المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أيها الآباء أين أنتم من هذه الصفات


المراقب العام
20-07-2014, 10:27 AM
http://www.almoslim.net/files/images/thumb/DSC02600-thumb2.jpg


من أجل تكوين أسره فعالة ومنتجها لابد أن يعتمد الأب على صفات مهمة في توجيه الأسرة و العبور بهم إلى طريق النجاة, وهنا سوف أقوم بعرض بعض الصفات أو المقومات التي ينبغي أن يتحلى بها الأب في نفسه وشخصه، ليتمكن من التأثير على الأولاد وتوجيهم الوجهة السليمة ومن أهم هذه الصفات:

1. القدوة :
تعتبر القدوة من أهم الوسائل التربية وقد أهتم سلفنا الصالح رضوان الله عليهم إلى هذا الأمر و أهميته فهذا عمرو بن عتبة ينبه معلم ولده الأمر فيقول: (( ليكن أول إصلاحك لولدي إصلاحك لنفسك فإن عيونهم معقودة بعينك، فالحسن عندهم ما صنعت، والقبيح عندهم ما تركت )) 1*
فالأطفال لا يدركون المعاني المجردة بسهولة ’ و لا يقتنعون بها بمجرد سماعها من المربي بل لابد من المثال الواقعي المشاهد.

2. الرحمة والحب:
قال عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( ليس منا من لم يرحم صغيرنا، يعرف حق كبيرنا )) 2 * وعن أبي هريرة أن الأقرع بن حابس رأى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقبل الحسن، فأخبر أن له عشرة من الولد لم يقبل أحداً منهم، فما كان من رسول إلا أن يعلنها دستوراً للمربين عموماً فيقول: (( إنه من لا يَرحم لا يُرحم )) 3 * . فاعتبر تقبيل الصبيان من الرحمة بهم وقد كان يكثر من تقبيل الحسين حتى يقبله في فمه محبة ورحمة به 4 * فهذا دليل على أهميه جانب الرحمة والحب عند نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ولابد للأب المسلم أن ينتهج طريق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فيفض على أولاده من حبه وحنانه ولا يبخل عليهم بذلك .

3. العدل:
لقد أمرنا نبينا محمد الله صلى الله عليه وسلم بالعدل في العطية فقال عليه الصلاة : (( اعدلوا بين أولادكم في العطية )) 5 *
لأهمية هذه القضية في مجال التربية، منعاً للحسد و التباغض بين الأخوة، لهذا كان الأب المسلم أن يتجنب أسباب التباغض، و التحاسد بين أولاده بإقامة العدل بينهم، وتوزيع محبته و حنانه عليهم لأن الأطفال يحسون بذلك.

4. المخالطة:

فالأب المسلم مدعو للاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم عندما كان يخالط الأولاد، فقد روى عنه أصحابه رضي الله تعالى عنهم أنهم شاهدوه و الحسن والحسين على بطنه أو صدره وربما بال أحدهما عليه، او ربما جلس لهم عليه الصلاة و السلام كالفرس يمتطيان ظهره الشريف، وربما صلى وهو حامل أحد
الأولاد أو البنات، ويروي عنه انه كان يقبلهم في أفواهم ويشمهم ويضمهم إليه و وربما خرج على أصحابه وهو حامل الحسن الحسين على عاتقيه 6 *. فكان عليه الصلاة والسلام مع جلالة قدرة وعلو منزلته يفعل ذلك، ليقتدي به الناس و ولأنه يعلم أهمية هذه المخالطة في المجال التربوي للطفل .

5. الحكمة في التوجيه والإرشاد:
على الأب المسلم أن ينهج مع ولده منهجاً قاصداً متوسطاً يحفظ فيه كرامته فلا يخدشها ولا يكثر من التعنيف الذي يؤدي بالولد إلى عدم احترامه و الجرأة عليه، أن يمنحه شيئاً من الحرية دون إفراط أو تفريط، وعدم التشدد و الصرامة في تطبيق النظام والقواعد في البيت، بل يمزج ذلك بشيء من المرح والمداعبة والحب ولابأس في إفهامه سبب الأمر الذي أمره به والحكمه منه، ليكون حاضراً في ذهنه سبب فعله وتنفيذه . وأن يراعي فهم ولده وقدراته فلا يطالبه بمعايير الكبار ولايأمره بما هو خارج نطاق قدرته فهو لا يزل طفلاً صغيراً.

6. الدعاء:
إن دعوة الأب لولده مستجابة 7* فما أفضل وأحسن أن يستعمل الوالد هذه المنزلة والكرامة من الله عز وجل بأن يدعو لذريته، ويرجو من الله صلاحها و هديتها فتقدي في ذلك بالأنبياء الكرام عليهم جميعاً صلاة الله وسلامه، فقد كانوا اكثر الناس دعاء والتجاء إلى الله, وطلبا منه إصلاح أولادهم, فهذا نبي الله إبراهيم عليه السلام يدعو الله سبحنه وتعالى ان يجنبه وذريته عبادة الأصنام قال تعالى: (( وإذا قال إبراهيم ربِ أجعل هذا البلدَ ءامنا وأجنبنىِ وبنىِ أن نعبد الأصنام)) إبراهيم 35

وهذا نبي زكريا عليه السلام يدعو طالبًا الذرية الطيبة قال تعالى: (( قال ربِ هب لي من لدُنك ذريةً طيبةً إنك سميُع الدعاء)) ال عمران 38 لذا لا ينبغي للوالد أبدا آن يهجر الدعاء أوان يقصر فيه، فإنه مأمور به كما قال تعالى: (( وقال ُربكم ادعونى ِأستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادىِِ سيدخلون جهنم داخرين)) غافر 60.
وعلى الوالد أن يحذر كل الحذر من أن يدعو على أولاده بشر، فإن دعوته مستجابة فقد نقل عن عبد الله بن المبارك أن رجلا جاءه يشكو عليه عقوق ولده فسأله إن كان قد دعا عليه أم لا ؟ فاجاب بأنه قد دعا عليه، فقال له حينئذ: "أنت أفسدته" 8* .


ـــــ
1- تاديب النأشين بأداب الدنيا والدين ص125
2- المستدرك للحاكم على الصححين . كتاب الإيمان
3- الجامع الصحيح للترميذي
4- صحيح البخاري . كتاب الهبه وفضلها
5- مسند الأمام أحمد ج4ص.172
6- صحيح البخاري .كتاب الإيمان0 باب رحمة الولد وتقبيله و معانتقته
7- الجامع الصحيح للترميذي . كتاب الدعوات
8- منهج التربية النبوية للطفل ص298محمد نور سويد



عامر محمد