المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أضحية العيد حكم الأضحية


الشيخ محمد الزعبي
19-11-2009, 03:15 PM
أضحية العيد حكم الأضحية
أيها الإخوة الكرام ،كل عام والأمة العربية والإسلامية بخيربمناسبة حلول شهرذي الحجة وعيد الأضحى أحببت أن أتكلم عن الأضحية فأقول وبالله التوفيق:
الأضحية شعيرة من شعائر المسلمين في عيد الأضحى المبارك ، مشروعيتها أن الإمام أحمد وابن ماجة رويا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
(( مَنْ وَجَدَ سَعَةً فَلَمْ يُضَحِّ فَلَا يَقْرَبَنَّ مُصَلَّانَا )) أخرجه الإمام أحمد وابن ماجة .
وقد استنبط أبو حنيفة رحمه الله تعالى من هذا الحديث أنها واجبة ، فمثل هذا الوعيد لا يلحق بترك غير الواجب ، وقال غير الأحناف : إنها سنة مؤكدة ، ولهم أدلتهم ، بين أن تكون واجبة ، وبين أن تكون سنة مؤكدة ، هي واجبة مرة في كل عام على المسلم الحر البالغ العاقل المقيم الموسر ، وليس على المسافر أضحية .
وعَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
(( مَا عَمِلَ ابْنُ آدَمَ يَوْمَ النَّحْرِ عَمَلًا أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ هِرَاقَةِ دَمٍ ، وَإِنَّهُ لَيَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِقُرُونِهَا وَأَظْلَافِهَا وَأَشْعَارِهَا ، وَإِنَّ الدَّمَ لَيَقَعُ مِنْ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِمَكَانٍ قَبْلَ أَنْ يَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ ، فَطِيبُوا بِهَا نَفْسًا ))
[ الترمذي ، ابن ماجه ]وعن أَنَسٍ قَالَ : (( ضَحَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ ، قَالَ : وَرَأَيْتُهُ يَذْبَحُهُمَا بِيَدِهِ ، وَرَأَيْتُهُ وَاضِعًا قَدَمَهُ عَلَى صِفَاحِهِمَا ، وَسَمَّى وَكَبَّرَ )) .
[ البخاري ، مسلم ، الترمذي ، النسائي ، أبو داود ، ابن ماجه ، أحمد ، الدارمي ]
دلالاتها
وحكمتها أن المسلم الموسر يعبر بها عن شكره لله تعالى على نعمه المتعددة ، منها نعمة الهدى ـ دققوا ـ و منها نعمة البقاء ، بقي على قيد الحياة حتى عيد الأضحى المبارك ، منها نعمة الهدى ، و منها نعمة البقاء على قيد الحياة من عام إلى عام ، فخيركم من طال عمره ، وحسن عمله ، ومنها نعمة السلامة لا يوجد أخبار عن أمراض وبيلة و منها نعمة السلامة و الصحة و منها نعمة التوسعة في الرزق و هو فضلاً عن ذلك تكفير لما وقع من الذنوب و توسعة على أسرة المضحي و أقربائه و أصدقائه و جيرانه الفقراء ، كم حكمة ؟ نعمة الهدى و نعمة البقاء على قيد الحياة من عام إلى عام ، ونعمة السلامة والصحة والتوسعة وتكفير الذنوب ، وتوسعة على أسرة المضحي وأقربائه ، وأصدقائه ، وجيرانه ، وفقراء المسلمين .
شروطها
من شروط وجوبها اليسار، فالموسر هو مالكُ نصابِ الزكاةِ ، زائداً عن حاجاتِهِ الأساسيةِ ، أو هو الذي لا يَحتاجُ إلى ثمنِ الأضحيةِ أيامَ العيدِ فقط ، أو هو الذي لا يحتاجُ إلى ثمنِ الأضحيةِ خلالَ العام بأكملِهِ ، على اختلافٍ بينَ المذاهبِ في تحديدِ معنى الموسر .
وينبغي أن يكون الحيوانُ المضحى بع سليماً من العيوب الفاحشة التي تؤدي إلى نقص في لحم الذبيحة ، أو أن تضر بآكلها ، فلا يجوز أن يضحي بالدابة البين مرضها ، ولا العوراء ، ولا العرجاء ، و لا العجفاء ، و لا الجرباء ، ويستحب في الأضحية أسمنها وأحسنها ، وكان صلى الله عليه وسلم يضحي بالكبش الأبيض الأقرن .
وقتُ ذبحها
وقتُ نحرِ الأضحيةِ بعدَ صلاةِ عيدِ الأضحى ، وحتى قُبيلَ غروبِ شمسِ اليومِ الثالثِ من أيامِ العيد ، أي أيام النحر والتشريق ، على أن أفضلَ الأوقاتِ هو اليومُ الأولُ بعد صلاة عيدِ الأضحى ، وحتى قبلَ زوالِ الشمس .
يكره تنزيهاً الذبح ليلاً ، ولا تصح الأضحية إلا من النَّعم ، من الإبل والبقر والغنم من ضأن ، ومعز بشرط أن يتم الضأن ستة أشهر ، على أن تتم المعز سنة كاملة عند بعض الأئمة ، ويجزئ المسلم أن يضحي بشاة عنه ، وعن أهل بيته ، هذه الأضحية عن الأسرة بأكملها ، الأجرُ الذي ينالُهُ صاحبُ البيتِ مثلُ الأجر الذي تنالُهُ زوجتُهُ و كلُ أولادِهِ الذين يُنفقُ عليهم ، طبعاً ليس عن أولادِهِ المتزوجين ، عن أولادِهِ الذين يُنفقُ عليهم ، وجميعاً مشتركون في الأجر .
مندوباتها
من مندوباتِ الأضحيةِ أن يَتوجَهَ المضحي نحو القبلة ، وأن يباشر الذبحَ بنفسِهِ إن قَدَرَ عليه ، وأن يقولَ : باسم الله ، و الله أكبر ، اللهم هذا منك وإليك ، اللهم تقبل مني ومن أهل بيتي .
مرّ في التفسير أن الحيوان الذي أعد لطعام الإنسان أمنيته أن يقدم جسمه هدية للإنسان ، فأنا قرأت هذا في تفسير لعالم كبير في مصر قال : الحيوان الذي أعد لطعام الإنسان إذا مرض يمد رأسه ، و كأنه يقول لمن حوله : تعالوا اذبحوني ، و كلوني حلالاً قبل أن أموت ، و له أن يوكل غيره ، وعندئذ يستحب أن يحضر أضحيته لقول النبي عليه الصلاة والسلام لفاطمة :
(( قومي إلى أضحيتك فاشهديها ، فإنه يغفر لك عند أول قطرة من دمها )) .
[الترغيب والترهيب للمنذري بسند ضعيف عن أبي سعيد الخدري]
كيفيةُ توزيعها
ويستحب أن يوزعها ثلاثاً ، ويستحب أن يوزعها أثلاثاً ، فيأكلَ هو وأهلُ بيتِهِ الثلثَ ، و يُهدي لأقربائِهِ وأصدقائِهِ وجيرانِهِ الثلثَ ، ويتصدقُ بالثلثِ الأخير على فقراء المسلمين :
{ وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم مِّن شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ{36} لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ}{37}الأضحية: اسم لما يُذبحُ من الإبل والغنم يوم النحر وأيام التشريق بقصدِ التقربِ إلى الله تعالى. وهي ثابتةٌ بالكتابِ والسنةِ وإجماعِ الأمة. قال تعالى {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ1 فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ2 إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ}3 والمرادُ بالنحر في الآية هو الذبحُ يومَ النحر على أحد الأقوال، ويشمل الأضحية َوالهديَ وذلك قولُ الجمهور. وثبت في أحاديث صحيحة أن النبي ضحى، وضحى المسلمون معه.
وذهب الجمهور من الصحابة والتابعين والفقهاء إلى أنَّـها "سنةٌ مؤكدةٌ"، ولم يقل بوجوبـها إلا أبو حنيفة رحمه الله. يقول رسول الله: ((إذا دخلت العشر فأراد أحدكم أن يضحي فلا يأخذ من شعره ولا بشره شيئاً)) [ رواه مسلم عن أم سلمة].قال الشافعي رحمه الله: إن قوله: ((فأراد أحدكم)) يدل على عدم الوجوب.
- فضل الأضحية: عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((مَا عَمِلَ آدَمِيٌّ مِنْ عَمَلٍ يَوْمَ النَّحْرِ أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ مِنْ إِهْرَاقِ الدَّمِ، إِنَّهَا لَتَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِقُرُونِهَا وَأَشْعَارِهَا وَأَظْلَافِهَا، وَإَنَّ الدَّمَ لَيَقَعُ مِنَ اللَّهِ بِمَكَانٍ قَبْلَ أَنْ يَقَعَ مِنَ الْأَرْضِ فَطِيبُوا بِهَا نَفْسًا)). وَيُرْوَى عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ فِي الْأُضْحِيَّةِ: ((لِصَاحِبِهَا بِكُلِّ شَعَرَةٍ حَسَنَةٌ)) وَيُرْوَى: ((بِقُرُونِهَا)).
وعن زيد بن أرقم قال قلت: أو قالوا: يا رسول الله: ما هذه الأضاحي؟ قال: ((سنة أبيكم إبراهيم، قالوا ما لنا منها؟ قال: بكل شعرة حسنة، قالوا فالصوف؟ قال: بكل شعرة من الصوف حسنة)) [رواه أحمد وابن ماجه].
وصح عن أبي هريرة قوله صلى الله عليه وسلم : ((من وجد سَعَةً فلم يضحِّ فلا يقربن مصلانا)) [رواه أحمد وابن ماجه].