المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بـُــكاءٌ جـديـد – بقلم خالد الشرنوبي


خالد الداخل
20-11-2009, 09:44 AM
بـُــكاءٌ جـديـد – بقلم خالد الشرنوبي


الأحزانُ لا تُفارقني .. كأنها لم تجد مقراً أبخس من صدري لتستقر فيه ، واحتياطي الدموع في عيني أصبح مُـهَدَّداً باستنزافي له المرة بعد المرة .. أخشى أن تنفد تلك الدموع عن قريب .. أخشى أن أُصاب بجفاف وتنضب البِرْكة .. وتتقاعس عيني أكثر من اللازم لِـتَرْكَن إلى الظلام المُؤبَّد .. الحوادث تأتي بلا هوادة .. وسُبحان مُقَلِّب القلوب .. بعد أن كان قلبي صخرةً صَمَّاء .. إذ به يتحول إلى قلب فتاة تُسْقِمَهُ النظرةُ الحادة .. وتُقْعِدَهُ نسماتُ الربيع في فراشهِ .

بَكَيْتُ كثيراً لأمورٍ شَتَّى .. وحوادث مُختَلِفة ..منها لأحداث غزةِ .. بَكَيْتُ حتَّى رَكَعْتُ وكأنهُ الاستسلام – فأنا وأبي وأُمِّي – فداءاً للإسلام .. ، وبَكَيْتُ مؤخراً أشخاصاً تَوَفَّاهُم اللهُ مِنْهُم جِيران ، ومنهم الدكتور مصطفى محمود ، وآخِرْهُم كانت جَدَّتي .. التي وضعتها بيدي على التراب .. و وَجَدتُ مَلامحي محفورةً بجوارِها تَنْتظرني !.. المُهِم ؛ أما آخر ما أبكَّاني .. لم يكن ببعيد .. كان ذلك البارحة .. عندما عُـدتُ لمنزلي بعد العاشرة مساءاً .. وجَهزّتُ فِنجان القهوة .. وطالعتُ الفيس بوك .. وأشعلتُ التلِفاز .. وأطفأتُ ضوء الحجرة .. لأبقى في ظلامٍ .. كل أُموري أفعلها في نفس الوقت ؛ فجأةً تَرَكْتُ الفنجان .. وتجاهلتُ الفيس بوك .. وتَصَلَّبَتْ عيني على التلفاز .. ، ثم بَكَيْتُ بُـكاءَ النساءِ الثَكلى .. ، وأنا أُؤمِن أن الدموع تماماً كالدمِ إذا نزلت فليس مُستغرباً أن يلحق بها الدم راضياً .
وجدتُ نفسي أقرأ خطابات الانكسار والبؤس في أعْيُن أُمهاتي المِصريات اللَّاتي تَفَطَّرت قُلُوبِهِن .. ونَزَفت عيُونِهِن دموعاً طاهرةً .. أفْدِي تلك الدموع النَيَّرة بدماء عيني .. ، رأيتُ آبائي وقد أصابهم القرْحُ .. وإخواني وأخواتي الذين مَسَّتهُم نيران الحِقدِ والكراهية تاركةً في نفوسِهم جروحاً وندوباَ غائرةً ..أتحدث عن جِمُوع التتر البربرية الذين هاجُوا وماجوا وعَثَّوْا في الأرض فساداً .. الذين نَسوا إسلامهم ، ونسوا قوميتهم الواهية .. ونسوا إنسانيتهم .. بل ونسوا حيوانتهم .. فلو أنهم تَخَلَّقوا بأخلاق الحيوان لَرَأفوا بنا وبأهلنا .. ولَأَنزَلَ اللهُ عليهم سكينته .. ولكن تخَبطَّهُم الشيطانُ ..وكان شَنَآنِهم لنا جاهلياً .. دَعُوها آل الجزائر إنها مُنتِنة .
أنا أتوجه بأسألتي الآن إلى الجزائر .. وأنا على يقين أن الأرض ستبقى والعِرْقَ سيفنَى .. فَدَعُوني أُشْهِد هذه الأرض على عِـرقِها الآثـم قلبه .. الذي يتباهى بمليون شهيدٍ ، في حين أنه لا يتخلق بأخلاقهم .. بل تحلى بِخُلُقْ مِليونَ عربيدٍ .. ويبدو لي أن المليون شهيدا كانوا هم كل ما تمتلكه الجزائر من نُخَب صالحة .. الآن وقد فَنُوا الصالحين .. فأخشى ألا تجد هنالك صلاحاً .. فقد ذهب الصلاح بذهاب هؤلاءِ ..وترك لنا شِرزِمَةً من المُتَشدَّقين بالثقافة الفرنسية الراقية .. شرزمة لا تُـتْقِن العربية ، ومع ذلك محسوبة على العرب .. وهذا عارٌ ورب الناس .. ، شرازم لم يقتدوا بمليونهم في صِدق النوايا ، وصفاء السريرة ، ونقاء القلب ، والقرائن خير شاهداً على الانحطاط الأخلاقي الذي أصاب القوم .. مِليُونَكم لم يخونوا .. فلِمَ أنتم تخونون؟! ، وتُدبِّرون لنا وتكيدون .. ، نحن كنا نقول لشعبنا عشية المبارة : المؤازرة المؤازرة .. وأنتم بِتُّم ليلتكم تقولون لشعبكم : المؤامرة المؤامرة .. ألا فبئس التابع والمتبوع .. والمُدَبِّر والمُدَبِّر معه .. فإن الشيطانَ وصلكم من أسفلكم ومن بين أرجُلِكُم .. فأريتمونا سوأتكم .. وكشفتُم لنا عن عورتكم .. تلاعبتُم بِذُكوركم أما نساء المسلمين .. أين عهد الإسلام ؟! .. أم أن أموراً كتلك اعتدتُم عليها في الجزائر ! .. أين الحياء وهو شعبة من الايمان .. أما نحن فعلى خُلُقِ نبينا الحَيِّيُّ .. نستحي كما يستحي .
يا جزائر .. أجيبيني
هل نحن يهود وصَهَاينة ؟ ، هل دماؤنا مُباحة كي يسطوا علينا الآلاف بأسلحةٍ بيضاء ؟! أهذا قَدْرُنا عندكم ؟! ، أَرَضيْتُم بعد أن رَوَّعتُم المِصريين وخاصةً النساء ؟! .. هل يصح أن تقولوا أن الجزائر بلد المليون شهيدا ومصر بلد المليون راقصة ؟! فأين أخلاق الشُهداء ؟! ، ألم يُوَرِّعكُم وجود النساء عن أفاعيلكم الاباحية وايحاءاتكم الجنسية ؟! ، أَ مِنَ الوفاء أن تُدمِّروا الشركات المصرية التي أحيتَ الجزائرَ بعد موتها ؟!

أبْكَيْتُمُونا – بُكاء المُغضَب وليس بُكاء المقهور – وأنتم تحِْرقُوا العَلَمَ المِصري ثم تدهِسونَهُ بنعالكم وسياراتكم .. كم ضَحَّت مصرُ من شهداء كي لا يسقط هذا العلم .. وها أنتم بلا هوادة ولا أخلاق .. فعلتم فِعْلَتَكُم وأنتم ظالمون .
نـحن في رأيُكم يهود .. لأننا طَبَّعنا علاقاتنا مع إسرائيل بعد اتفاقية كامب ديفيد التي عقدها الرئيس الراحل أنور السادات .. ، نعم هذا حدث ، ولكن هذه تصرفات فردية من النظام السياسي .. أما الشعب المصري والرأي العام والمؤسسة الدينية رافضة تماما للتطبيع ، وكارهة ومُحرِّضة على مناهضة الكيان البغيض .. ولا تزال الحرب قائمة اعلاميا وثقافيا وفكريا ودينيا من النُخَب المصرية .. وآخر انجازاتها هي موسوعة المسيري الذرية لقائد القوات البحثية والتأريخية المارشال عبد الوهاب المسيري .. المُناضِل بانجازاته في تيسير الصِعاب على كل الباحثين في الشأن الصهيوني واليهودي .
يا جزائر أنتم طبَّعتُم مع إسرائيل سياسيا واقتصاديا وعسكريا ورياضيا ..
من هي أول دولة مُسْتَوردة للأدوات الطبية (إسرائيلية الصنع) على مستوى العالم ؟
من الدولة التي أرسلت مُمثلاً رسمياً لحكومتها ليطلُب من وسيط فرنسي ترتيب لقاءٍ له مع ضباط احتياط إسرائيليين لتقديم عونهم بإقامة قوة حماية ضد المتطرفين الجزائريين الذين يقومون بأعمال إرهابية ضد السكان المحليين والسائحين الأجانب ؟
من الدولة التي فيها خطوط تهريب الأسلحة الاسرائيلية تبدو كأنها حدود مفتوحة مع إسرائيل ؟
من الدولة التي اشتركت في مناورات بحرية عربية شاركت فيها إسرائيل تحت إدارة كندية في معرض السواحل التونسية ؟
من الدولة التي تشتري إسرائيل غازها المُسال بوساطة مجموعة استرالية ؟
من الدولة التي أرسلت – في عام ألفين – وفداً من عشرات الصحافيين والجامعيين كأول زيارة علنية لإسرائيل ، والتقوا بالقدس بوزير الخارجية الاسرائيلي آنذاك ديفيد ليفي ، واستغرقت الزيارة عشرة أيام ؟
والإجابة إنك أنت يا بلد المليون شهيد صاحبة كل هذه الانجازات في التَطّبيع .. أنت المُدانة يا جزائر .. ولكن أين الحَكَمُ ؟!
ولا أريد أن أتحدث عن ولاية تندوف المغربية التي اغتصبتيها من المغرب بغير وجه حق .. ودعمك – قديم الأزل – لجماعات البوليساريو المنشقة عن الدولة المغربية ، وتحريضك لهم بالسلاح والدعم المادي ووقوفك وراءهم لمناهضة النظام المغربي حتى تقطَّعت أوصال المغرب على يدك .. إلى صحراء مغربية وإلى موروتانيا .. والحقيقة أن الجزائر إن لم يعتدل عن سياساته الغير واعية ، وإن لم يتحلى النظام الجزائري بالمسئولية و تصحيح هذا التوجه العام الأخرق ضد مصر ، فإن العواقب حتما ستكون وخيمة ، ولن تنال الجزائر بأفعالها الصبيانية من قوة مصر الناعمة ، وستظل الساحة للأقوى تاريخيا وأخلاقياً وقدرةً على تولي الأمور .. ولكن مثل الجزائر كنظام يُمثلُها أصبحت دولة مُستأصلة من روح العروبة .. حتى تفيق وترجع إلى رشدها .. فإن الجنسية العربية قد رُفِعت عن سماءها وأرضها .
وفي النهاية ،كلمة للوطن العربي والإسلامي من مصري :
أنا من عاشِقِي الوطن العربي لأنه يتكلم العربية لغة القرآن والرسول .. أنا عاشقٌ للتراب العربي المخضوم بدماء المُسلمين ، والذي وطأته أقدام الفاتحين فضلاً عن الرسول العظيم .. أنا عاشِقٌ للأمة الاسلامية صغيرها وكبيرها .. أبيضها وأسودها .. فقيرها وغنيها .. صحيحها وعليلها .. عالمها وجاهلها .. نابغتها وأخرقها .. إسـلامِيٌّ أنـا من الطِراز الأول .. حاصلُ على شِهادة الأيـزو في حُب المُسلمين .

بقلم خالد الشرنوبي

mahmoudco
20-11-2009, 11:17 AM
http://www.youtube.com/watch?v=Ae6hS150FOU&feature=player_embedded#

شاهد و اعرف كيف خدعوا و كيف ابصرنا

mahmoudco
20-11-2009, 11:19 AM
حسي الله و نعم الوكيل
الفتنة اجزائرية بمصر