من أنا ،ومن هم.. كنت أقف والدمعة عالقة بعيني .. أنظر بشوق الى المسجد .. أريد أن أعرف ماذا يشعرون بداخله؟
طالما فكرت في الوضوء.. ولكني كثيرا ما توضأت بدموعي شوقا للأسلام.. أمشي ببطأ وعيني على المسجد .. ماذا أفعل ؟ لقد علمت أن حياتي لن تستقيم بدون أن أعتنق هذا الدين .. ولكن ما العمل؟

في يوم ما ، كنت عائدة من الكلية واستوقفت سيارة أجرة وصعدت اليها والمفاجأة أن السائق كان يضع شريط للقرآن ، فسعدت للغاية – وكنت من قبل ألعن الحظ الذي أوقعني في مثل هذا - أُنصت بكل جوارحي إلى صوت جميل رائق .. دخل قلبي وسيطر عليه ، أردت أن أسأل السائق عن اسم القاريءن ولكني تحرجت ، ومن حسن الحظ ، صعد آخر وسأله عن اسمه ،فقال له : هذا العجمي ، فقال : ما شاء الله .. ما أجمل صوته!
وكنت أتأمل ما أسمعه كي افهم معنى الكلمات ، وكان الصوت فعلا يصدع القلب ، ووجدت نفسي أخشع ، ولم أتمالك نفسي من البكاء عندما قرأ (واذا سيق الذين آمنوا الى الجنة زمرا) ، فوجدت دموعي تنهمر مع هذه الاية التي هزت كياني، ورحت ابكي كما تبكي الطفلة المفقودة ، وعندما أوصلني كنت أتمنى ألا أنزل حتى لا ينقطع القرآن عن سمعي ، جففت دموعي ، وقد أصبحت منذ هذه اللحظة انسانة أخرى .. ليس لها حياة الا في هذا الدين ،الاسلام،ولكني لا أعرف كيف أتصرف؟.. ما الخطوة التي يجب ان أقدم عليها ، فإني حقا أريد الاسلام ، مشتاقة له .. يارب .. يارب .. يارب لا تتركني

في الليل ، أغلقت عليّ غرفتي ، وانكببت على مشاهدة المقاطع الاسلامية ، وأنا أقرأ التعليقات على أحد المقاطع ، وجدت ردا جميلا أعجبني أسلوب صاحبه ،فيه أدب وتهذيب.. فوجدت نفسي أستعين به ، وأرسلت له رسالة وشرحت له حالتي ولم أُفصّل ،وسألته ما العمل؟
والمفاجأة أن الرد جاء على الفور ، لم تمر دقائق حتى وجدتني أقرأ رسالته ، وهذا نص الرسالة :
( أختي العزيزة ... من أنا لأرشدك؟!... فأنت لا تحتاجين الى مثلي .. فإن الله قد هداكي وسددك وفتح قلبك له ، صدقيني –وبدون مجاملة – انك أفضل مني بكثير .. لانك قررتي اخترتي - بعد طول بحث وعناية وجهد – الدخول الى هذا الدين .. أما أنا فمسلم بالوراثة ، ولم أبذل جهد لأنال هذا المقام الرفيع، اما أنت ! فبارك الله فيكي
ونصيحتي لك كي تتغلبي على حيرتك – ان كانت موجودة – هي أن تتطهري تماما وذلك بالاستحمام ، واعذريني يا أختي فيما سأقوله لك ، إن أوقات الدورة الشهرية تكون فيها المرأة غير طاهرة ، فبعد تمام الطهارة والاغتسال سأطلب منك شيئا صعبا .. هو أن تنسي انك مسيحية وأن تنسي انك تتوجهي الى الاسلام ، ولكن لا تنسي أن الله واحد وموجود ومطّلع .. فصبي جم همك على هذا الأمر.. على أن الله الذي خلقك وخلق العالم موجود ومطّلع .. وبعد ذلك توجهي اليه .. مناجية اياه خاشعة ذليلة .. تقولي له :" يا الله .. يا من خلقتني وخلقت السماوات السبع والارضين وخلقت كل شيء .. يا رحمن يا رحيم .. لا تدعني .. ارشدني الى الحق .. فإن كان الحق في الدين الذي أنا عليه فثبتني عليه وان كان في غيره فأرشدني اليه .. يارب انك لن ترضى لي الضلال .. يا رب أعرف انك لن تخذلني .. أدعوك ربي .. لا تدعني .. كن معي .. وأدخلني الجنة .. وتغمدني برحمتك.. عليك توكلت واليك المصير" .
وانتهى الدعاء ، وأعجبني لأنه حيادي ، فهو مناجاة لرب الجميع ..لله الواحد ، وسجلته على هاتفي المحمول كي لا يضيع ، ثم نفذت كل ما قاله ، وتتطهرت ،وأغلقت باب غرفتي وأحكمته، واستلقيت على الفراش وسحبت الغطاء حتى رأسي ، وأخذت أقرأ الدعاء من هاتفي وأنا أبكي ويقشعر بدني ، وانهمرت دموعي بحق – كما لم تنهمر من قبل – وجعلت أقول يا رب .. يا رب .. كررتها عشرات المرات وأنا أبكي .. وعليها رحت في النوم ، وبعد ساعتين استيقظت ،وقد هالني ما رأيت .. لقد فتح الله عليّ برؤية .. الله .. الله .. لقد استجاب ربي .. الله .. الله .. لقد رأيت جارتنا المسلمة – التي ماتت السنة الماضية وكانت صالحة .. نحبها جميعا .. حتى أبي وأمي .. كانوا يتمنون لو كانت مسيحية .. لعظم أخلاقها وشرف مقامها.. – جاءتني في المنام ،وقالت لي : " ياللا يا بنتي .. ما تتأخريش " .، وأقسم بالله وكأن يدها تربت على كتفي .. وها هو أذان الفجر .. أشعر انه يهنئني .. أشعر انه يؤذن لي وحدي .. كم أنا مدينة لك يا رب أن هديتني .. يا رب محمد والمسيح وموسى وكل الأنبياء
.. لم أمنع دموع الفرح ..وأردت بشدة أن أصلي .. كم انتظرت هذه اللحظة .. لكني لا أعرف كيف أتوضأ .. فذهبت وغسلت وجهي ويدي وعدت لغرفتي أبحث عن شيء لأغطي به شعري .. فأخفيته بقماشة .. ووجهت نفسي نحو المسجد – كوني لا أعرف القبلة – وسجدت كما يسجد المسلمون ، وبقيت ساجدة نحو نصف ساعة أبكي ، وأقول لا اله الا الله محمد رسول الله ، كلمة كنا نسخر منها أما الآن فأشعر انني اكثر الناس ايمانا بها ، وسأبقى عليها وان كلفتني عمري
وبعد هذه النعمة التي لا أعرف أعظم منها في الوجود .. وجدتني في مصيبة عظيمة ، وهي انني لا أستطيع أن أصلي ولا أن أصوم كباقي المسلمين ، ولو افتضح أمري سيكون مصيري اما الموت واما الحبس والتعذيب في الدير حتى أعود الى المسيحية .
والله اني أحسد كل مسلمة ،خُلقت مسلمة ، تمارس شعائر الدين بحرية ، لا يقاومها أحد..
هذه قصتي أكتبها لتعرفون أن لكم اخوان لا يزال يحجبهم الظلام..واني أفتقدكم يا اخوتي في الله .. واني اشتاق اليكم .. وانتظر اللحظة التي أذهب فيها ولو مرة للمسجد قبل أن أموت.. وأتمنى أن أتزوج من مسلم والا فالموت أفضل.. ولقد سميت نفسي عائشة .. وأنا الوحيدة الذي أنادي نفسي به لأسمعه.. انتظر اللحظة التي أعلن فيها اسلامي على الملأ .. لا تنسوني .. فأنا لا أنساكم لحظة .. أختكم في الاسلام عائشة..

انتهت القصة ... بقلم خالد الشرنوبي

حنان
23-10-2009, 05:09 PM
قصة حقيقية رائعة جدا

قرأتُها منذ فترة طويلة وأثرت فىّ لدرجة كبيرة

فكم نحن فى نِعَمٍ لانحمد الله عليها ولانشعر بها

لنا كامل الحرية فى أداء كل شعائر الإسلام ومنا من يزهد فى هذه الشعائر ولايشعر بكم المعاناة التى يعانيها أمثال عائشة التى تتمنى من كل قلبها أن تسجد لله سجدة آمنة مطمئنة دون خوف أو رعب من أى أحد

بارك الله فيك أخى الكريم

نورت المنتدى :icon18:

خالد الداخل
23-10-2009, 05:18 PM
بورك لك في علمك وعملك يا أختي ،

وأشكر الدكتور المعلم صانع الرجال د. راغب السرجاني

حنان
23-10-2009, 05:34 PM
بورك لك في علمك وعملك يا أختي ،

وأشكر الدكتور المعلم صانع الرجال د. راغب السرجاني

أنت هكذا ضغطت على مفتاحى السحرى وكلمة سرى ( الدكتور راغب ) :icon7: جزاه الله عنا خيرا ولاحرمنا خيره

ولكن أخى اعذرنى نسيت شيئا

الآية التى ذكرتها أختنا الحبيبة عائشة ليست هكذا

الأية من سورة الزمر ( وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا )

أعلم أن القصة ذكرتها هكذا وهذا دليل على صحة القصة فأختنا كانت مسيحية ولأول مرة تسمع الآية فلذلك لم تتذكرها حرفيا

ولكنى آثرت أن أوضح هذا حتى لايلتبس الأمر على أحد

وبارك الله فيك أخى وننتظر طيب مشاركاتك القيمة

خالد الداخل
23-10-2009, 05:44 PM
جزاك الله خيرا .. وأرفقتي بنا حين نبهتي على الخطأ .. وسأخبرك بسر بخصوص دكتور راغب
أنا كثير ما أقول أن ثلاثة ملكوا عنقي هم : الشيخ عبد الحميد كشك وثانيهم الشيخ الحويني وثالثهم صاحبنا دكتور راغب، وذلك لأنهم كانوا نقاط تحول في درب الحياة .. فأشهد بأنهم بلغوا ونصحوا

حنان
23-10-2009, 05:53 PM
أنا كثير ما أقول أن ثلاثة ملكوا عنقي هم : الشيخ عبد الحميد كشك وثانيهم الشيخ الحويني وثالثهم صاحبنا دكتور راغب، وذلك لأنهم كانوا نقاط تحول في درب الحياة .. فأشهد بأنهم بلغوا ونصحوا


الـــلـــــــــــــــــــــــــــه !!

ماأجمل اختياراتك أخى

أسأل الله أن يرحم شيخنا الجليل الشيخ ( كشك )

ويبارك فى أعمار شيخينا ( د / راغب والشيخ الحوينى )

وينفعنا بعلمهم

بس كل ماأسجل خروج تضطرنى أدخل مرة أخرى لأرد على مشاركاتك الطيبة

بارك الله فيك أخانا الكريم

وجزاك الله خيرا

ياسر ابوزيد
24-10-2009, 04:32 AM
جزاكم الله كل خير اخى الحبيب خالد و اهلا بكم .. قصة رائعة توضح لنا فعلا ان اعظم نعمة هى نعمة الاسلام

خالد الداخل
24-10-2009, 03:06 PM
جزاك الله خيرا اخي الحبيب ،وبورك لك في ايمانك