المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المتصدر لما لايحسن !


المراقب العام
29-07-2014, 12:59 AM
http://www.almoslim.net/files/images/thumb/1160498418-thumb2.jpg


لقد أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بالإتقان في العمل والإحسان في القول , كما نبهنا نحو مناسبة القول للموقف والظرف , وقد كتبنا كثيرا من قبل حول كيفية رعاية ومراعاة المصلحة وقياس المضرة سواء من الفعل أو الكلمة .


لكننا كثيرا ما نجد بعض الناس يتدخل فيما لايحسن , ويقحم نفسه فيما لا يدرك , ويقدم نفسه كإنسان موسوعي فذ , فيدلي برأيه في كل أمر ويقول بفهمه في شتى الشئون بل والعلوم , فيصير سياسيا في دقائق لمجرد متابعته بعض الأخبار , ويصير محللا واقعيا في ثوان لمجرد وضوح موقف لديه , بل في بعض الأحيان يجعل نفسه عالما اجتماعيا أو فكريا أو اقتصاديا بشكل قد يثير الناس سلبا .


دفعني لقول ذلك ما وجدته متكررا من حديث بعض الوعاظ والدعاة في شئون لم يتقنوها أو يلموا بجوانبها أو يتفهموا خلفياتها ودوافعها .


البعض تدفعه نيته الحسنة نحو تنصيب نفسه مجيبا على كل مسألة مهما كان تخصصها , ومرجعا لكل تساؤل مهما كان خفيا ..


للأسف تكون عاقبة ذلك خسرا , فصاحبنا يقول ماليس له به علم , وبالتالي تحدث السلبيات المتتابعة ومنها :


أولا : استماع الناس إليه وتأثرهم به باعتبار حبهم له أو ثقتهم فيه , ومن ثم يكون مرجعا لهم في أمور قد توردهم المهالك وقد تدفعهم لسوء التصرف وقد يصل ذلك للإضرار بالغير .


ثانيا : تشويه صورة الدعاة والعاملين للإسلام والحركة الإسلامية ككل عندما يتحدث هذا حول ما يجهله من أنواع العلم حتى إن بعضها ليصير مما يتندر به الناس



ثالثا : إفشال برامج مرتبة ومنظمة وتراجع خطوات معلومة ومدروسة , إذ إن صاحبنا لايتعلم قبلما يتكلم ولا يتفهم قبلما يتصدر , وقد تضيع مجهودات إيجابية كبيرة سدى .


رابعا : إثارة جماهير الناس في أحيان مختلفة , فيتلقف كلامه - السلبي قليل العلم بما يقوله عادة - كثير من أعداء الإسلام , فيستدلون بكلامه على الحركة الإسلامية ككل وتصير أحاديثه خنجرا في ظهر الطيبين والأخيار .


إنني أطالب كل واعظ أو خطيب أو متحدث للعامة أن يكون على علم بما يتحدث فيه وعلى دراية ودراسة لما يتصدر له وأنصح إخواني الدعاة بعض النصائح البسيطة الهامة :

1- ألا يستحي أن يقول لا أدري فلا أدري دليل على حياة القلب
2- ألا يتصدر إلا في مجال تخصصه وفنه الذي يحسنه
3- أن يستشير الخبراء فيما يريد مخاطبة العامة فيه ويعمل بنصيحتهم وخبرتهم
4- أن يفهم المرء نفسه ويعلم قدره ويدرك نقاط قوته وإتقانه ونقاط جهله وإساءته
واسأل الله أن يلهمنا وإياكم الصدق في القول والعمل


خالد رُوشه