المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سلسلةكيمياء الصلاة..د احمد العمري الحلقة الاخيرة


نبيل القيسي
14-06-2014, 09:12 AM
عادة ما يطلب العون للدلالة على قيام الشخص بأمر يحتاج إلى ظهير وإسناد لإتمامه، وبالتالي يكون العون نتيجة لوجود عامل حقيقي, وطلب العون مقيّد بطلبه لما خلقنا من أجله.
يذكر المؤلف شروط المعونة انطلاقاً من قوله تعالى (استعينوا بالصبر والصلوة إن الله مع الصابرين), ومن خلالها يتضح ارتباط الصبر والصلاة, فالصلاة لن تثمر نتائجها دون مصابرة, ويفرق المؤلف بين نموذجين لطلب المعونة, نموذج يفرط في الفعل ويكتفي بطلب المعونة, ونموذج تطرف وتصور أن امتلاكه معرفة كل القوانين والسنن التي تمده بالعون كافٍ وغفل عن قانون العون الإلهي.

وتأكيد اً على أن الهداية ليست فعلاً إلهياً يقع بلا سبب فهي نتيجة للاهتداء الذي يختلف عن الهداية في كون المرء فاعلاً ومتفاعلاً يركز على علامات الهداية ويلتمسها،يستنبط شرط الهداية الأول من قوله تعالى (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا),أي أن الهدي الإلهي جاء نتيجة للجهاد في الله, الجهاد بمعناه الواسع "بذل الجهد في كل ما يتعلق بما أمر الله به", بينما يكمن شرط الاهتداء الأول في وجود الرغبة لدى الشخص لكي يصل للحق والحقيقة ويستشهد بقوله تعالى (ماذا أراد الله بهذا مثلا يضل به كثيراً ويهدي به كثيراً وما يضل به إلا الفاسقين).
أما موانع الهداية التي تبطل عملية الاهتداء, وتبطل التفاعل بين الهداية الربانية والاهتداء البشري فيجملها في ثلاثية (الكفر/الظلم/الفسوق).
وقراءة بين جدل السين والصاد في السراط والصراط، يقول المؤلف كتعريف أشمل للصراط (هو السياق الجماعي الذي ينأى عن طريق الأفراد وانفراداتهم) ،ومقارنة بين الصراط والسبيل الذي يمكن أن يكون سبلاً متعددة المظهر, لكن الصراط لا يكون إلا واحداً لذا لم يأتي بصيغة الجمع في القرآن الكريم.
ولابد أن تكون السبل الموصلة للصراط مشروطة بكونها سبل الله، وما سواها تعد من سبل الضلال على ضوء قوله تعالى (ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله), ولم يوصف الصراط في الخطاب القرآني إلا بصفة الاستقامة, وبعيداً عن معنى الاستقامة الهندسي فهي مشتقة من الفعل "قوم" وهو ذات الفعل الذي يمثل الدور المركزي في الصلاة, يختم المؤلف هذا الفصل بقوله (الصراط المستقيم يعرف بثلاثة أشياء مثبت واحد ومنفيان, مثبت هو “الذين أنعمت عليهم” ومنفيان هما “المغضوب عليهم” و“الضالين”).
والحديث عن المقصود بالذين أنعمت عليهم ذلك النعيم الواسع المختص بالإنسانية ككل، وقراءة للفظة أنعمت عليكم حين كان المخاطب بنو إسرائيل ولهذا دلالة ومغزى بكون الكتاب هو النعمة التفضيلية فتم التفريط فيه، وعن التساؤل لماذا النعمة الأهم للشعب الأدنى؟ يذكر المؤلف (عندما يفلح الكتاب في إخراج أي أمة من أدنى درك يمكن أن تكون فيه أي أمة, ويجعلها على قمة الأمم ليس فقط أن يرقى مرتبتها, فهذا يعني ضمناً أنه قادر على فعل ذلك مع أي أمة أخرى).
ويشدد على أن التعامل الحق مع هذه النعم هو استعمالها بشكل صحيح,, ويتضمن الفصل مقارنة بين المغضوب عليهم اليهود الذين” أعادوا تدوير الكتاب ليصب في انغماسهم بذواتهم” وبين النصارى الذين “أعادوا تركيب الكتاب ليتصالح مع عالم لا ينبغي الصلح معه".
الخاتمة: افتح عينيك على العالم
تأمل لغرض النهي عن إغماض العينين في الصلاة, واستنباط للعلة (إغماض العينين ولو بنية التأمل والخشوع يتيح لك الدخول إلى عالم افتراضي), فـ (الصلاة ليست أبداً من أجل الهروب من العالم).
ثم تأتي خلاصة الخاتمة والسبب الداعي لتسمية الإصدار بهذا الاسم بقول المؤلف (إنها فاتحة للحياة تمنح الحياة للقلب-الجوهر- وتتفتح الروح بها، تستمد منها القوة والعزم، ويسير فيها وعبرها النسغ الصاعد اللازم للبناء.. بناء ذلك العالم, عالم جديد ممكن).