المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وَللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ البَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً


الشيخ محمد الزعبي
24-10-2009, 06:34 PM
قَالَ الله تَعَالَى : { وَللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ البَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فإنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ العَالَمِينَ } [ آل عمران : 97 ] . { وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ للَّهِ} [البقرة:196] {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ }البقرة197
وقتُ الحجِّ أشهرٌ معلوماتٌ, وهي: شوال, وذو القعدة, وعشرٌ من ذي الحجة. فمن أوجب الحج على نفسِهِ فيهن بالإحرام, فيحرم عليه الجماعُ ومقدماتُهُ القوليةُ والفعليةُ, ويحرمُ عليه الخروجُ عن طاعةِ الله تعالى بفعلِ المعاصي, والجدالِ في الحجِ الذي يؤدي إلى الغضب والكراهية. وما تفعلوا من خيٍر يعلمْهُ اللهُ, فيجازي كلاً على عملِهِ. وخذوا لأنفسكم زادًا من الطعام والشراب لسفر الحج, وزادًا من صالح الأعمال للدار الآخرة, فإن خير الزاد تقوى الله, وخافوني يا أصحاب العقول السليمة.
وعن ابن عمر رضي الله عنهما : أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، قَالَ : (( بُنِي الإسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ : شَهَادَةِ أنْ لاَ إلهَ إِلاَّ اللهُ ، وَأنَّ مُحَمَّداً رسولُ اللهِ ، وَإقَامِ الصَّلاَةِ ، وَإيتَاءِ الزَّكَاةِ ، وَحَجِّ البَيْتِ ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ )) متفقٌ عَلَيْهِ .وعن أَبي هريرة - رضي الله عنه - ، قَالَ : خَطَبَنَا رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَقَالَ : (( أيُّهَا النَّاسُ ، قَدْ فَرَضَ اللهُ عَلَيْكُم الحَجَّ فَحُجُّوا )) فَقَالَ رَجُلٌ : أكُلَّ عَامٍ يَا رَسولَ اللهِ ؟ فَسَكَتَ ، حَتَّى قَالَهَا ثَلاثاً . فَقَالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - : (( لَوْ قُلْتُ نَعَمْ لَوَجَبَتْ ، وَلَمَا اسْتَطَعْتُمْ )) ثُمَّ قَالَ : (( ذَرُوني مَا تَرَكْتُكُمْ ؛ فَإنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِكَثْرَةِ سُؤالِهِمْ ، وَاخْتِلاَفِهِمْ عَلَى أنْبِيَائِهِمْ ، فَإذَا أمَرْتُكُمْ بِشَيءٍ فَأتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ ، وَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَن شَيْءٍ فَدَعُوهُ )) رواه مسلم . وعن أَبي هريرة أيضا ، قَالَ : سُئِلَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أيُّ العَمَلِ أفْضَلُ ؟ قَالَ : (( إيمَانٌ بِاللهِ وَرسولِهِ )) قيل : ثُمَّ ماذا ؟ قَالَ : (( الجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ )) قِيلَ : ثُمَّ مَاذَا ؟ قَالَ : (( حَجٌّ مَبرُورٌ )) متفقٌ عَلَيْهِ .(( المبرور )) هُوَ : الَّذِي لا يرتكِبُ صاحِبُهُ فِيهِ معصيةً .
وعن أَبي هريرة أيضا وعنه ، قَالَ : سَمِعْتُ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ، يقول : (( مَنْ حَجَّ ، فَلَمْ يَرْفُثْ ، وَلَمْ يَفْسُقْ ، رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أمُّهُ )) متفقٌ عَلَيْهِ .
وعن أَبي هريرة أيضا: أنَّ رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ، قال : (( العُمْرَةُ إِلَى العُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَينَهُمَا ، وَالحَجُّ المَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلاَّ الجَنَّةَ )) متفقٌ عَلَيْهِ .وعن عائشة رَضِيَ اللهُ عنها ، قَالَت : قُلْتُ : يَا رسول الله ، نَرَى الجِهَادَ أفْضَلَ العَمَلِ ، أفَلاَ نُجَاهِدُ ؟ فَقَالَ : (( لَكُنَّ أفْضَلُ الجِهَادِ : حَجٌّ مَبْرُورٌ )) رواه البخاري .وعنها : أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - ، قَالَ : (( مَا مِنْ يَوْمٍ أكْثَرَ مِنْ أن يَعْتِقَ اللهُ فِيهِ عَبْداً مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ )) رواه مسلم .
وعن ابن عباس رضي الله عنهما : أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - ، قَالَ : (( عُمْرَةٌ في رَمَضَانَ تَعْدِلُ حَجَّةً - أَوْ حَجَّةً مَعِي )) متفقٌ عَلَيْهِ .
وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: أنَّ امرأة قالت : يَا رسول الله ، إنَّ فَرِيضَةَ اللهِ عَلَى عِبَادِهِ في الحَجِّ ، أدْرَكَتْ أَبي شَيْخاً كَبِيراً ، لاَ يَثْبُتُ عَلَى الرَّاحِلَةِ أفَأحُجُّ عَنْهُ ؟ قَالَ : (( نَعَمْ )) متفقٌ عَلَيْهِ .
(3)- وعن لقيط بن عامر - رضي الله عنه - : أنَّه أتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - ، فَقَالَ : إنَّ أَبِي شَيْخٌ كَبِيرٌ ، لاَ يَسْتَطِيعُ الحَجَّ ، وَلاَ العُمْرَةَ ، وَلاَ الظَّعَنَ ؟ قَالَ : (( حُجَّ عَنْ أبِيكَ وَاعْتَمِرْ )) رواه أَبُو داود والترمذي ، وقال : (( حديث حسن صحيح )) .
(4)- وعن السائب بن يزيد - رضي الله عنه - ، قَالَ : حُجَّ بي مَعَ رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ، في حَجةِ الوَدَاعِ ، وَأنَا ابنُ سَبعِ سِنينَ . رواه البخاري . وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - لَقِيَ رَكْباً بالرَّوْحَاءِ ، فَقَالَ : (( مَنِ القَوْمُ ؟ )) قالوا: المسلِمُونَ . قالوا : مَنْ أنْتَ ؟ قَالَ : (( رسولُ اللهِ )) . فَرَفَعَتِ امْرَأةٌ صَبيّاً ، فَقَالَتْ : ألِهَذَا حَجٌّ ؟ قَالَ : (( نَعَمْ ، وَلَكِ أجْرٌ )) رواه مسلم .
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَنْ أَرَادَ الْحَجَّ فَلْيَتَعَجَّلْ ». سنن أبي داود
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّاسَ فِى أَوَّلِ الْحَجِّ كَانُوا يَتَبَايَعُونَ بِمِنًى وَعَرَفَةَ وَسُوقِ ذِى الْمَجَازِ وَمَوَاسِمِ الْحَجِّ فَخَافُوا الْبَيْعَ وَهُمْ حُرُمٌ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ (لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ) فِى مَوَاسِمِ الْحَجِّ. قَالَ فَحَدَّثَنِى عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُهَا فِى الْمُصْحَفِ. سنن أبي داود. عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ ضُبَاعَةَ بِنْتَ الزُّبَيْرِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّى أُرِيدُ الْحَجَّ أَأَشْتَرِطُ قَالَ « نَعَمْ ». قَالَتْ فَكَيْفَ أَقُولُ قَالَ « قُولِى لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ وَمَحِلِّى مِنَ الأَرْضِ حَيْثُ حَبَسْتَنِى » سنن أبي داود.
« الْحَجُّ الْحَجُّ يَوْمُ عَرَفَةَ مَنْ جَاءَ قَبْلَ صَلاَةِ الصُّبْحِ مِنْ لَيْلَةِ جَمْعٍ فَتَمَّ حَجُّهُ أَيَّامُ مِنًى ثَلاَثَةٌ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِى يَوْمَيْنِ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ ». سنن أبي داود مضاعفة الأجر والنفقة في الحج فعن أبيه بريدة الأسلمي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { النفقةُ في الحج كالنفقةِ في سبيلِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ سبعين ضعفا}
سنن البيهقي الكبرى: كنـز العمال:
حَدِيثٌ آخَرُ مُرْسَلٌ: أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُد فِي "مَرَاسِيلِهِ" عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَيُّمَا صَبِيٍّ حَجَّ بِهِ أَهْلُهُ، فَمَاتَ أَجْزَأَ عَنْهُ، فَإِنْ أَدْرَكَ، فَعَلَيْهِ الْحَجُّ، وَأَيُّمَا عَبْدٍ حَجَّ بِهِ أَهْلُهُ، فَمَاتَ أَجْزَأَ عَنْهُ، فَإِنْ أُعْتِقَ فَعَلَيْهِ الْحَجُّ" ، انْتَهَى.
عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَامَ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ الْحَاجُّ؟ قَالَ: "الشَّعِثُ التَّفِلُ" . وَسَيَأْتِي بِتَمَامِهِ، وَالْكَلَامُ عَلَيْهِ فِي حَدِيثِ: "أَفْضَلُ الْحَجِّ الْعَجُّ وَالثَّجُّ" ، قَرِيبًا إنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى. أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ، 4 وَابْنُ مَاجَهْ
قَالَ النَّبِيُّ عليه السلام: "أَفْضَلُ الْحَجِّ الْعَجُّ وَالثَّجُّ" فَالْعَجُّ: رَفْعُ الصَّوْتِ بِالتَّلْبِيَةِ، وَالثَّجُّ: إرَاقَةُ الدَّمِ، قُلْت: رُوِيَ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ، وَمِنْ حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ، وَمِنْ حَدِيثِ جَابِرٍ، وَمِنْ حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنهم.
عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إنَّ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ فَرِيضَتَانِ، لَا يَضُرُّك بِأَيِّهِمَا بَدَأْتَ" ، انْتَهَى. قَالَ الْحَاكِمُ: الصَّحِيحُ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ مِنْ قَوْلِهِ، انْتَهَى. قَالَ عليه السلام: "الْعُمْرَةُ فَرِيضَةٌ كَفَرِيضَةِ الْحَجِّ" ، قُلْت: غَرِيبٌ، وَرَوَى الْحَاكِمُ فِي "الْمُسْتَدْرَكِ"، والدارقطني فِي "سُنَنِهِ"
{بَرُ الحجِّ إطعامُ الطعامِ و طيبُ الكلامِ} ( ك ) عن جابر . قال الشيخ الألباني : ( حسن ) انظر حديث رقم : 2819 في صحيح الجامع .