المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سُنَّة حسن الظن بالله


المراقب العام
24-02-2015, 04:45 PM
http://islamstory.com/sites/default/files/styles/300px_node_fullcontent_img/public/15/02/09/shapezn_1.jpg

لأن ذنوب العبد كثيرة فإنه أحيانًا يظنُّ أنه هالكٌ لا محالة، وهذا اليأس من المغفرة يدفعه إلى بُعْدٍ عن التوبة، أو يقوده إلى قعود عن العمل لعدم جدواه فيما يظنُّ؛ لذلك كان من سُنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم حُسْنُ الظنِّ بالله؛ مما يُشَجِّع المسلم دومًا على التوبة والعمل الصالح؛ فقد روى مسلم عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَبْلَ وَفَاتِهِ بِثَلاَثٍ، يَقُولُ: "لاَ يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ إِلاَّ وَهُوَ يُحْسِنُ بِاللهِ الظَّنَّ".


وروى البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي، فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلإٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلإٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ بِشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا، وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً".


فالذي يتوقَّع من الله الرحمةَ يرحمه؛ لهذا كان الصحابة رضي الله عنهم يحرصون على الاطمئنان على هذا الفهم عند بعضهم البعض؛ خاصَّة في لحظات المرض الذي قد يُفْضِي إلى الموت، فقد روى أحمد -بإسناد صحيح- عن حَيَّانِ أَبِي النَّضْرِ، قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ رضي الله عنه عَلَى أَبِي الأَسْوَدِ الْجُرَشِيِّ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، وَجَلَسَ قَالَ: فَأَخَذَ أَبُو الأَسْوَدِ يَمِينَ وَاثِلَةَ فَمَسَحَ بِهَا عَلَى عَيْنَيْهِ، وَوَجْهِهِ لِبَيْعَتِهِ بِهَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ لَهُ وَاثِلَةُ رضي الله عنه: وَاحِدَةٌ، أَسْأَلُكَ عَنْهَا؟ قَالَ: وَمَا هِيَ؟ قَالَ: كَيْفَ ظَنُّكَ بِرَبِّكَ؟ قَالَ: فَقَالَ أَبُو الأَسْوَدِ: وَأَشَارَ بِرَأْسِهِ؛ أَيْ حَسَنٌ. قَالَ وَاثِلَةُ: أَبْشِرْ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، فَلْيَظُنَّ بِي مَا شَاءَ".


وهذه السُّنَّة لا يُقْصَد منها أن يستمرئ الإنسان ارتكاب المعاصي والخطايا ثم يتعلَّل بأنه يُحسن الظنَّ بالله؛ فإن إحسان الظنِّ لا بُدَّ أن يكون مقرونًا بصدق التوبة، وحُسن العمل فيما تبقَّى من العمر، فهذا الذي يُؤَكِّد صدق الإيمان، وهذا الذي يستجلب رحمات الله.


ولا تنسوا شعارنا: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} [النور: 54].


المصدر : كتاب " إحياء " للدكتور راغب السرجاني



موضوعات ذات صلة:
6- سُنَّة التبسم (http://islamstory.com/ar/%D8%B3%D9%86%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%A8%D8%B3%D9%85)
38- سُنَّة التقليل من الكلام (http://islamstory.com/ar/%D8%B3%D9%86%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%82%D9%84%D9%8A%D9%84-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%84%D8%A7%D9%85)
51- سُنَّة عدم تمني الموت (http://islamstory.com/ar/%D8%B3%D9%86%D8%A9-%D8%B9%D8%AF%D9%85-%D8%AA%D9%85%D9%86%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%AA)
55- سُنَّة كتابة الوصية (http://islamstory.com/ar/%D8%B3%D9%86%D8%A9-%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B5%D9%8A%D8%A9)
92- سُنَّة سؤال العافية (http://islamstory.com/ar/%D8%B3%D9%86%D8%A9-%D8%B3%D8%A4%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%81%D9%8A%D8%A9)
122- سُنَّة كظم الغيظ (http://islamstory.com/ar/%D8%B3%D9%86%D8%A9-%D9%83%D8%B8%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%BA%D9%8A%D8%B8)

سُنَّة حسن الظن بالله (http://islamstory.com/ar/%D8%B3%D9%86%D8%A9-%D8%AD%D8%B3%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B8%D9%86-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87)